Offside / ما بين كيفان... و«كامب نو»

تصغير
تكبير
بعد الثلاثية التي «زرعها» بدر المطوع في مرمى حارس «العميد» مصعب الكندري في إطار الجولة 24 من «دوري فيفا» لكرة القدم، توّج القادسية باللقب الـ17 القياسي متجاوزاً غريمه العربي الذي كان يتقاسم معه «الزعامة» بــ 16 لقباً لكل منهما.

المباراة التي أقيمت على استاد نادي الكويت في كيفان أكدت بما لا يدع أي مجال للشك بأن القادسية يستحق اللقب، ليس لأنه يضم توليفة من اللاعبين الأكفاء والمحترفين «المحترمين»، بل لأنه مرّ بفترة شك خلال الموسم الراهن قبل ان ينزع عن نفسه رداء «الخوف» ويستعيد شموخ الأبطال ويؤكد بأنه الأقوى على الساحة.

لقد صحا «الأصفر» في الوقت المناسب، وعلى الرغم من نكستَي الخروج الدراماتيكي من كأس سمو ولي العهد أمام كاظمة والمرّ من كأس سمو الأمير أمام «الكويت» وقبلها الإقصاء من الدور نصف النهائي لبطولة كأس الاتحاد الاسيوي بسبب «الإيقاف» المفروض على كرة القدم الكويتية، نجح في انتزاع لقب الدوري وأنقذ موسمه... بأفضل طريقة.

في هذا الوقت، وبعيداً عن «كيفان»، كان برشلونة الإسباني يعيش الموقف نفسه ولكن بصورة عكسية.

رجال المدرب لويس إنريكي بدأوا الموسم بصورة مثالية، حتى أن البعض ذهب بعيداً عندما أكد بأن الفريق الكاتالوني متجه لا محالة نحو التتويج بالثلاثية التاريخية للمرة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخه من دون الأخذ في الاعتبار وجود منافسين من وزن ريال مدريد وبايرن ميونيخ الألماني اللذين لعبا مع برشلونة بالتأكيد الأدوار الرئيسية على مسرح الصراع الأوروبي في السنوات الأخيرة.

وخير دليل على سطوة «برسا - ريال - بايرن» ما شهده الدور نصف النهائي من دوري أبطال اوروبا بالتحديد منذ الموسم 2009-2010.

فقد عاش دور الأربعة من المسابقة الأوروبية الأم في ذاك الموسم حضور بايرن وبرسا، وفي الموسم التالي (2010-2011) حضر ريال والفريق الكاتالوني، وفي 2011-2012 بلغ الثلاثي الدور نصف النهائي، وتكرر السيناريو في 2012-2013، فيما غاب برشلونة وتواجد ريال والفريق البافاري في 2013-2014.

عاد الثلاثي ليفرض وجوده في نصف نهائي 2014-2015، اما في الموسم الراهن فقد كان النادي البافاري وريال على الموعد فيما تخلف عنهما برشلونة بخروجه من ربع النهائي على يد مواطنه أتلتيكو مدريد.

إلى هذا الحد لم يكترث المتفائلون بحظوظ برشلونة بواقع وجود العملاقين المدريدي والبافاري، فنصّبوه ملكاً قبل «المعركة الأخيرة».

في غضون أسبوعين، خسر الفريق الكاتالوني إمكان التتويج بالثلاثية التي كانت تعتبر قريبة من أحضان ثلاثيه الاميركي الجنوبي الشهير الارجنتيني ليونيل ميسي، البرازيلي نيمار دا سيلفا والاوروغوياني لويس سواريز، فقد «طار» برشلونة من دوري الأبطال، وبات موقفه في الدوري الاسباني مهدداً، فيما لن يعتبر موسماً ناجحاً إذا اكتفى بلقب كأس الملك الذي ستجمعه المباراة النهائية فيه مع أشبيلية.

الخسارة في المباراة أمام فالنسيا 1-2 على استاد «كامب نو» كانت غريبة، ليس لأن الخصم لا يملك تاريخاً بل لأنه مرّ بفترة صعبة كان فيها مهدداً بالهبوط واقيل على اثرها مدربه الانكليزي غاري نيفيل.

مع كل مباراة كان يخوضها برشلونة ويتقهقر فيها، كان لسان حال «معشر كرة القدم»: سيستفيق في الاختبار المقبل... لا محالة.

تماماً كما كان يقال مع كل انتصار يحققه ليستر سيتي: سيخسر ويتقهقر يوماً ما ويتنازل عن طموحه الواهي بانتزاع لقب الدوري الانكليزي... لا محالة.

برشلونة تأخر جداً في الاستفاقة من سباته، وليستر لم يسقط حتى الساعة.

لقد بدأ القادسية الموسم خجولاً قبل أن ينهيه «متفجّراً»، فيما شرع برشلونة الموسم كالبركان وها هو يعاني لإنهائه وإن بلقب ينقذ نفسه به.

الفارق بين ما عشناه في «كيفان» و«كامب نو» هو الرغبة، ولا مجال للتسليم هنا بأن سفر نجوم برشلونة الى اميركا الجنوبية لخوض مباريات مع منتخبات بلادهم يقف وراء تراجع الفريق الكاتالوني، كما أنه لا مجال للإقرار بأن خسارة الـ«كلاسيكو» أثرت بالسلب، وإلى هذا الحد، على معنويات رجال إنريكي، فهؤلاء محترفون.

في المقابل، تعرض القادسية لضربات موجعة خلال الموسم ومشاكل لا تعدّ ولا تحصى، إلا أن لاعبيه تصرفوا مع المراحل الأخيرة من الموسم باحترافية مطلقة.

بين «كيفان» و«كامب نو» حصل تبادلُ أدوارٍ «ذهني» بالتأكيد وكان غير مقصود... إلا أنه حصل.

sousports@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي