«الراي» تكشف خلاصات زيارة الـ 24 ساعة لبيروت
هولاند يرشّح اسماً واحداً للرئاسة هو... لبنان
الرئيس الفرنسي يزور عائلة سورية نازحة في مخيم الدلهمية غير الرسمي قرب مدينة زحلة في البقاع اللبناني (أ ف ب)
الرئيس الفرنسي أوحى باستعداد السعودية إعادة هبة الـ 3 مليارات دولار للجيش متى انتُخب رئيس جديد
غياب «حزب الله» عن لقاءات الزيارة عزّز اعتقاده باستمرار الفيتو الإيراني على انتخاب رئيس جديد
150 مليون يورو على مدى 3 سنوات للنازحين وتحريك بروتوكولات دعم للجيش
غياب «حزب الله» عن لقاءات الزيارة عزّز اعتقاده باستمرار الفيتو الإيراني على انتخاب رئيس جديد
150 مليون يورو على مدى 3 سنوات للنازحين وتحريك بروتوكولات دعم للجيش
أنهى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند زيارة للبنان بدأت بعد ظهر السبت واستمرت حتى عصر امس تاركاً وراءه مجموعةً خلاصات ونتائج اتضح الكثير منها ولا يزال البعض القليل ينتظر بلورةً لردود الفعل الداخلية حيالها.
ويمكن رسْم صورة إجمالية لنتائج الزيارة بأنها أحدثت خرقاً لا يمكن التنكّر له، أقلّه من خلال تَحوُّل قصر الصنوبر الشهير الذي أُعلن منه «لبنان الكبير» في القرن الماضي، خلية نحل طوال إقامة هولاند في بيروت بحيث شملت لقاءاته كل فئات القوى السياسية، باستثناء «حزب الله»، بالإضافة الى رؤساء الطوائف كافة وممثلين للمجتمع المدني، ناهيك عن اللقاءيْن الرسمييْن اللذين عقدهما هولاند في مجلس النواب والسرايا الحكومية فور وصوله الى بيروت بعد ظهر اول من امس.
ووفق ما أجمعت عليه شخصيات سياسية ورسمية قابلتْ هولاند واستجمعت «الراي» معطياتهم ومعلوماتهم، فان أبرز ما انتهت اليه الزيارة يتوزّع على محاور ثلاثة رئيسية وفق الترتيب الآتي:
اولاً: احتلّت أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان الأولوية الكبرى في اللقاءات الرسمية والسياسية التي أجراها هولاند مع اللبنانيين، من دون ان يرقى الأمر الى وجود مبادرة بالمعنى الملموس للكلمة، ولكن من دون اغفال الاستعداد الفرنسي ايضاً للدفع مجدداً نحو تذليل العقبات التي تعترض انتخاب رئيس للجمهورية. اذ ان هولاند الذي تجاوز العقبة البروتوكولية وأتى الى لبنان وسط عدم وجود رئيسٍ للجمهورية، لم يكتم تَأثُّره من الحفاوة التي لقيها في استقباله سواء في مقرّيْ مجلس النواب والسرايا الحكومية، او من خلال ما سمعه من الشخصيات السياسية والدينية والمدنية التي قابلها. وهي حفاوةٌ أظهرت له ان المناخ الداخلي بات ناضجاً لتلقّي الدعم والمساعدة في انتخاب رئيس، ولكن متى أزيلت العقبات الاقليمية التي لا تزال تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية.
وسبق لفرنسا التي تدرك اساساً هذا الواقع، ان تميّزت بمحاولاتها لدى ايران والسعودية لتسهيل انتخاب الرئيس اللبناني، ولكنها صُدمت فعلاً بالموقف الايراني تحديداً، وها هي العقبة نفسها لا تزال تتمظهر باستمرار بدليل غياب «حزب الله» وحده عن لوحة اللقاءات التي حصلت خلال الزيارة. ومع ذلك، كان هولاند يكرّر استعدادات بلاده لفعل كل ما يمكن للدفع نحو توافقٍ لبناني عريض على انتخاب رئيس للجمهورية، محاذراً إسباغ اي أوصاف يمكن ان يُستدل منها تدخلاً او انحيازاً لاي فريق او شخصية، ومعلناً «أملي ان يجد اللبنانيون بأنفسهم حلاً لرئاسة الجمهورية وانتخاب الرئيس المسيحي، وفرنسا ترشّح اسماً واحداً لا غير وهو لبنان».
وكان بارزاً ان لقاءات الرئيس الفرنسي في قصر الصنوبر شملت مساء أول من أمس بشكل فردي وتباعاً زعماء مفاتيح في اللعبة الداخلية، مثل وليد جنبلاط وسمير جعجع وسليمان فرنجية وأمين الجميل وسامي الجميل. كما ان اللقاء الفردي الأبرز امس كان مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والذي اتخذ دلالة أساسية نظراً الى العلاقات التاريخية بين فرنسا والكنيسة المارونية، فضلاً عن الترددات القوية التي أثارتها الزيارة في غياب الرئيس الماروني للجمهورية، علماً ان الراعي كشف انه سلم هولاند مذكرة «وطنية على خطى أسلافي البطاركة». ومن غير المستبعد ان تعاود باريس جهودها لاحقاً وبالتنسيق مع مجموعة الدعم الدولية للبنان على خط طهران والرياض لتحريك الازمة الرئاسية ووضعها في مقدم الاولويات الاقليمية الملحة على قاعدة تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية كمصلحة للجميع.
ثانياً، جاء موضوع الدعم للجيش اللبناني الذي خصصه هولاند بحيّز بارز من خلال وجود وزير الدفاع الفرنسي في عداد الوفد المرافق، بمثابة تعويض مباشر للبنان عن تجميد الهبة السعودية من الأسلحة الفرنسية للجيش اللبناني والبالغة ثلاثة مليارات دولار. اذ ان الجانب الفرنسي أعاد تحريك بروتوكولات معقودة بين فرنسا ولبنان لتقديم دعم عسكري للجيش، وهو أمرٌ اكتسب دلالة من حيث توافق الجانبين اللبناني والفرنسي على ضرورة دعم الجيش اولاً وتاليا على استمرار المساعي المشتركة لإقناع السعودية بتبديل موقفها من تجميد الهبة. ويبدو ان هولاند اوحى لمحاوريه اللبنانيين بأن السعودية تنتظر الوقت المناسب لإعادة الهبة الى الجيش ولكن من دون تحديد الموعد الذي يعتقد كثيرون انه يرتبط بحل الأزمة الرئاسية.
ثالثاً: شكّل ملف النازحين واللاجئين السوريين المحور الاساسي الثالث في الزيارة حيث سمع هولاند من غالبية الذين التقاهم هواجسهم من توطين اللاجئين او على الاقل تمديد إقامتهم في لبنان الى أمد غير محدد، كما سمع اقتراحات عدة في شأن قيام بلاده بجهود قوية لنقل أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الى مناطق في سورية يمكن تحديدها بقرارات دولية لتخفيف الأعباء الهائلة عن لبنان.
وبدا هولاند مهتماً للغاية بترك انطباعات لدى اللبنانيين حيال اهتمام فرنسا بهذا الملف من زاويتيْ مساعدة لبنان على تحمل الأعباء والتخفيف منها في مرحلة العبور الصعب الى الحل السياسي في سورية، وكذلك الاهتمام الفرنسي والاوروبي عموما بتجنب تداعيات هذا الملف على أمن الدول الأوروبية التي تعاني اتساع ضربات الارهاب بدليل انه أعاد التذكير مرات امام مَن التقاهم بتزامن الهجمات الارهابية العام الماضي على الضاحية الجنوبية وباريس في اليوم نفسه مما يفرض جبهة واحدة في التصدي للارهاب.
كما ان هولاند ختم زيارته بالتوجه الى مخيم للاجئين السوريين في منطقة البقاع الاوسط حيث اعلن أنّ «الأولوية المباشرة هي الخروج من الأزمة السورية عبر الانتقال السياسي والحل ليس بأن تذهب هذه العائلات الى اوروبا، بل ان تتمكن بالعودة الى منازلها واعادة بناء وطنها». وقد بدا الرئيس الفرنسي بتفقده مخيم الدلهمية للنازحين على خطى مَن سبقوه من زوار دوليين وأوروبيين في إعطاء هذا الملف اولوية لاتصاله بأمن أوروبا وفرنساـ علما ان الزيارة حملت قراراً فرنسياً بمنح لبنان مساعدة مالية بـ 150 مليون يورو على ثلاث سنوات ناهيك عن نقل ألفي لاجئ سوري من لبنان الى فرنسا.
وأكد هولاند خلال زيارته مخيم النازحين التزام بلاده بالعمل على ايجاد حل للازمة السورية. وقال ان «فرنسا تعتزم زيادة الدعم للبنان واللاجئين السوريين والمنظمات الانسانية العاملة في مجال اغاثة النازحين خصوصا في قطاعي الصحة والتعليم».
واشار الى ان العائلات السورية التي التقاها اكدت رغبتها بالعودة الى سورية في اقرب وقت، لافتا الى ان موقف اللبنانيين يجمع على رفض توطين النازحين.
وفي ما يتعلق بالشأن اللبناني، شدد على التزام فرنسا بضمان أمن لبنان مؤكدا استمرارها بدعم الجيش اللبناني وسعيها لإعادة العمل بالاتفاقات العسكرية مع المملكة العربية السعودية لمساعدة الجيش اللبناني والتي توقفت بقرار من الرياض.
ويمكن رسْم صورة إجمالية لنتائج الزيارة بأنها أحدثت خرقاً لا يمكن التنكّر له، أقلّه من خلال تَحوُّل قصر الصنوبر الشهير الذي أُعلن منه «لبنان الكبير» في القرن الماضي، خلية نحل طوال إقامة هولاند في بيروت بحيث شملت لقاءاته كل فئات القوى السياسية، باستثناء «حزب الله»، بالإضافة الى رؤساء الطوائف كافة وممثلين للمجتمع المدني، ناهيك عن اللقاءيْن الرسمييْن اللذين عقدهما هولاند في مجلس النواب والسرايا الحكومية فور وصوله الى بيروت بعد ظهر اول من امس.
ووفق ما أجمعت عليه شخصيات سياسية ورسمية قابلتْ هولاند واستجمعت «الراي» معطياتهم ومعلوماتهم، فان أبرز ما انتهت اليه الزيارة يتوزّع على محاور ثلاثة رئيسية وفق الترتيب الآتي:
اولاً: احتلّت أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان الأولوية الكبرى في اللقاءات الرسمية والسياسية التي أجراها هولاند مع اللبنانيين، من دون ان يرقى الأمر الى وجود مبادرة بالمعنى الملموس للكلمة، ولكن من دون اغفال الاستعداد الفرنسي ايضاً للدفع مجدداً نحو تذليل العقبات التي تعترض انتخاب رئيس للجمهورية. اذ ان هولاند الذي تجاوز العقبة البروتوكولية وأتى الى لبنان وسط عدم وجود رئيسٍ للجمهورية، لم يكتم تَأثُّره من الحفاوة التي لقيها في استقباله سواء في مقرّيْ مجلس النواب والسرايا الحكومية، او من خلال ما سمعه من الشخصيات السياسية والدينية والمدنية التي قابلها. وهي حفاوةٌ أظهرت له ان المناخ الداخلي بات ناضجاً لتلقّي الدعم والمساعدة في انتخاب رئيس، ولكن متى أزيلت العقبات الاقليمية التي لا تزال تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية.
وسبق لفرنسا التي تدرك اساساً هذا الواقع، ان تميّزت بمحاولاتها لدى ايران والسعودية لتسهيل انتخاب الرئيس اللبناني، ولكنها صُدمت فعلاً بالموقف الايراني تحديداً، وها هي العقبة نفسها لا تزال تتمظهر باستمرار بدليل غياب «حزب الله» وحده عن لوحة اللقاءات التي حصلت خلال الزيارة. ومع ذلك، كان هولاند يكرّر استعدادات بلاده لفعل كل ما يمكن للدفع نحو توافقٍ لبناني عريض على انتخاب رئيس للجمهورية، محاذراً إسباغ اي أوصاف يمكن ان يُستدل منها تدخلاً او انحيازاً لاي فريق او شخصية، ومعلناً «أملي ان يجد اللبنانيون بأنفسهم حلاً لرئاسة الجمهورية وانتخاب الرئيس المسيحي، وفرنسا ترشّح اسماً واحداً لا غير وهو لبنان».
وكان بارزاً ان لقاءات الرئيس الفرنسي في قصر الصنوبر شملت مساء أول من أمس بشكل فردي وتباعاً زعماء مفاتيح في اللعبة الداخلية، مثل وليد جنبلاط وسمير جعجع وسليمان فرنجية وأمين الجميل وسامي الجميل. كما ان اللقاء الفردي الأبرز امس كان مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والذي اتخذ دلالة أساسية نظراً الى العلاقات التاريخية بين فرنسا والكنيسة المارونية، فضلاً عن الترددات القوية التي أثارتها الزيارة في غياب الرئيس الماروني للجمهورية، علماً ان الراعي كشف انه سلم هولاند مذكرة «وطنية على خطى أسلافي البطاركة». ومن غير المستبعد ان تعاود باريس جهودها لاحقاً وبالتنسيق مع مجموعة الدعم الدولية للبنان على خط طهران والرياض لتحريك الازمة الرئاسية ووضعها في مقدم الاولويات الاقليمية الملحة على قاعدة تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية كمصلحة للجميع.
ثانياً، جاء موضوع الدعم للجيش اللبناني الذي خصصه هولاند بحيّز بارز من خلال وجود وزير الدفاع الفرنسي في عداد الوفد المرافق، بمثابة تعويض مباشر للبنان عن تجميد الهبة السعودية من الأسلحة الفرنسية للجيش اللبناني والبالغة ثلاثة مليارات دولار. اذ ان الجانب الفرنسي أعاد تحريك بروتوكولات معقودة بين فرنسا ولبنان لتقديم دعم عسكري للجيش، وهو أمرٌ اكتسب دلالة من حيث توافق الجانبين اللبناني والفرنسي على ضرورة دعم الجيش اولاً وتاليا على استمرار المساعي المشتركة لإقناع السعودية بتبديل موقفها من تجميد الهبة. ويبدو ان هولاند اوحى لمحاوريه اللبنانيين بأن السعودية تنتظر الوقت المناسب لإعادة الهبة الى الجيش ولكن من دون تحديد الموعد الذي يعتقد كثيرون انه يرتبط بحل الأزمة الرئاسية.
ثالثاً: شكّل ملف النازحين واللاجئين السوريين المحور الاساسي الثالث في الزيارة حيث سمع هولاند من غالبية الذين التقاهم هواجسهم من توطين اللاجئين او على الاقل تمديد إقامتهم في لبنان الى أمد غير محدد، كما سمع اقتراحات عدة في شأن قيام بلاده بجهود قوية لنقل أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الى مناطق في سورية يمكن تحديدها بقرارات دولية لتخفيف الأعباء الهائلة عن لبنان.
وبدا هولاند مهتماً للغاية بترك انطباعات لدى اللبنانيين حيال اهتمام فرنسا بهذا الملف من زاويتيْ مساعدة لبنان على تحمل الأعباء والتخفيف منها في مرحلة العبور الصعب الى الحل السياسي في سورية، وكذلك الاهتمام الفرنسي والاوروبي عموما بتجنب تداعيات هذا الملف على أمن الدول الأوروبية التي تعاني اتساع ضربات الارهاب بدليل انه أعاد التذكير مرات امام مَن التقاهم بتزامن الهجمات الارهابية العام الماضي على الضاحية الجنوبية وباريس في اليوم نفسه مما يفرض جبهة واحدة في التصدي للارهاب.
كما ان هولاند ختم زيارته بالتوجه الى مخيم للاجئين السوريين في منطقة البقاع الاوسط حيث اعلن أنّ «الأولوية المباشرة هي الخروج من الأزمة السورية عبر الانتقال السياسي والحل ليس بأن تذهب هذه العائلات الى اوروبا، بل ان تتمكن بالعودة الى منازلها واعادة بناء وطنها». وقد بدا الرئيس الفرنسي بتفقده مخيم الدلهمية للنازحين على خطى مَن سبقوه من زوار دوليين وأوروبيين في إعطاء هذا الملف اولوية لاتصاله بأمن أوروبا وفرنساـ علما ان الزيارة حملت قراراً فرنسياً بمنح لبنان مساعدة مالية بـ 150 مليون يورو على ثلاث سنوات ناهيك عن نقل ألفي لاجئ سوري من لبنان الى فرنسا.
وأكد هولاند خلال زيارته مخيم النازحين التزام بلاده بالعمل على ايجاد حل للازمة السورية. وقال ان «فرنسا تعتزم زيادة الدعم للبنان واللاجئين السوريين والمنظمات الانسانية العاملة في مجال اغاثة النازحين خصوصا في قطاعي الصحة والتعليم».
واشار الى ان العائلات السورية التي التقاها اكدت رغبتها بالعودة الى سورية في اقرب وقت، لافتا الى ان موقف اللبنانيين يجمع على رفض توطين النازحين.
وفي ما يتعلق بالشأن اللبناني، شدد على التزام فرنسا بضمان أمن لبنان مؤكدا استمرارها بدعم الجيش اللبناني وسعيها لإعادة العمل بالاتفاقات العسكرية مع المملكة العربية السعودية لمساعدة الجيش اللبناني والتي توقفت بقرار من الرياض.