نظرية الحصر المنطقي تقسم الاشياء الى قسمين: معقول وغير معقول... فإذا كان لديك قصر في الخيال وكوخ في الحقيقة، فإن الكوخ خير من القصر، فالمعقول هو أفضل من غير المعقول، والمعقول ينقسم إلى قسمين: نام وجامد.
النامي خير من الجامد
والنامي قسمان: عاقل وغير عاقل
فالعاقل أفضل، والعاقل ينقسم الى قسمين: متعلم وجاهل... والمتعلم أفضل من الجاهل
لذلك، قيل ان العلم هو أشرف المعقولات ولم تزل القضية التعليمية تأخذ صدارتها في اولويات الدول المتطورة، حيث تجدّ المؤسسات المتخصصة في مجال التعليم بايجاد السبل المختلفة والطرق المتنوعة والمستلزمات المتباينة التي تعين في عملية تطوير التعليم والتعلم، ولعل البرلمان الطلابي من الوسائل التي تلقي الأضواء على هموم المتعلمين وتعمل على تدريب الطلاب على العمل البرلماني والتفكير في إعمال العقل من اجل الوصول الى طريق منظم في عملية الحوار وابداء الرأي، ولعل الهموم التي ابداها الطلاب أخيراً في جلستهم البرلمانية تعكس صورة عن ما يعاينه الطلاب من بعض الصعوبات التي تعتري مسيرتهم التعليمية، ولعل المسؤولين ينظرون إلى قضايا الطلاب بعين الاعتبار، وعسى الا تكون هذه الجلسات البرلمانية، هي مجرد عادة سنوية نعقدها لاجل الحدث من دون النظر الى ما حققناه من قضايا قد طرحت في السنوات الماضية والسنوات تترى والمشاريع واقفة ولم تتحرك، فالطلاب تتوق أنفسهم الى جامعة تتوافر فيها مستلزمات تواكب روح التطور.
وقد مضى على جامعة الشدادية، 20 حكومة واربعة اجيال نمت، وتطورت وحرمت من رسائل، لو انجزت هذه الجامعة لاستفادوا منها، وهشيم النار الذي يوقد في بعض ارجائها اكثر مما يذكر عن مراحل انجازها.
ولم نزل نقول ان التعليم من اولويات العمل البرلماني ولن يتطور التعليم إلا إذا حدث استقرار في المنهج وطريقة المعلم وتطور البيئة المدرسية وإدارتها وطرق القياس حتى نعمل على تأكيد هدف التربية وهو تكوين المواطن الصالح.
عزيزي القارئ، استمتعت بالاطلاع أخيراً على محاضرة في مجال اصلاح التعليم في دولة الكويت لوكيل وزارة التربية المساعد السابق الدكتور جعفر العريان، حيث سلط الضوء على مفهوم اصلاح التعليم، واكد اهمية ان يتضمن الاصلاح تزويد المتعلمين بالكفايات التي تكفل تفاعلهم الناجح في حياتهم الاجتماعية والمهنية وتدعم تواصلهم واستخدامهم الفاعل للأدوات المتقدمة الشاملة للمعرفة بجوانبها الرقمية والمرئية والمكتوبة. وحدد ابو طارق معايير الاصلاح التعليمي، فلا بد ان تكون مناسبة تنموياً ومحددة وثابتة وقابلة للقياس في إطار منهج دراسي متكامل. وخلص الى تساؤلات كثيرة عن مستوى التعليم والمستوى المطلوب له وعن تقييم سوق العمل لمخرجات العملية التعليمية والتحديات التي تواجهها وتقييم الجهود التي تبذل في تحقيق الاصلاح التعليمي.
ولن يتطور التعليم الا اذا تشابكت كل الافكار التربوية على الصعد كافة وفي كل المجالات بخطى واثقة وحثيثة من اجل تطور التعليم والرقي بالفرد كي يكون عضواً فاعلاً في تنمية المجتمع وبناء الأمة.
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم
لم يبن ملك على جهل وإقلال