اجهزة الهواتف الذكية وما شابهها من اجهزة في متناول ايدينا، تحتوي على برامج متعددة ومرتبطة بشبكات عنكبوتية، منها المفيد والضار والجيد والسيئ والفاسد... برامج ادخلت البعض الى السجون بتغريدات الطيور، وبرامج بعضها اشعل الثورات في «الربيع العربي»، وبرامج استفاد منها المختصون والمهنيون في اعمالهم ومهنهم، وبرامج ادت الى الانفصالات العائلية والطلاق... تغريدات وصور وفيديو ومناقشات وحوارات وسب وقذف، كلها من خلال هذه الاجهزة الذكية الذي صنعها الانسان وفاقت ذكاءه في بعض الاحيان...
جلست منذ ايام مع ابني عبدالله نتحاور حول بعض الامور، ففاجأني بقوله انه سيبدل جهاز هاتفه، واعتقدت انه سيشتري ما هو حديث ومتطور اكثر، لكنه قال لي انه سيشتري جهازاً رخيصاً وليس به اي برامج (هاتف غبي) فقط للاتصالات! وتابع موضحاً ان هذه الاجهزة اصبحت في ايدي الجميع، صغاراً وكباراً، فقراء وأغنياء، رجالاً ونساء، وحتى بين أيدي الاطفال، وأنه خلال التجمعات الشبابية في الديوانيات لم نعد نتحاور او نتكلم او نتناقش كالسابق، اصبحنا مجتمعين وافكارنا وقلوبنا شتى، وهذا ما يحدث الان في بيوتنا وفي مقار اعمالنا، حتى اثناء القيادة ترى الناس يسيرون بعدم انتباه، ما يؤدي إلى حوادث ووفيات واصابات بليغة وكسور مختلفة، بسبب سوء استخدام هذه البرامج التي اشغلتنا عن احترام الطريق وكل مستخدميه وعدم احساسنا بالاخرين، فترى في السيارة، العائلة كلها، ولكن كل واحد بيده الهاتف الذكي ومشغول به.
لقد اصبحت هذه البرامج تقرب البعيد والمجهول وغير الواقعي في بعض الاحيان، واغلب المستخدمين بأسماء مستعارة (nickname)، لا تعرف ميولهم ولا طباعهم وحتى صورهم مستعارة، واما من هم حولنا، فقد ابتعدنا عنهم ونسينا طرق الحوار معهم، لذا فإن ابني عبدالله قرر ان يستبدل جهازه «هاتفه»، وهذا ما فعلته انا ايضاً، بأن ألغيت كل البرامج المختلفة الذكية منها والغبية من جهازي وألغيت كل انواع برامج التواصل الاجتماعي، على ان ابدأ بالتواصل مع الاخرين بالاتصال المباشر واللقاءات كالتي كانت في السابق... فليعذرني اصدقائي.
اللهم احفظ الكويت وشعبها واميرها وولي عهدها من كل شر ومكروه.
[email protected]@7urAljumah