حوار / «علي جابر أخطأ بالسخرية مني في برنامج Arabs Got Talent»

أحمد الخميس لـ «الراي»: الكويت... كُل ما فيها يشعُّ جمالاً

تصغير
تكبير
تربَّيتُ في ملجأ للأيتام... ولا أستجدي عطف الجمهور!

قصي خولي وعدني بمشاركته في أحد أعماله المقبلة

طارق العلي لا يزال يتواصل معي

هناك فارق بين النقد والتجريح... فالأول يبني والثاني يُحبط!

قدمتُ 4 أفلام قصيرة ومسرحية «حلمنا الكبير» التي تروي قصة حياتي
ما أقسى «الاعتراف» حتى لو كان أمام صديق!

فما بالنا لو أتى هذا الاعتراف من فنان معروف، وعلى ملأٍ من الجمهور!


هذا ما فعله - بجرأةٍ يُحسَد عليها - الفنان الإماراتي الشاب أحمد الخميس!

«ولدتُ بالفعل في دار للأيتام، وعشت محروماً من حنان الأمومة وعطف الأبوة، لكننّي - مع ذلك - لا أستجدي عطف الجمهور، بل أسعى إلى وضع بصمتي الفنية بقوة، متسلحاً بموهبتي وطموحي»!

هكذا، وبشفافيةٍ قاسيةٍ ممتزجةٍ بنكهة «الشموخ»، ومثلما صرّح أمام الجمهور من قبل، تطوَّع الفنان الخميس لـ «الراي» بالبَوح، في حوار صريح للغاية تطرَّق خلاله إلى فترة طفولته الموحشة، لا يملك سوى حُلمٍ بأنه ذات يومٍ سيكون نجماً لامعاً في سماء الفن.

الفنان الخميس، الذي أعرب عن ندمه لأنه لم يزر الكويت من قبل «لأن كل ما فيها يشع جمالاً»، يشعر بأنه مضى خطواتٍ متعاقبة في بناء ذاته، مفصحاً عن اعتزازه بأن «الرياح العاتية» التي اعترضت مشواره القصير، عجزت عن أن تُطفئ «سراج الأمل» في داخله، مردفاً: «مهما جرَّحتني الانتقادات اللاذعة فسأظل أواصل تحقيق حُلمي، حتى يصبح واقعاً ملموساً»! وعبّر الخميس عن أنه يتمنى المشاركة في عمل كويتي قريباً، ومحبذاً أن يكون في معية القديرة حياة الفهد، وعرّج على مشاركته في برنامجي المواهب الفنية، «Arabs Got Talent» و«Arab Casting»، مشيراً إلى «أنها سلاح ذو حدين، بما تشتمل عليه من منافع وأضرار»!

الخميس تنقَّل بحديثه إلى زوايا متعددة فنية وشخصية، نكشف عن تفاصيلها في هذه السطور:

• في البداية، نود التعرف على أحمد الخميس؟

- أنا شاب موهوب وطموح من دولة الإمارات، ولدتُ في دار تُعرف باسم «الخزنة»، وهي عبارة عن ملجأ كبير للأيتام، أنشأه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ عشرات السنين، كمأوى لكل يتيم فقد أهله، كي يحظى بالرعاية الشاملة والحياة الكريمة، التي قد لا يجدها في مكان آخر. والحمد لله، فبالرغم من أنني عشتُ محروماً من حنان الأمومة وعطف الأبوة والمرح مع الأشقاء في طفولتي، لم أشعر بالغربة على الإطلاق، وإن كانت هناك بالطبع وحدة من نوع آخر، من جراء فقدان الأسرة الطبيعية، لكنني أعتبر الآن أن أصدقائي وجمهوري هم عائلتي الكبيرة التي تحتفي بي أينما كنت.

• متى اكتشفتَ موهبتك في التمثيل؟

- منذ كنتُ طفلاً، حيث ابتسمت لي الأقدار عندما اختاروني في الملجأ ضمن جوقة الأطفال والبراعم، لأداء لوحة تمثيلية وموسيقية في أوبريت وطني كبير، ولاقيتُ الإشادة والثناء من المدربين، وبعد ذلك حاولتُ جاهداً أن أصقل موهبتي من خلال التدرب بمفردي، إذ كنتُ أتسلل خُلسة إلى المسرح المهجور داخل الملجأ.

• شاركتَ في برنامج المواهب «Arabs Got Talent»، لكن لم يحالفك الحظ، ما السبب؟

- بالفعل شعرتُ بالإحباط الشديد، من تقييم لجنة التحكيم لأدائي لمشهد من الفن الصامت، ولكن أدائي لم يعجب الإعلامي علي جابر - عضو لجنة التحكيم - الذي استفزني كثيراً عندما سخر مني بقوله: «أنت لا تصلح أن تكون ممثلاً».

• ألم تحاول أن تُجري بروفات قبل مواجهة لجنة التحكيم، أم أن الارتباك كان سيد الموقف؟

- طلبنا من القائمين السماح لنا بإجراء بروفات قبل الصعود على خشبة المسرح لكن لم تتم الاستجابة، وأعترف أن اختياري مشهد الفن الصامت على خشبة المسرح لم يكن موفقاً، لكن هذا لا يبرر السخرية التي تعرضتُ لها من جانب لجنة التحكيم.

• إلى أي مدى أنتَ تتأثر بالانتقادات؟

- هناك فرق بين «النقد» والسخرية والتجريح، فإذا كان النقد بنّاءً يكون بمنزلة الدافع والمشجع بالنسبة إليّ، أما ما عدا ذلك فأنا لا ألتفت إليه، لأنه يكون مثبطاً للعزيمة وجارحاً.

