«ليستر كويتي»... لِمَ لا؟

u0641u0627u0631u062fu064a u0648u0645u062du0631u0632... u0646u062cu0645u0627 u0644u064au0633u062au0631 u0633u064au062au064a
فاردي ومحرز... نجما ليستر سيتي
تصغير
تكبير
ليستر سيتي المغمور، ضرب هذا الموسم كل من هو كبير بـ«عرض الحيط» في الدوري الانكليزي الممتاز، وأصبح على بعد أربع جولات من النهاية السعيدة اذ يبتعد عن أقرب منافسيه توتنهام هوتسبير بـ5 نقاط.

وإن احتفظ بالصدارة حتى النهاية، فسيعلن نفسه بطلاً لأعرق وأغلى دوري لكرة القدم في العالم.

حكاية ليستر تشبه حكاية ألف ليلة وليلة، هي مشابهة لحكاية الاساطير والخرافات التي تحولت الى حقيقة بالعين واللمس وستتناقلها الاجيال.

ليستر القادم قبل موسمين من الدرجة الاولى، كان أقصى طموحاته قبل بداية الموسم البقاء في «الممتاز».

يومها كانت ترشيحاته لإحراز اللقب تصل إلى 1/‏‏5000، وهي حقيقة لا ينكرها سكان المدينة المتواضعة.

لكنها المغامرة والطموح الذي لا سقف له، «ويا لها من مغامرة» في مواجهة مانشستر يونايتد وارسنال وليفربول ومانشستر سيتي وتشلسي وتوتنهام ووست هام وايفرتون و«مليارديراتها» ومدربيها.

ليستر تجاوزها جميعاً بعناصر لو جمعت عقودهم جميعاً لن تصل الى قيمة لاعب احتياطي في «يونايتد» او «سيتي» أو تشلسي.

قبل اشهر بل وأسابيع، كان هذا الامر من المستحيلات، لكنه حدث على أرض الواقع، واذا استمرت المغامرة حتى النهاية فلن يتجرأ أحد على القول غير ان «ليستر هو البطل».

حكاية ليستر جعلت كاتب هذه السطور يتساءل وبقوة: لمّ لا يوجد لدينا في الدوري «ليستر كويتي»؟

وهنا أقصد وأشير بأصابعي الى خيطان والصليبخات والساحل والشباب والفحيحيل واليرموك والتضامن والنصر، التي ما زالت تدور في نفس الفلك منذ انطلاق مسابقة الدوري في مطلع ستينيات القرن الماضي وحتى الان، من دون ان يسجل التاريخ فوزها بأي لقب.

الجهراء فعلها في الموسم 1989-1990 وحقق لقب الدوري كاسراً احتكار العربي والقادسية و»الكويت» وكاظمة والسالمية، مسجلاً اسمه بأحرف من ذهب.

استحق ذلك الجيل الذي ضم وائل سليمان ونواف جديد ومحمد إبراهيم حسون ومطير شرقاط ومناور هزاع وخالد الجارالله وسهو السهو وفلاح محسن وأحمد عبدالكريم ونواف ونايف جابر ومحمد علي وغلفيص العجمي وسلامة هادي، الإشادة.

منذ تلك الحقبة والجهراء يعد من الكبار، ولا يدخل في خانة «الحصان الأسود»، ورغم عدم تكراره المغامرة، الا انه يحسب له المراكز المتقدمة التي شغلها في دوري المواسم الماضية.

والسؤال: أين البقية من خوض «مغامرة حقيقية» تحاكي ما فعله أبناء الجهراء؟ ألا ينظرون الان الى ما يفعله ليستر ويدركون أن في عالم كرة القدم كل شيء جائز؟

ليستر قدم لكل فرق العالم نموذجا حياً لمقولة ان لا مستحيل أمام العزيمة والرغبة في الانتقال من القاع الى القمة.

بالامس القريب، قلة في إنكلترا كانت تعرف جيمي فاردي (29 عاماً) العامل السابق في مصنع قبل أن يتحول إلى لاعب هاوٍ في دوري الدرجة الخامسة في 2012 ويتدرج الى الرابعة فالثالثة والثانية وصولاً إلى الاولى، وهو حالياً ينافس على لقب هداف «الممتاز»، وتم استدعاؤه الى منتخب بلاده وسجل هدفاً بـ«كعب القدم» على حارس منتخب ألمانيا مانويل نوير ودياً الشهر الماضي.

«حكاية فاردي» دفعت كاتب السيناريو الهوليوودي الشهير أدريان بوتشارت لإقناعه بفكرة كتابة فيلم سينمائي يروي قصة كفاحه، وعندما جلس العامل السابق فاردي مع ادريان قال له بالحرف الواحد: «أنت مجنون... وأنا سأقول الحقيقة».

لو التقيت مواطناً جزائرياً بداية الموسم وسألته: هل تعرف رياض محرز؟ فلن تجد سوى الاستغراب من صاحب هذا الاسم مقارنة بنجوم المنتخب الذين تألقوا في مونديال 2014 وينشطون في أندية اسبانية وفرنسية وبرتغالية.

«محرز» لم يكن في الحسبان قبل دخول الجزائر في معترك تصفيات كأس أفريقيا 2017 ومونديال 2018.

اليوم، رياض بات بطلاً قومياً في بلاده، و«محرز» لليستر والجزائر، ولا ندري في الموسم المقبل أين ستكون وجهته، وهل سيحمل شعار ريال مدريد أو برشلونة؟

الاندية الكويتية الصغيرة بلاعبيها واداراتها عليها من الآن أن تقرأ بإمعان في حكاية ليستر، وتنتظر فيلم جيمي فاردي، لتشاهد وتتعلم أن ما من طموح إلا وقابل للتحقيق، فربما يصبح أحدها لاحقاً «ليستر الدوري الكويتي»، أو يتحول أي من لاعبيها إلى فاردي أو محرز.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي