ملح الطعام... «كريستال معدني» فوائده تفوق أضراره

تصغير
تكبير
الصيدلية الغذائية

منذ فجر التاريخ، وقبل اكتشاف العقاقير الصيدلانية المتعارف عليها حالياً، أدرك الإنسان أن هناك أغذية كثيرة تنطوي على مناجم استشفائية مفيدة جداً سواء للوقاية من الأمراض أو لمعالجتها. وهذه الزاوية تسلط الضوء على بعض «الكنوز» الكامنة في تلك «المناجم».
مثلما نغفل في كثير من الأحيان عن أهمية الماء والهواء في حياتنا اليومية لكونهما من المسلّمات البديهية، نغفل أيضاً عن الدور الحيوي الذي يلعبه ذلك المسحوق البلّوري الأبيض الذي نطلق عليه اسم «ملح الطعام».

فملح الطعام لا غنى لأحد منا تقريباً عنه إذ ان أكلات كثيرة لا يمكن أن نستسيغها أو نتلذذ بمذاقها من دون إضافته، بل لابد من تناول كميات معتدلة منه بانتظام ليس فقط من أجل تحسين المذاق بل كضرورة للبقاء على قيد الحياة. وذلك «الساحر الأبيض» هو واحد من أقدم النكهات والمتبلات التي عرفها الإنسان وأوسعها انتشاراً على الإطلاق، وهو عبارة عن معدن ذي بلورات كريستالية وتتألف جزيئاته أساسا من مركب كيماوي يعرف باسم «كلوريد الصوديوم.


وفي التالي نسلط الضوء على ذلك اللاعب الأساسي - إلى جانب الماء - على جميع موائد الطعام منذ فجر التاريخ البشري:

هناك نوعان أساسيان من ملح الطعام متاحان في الأسواق، ألا وهما الملح البحري الخام والملح المكرّر المضاف إليه اليود. فما الفرق بينهما؟

الملح الخام يتألف من 95% كلوريد صوديوم و5% معادن أخرى قوامها أكثر من 70 عنصراً معدنياً آخر من بينها المنغنيز والكالسيوم والفوسفور والأيودين الطبيعي. أما الملح المكرر الشائع الاستخدام في المنازل حالياً فيتألف من 99.9في المئة كلوريد صوديوم و0.1 في المئة فقط أيودين البوتاسيوم أو الكالسيوم، كما يضاف إليه مادة سليكيت الأمونيوم للمحافظة على إنسيابيته وعدم تكتله، وهي مادة مضرة بالصحة.

ويتضح لنا من هذا الفرق الكبير بين النوعين، فالملح المكرّر يتألف من مادة أساسية واحدة هي كلوريد الصوديوم بينما يفتقر إلى سلسلة المعادن الأخرى الضرورية لحياة الخلية، بينما الملح البحري يحوي ما يقارب 80 معدناً يحتاجها الجسم في وظائف كثيرة من أهمها إتمام عملية التمثيل الغذائي.

فوائد ملح الطعام غذائياً وفسيولوجيا وموضعياً

أثبتت دراسات أن لملح الطعام أكثر من 14 ألف فائدة متنوعة، ومن بين تلك الفوائد:

• يلعب دوراً أساسياً في توازن تركيز الماء في الأنسجة وفي خلايا الجسم.

• ضروري لإتمام عملية التمثيل الغذائي.

• يثبت طعم المأكولات ويعوض الأملاح التي تبخرت أثناء الطهي.

• يعزز قدرة الجسم على السيطرة على سكر الدم من خلال تحفيز حساسية الأنسولين

• يسهم في تحسين جودة النوم لاحتوائه على خواص مضادة للتوتر والتهيج.

• يحافظ على توازن هورمون الإدرنالين خصوصا والهورمونات عموما.

• يدعم وظاف الغدة الدرقية.

• يفيد مزيجه مع عصير الليمون أو صودا الخبز في تقوية اللثة وتنظيف الأسنان والتخلص من رائحة الفم الكريهة.

• فرك فروة الرأس بالملح المذوب بالماء يحفظ الشعر وينشط نموه.

• الغرغرة بماء مالح تفيد في تخفيف التهابات الحلق

• استخدام كمادات ماء دافئ مملح يخف انتفاخات ما تحت العينين

• غسل القدمين بماء دافئ مملح يخفف آلامهما.

• الملح مع الماء يفيد كغسول موضعي للجيوب الأنفية بالاستنشاق.

أضرار الإفراط في ملح الطعام

ورغم أنه لا غنى للجسم عن الملح، فإن الافراط في تناوله ضار جداً، وهذا تحديداً ما أكسبه لقب«السم الأبيض». لذا يحذر الأطباء وخبراء التغذية من عواقب الإفراط في تناوله، إذ ان حواس الجسم تتأثر به سريعاً فيسبب لها الحركة الزائدة، كما أنه يثير التهاب الأغشية المخاطية للمعدة والأمعاء والأوعية الدموية، ويرهق الكبد والمسالك البولية.

والشخص الذي لا يتناول إلا الملح المكرر يُصاب تدريجياً بشراهة إلى تناوله لأن جسمه لا يحصل منه على كفايته من المعادن الأخرى، وبذلك يترسب كلوريد الصوديوم في الجسم مسبباً اضطرابات للكليتين وللغدة الكظرية. وتتجلى أعراض الإفراط في تناول الملح من خلال توترات عصبية وتشنجات عضلية مع صداع شبه مستمر وشعور بالقلق والضيق.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي