المسلسل يتواصل تصويره في دبي... لعرضه على شاشة «الراي» في رمضان

«ساق البامبو» ... يبحث عن جذوره التائهة!

تصغير
تكبير
«صبّاح بيكتشرز» لم تدخر دعماً مادياً أو فنياً ومعنوياً إلا وقدمته لفريق العمل

الأديب السنعوسي نسج خيوط الرواية بحرفية عالية... وأحداثها تضرب الواقع بقوة

شجون الهاجري تطل على شاشة «الراي» في رمضان... بشكل مختلف!

مشاركة الممثل الكوري وان هو تمثِّل نقطة تحوّل في الدراما الخليجية

أبطال العمل يسابقون الزمن ويعملون بروح الفريق الواحد

أسباب عديدة تمنح «ساق البامبو» العُلوَّ على بقية الأعمال في ماراثون الدراما الرمضانية
«ساق البامبو» يترعرع في مواقع التصوير، كي يتفتح على شاشة «الراي» الفضائية في رمضان!

هذا ما تابعته «الراي» في زيارة استغرقت بضعة أيام لمدينة دبي، حيث تدور الكاميرات بأقصى سرعتها لتصوير العمل، الذي يتوقع الجميع أن يحلق عالياً وبعيداً في السباق الدرامي المرتقب في رمضان!


«... لو كنتُ مثل نبتة البامبو، لا انتماء لها، نقتطع جزءاً من ساقها، نغرسه بلا جذور في أي أرض، لا يلبث الساق طويلاً حتى تنبت له جذور جديدة، تنمو من جديد في أرض جديدة، بلا ماضٍ وبلا ذاكرة، لا يلتفت إلى اختلاف الناس حول تسميته... سواء كان (كاوايان) في الفيليبين، أو (خيزران) في الكويت، أو بامبو في أماكن أخرى».

هذا ما يتمناه «عيسى»، بعدما كتب عليه القدر أن يولد من دون هوية واضحة المعالم، فلم يرتكب جرماً في حياته، ولم يقترف أي ذنب، عدا أنه من أم فيليبينية وأب كويتي، فهل سيُفلح في إظهار جذوره التي أخفتها الأحداث المجدولة بقوةٍ - وقسوةٍ أحياناً - بين الكويت والفيليبين؟

هذا ما سيكشف عنه مسار مسلسل «ساق البامبو» الذي سيتابعه الجمهور على شاشة «الراي» في رمضان المقبل!

على قدم وساق، وبروح الفريق الواحد، يواصل فريق «ساق البامبو» تصوير ما تبقى من حلقات المسلسل في مدينة دبي، بقيادة المخرج البحريني محمد القفاص، وبمشاركة كوكبة من ألمع النجوم، وعلى رأسهم الفنانة القديرة سعاد عبدالله والفنانة المتميزة شجون الهاجري والفنان عبدالمحسن النمر إلى جانب فاطمة الصفي وهند البلوشي وريم أرحمة وفرح الصراف والممثل الكوري «وان هو»، ويشاركهم عدد كبير من الفنانين الشباب.

مما يضاعف التوقعات بتحليق المسلسل عالياً في المنافسة الرمضانية للدراما، أنه مأخوذ عن رواية حققت أشواطاً من النجاح على غير مستوى، واحتفى بها القراء والنقاد على السواء، فقد سبق أن حازت رواية «ساق البامبو»، للأديب الكويتي الشاب سعود السنعوسي، بجائزة «البوكر» العالمية المرموقة للرواية العربية، إضافة إلى حصولها على جائزة الدولة التشجيعية في الكويت!

«الراي»، بقلمها وعدستها، انتقلت إلى دبي، حيث يتواصل تصوير العمل الذي أُنجِز منه حتى الآن أكثر من 40 في المئة. فبعد 12 يوماً من التصوير في الفيليبين، حيث تدور على أراضيها أحداث مفصلية، حطّ فريق المسلسل رحاله في دبي لتصوير بقية الأحداث تمهيداً لعرضها على شاشة «الراي» الفضائية في الليالي الرمضانية.

أيام عدة قضتها عدسة «الراي» تتابع نمو «ساق البامبو» وتشابك أحداثه في مواقع التصوير، الذي سينقسم بين مشاهد داخلية وأخرى خارجية. وقد رصدت «الراي» نشاط فريق العمل الذي يعمل كخلية نحل لتكون الحلقات جاهزة قبل قدوم شهر رمضان المبارك. كما كان واضحاً الانسجام بين الفريق، إضافة إلى روح الألفة والمحبة.

ويراهن صنّاع مسلسل «ساق البامبو» على نجاحه بقوة في ماراثون الدراما الرمضانية، الأمر الذي تجسد في تسخير شركة «صبّاح بيكتشرز»، الجهة المنتجة للعمل، كل إمكاناتها لإنتاج هذا العمل الضخم، حيث لم تدخر أي دعم مادي أو فني ومعنوي إلا وقدمته، بغية ظهوره في أبهى صورة.

وهناك أسباب عدة لعلو كعب «ساق البامبو» على بقية الأعمال الأخرى، منها القصة الاجتماعية التي نسج خيوطها السنعوسي بحرفية عالية، لا سيما أنها تحمل بين ثناياها قضايا إنسانية شديدة الحساسية لم يتطرق إليها أحد بهذه الطريقة المتعمقة من صناع الدراما المحلية، فضلاً عن مشاركة نخبة من أهم الفنانات في الخليج، تحت قيادة المخرج المتميز محمد القفاص، بالإضافة إلى إطلالة الفنانة شجون الهاجري بشكل مختلف، إلى جانب عودتها إلى العمل مع الفنانة القديرة سعاد عبدالله بعد غياب، كما أن مشاركة الممثل الكوري «وان هو» تعد نقطة تحول في الدراما الكويتية خاصة، والخليجية بشكل عام.

يتناول مسلسل «ساق البامبو» حزمة من أهم القضايا الشائكة في المجتمع الخليجي، ومنها ظاهرة الزواج الذي يتم بين مواطنين والعمالة الأجنبية، وما يترتب على هذه الزيجات من انعكاسات سلبية خطيرة، يدفع ضريبتها الأبناء وحدهم، الذين يتحملون ثمن الفروق المجتمعية والطبقية والثقافية والدينية بين دول الخليج ودول شرق آسيا.

تبدأ أحداث العمل من البيت الكبير، فمنذ أن «حلّت (لعنة جوزافين) من الباب الرئيسي، خرجت البركة من بابه الخلفي». هكذا تتصور السيدة «غنيمة» التي ترى أن قدوم «جوزافين» هو طالع نحس وشؤم، قبل أي شيء آخر. و«غنيمة» هي امرأة حازمة وعصبية المزاج في أغلب الأحيان، تسكن في البيت الكبير مع ولدها البكر «راشد» وبناتها الثلاث.

وتؤمن «غنيمة» بما تراه في منامها من أحلام إيماناً مطلقاً، وترى في كل حلم رسالة لا يمكن إهمالها مهما كان حلمها تافهاً أو غامضا أو مشوشا، وهي تقضي معظم أوقاتها في البحث عن تفسيرات لتلك الأحلام، كما تستعين أحياناً بمفسري الأحلام لدرجة أنها تصل إلى حد التناقض في كثير من الأوقات.

حب «غنيمة» لابنها راشد ليس حباً تقليدياً بين أم وأولادها، بل إنها تعلّق عليه كل آمالها وأحلامها، خصوصاً أن «راشد» هو آخر ورقة من غصن الرجال في شجرة العائلة، بعدما توارى بعض الذكور من أسلافه في عرض البحر، والبعض الآخر قضى في ظروف أخرى.

أما «جوزافين»، فهي الفتاة الفيليبينية المثقفة، التي أطاحت بها أمواج الفقر وشظف العيش من بلادها، لتلقي بها على شطآن الخليج بحثاً عن حياة كريمة وعمل شريف وراتب مضمون يعينها على صعاب الحياة. فعلى الرغم من تعليمها العالي وثقافتها الواسعة في مجالات شتى، إلا أنها قبلت بالعمل كخادمة، لكيلا تضطر إلى العمل كبائعة هوى مثل شقيقتها «آيدي» التي اعتادت بيع جسدها للسياح في الملاهي الليلية في الفيليبين، لتأمين قوت يومها.

أما الأم «غنيمة» فقد دأبت على إظهار تشاؤمها بـ «جوزافين»، مستندةً إلى أن هذه الأخيرة وصلت إلى الكويت في ظروف حرجة خلال فترة الثمانينيات التي شهدت اضطرابات أمنية شديدة، لذا كانت «جوزافين» تلقى معاملة قاسية ليس من الأم فقط، بل من بناتها الثلاث أيضاً، فيما «راشد» هو الوحيد الذي يظل حنوناً معها على الدوام، ومن هنا بدأت بذور الإعجاب تنبت وتترعرع شيئاً فشيئاً بين راشد وجوزافين، خصوصاً أن هناك قواسم مشتركة كثيرة بينهما في مجال الثقافة والأدب، إذ إن «راشد» هو روائي وكاتب مقال أسبوعي في إحدى الصحف المحلية.

ومع مرور الوقت، يزداد إعجاب «راشد» بـ «جوزافين» كثيراً، إلى أن يراها الزوجة المثالية بالنسبة إليه، التي ستنسيه قصة الحب المريرة التي عاشها مع زميلته في الجامعة، والتي كانت ستتوج بالزواج لولا أن والدته اعترضت طريقه في اللحظات الأخيرة، وأوقفت هذه العلاقة التي رأتها الأم غير متكافئة اجتماعياً. و «جوزافين» بدورها تبادل «راشد» الإعجاب أيضاً ولكن في صمت، غير أنه لم يدر في خَلدها - ولو هنيهة - أن يطلب يدها للزواج في يوم من الأيام، فهو السيد والأديب وهي الخادمة البائسة، قبل أن يزيح جميع الفروقات بينه وبينها، متمرداً على القوانين الصارمة للمجتمع بزواجه سراً من الخادمة، منطلقاً من مبادئه واقتناعاته الخاصة، وهو الذي يقول: «قبل أن تقع في الحب يجب أن تختار الفتاة التي سوف تقع في حبها، فلا مكان للمصادفة في ذلك»، لكن القضية لم تكن لتمر بهذه البساطة، خصوصا عند الأم «غنيمة» التي تحكم على الأمور من منظور آخر!

لكن «راشد» يخفي زواجه في بادئ الأمر، قبل أن تظهر علامات الحمل على جسد «جوزافين»، وسرعان ما يتكشف الأمر، وتعلم الأم «غنيمة» أن «راشد» وليس أحد غيره هو الأب الشرعي لذلك الطفل في بطن الخادمة، الأمر الذي أثار جنونها واضطرها إلى طرد ابنها البكر والوحيد من المنزل مع «الخادمة النحس»... لتكون هذه هي البداية العاصفة لأحداث المسلسل التي سيكون الجمهور على موعد معه على شاشة «الراي» الفضائية، التي ستتولى في رمضان المقبل إزاحة النقاب عن امتدادات «ساق البامبو» وتفرعاته على مدار تحولات درامية تجمع بين روعة الفن وعمق الرسالة في وقت معاً!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي