مسرحية عليّة الخالدي تروي سيرتها على خشبة بابل
«عنبرة»... البيروتية التي تجرأت على تحرير المرأة
عنبرة اتخذت مواقف اجتماعية متقدمة جعلتها مضرب المثل في محيطها
«عنبرة»... مسرحية تحمل قضية نسائية وطنية وقومية، عن امرأة أرادت إخراج أخواتها من عتمة المنازل إلى فضاء المجتمع الرحب، بحيث تكون فاعلة وناشطة، تماماً مثل الرجل، لكي ينهضا بعائلة متماسكة عمادها التقاليد والتربية الإسلامية العربية الصحيحة.
إنها عنبرة سلام ابنة سليم سلام (أبوعلي)، الأخت الكبرى للرئيس الراحل صائب سلام (والد الرئيس تمام سلام) التي كانت مثقفة، مطلعة ومتدفقة الأفكار، والتي لم ترضخ يوماً لذل أو هوان أو خطأ. خرجت من منزلها لترى العالم فتعرفت على الشاب الناشط مثلها عبدالغني العريسي (زياد شكرون)، واتخذت مواقف اجتماعية متقدمة جعلتها مضرب المثل في محيطها ومدينتها ثم في الجوار العربي، بعد أن أنشأت جمعية «يقظة الفتاة العربية» وتوجهت من خلالها إلى أخواتها المسلمات، واستطاعت اجتذاب كوكبة من النساء، خصوصاً بعد محاضرتها الشهيرة في الجامعة الأميركية ببيروت العام 1927 بعنوان «شرقية في إنكلترا»، حيث خلعت نقابها علناً وناضلت بصلابة في سبيل حقوق المرأة، خصوصاً حقها في نهل العلم، وقبل مئة عام ويزيد عامين نشرت عنبرة في جريدة «المفيد» مقالة جاء في إحدى فقراتها: «لا نقدر أن نقول إنه بحصول نهضة عربية نجعل العربي سعيداً، لأن تلك النهضة اختصّت بفريق دون آخر، فقد تناولت الرجال من الأمة ولم تصل إلى نسائها، لأنه قد نهض الشاب ولم تزل الفتاة خاملة جاهلة وعقلها في ظلام دامس، فقد بحثت كثيراً علّني أجد الفتاة العربية في مركز راق فلم أجدها، فأين أجدك أيتها الفتاة، إنها لعمري حالة محزنة، لا تنتظري من الرجل أن ينهضك مطلقاً، فهو مهما قدر لا يقدر أن يشعر معك تماماً بحالتك وآلامك».
دور «عنبرة» والتي لعبته الممثلة نزهة حرب المتخرجة في كلية غولد سميث في لندن على خشبة بابل وكانت موفقة في أدائها، فيما كان لافتاً كثيراً الحضور الجاد للممثل عبدالرحيم العوجي في شخصية «أبو علي سلام» (سليم سلام)، وكذلك فادية التنير في شخصية أم علي والدة «عنبرة»، وزياد شكرون في دور عبدالغني العريسي.
هذا المناخ التزمته إخراجاً عليّة الخالدي (زوج عنبرة هو المربي أحمد سامح الخالدي)، وتولت عملية الدراماتورجيا المخرجة نورا السقاف (أدارت مسرح بيروت بين عامي 1982 و1984)، والنتيجة مسرحية جاذبة عميقة المعالجة وفيها عبق نسائي راق ومتين.
إنها عنبرة سلام ابنة سليم سلام (أبوعلي)، الأخت الكبرى للرئيس الراحل صائب سلام (والد الرئيس تمام سلام) التي كانت مثقفة، مطلعة ومتدفقة الأفكار، والتي لم ترضخ يوماً لذل أو هوان أو خطأ. خرجت من منزلها لترى العالم فتعرفت على الشاب الناشط مثلها عبدالغني العريسي (زياد شكرون)، واتخذت مواقف اجتماعية متقدمة جعلتها مضرب المثل في محيطها ومدينتها ثم في الجوار العربي، بعد أن أنشأت جمعية «يقظة الفتاة العربية» وتوجهت من خلالها إلى أخواتها المسلمات، واستطاعت اجتذاب كوكبة من النساء، خصوصاً بعد محاضرتها الشهيرة في الجامعة الأميركية ببيروت العام 1927 بعنوان «شرقية في إنكلترا»، حيث خلعت نقابها علناً وناضلت بصلابة في سبيل حقوق المرأة، خصوصاً حقها في نهل العلم، وقبل مئة عام ويزيد عامين نشرت عنبرة في جريدة «المفيد» مقالة جاء في إحدى فقراتها: «لا نقدر أن نقول إنه بحصول نهضة عربية نجعل العربي سعيداً، لأن تلك النهضة اختصّت بفريق دون آخر، فقد تناولت الرجال من الأمة ولم تصل إلى نسائها، لأنه قد نهض الشاب ولم تزل الفتاة خاملة جاهلة وعقلها في ظلام دامس، فقد بحثت كثيراً علّني أجد الفتاة العربية في مركز راق فلم أجدها، فأين أجدك أيتها الفتاة، إنها لعمري حالة محزنة، لا تنتظري من الرجل أن ينهضك مطلقاً، فهو مهما قدر لا يقدر أن يشعر معك تماماً بحالتك وآلامك».
دور «عنبرة» والتي لعبته الممثلة نزهة حرب المتخرجة في كلية غولد سميث في لندن على خشبة بابل وكانت موفقة في أدائها، فيما كان لافتاً كثيراً الحضور الجاد للممثل عبدالرحيم العوجي في شخصية «أبو علي سلام» (سليم سلام)، وكذلك فادية التنير في شخصية أم علي والدة «عنبرة»، وزياد شكرون في دور عبدالغني العريسي.
هذا المناخ التزمته إخراجاً عليّة الخالدي (زوج عنبرة هو المربي أحمد سامح الخالدي)، وتولت عملية الدراماتورجيا المخرجة نورا السقاف (أدارت مسرح بيروت بين عامي 1982 و1984)، والنتيجة مسرحية جاذبة عميقة المعالجة وفيها عبق نسائي راق ومتين.