أثبتت لدى اختبارها بأنها نقلةٌ جديدة في تاريخ الـ «هايبرد» وتدشينٌ لتكنولوجيا مستقبل السيارات في العالم

تويوتا «بريوس»... رحلة إلى المستقبل

تصغير
تكبير
ترتقي بتقنية الـ «هايبرِد» في الشرق الأوسط إلى آفاقٍ جديدة

جاهزة لإحداث تأثير كبير في مجال التنقل المستدام في المنطقة

تصميم جديد لافت متناغم مع المقصورة الداخلية المُطَوَّرة ليجعل المركبة أكثر تألقاً على الطرقات

ديناميكية قيادة متفوقة مع أداءٍ معزز للمحرك وكفاءة في استهلاك الوقود

تقنيات سلامة متطورة توفر أعلى درجات الحماية الشاملة للركاب
بعد أن كشفت مؤسسة محمد ناصر الساير، الوكيل الحصري لسيارات «تويوتا» في الكويت، قبل فترة النقاب عن سيارة تويوتا «بريوس» (هايبرد) ذات المحركين الجديدة كلياً، كان لا بد لنا من الوقوف عن قرب على هذه المركبة الفريدة من خلال تجربة أخضعناها لها في الكويت لثلاثة أيام كانت في الواقع بمثابة رحلة إلى المستقبل.

«بريوس» قادرة على تغيير النظرة العامة تجاه القيادة، فتصميمها الخارجي المذهل بخطوطه الانسيابية يلفت الانتباه إينما حلّت وارتحلت، فيما تأسر المقصورة الداخلية أي شخص يدخلها.


أما القيادة فهي «اختبار مريح» للغاية، إلى حد يجعل التنقل بالسيارة من قبيل الامتياز.

يعتبر محركها بمثابة أعجوبة هندسية يمنح السائق أعلى درجات الكفاءة.

كان اختباراً «مختلفاً» للغاية، فـ «بريوس» لا تكتفي بتغيير مفهوم السيارة لدى السائق، بل تفرض على السائق أن يتغيّر في طريقة تعاطيه مع المركبة.

منذ اللحظة الذي تسلّمنا فيها «تويوتا بريوس»، شعرنا بأن شعار «المستقبل بين يديك» يليق بها تماماً.

هي تمثل الجيل الرابع من هذه السيارة، بيد ان ذلك ليس كل شيء لأن «بريوس» تمثل نقلة جديدة من التقدم في تاريخ وانجازات تكنولوجيا طاقة الـ«هايبرد» من تويوتا، لا بل تعتبر تدشيناً لتكنولوجيا مستقبل السيارات في العالم.

كان من الضروري أن ندرك قبل بداية التجربة بأن «بريوس» هي أول مركبة «هايبرِد» يتم إنتاجها على نطاقٍ واسع في العالم، إذ ظهر الجيل الأول منها في 1997 في الأسواق اليابانية، لتضع بذلك علامة فارقة في مجال التنقل المستدام وتطوير أنظمة دفع المركبات.

وبات اسم «بريوس»، الذي يعني باللاتينية «قبل» أو «الذي يأتي أولاً»، رمزاً للمركبة التي سبقت عصرها وأُطلقت حتى قبل أن يصبح الوعي البيئي قضية اجتماعية.

واستباقاً للحاجة الملحة التي ظهرت في القرن الـ 21 للمركبات ذات الكفاءة الاستثنائية في استهلاك الوقود، برهنت الأجيال المتعاقبة من «بريوس» على التزام شركة تويوتا بالرؤية المستقبلية للحفاظ على البيئة.

التصميم

لا شك في ان التصميم الخارجي يشكل العنوان الأبرز لأي سيارة.

وانطلاقاً من هذا المعطى، أثبتت «بريوس» من خلال هيكلها بأنها تنتمي إلى «عالم آخر». فقد خضعت لإعادة تطوير كامل استناداً إلى فلسفة شركة تويوتا التصميمية الحسية والتقنية الفريدة، والتي تجمع بين عوامل الارتباط العاطفي والعقلاني في المركبة.

تشير الإطلالة الخارجية لـ«بريوس» إلى أدائها الوظيفي المتقدم، وتُعبِّر عن متعة القيادة لتترك انطباعاً راسخاً في الأذهان.

يزين شعار تويوتا في المقدمة التصميم المثلث الشكل الذي يميز الهيكل وتستكمل اللمسات الجمالية على طول غطاء المحرك وتنساب على السقف وصولاً إلى الجناح الخلفي.

تمتاز العتبات بسطحها اللامع، والذي يبدأ من أدنى جزء من المصد الأمامي وأسفل الباب، ثم يتجه صعودا ليضفي على المركبة إطلالة رياضية أكثر انخفاضاً. ويستكمل الخط الجانبي الشكل المثلث للمركبة مع زاوية أقل ارتفاعاً ومتجهة نحو الأمام للتعبير عن طابع الحركة وتشكيل بنية هيكلية متطورة تلتقي فيها الأجزاء الزجاجية مع الهيكل.

هذا التصميم يسهم في تقديم تدفق سلس للهواء حول المركبة لتحقيق أعلى درجات الاقتصاد في استهلاك الوقود وتوفير المزيد من الهدوء للمقصورة.

وتضفي أعمدة السقف الخلفية ذات اللون الأسود لمسة تعكس تأثير السقف العائم، بينما يعزز خط السقف وغطاء المحرك والأبعاد الانسيابية من الإطلالة الرياضية. وتمنح المصابيح الأمامية والخلفية التي تأتي بتقنية الصمام الثنائي الباعث للضوء (LED) مظهراً رائداً.

أما الجزء الخلفي فتضفي عليه الخطوط وتصميم مصابيح الـ LED جاذبية وإطلالة استثنائية، كما تعطي انطباعاً بالثبات، والذي يتحقق عبر الخط الجانبي العلوي والجناح الخلفي البارز الذي يتصل بحواف الزوايا لرفع مستوى الديناميكية الهوائية. تتوافر المركبة بسبعة ألوان: الأسود «أتيتيود ميكا»، الأزرق الغامق المعدني «ميكا»، الرمادي المعدني، الفضي المعدني، الكريستال اللؤلؤي الأبيض اللامع، الأبيض سوبر 2، والأحمر المتوهج.

المقصورة

لا خلاف على ان التصميم الخارجي يعطي فكرة عما سيكون عليه التصميم الداخلي. فالمقصورة جاءت عصرية باستخدام المواد ناعمة الملمس والتشطيبات المعدنية، بالإضافة إلى اللمسات المبتكرة.

وتتوافر المركبة بلونين للمقصورة: الرمادي «كوولغراي»، والأسود.

زودت «بريوس» بشاشتين ملونتين قياس 4,2 بوصة تعملان بتقنية شرائح الترانزستور الرقيقة (TFT)، وتعرضان عداداً ملوناً يمتاز بالسطوع والدقة العالية ويُمكن أن تُعرض أيضاً معلومات أخرى.

وثمة شاشة متعددة المعلومات (MID) مع مُراقب للطاقة، تعرض تغير تدفق الطاقة المقترن بظروف القيادة. ويتم عرض تدفق الطاقة في صورة أسهم ومؤشرات ضوئية متحركة.

تحتوي الشاشة على مؤشر نظام الـ «هايبرِد»، والذي يتألف من مؤشرات عدة تُستخدَم لعرض عمل دواسة التسارع، ونظام الـ «هايبرِد»، وعددٍ آخر من الوظائف.

ويستفيد نظام التكييف من أحدث التقنيات والمكونات، بما في ذلك ضاغط الهواء الكهربائي الذي يساهم في تحسين أداء التبريد وتقليل الضوضاء. كما تم اعتماد فلتر فعال لتنقية الهواء وعزل الشوائب متناهية الصغر.

نمط التدفق يعمل على توجيه الهواء إلى مناطق يشغلها الركاب فقط ويمكن التحكم به عبر الإعدادات التالية: ضبط درجة حرارة المكيف، درجة الحرارة الخارجية، درجة حرارة المقصورة، مقدار ضوء الشمس الذي يصل إلى المقصورة.

وثمة مقياس لنظام تكييف الهواء إلى مقياس الأداء البيئي لكفاءة استهلاك الوقود.

ويتوفر وضع اقتصادي لنظام التكييف إلى جانب مفتاح تشغيل وضع التسخين/‏‏التبريد الاقتصادي بشكلٍ منفصل. لوحة العدادات تأتي بتصميم أفقي رفيع وأسطح ملساء تعزز من سهولة التعامل مع المناطق التشغيلية القريبة من السائق، في حين تبقى شاشات عرض المعلومات أبعد قليلاً لمزيد من الوضوح في الرؤية.

وتعرض الشاشة الشفافة الملونة الكبيرة المثبتة في الزجاج الأمامي على مستوى الرأس (HUD) مجموعة من المعلومات منها: إشارات تنبيه السائق، نظام الملاحة، عداد سرعة المركبة، الطاقة، وغيرها. تتسع «بريوس» لخمسة أشخاص، وتمت زيادة سعة صندوق الأمتعة، وتأتي مزودة بمقطورة سحب.

وجرى تحسين وسادات المقاعد الخلفية، مع منطقة جلوس تضاهي في اتساعها المقاعد الأمامية.

صف المقاعد الخلفي ينفصل إلى قسمين بنسبة 60/‏‏40 مع هيكلٍ ذي خاصية طي للأسفل لتوفير مزيد من الراحة والاستفادة من مسند الذراع وحامل الأكواب. عجلة القيادة تتماشى مع النمط العام وتأتي مكسوة بالجلد الصناعي، مع خاصية التحكم بدرجة حرارة سطحها.

زوّدت «بريوس» بنظام شحن لاسلكي يتيح شحن الأجهزة عن طريق وضعها على لوح الشحن دون الحاجة إلى وصلات. كما أنه متوافق مع «كي» (Qi)، المعيار العالمي الذي وضعه اتحاد الطاقة اللاسلكية (WPC)، ويزود قدرة 5 واط أو أقل من طاقة الشحن للهواتف الذكية. ويتوفر خيار نظام «جاي.بي.أل.» (JBL) الصوتي الذي يشمل 10 سماعات موزعة بذكاء. ويغمر الصوت الجهير (bass) المقصورة بقوةٍ عبر مكبرات مثبتة في الأبواب الأمامية.

وتوفر تقنية الـ «غرين أدج» فعالية عالية في الأصوات لتقديم جودة عالية في الصوت مع استهلاك الحد الأدنى من الطاقة.

السلامة

صحيح ان عناصر السلامة في هذه السيارة لا تظهر بالعين المجردة الا انه لا بد من تعدادها.

ترسي «بريوس» معايير عالية للسلامة بفضل مجموعة استثنائية من المزايا النشطة وغير النشطة، والتي تتضمن سبع وسادات هوائية لحماية السائق والركاب، ومساند الرأس النشطة الأمامية، وشاشة عرض شفافة ملونة كبيرة بمستوى الرأس في الزجاج الأمامي. تأتي المركبة مزودة بأحزمة أمان ثلاثية نقاط الاتصال بخاصية الشد الطارئ (ELR) للمقاعد الأمامية والخلفية، فضلاً عن خاصية الشد المسبق وآلية ثنائية الحد من قوة ضغط الحزام.

تضم «بريوس» العديد من مزايا السلامة النشطة مثل نظام المكابح المانعة للانغلاق (ABS)، نظام التحكم بثبات المركبة (VSC)، ونظام التحكم بالسحب (TRC). ويستخدم نظام المكابح أجهزة استشعار للكشف عن مقدار ضغط السائق على الدواسة بغرض تحديد مدى قوة الكبح اللازمة.

هذا النظام يحقق الاستفادة القصوى من قدرة نظام الـ «هايبرِد» على تحويل الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائية. تأتي «بريوس» مزودة بنظام «مراقبة النقطة العمياء» (BSM) ونظام «تنبيه حركة المرور الخلفية» (RCTA) لتنبيه السائق بحال وجود مركبة على أي من الجانبين.

ويستفيد نظام «مراقبة النقطة العمياء» من المستشعرات الرادارية على الزوايا الخلفية للمركبة لرصد مرور مركبة يصعب على السائق رؤيتها.

ويتم تنبيهه عبر إشارة ضوئية تعمل بتقنية الصمام الثنائي الباعث للضوء (LED) تومض في المرآة الجانبية لجهة الالتفاف، وتبقى مُفعَّلة طيلة فترة وجود أي مركبة في النقطة العمياء.

ومن خلال اعتماد «الأطر الهيكلية العالمية الجديدة لتويوتا»، تتمتع «بريوس» بهيكل آمن للغاية.

محرك فريد

خضع محرك البنزين سعة 1.8 لتر في «بريوس» والذي يعمل بتقنية «توقيت الصمامات المتغير المزدوج» (VVT-i) وبنظام دورة «أتكينسون» لإعادة هندسة، ليحقق نتائج ملحوظة في ما يتعلق بالأداء والاقتصاد في استهلاك الوقود.

يحقق كفاءة حرارية قصوى تتخطى 40 في المئة عبر نظام إعادة تدوير غاز العادم عالي الأداء وتحسينات على كفاءة الاحتراق.

ينتج محرك البنزين والموتور الكهربائي طاقة قصوى 130 حصاناً عند 5.200 دورة في الدقيقة مع عزم دوران أقصى يبلغ 14.5 كلغ - متر عند 3.600 دورة في الدقيقة.

ينتج المولدان كثافة أعلى من الطاقة، مع تخفيض الحجم والوزن ليتناسبان مع تصميم محور الدفع متعدد الأعمدة، من دون التأثير على الاقتصاد في استهلاك الوقود، حيث تم تضمين المحركين بهيكل لفائف مبتكر.

تموضعت وحدة التحكم مباشرة فوق محور نظام الدفع، وتم «زرع» البطارية في حجرة المحرك.

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي