«منازلات» يختلط فيها السياسي بالعائلي

مليون لبناني في بيروت والبقاع يختارون مجالسهم البلدية اليوم

u0644u0628u0646u0627u0646u064au0648u0646 u064au0645u0631u0648u0646 u0642u0631u0628 u0635u0648u0631 u0645u0631u0634u062du064au0646 u0644u0644u0627u0646u062au062eu0627u0628u0627u062a u0627u0644u0628u0644u062fu064au0629 u0641u064a u0628u064au0631u0648u062a u0627u0645u0633 (u0631u0648u064au062au0631u0632)
لبنانيون يمرون قرب صور مرشحين للانتخابات البلدية في بيروت امس (رويترز)
تصغير
تكبير
1.087.840 ناخباً مدعوون اليوم الى خوض الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتيْ بيروت والبقاع اللتين ستشهدان مبارزاتٍ في صناديق الاقتراع يَتداخل فيها السياسي والحزبي مع العائلي وسط تَرقُّب لما سيحمله الاثنان من نتائج لن يتمّ وضْعها الا في «الميزان» السياسي للواقع اللبناني مع ما يعنيه ذلك من «إسقاطات» لجرْدة الربح والخسارة على مواقع الأطراف الوازنة في التركيبة المقبلة التي ستقوم «على أنقاض» الشغور في رئاسة الجمهورية الذي يدخل في 25 مايو الجاري عامه الثالث.

ومن هنا يبدو الاستحقاق البلدي الذي يُستكمل في 3 جولات أخرى (في 15 و 22 و 29 مايو) بمثابة «الفرصة الأخيرة» امام لبنان لتفادي السقوط في «حفرة» لن يكون عندها خروجٌ منها إلا «على سلّم» نظام جديدٍ ترى اوساط سياسية في بيروت ان لا حماسة دولية لإرسائه ولا سيما في ظل الانطباع بأن اتفاق الطائف الذي كان أنهى الحرب الأهلية في لبنان على قاعدة تعديلات دستورية رسمت نفوذ الطوائف وتوازنات الحكم يبقى «النموذج» الصالح للاعتماد كقاعدة للحل السياسي في أكثر من ساحة مشتعلة في المنطقة ولا سيما سورية.


ولا تُسقط الأوساط السياسية نفسها وجود رغبة خارجية في حصول «اختبار شعبي» وخصوصاً في المقلب المسيحي لقياس تأثير التفاهم الثنائي بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» ومدى اتكائه على دعمٍ شعبي سيكون كفيلاً بحال ثبوته في صناديق الاقتراع إعطاء زخم لترشيح سمير جعجع للعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، فيما سيساهم تلقي هذا الثنائي خسائر في مناطق ذات ثقل مسيحي الى إضعاف ترشيح عون.

وحسب هذه الاوساط، فإن عواصم عدة ترصد باهتمام على المقلب المسلم اذا كان «حزب الله» سينجح في تجديد «الثقة الشعبية» به رغم انخراطه العسكري في أكثر من حرب خارج لبنان، ما جعله يتكبّد خسائر بشرية ويستجرّ حظراً مالياً غير مسبوق عليه ضيّق الخناق على بيئته الحاضنة التي وجدت نفسها بين مطرقة العقوبات المالية الاميركية الموجعة باعتباره «منظمة ارهابية وإجرامية» وسندان تصنيفه إرهابياً من دول مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية.

ولا تقلّ أهميةً الصورة التي سيخرج بها زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري من الانتخابات البلدية والاختيارية ولا سيما في العاصمة بيروت حيث سيكون امام تحدّ تجديد إمساكه بزمام القرار في طائفته، والإبقاء على الحدّ الأدنى من التوازن السياسي في لبنان بمواجهة «حزب الله» ريثما تكون دقّت ساعة التسوية في المحيط والتي ستتمدّد تلقائياً الى الواقع اللبناني.

وتبعاً لهذه الخلفيات مجتمعةً، تتّجه الأنظار في الجولة الاولى من الاستحقاق البلدي الى أكثر من منطقة ستوضع نتائجها في «الغربال» السياسي.

ففي بيروت، التي يبلغ عدد ناخبيها 476021 يتعين عليهم اختيار مجلس بلدي واحد للعاصمة مؤلف من 24 عضواً من بين نحو 114 مرشحاً (و108 مخاتير من بين نحو 226 مرشحاً) يتوزعون على أكثر من خمس لوائح أبرزها لائحتان مكتملتان، الاولى تضم ائتلاف الأحزاب الأبرز واسمها «البيارتة» وثانية مؤلفة من نخب علمية وثقافية وفكرية وفنية باسم «بيروت مدينتي»، تتعدّد «طبقات» المعركة التي ستدور تحت عنوان مشترك هو رفْع مستوى المشاركة في الاقتراع الذي لم يتجاوز العام 2010 الـ 19 في المئة، باعتبار ان هذا سيكون بالنسبة الى اللائحتين الرئيسيتين معياراً اساسياً الى مسار المعركة.

واذا كانت «لائحة النخب» ترفع شعار التغيير والابتعاد عن المحاصصات التي تعلّب العمل البلدي او تعطّله نتيجة «المناكفات» السياسية، فإن لائحة الأحزاب التي تحوّل «تيار المستقبل» الى «رأس حربتها» تسعى الى تحقيق فوز على قاعدة مزدوجة هي ضمان عدم خرقها وتالياً تكريس المناصفة المسيحية - الاسلامية في بلدية بيروت التي كان أرساها الرئيس الشهيد رفيق الحريري ابتداء من انتخابات 1998.

وترى أوساط متابعة ان الرئيس سعد الحريري الذي يعتبر ان كسْر المناصفة هو صفعة لـ «وصية» والده، انما يخوض في هذا السياق معركة من «طبقتين»: الاولى لتكريس صورة «تيار المستقبل» الممسك بزمام الشارع السني والعابر للطوائف ومرتكز العيش المشترك في لبنان وخط الدفاع الاول عن الاعتدال، والثانية تفادي اي مفاجآت تعيد الاعتبار الى أصوات سبق ان دعت، وبينها «التيار الحر» الذي يخوض الانتخابات على لائحة «البيارتة»، في محطات سابقة الى عدم الإبقاء على بيروت دائرة انتخابية واحدة وتقسيمها الى بلديتين او ثلاث.

وفي البقاع، حيث دعي 611819 ناخباً الى الاقتراع لانتخاب 168 بلدية، تشخص الأنظار على انتخابات زحلة التي باتت تختصر مجمل الاستحقاق في هذه المحافظة بعدما تحوّلت حلبة لمبارزة قاسية بين أرملة النائب السابق الياس سكاف السيدة ميريام سكاف التي تخوض عبر لائحة «زحلة الامانة» معركة تثبيت الزعامة التاريخية لآل سكاف في «عاصمة الكثلكة»، مقابل لائحة مدعومة من الأحزاب المسيحية الأبرز اي «القوات اللبنانية» و«التيار الحر» والكتائب (لائحة إنماء زحلة)، ولائحة يؤيدها النائب نقولا فتوش («زحلة تستحق»).

وترى اوساط متابعة ان ما ستشهده زحلة اليوم إما يثبت ما سبق ان اعلنه الياس سكاف عبر شعار «زحلة مقبرة الأحزاب»، وإما توجّه من خلاله «القوات» و«التيار الحر» خصوصاً رسالة مدوية الى ان تفاهمهما قائم على ثوابت راسخة وستكون له تتمات. علماً ان زحلة حيث يتنافس على مقاعدها البلدية (عددها 21) 77 مرشحاً، يزيد عدد ناخبيها عن 64 الفاً و700 ناخب، غالبيتهم من الروم الكاثوليك، فيما الناخبون المسلمون يناهزون 11 الفاً، يزيد الشيعة منهم على 6 آلاف و900 ناخب، والسنّة على 4 آلاف و150 ناخباً، وسط انشداد الأنظار الى اين ستصبّ كتلة الناخبين غير المسيحيين في ظل ترك «المستقبل» الحرية لناخبيه الذين يرجّح ان يصب قسم منهم لمصلحة لائحة سكاف، وعدم اتضاح خيارات «حزب الله» الذي يمكن ان يوفّق بين إنجاح مرشحي «التيار الحر» على لائحة الأحزاب ومحاولة تأمين فوز لائحة سكاف، لاعتبارات عدة لا يخرج منها عدم الارتياح لتفاهم عون - جعجع.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي