«الراي» رصدت فرحة بتعبورة في ظل عجز لبنان عن انتخاب رئيس له
بلدة الـ 400 نسمة الشمالية تفاخر بابنها ميشال تامر رئيساً لـ 200 مليون برازيلي
بيت عائلة تامر في بتعبورة
شارع باسم ميشال تامر في بتعبورة
مختار بتعبورة: تامر وعدنا بأن يجعل قريته بلدة نموذجية في حال أصبح رئيساً
البلدة تعاني مشاكل في البنى التحتية فلا نائب لها في البرلمان ولا أحد يلتفت إليها
البلدة تعاني مشاكل في البنى التحتية فلا نائب لها في البرلمان ولا أحد يلتفت إليها
تتحضّر قرية بتعبورة اللبنانية (قضاء الكورة - الشمال) للاحتفال الكبير مع قرب تولي ابنها ميشال الياس ميغيل تامر منصب رئيس جمهورية البرازيل خلفاً للرئيسة الحالية ديلما روسيف بعدما مهّد البرلمان فجر امس أمام إقالتها من قبل مجلس الشيوخ بعد نحو 3 اسابيع.
وتابعت بتعبورة، البلدة الصغيرة، وقائع جلسة مجلس النواب البرازيلي التي انتهت الى إقراره وبغالبية ساحقة الموافقة على إجراءات إقالة روسيف التي لا تكتمل إلا بتصويت أعضاء مجلس الشيوخ بالاكثرية البسيطة بحلول 11 مايو لمصلحة إقصائها بتهم الفساد، ما سيعني ان ابن هذه القرية النائية اللبناني الأصل ميشال تامر سيتولى زمام الحكم في بلدٍ يعيش فيه نحو 12 مليون متحدّر من «بلاد الأرز» هاجروا منذ عقود طويلة.
«الراي» زارت مسقط تامر في جرود الكورة، وجالت في أرجاء بتعبورة متحدّثة إلى بعض أهلها الذين عبّروا عن اعتزازهم بابن قريتهم الذي زارها العام 2011 تلبية لدعوة من رئيس الجمهورية آنذاك ميشال سليمان وتواصل مع سكانها الذين لا يتجاوز عددهم 400 نسمة، مستحضرين كيف ان «الرئيس تامر» حين وصل الى قريته وزار بيت جدّه المميّز بقرميده قبّل أحجاره وبكى من فرحته، واعداً أهل البلدة بمشاريع إنمائية ولا سيّما أنها تعاني بعض الإهمال كونها صغيرة جداً وغالبية أهلها مهاجرون إلى الولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين. علماً ان تامر سبق ان زار مسقط عائلته في العام 2004، وقبلها في 1997 زار وطنه الأمّ أيضاً بدعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ويقول أحد مخاتير البلدة أنطوان الخوري لـ «الراي»، إن جدّ تامر «هاجر خلال الحرب العالمية الأولى بسفينة كانت تقلّ عدداً كبيراً من المسيحيين في الشمال هرباً من وطأة الحرب والحكم العثماني آنذاك، ومن مدينة طرابلس انطلقت السفينة نحو مرسيليا، ولم يكن غالبية المهاجرين يعلمون إلى أي دولة سيتجهون، اذ كان همهم الوحيد الهرب من الحرب والحكم العثماني»، مضيفاً: «من مرسيليا تَوزّع المهاجرون، وبينهم مَن توجّه إلى الأرجنتين وآخرون إلى الولايات المتحدة، فيما جدّ تامر توجه مع آخرين إلى البرازيل، ومن هناك انطلق لتأسيس حياة جديدة وعمل في تجارة القماش وأنجب والد تامر، نخول، الذي تزوّج فيما بعد من مرشة بربر. وكان نخول حريصاً جداً على زرع حب الوطن في نفوس اولاده الثلاثة وبينهم ميشال الذي ولد في العام 1940 في ساو باولو البرازيل، وكان حريصاً كل فترة على زيارة بتعبورة والتواصل مع أهلها». علماً ان نخول زار مسقطه للمرة الأخيرة في العام 1963، وكان معه اولاده الثلاثة، وحينها كان ميشال في سن الـ23 ولم يعد الى لبنان زائراً قبل العام 1997.
ويضيف الخوري: «ميشال تامر وعدنا مرات عدة بأنه سيجعل قريته بلدة نموذجية في حال أصبح رئيساً للجمهورية وأنه سيزور لبنان ويقيم عرساً كبيراً فيه بحال تنصيبه رئيساً كونه محبّا جداً لوطنه ولقريته. وقد لعب والده دوراً إيجابياً في حياته وحياة إخوته الثلاث من خلال حضّهم على محبة أرضهم وأرض أجدادهم، ومن هنا طلب ميشال من أهل بتعبورة أن يطلقوا اسم أبيه نخول تامر، خلال زيارته الأخيرة لها، على أحد شوارع القرية وهذا ما حصل».
تفاخر بتعبورة بميشال، الذي أطلقت اسمه على أحد شوارعها، آملة في ان يفوز بمنصب رئيس الجمهورية. ويغمز الخوري مازحاً «هكذا يصبح لنا رئيس لبناني في البرازيل في ظل عجز لبنان عن انتخاب رئيس له، كما يصبح لطائفة الروم الأرثوذكس أول رئيس جمهورية باعتبار ان هذه الطائفة تُعتبر مهمشة سياسياً في النظام الذي وزّع الرئاسات الثلاث على طوائف محدَّدة ولو عُرفاً. ولعل بفوز تامر يعود الأمل قليلاً، ونتوقع أن يقدّم للقرية الكثير كما وعَدَنا سابقاً».
وقبيل التصويت في مجلس النواب البرازيلي، كانت تجري التحضيرات في البلدة لطباعة صور تامر لنشرها في الشوارع كافة، مع وعد بإقامة احتفالات على مدى أسبوع متى تَسلّم مقاليد الحكم في البرازيل وذلك فرحاً بالابن البار كما يطلق عليه الأهالي، الذين ينتظرون زيارة «الرئيس ميشال» لهم عند تنصيبه.
في بتعبورة، التي تبلغ مساحتها 322 هكتاراً وتبعد عن بيروت نحو 74 كيلومتراً وترتفع عن سطح البحر 350 متراً، يعيش 400 شخص غالبيتهم من كبار السن، كون الشباب ينزحون إلى العاصمة بيروت بهدف التعلّم والعمل، كما ان البلدة تعاني مشاكل في البنى التحتية باعتبار أن لا نائب في البرلمان اللبناني من أبنائها وبالتالي لا أحد يلتفت إليها، إلا انها أخيراً أصبحت حديث الإعلام المحلي والعربي والعالمي بفضل ميشال تامر.
وبالرغم من صغر مساحتها ومن قلّة عدد سكانها، إلا ان هذه البلدة تتميز بوجود كل الأطياف السياسية الحزبية فيها، فيما غالبية أهلها تعمل في الزراعة، وهناك قلّة من التجار الأثرياء بين أبنائها لكنهم لا يعيشون فيها بشكل مستمر، ولا يوجد في بتعبورة سوى قصرين واحد لآل الياس وآخر لشخص من بيت الخوري.
وباستثناء ميشال تامر لم تخرج من هذه القرية أسماء لامعة، إلا ان هناك، حسب المختار خوري، اسم الثري الأميركي مظهر الياس الذي يسكن في ولاية بوسطن وهو رجل أعمال ثري جداً ولديه علاقات مع السياسيين الأميركيين لكنه لم يزر سابقاً بلدته ولا يوجد له منزل او عقار آخر فيها.
وتتميز بتعبورة بزراعة العنب والتين والزيتون، وأهمّ عائلاتها: الخوري، تامر، الياس، كنعان. أما اسمها فتتعدد تفسيراته بين انه يعني مكان الغلّة او مكان الإهراء او الموسم والغلة، او الغلة والذرة، او المكان الذي يُعبر منه.
وتابعت بتعبورة، البلدة الصغيرة، وقائع جلسة مجلس النواب البرازيلي التي انتهت الى إقراره وبغالبية ساحقة الموافقة على إجراءات إقالة روسيف التي لا تكتمل إلا بتصويت أعضاء مجلس الشيوخ بالاكثرية البسيطة بحلول 11 مايو لمصلحة إقصائها بتهم الفساد، ما سيعني ان ابن هذه القرية النائية اللبناني الأصل ميشال تامر سيتولى زمام الحكم في بلدٍ يعيش فيه نحو 12 مليون متحدّر من «بلاد الأرز» هاجروا منذ عقود طويلة.
«الراي» زارت مسقط تامر في جرود الكورة، وجالت في أرجاء بتعبورة متحدّثة إلى بعض أهلها الذين عبّروا عن اعتزازهم بابن قريتهم الذي زارها العام 2011 تلبية لدعوة من رئيس الجمهورية آنذاك ميشال سليمان وتواصل مع سكانها الذين لا يتجاوز عددهم 400 نسمة، مستحضرين كيف ان «الرئيس تامر» حين وصل الى قريته وزار بيت جدّه المميّز بقرميده قبّل أحجاره وبكى من فرحته، واعداً أهل البلدة بمشاريع إنمائية ولا سيّما أنها تعاني بعض الإهمال كونها صغيرة جداً وغالبية أهلها مهاجرون إلى الولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين. علماً ان تامر سبق ان زار مسقط عائلته في العام 2004، وقبلها في 1997 زار وطنه الأمّ أيضاً بدعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ويقول أحد مخاتير البلدة أنطوان الخوري لـ «الراي»، إن جدّ تامر «هاجر خلال الحرب العالمية الأولى بسفينة كانت تقلّ عدداً كبيراً من المسيحيين في الشمال هرباً من وطأة الحرب والحكم العثماني آنذاك، ومن مدينة طرابلس انطلقت السفينة نحو مرسيليا، ولم يكن غالبية المهاجرين يعلمون إلى أي دولة سيتجهون، اذ كان همهم الوحيد الهرب من الحرب والحكم العثماني»، مضيفاً: «من مرسيليا تَوزّع المهاجرون، وبينهم مَن توجّه إلى الأرجنتين وآخرون إلى الولايات المتحدة، فيما جدّ تامر توجه مع آخرين إلى البرازيل، ومن هناك انطلق لتأسيس حياة جديدة وعمل في تجارة القماش وأنجب والد تامر، نخول، الذي تزوّج فيما بعد من مرشة بربر. وكان نخول حريصاً جداً على زرع حب الوطن في نفوس اولاده الثلاثة وبينهم ميشال الذي ولد في العام 1940 في ساو باولو البرازيل، وكان حريصاً كل فترة على زيارة بتعبورة والتواصل مع أهلها». علماً ان نخول زار مسقطه للمرة الأخيرة في العام 1963، وكان معه اولاده الثلاثة، وحينها كان ميشال في سن الـ23 ولم يعد الى لبنان زائراً قبل العام 1997.
ويضيف الخوري: «ميشال تامر وعدنا مرات عدة بأنه سيجعل قريته بلدة نموذجية في حال أصبح رئيساً للجمهورية وأنه سيزور لبنان ويقيم عرساً كبيراً فيه بحال تنصيبه رئيساً كونه محبّا جداً لوطنه ولقريته. وقد لعب والده دوراً إيجابياً في حياته وحياة إخوته الثلاث من خلال حضّهم على محبة أرضهم وأرض أجدادهم، ومن هنا طلب ميشال من أهل بتعبورة أن يطلقوا اسم أبيه نخول تامر، خلال زيارته الأخيرة لها، على أحد شوارع القرية وهذا ما حصل».
تفاخر بتعبورة بميشال، الذي أطلقت اسمه على أحد شوارعها، آملة في ان يفوز بمنصب رئيس الجمهورية. ويغمز الخوري مازحاً «هكذا يصبح لنا رئيس لبناني في البرازيل في ظل عجز لبنان عن انتخاب رئيس له، كما يصبح لطائفة الروم الأرثوذكس أول رئيس جمهورية باعتبار ان هذه الطائفة تُعتبر مهمشة سياسياً في النظام الذي وزّع الرئاسات الثلاث على طوائف محدَّدة ولو عُرفاً. ولعل بفوز تامر يعود الأمل قليلاً، ونتوقع أن يقدّم للقرية الكثير كما وعَدَنا سابقاً».
وقبيل التصويت في مجلس النواب البرازيلي، كانت تجري التحضيرات في البلدة لطباعة صور تامر لنشرها في الشوارع كافة، مع وعد بإقامة احتفالات على مدى أسبوع متى تَسلّم مقاليد الحكم في البرازيل وذلك فرحاً بالابن البار كما يطلق عليه الأهالي، الذين ينتظرون زيارة «الرئيس ميشال» لهم عند تنصيبه.
في بتعبورة، التي تبلغ مساحتها 322 هكتاراً وتبعد عن بيروت نحو 74 كيلومتراً وترتفع عن سطح البحر 350 متراً، يعيش 400 شخص غالبيتهم من كبار السن، كون الشباب ينزحون إلى العاصمة بيروت بهدف التعلّم والعمل، كما ان البلدة تعاني مشاكل في البنى التحتية باعتبار أن لا نائب في البرلمان اللبناني من أبنائها وبالتالي لا أحد يلتفت إليها، إلا انها أخيراً أصبحت حديث الإعلام المحلي والعربي والعالمي بفضل ميشال تامر.
وبالرغم من صغر مساحتها ومن قلّة عدد سكانها، إلا ان هذه البلدة تتميز بوجود كل الأطياف السياسية الحزبية فيها، فيما غالبية أهلها تعمل في الزراعة، وهناك قلّة من التجار الأثرياء بين أبنائها لكنهم لا يعيشون فيها بشكل مستمر، ولا يوجد في بتعبورة سوى قصرين واحد لآل الياس وآخر لشخص من بيت الخوري.
وباستثناء ميشال تامر لم تخرج من هذه القرية أسماء لامعة، إلا ان هناك، حسب المختار خوري، اسم الثري الأميركي مظهر الياس الذي يسكن في ولاية بوسطن وهو رجل أعمال ثري جداً ولديه علاقات مع السياسيين الأميركيين لكنه لم يزر سابقاً بلدته ولا يوجد له منزل او عقار آخر فيها.
وتتميز بتعبورة بزراعة العنب والتين والزيتون، وأهمّ عائلاتها: الخوري، تامر، الياس، كنعان. أما اسمها فتتعدد تفسيراته بين انه يعني مكان الغلّة او مكان الإهراء او الموسم والغلة، او الغلة والذرة، او المكان الذي يُعبر منه.