قبل الجراحة

قياديون من نوع آخر

تصغير
تكبير
جاسم مواطن من قرية خابوخي ...

يعتبره البعض عبقرياً وصاحب فكر قلّما وُجد ...


والبعض الآخر يعتبره غريب الأطوار ويصعب فهمه.

جاسم توفي أبوه وهو خارج البلد ...

حزن جاسم أشد الحزن على وفاة أبيه ...

عاد جاسم إلى البلد ...

وهو يزور قبر أبيه باستمرار ...

يجلس أمام قبر أبيه ويتكلم ...

بالرغم من تأثر جاسم برحيل أبيه، إلا أنه أبدع في عمله ... إبداعا يشهد له البعض فقط !

حتى جاء اليوم الذي عُرِض على جاسم منصب رفيع في قرية خابوخي الجميلة.

رفض جاسم المنصب بكل أدب واعتذر!

وأمام إغراءات المنصب، قبل جاسم بهذا المنصب وهو يؤكد لنفسه أنه لن يكون مثل غيره الذين سبقوه في هذا المنصب الرفيع ...

يذكّر نفسه بالقيم التي تربّى عليها ...

يذكّر نفسه بقوة الشخصية وبأنه يقول الحق أمام الجميع ... يذكّر نفسه ويذكّرها ...

تسلم جاسم منصبه الرفيع.

من اليوم الأول تم إخباره بكل صراحة «أنت هنا تكملة عدد ...

لم يتم اختيارك لأنك الأفضل، فهناك من هم أفضل منك ...

أنت هنا تسمع وتطيع ...

صوتك مسموع في بيتك، وأحياناً قليلة في مكتبك»!

لم يُترك له الخيار للرد ...

فالموقف أصبح أكبر من جاسم وأكثر تعقيداً ...

سنة كاملة لم يُسمع فيها صوت جاسم إلا عندما يبادر هو بالسلام عند حضوره للاجتماعات ...

حاول أن يُصلح، ولكن جاءه اتصال بأن «يركد» !

حاول أن يطوّر المكان، وأيضاً جاءه اتصال يحذره «اركد» !

جاسم الآن ساكت دائماً، وشريك في شركات كبرى مع أصحابه الساكتين مثله الذين معه في المنصب نفسه ...

لا يتكلم إلا مع أبيه عندما يزور قبره، فهذا هو المكان المسموح لجاسم بالكلام فيه.

«ويقولك بالأخير قياديين» !
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي