الناس مع كل مطالب مشروعة بالحقوق المكتسبة حسب المؤهل والخبرة والجهد، واشترطوا أن يكون الإضراب لنيل هذه الحقوق بطريقة قانونية، لا تضرُّ بمصالح الناس وحاجاتهم، أو تحمّل الدولة خسائر مادية جسيمة، فهذا النوع من الإضرابات عقوبة جماعية وانتقام غير مقبول.
مقدمة كان لا بد منها لتبيان أسباب فشل إضراب العاملين في القطاع النفطي الأسبوع الماضي، فالنقابات أظهرت إضرابها كأنه عمل سيشلُّ البلد ويضرُّ بمصالح الناس وحاجاتهم، وسيكلف الدولة مئات الملايين، فكان من الطبيعي أن تكون ردة الفعل الشعبية والإعلامية ضد هذا الإضراب، فقد رأوه ابتزازاً وتهديداً للناس والبلد، وطالبوا المشاركين فيه بإنهائه فوراً والعودة إلى العمل، ولم يجد الإضراب مؤيدين له حتى بين كثير من العاملين في القطاع النفطي.
أما السبب الآخر، فقد كانت الحكومة عموماً ووزير النفط بالوكالة خصوصاً جادة وقوية بمجابهة هذا الإضراب، إذ استطاعت أن تقلل من أثره بالاستعانة بخبرات وكفاءات خارجية، وبعض المتطوعين من المتقاعدين، وكان لرجال الحرس الوطني دور بارز في تشغيل العديد من الوحدات النفطية، وكان لهذا الحزم أثر واضح في انهيار هذا الإضراب عند أول إشارة من الحكومة حتى وإن كانت زائفة كما حدث.
كما كان لكفاءة وخبرة وتجربة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط بالوكالة السيد أنس الصالح، دور بارز، ودعم غير محدود من تياره السياسي، فصمد أمام التحدي ولم يطلب التخلي عن وزارة النفط، أو يلين لشروط المضربين، فليس كل طير يؤكل لحمه، كما كان لقوة تياره السياسي القدرة على حمايته من أي تهديد بالاستجواب أو طرح الثقة به من نواب مجلس الأمة.
ومما رأيناه يجب على الحكومة أن تُسرع في تعيين وزير بالأصالة لوزارة النفط، على أن يكون السيد أنس الصالح، أو آخر من طرازه، فالنفط هو المصدر الوحيد لدخلنا، وأكسير الحياة لاقتصادنا.
إضاءة
أبيات من المبدع صالح الحربي مستوحاة من الإضراب:
جميل المحيا يا وطن وأنت طلق حجاج
ومن فضل ربي ما أنت معسور أو ضايق
ترى أثمن من الإنتاج حب أهل الإنتاج
وما بين المحبة بينكم... سد أو عايق