• حسناً، وعلى ماذا كنتَ تراهن قبل مشاركتك في برنامج «Arab Casting»؟

- راهنتُ على موهبتي وأدائي فقط، وليس صحيحاً كل ما أثير من قبيل أنني حاولتُ استجداء عطف الجماهير، بأنني ولدتُ وعشت يتيماً في الملجأ.

• ولكنك أفصحتَ عن قصة حياتك أمام لجنة تحكيم البرنامج وبكيتَ أيضاً، الأمر الذي اعتبره البعض مشهداً تمثيلياً؟

- بل العكس هو الصحيح، فأنا كنتُ خائفاً جداً أمام لجنة التحكيم، ولم يدُر في خلدي أثناء وقوفي على المسرح أن أتعرض لذاك الموقف، فعندما سُئلت من جانب الفنانة كارمن لبس حول حقيقة فقداني لوالدتي أجبتها بنعم، ثم قال لي الفنان قصي خولي «الله يطوِّل بعمر والدك»، فقلتُ له إنني فقدتُه أيضاً، فسألتني الفنانة غادة عبدالرازق عن أشقائي، فأجبتها بأنه ليس لديّ أسرة وبأنني ولدتُ وتربيتُ في الملجأ، ثم بكيت بصدق وبحرقة، لأنني أتحسس كثيراً من الخوض في تفاصيل حياتي.

• كيف كانت ردة الفعل من جانب الجماهير ولجنة التحكيم؟

- وجدتُ تعاطفاً كبيراً، لكننّي وددتُ لو أن الجميع ينظرون إلى موهبتي فقط، وألا ينظر أحد إليّ بعين العطف والشفقة.

• ما سبب الهجوم الذي تعرضتَ له أخيراً من جانب الجماهير في المواقع الإعلامية، لدرجة أن البعض تناولك بأقذع العبارات؟

- الحكاية وما فيها أن البعض يعتقد أن قصة حياتي مفبركة وغير صحيحة، لأنني عند مشاركتي في برنامج «Arabs Got Talent» كانت برفقتي إحدى المشرفات من دار الأيتام، وحينما سألتني صديقتي المتسابقة وداد سيري عن صلة القرابة بيني وبين المشرفة قلت إنها أمي، وأنا كنتُ أقصد أنها بمنزلة الأم، لكن الموضوع تم تفسيره بشكل خاطئ، فكانت النتيجة أنني تعرضت لوابل من السب والشتائم على المواقع الإلكترونية.

• هل أسهمت المتسابقة وداد سيري في تأجيج الهجوم ضدك؟

- إطلاقاً، فليس لها علاقة بالموضوع، عدا أنها نشرت صورتي مع (المشرفة) السالف ذِكرها في حسابها الإلكتروني وعلّقت عليها بالقول: «استمتعتُ برفقة أحمد الخميس ووالدته»، فاشتعلت التعليقات غضباً ضدي، ولقد حاولتُ قدر الإمكان أن «أضعهم في الصورة»، لكن البعض اختار ألا يصدقني.

• ومن وقف إلى جانبك من الفنانين؟

- من الكويت طارق العلي، ومن السعودية نرمين محسن، ومن الإمارات فاطمة جاسم، فهؤلاء هم أول من دافع عني ووقف إلى جانبي بقوة.

• سمعنا أن الفنان طارق العلي تبنى موهبتك عند سماعه قصةَ حياتك، فما صحة هذا الكلام؟

- بالفعل، فإن طارق العلي هو أول فنان اتصل بي، وتحدثنا كثيراً عبر الهاتف عن حياتي وأمنياتي وعن كل شيء.

• وهل لا يزال التواصل بينكما قائماً؟

- في الوقت الراهن أصبح التواصل بيننا متقطعاً من حين إلى آخر، بحكم انشغالاته الكثيرة.

• كيف وجدتَ الكويت، وهل سبق أن زرتَها من قبل؟

- هذه زيارتي الأولى، والحقيقة أنني نادم لأنني لم أزرها من قبل، فكل ما سمعتُه عن هذه الأرض الطيبة يبقى أقل بكثير مما رأيتُه بعيني، فكل ما في الكويت يشع بالجمال الأخاذ، ابتداء من أبراج الكويت، مروراً بأسواق المباركية، وصولاً إلى المقاهي الشعبية التي تضوع بروح الأصالة والتراث.

• كموهبة شابة، ماذا تمثل لك الدراما الكويتية؟

- الكويت تتربع على رأس الهرم الفني الخليجي من دون منازع، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها أو تجاهلها.

• لو تركنا لك حرية الاختيار في العمل مع أحد الفنانين الكويتيين، فمن ستختار؟

- بلا شك ستكون الفنانة القديرة حياة الفهد، فأنا أهوى أعمالها كثيراً، وأتمنى المشاركة في عمل معها قريباً.

• ما الأدوار التي تشعر بأنها أقرب إلى نفسك؟

- هناك الكثير من الأدوار التي أحبذها، فأنا لا أحب التكرار، بل أسعى إلى تلوين أدائي من عمل إلى آخر، علماً بأن أغلب الشخصيات التي أديتُها لا تشبهني في الواقع، خصوصاً أدائي لدور الشاب «الصايع».

• كم عدد الأعمال في رصيدك الفني؟

- رصيدي الفني يضم أربعة أفلام قصيرة، كما قدمتُ مسرحية «حلمنا الكبير»، وهي تروي قصة حياتي، وعُرضت على مسارح عديدة في الإمارات.

• وما هي مشاريعك الفنية المقبلة؟

- تلقيت وعداً من الفنان قصي خولي للمشاركة في أحد أعماله المقبلة، إضافةً إلى أن الفنانة نرمين محسن عرضت عليّ مشاركتها في عمل خليجي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي