شعيرة من أعظم الشعائر وبه تميزت أمة الإسلام وبه يعلم إسلام القوم ولا يجوز تعطيله بحال
الأذان... شرَّعه الله تعالى بشروط وبصيغة مخصوصة للإعلام بدخول وقت الصلاة المفروضة ودعوة المسلمين لها
يستحب أن يكون المؤذن حسن الصوت لجذب المستمعين إليه
الأذان والإقامة يُشرعان للصلوات الخمس المفروضة أما غيرها مما تسنُّ فيه الجماعة فلا يسن فيها الأذان ولا الإقامة
الأذان على قلة ألفاظه إلا أنه مشتمل على مسائل العقيدة والتوحيد والإيمان والتسليم والطاعة والفلاح في الدنيا والآخرة
شُرع الأذان في السنة الأولى للهجرة النبوية وهو فرضُ كفاية في حق الرجال فإذا قام به من يكفي سقط عن الباقين
يجب أن يكون الأذان في وقت الصلاة فلا يصح قبل دخول وقتها ويستثنى من ذلك الأذان الأول للفجر والجمعة
يُشترط لصحة الأذان الإسلام والتمييز والعدالة والأمانة والعلم بأوقات الصلاة وترتيب كلماته والمتابعة بينها
يُسَنُّ للأذان أن يكون المؤذن مستقبلاً القبلة وأن يكون طاهراً من الحدثين الأصغر والأكبر وأن يؤذن قائماً
الأذان على قلة ألفاظه إلا أنه مشتمل على مسائل العقيدة والتوحيد والإيمان والتسليم والطاعة والفلاح في الدنيا والآخرة
شُرع الأذان في السنة الأولى للهجرة النبوية وهو فرضُ كفاية في حق الرجال فإذا قام به من يكفي سقط عن الباقين
يجب أن يكون الأذان في وقت الصلاة فلا يصح قبل دخول وقتها ويستثنى من ذلك الأذان الأول للفجر والجمعة
يُشترط لصحة الأذان الإسلام والتمييز والعدالة والأمانة والعلم بأوقات الصلاة وترتيب كلماته والمتابعة بينها
يُسَنُّ للأذان أن يكون المؤذن مستقبلاً القبلة وأن يكون طاهراً من الحدثين الأصغر والأكبر وأن يؤذن قائماً
لمَّا كانت الصلوات الخمسُ موقتةً بأوقات معينة(إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) النساء:103،لا يجوز فعلُها قبل دخول تلك الأوقات، ولما كان كثير من الناس قد لا ينتبه إلى أن وقت الصلاة قد دخل، شرع الله تعالى الأذان إعلاماً بدخول وقتها.
الأذان هو شعيرة من أعظم شعائر الإسلام، وبه تميزت أمة الإسلام، وهو دليل الظفر والنصر لهذه الأمة، وبه يجمع المسلمون لأداء أعظم المناسك التعبدية، وبه يعلم إسلام القوم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يغير على قوم حتى يسمع بين أظهرهم الأذان وإلا أغار، وعلى قلة ألفاظ الأذان إلا انه مشتمل
على مسائل العقيدة والتوحيد والإيمان والتسليم والطاعة والفلاح
في الدنيا والآخرة، لذلك كان فضله عظيما وثوابه جزيلا، والأذان شأنه كشأن سائر الشعائر مبناة على التوقيف وورود النص.
الأذان إذن هو: الإعلامُ بدخول وقت الصلاة المفروضة بذِكرٍ مخصوص؛ لدعوة المسلمين إلى الاجتماع إليها.
حُكم الأذان
الأذان للصلاة فرضُ كفاية في حق الرجال؛ فإذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين.
والأذان له أهمية كبرى في إظهار شعيرة من شعائر الإسلام، فلا يجوز تعطيله بحال.
دليل مشروعيته
دلَّ على مشروعية الأذان القرآن والسنّة:
فأما القرآن: فقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة:9].
وأما السنة: فما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ مَالِكِ بْنِ الحُوَيْرِثِ رضي الله تعالى عنه قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِي، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ رَحِيمًا رَفِيقًا، فَلَمَّا رَأَى شَوْقَنَا إِلَى أَهَالِينَا قَالَ: (ارْجِعُوا فَكُونُوا فِيهِمْ، وَعَلِّمُوهُمْ، وَصَلُّوا، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ).
بَدء تشريع الأذان
كان تشريع الأذان في السنة الأولى للهجرة النبوية.
وسبب مشروعيته: لما عَسُرَ على المسلمين معرفةُ الأوقات، وتشاوروا في نصب علامة على دخول وقت الصلاة، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابْنَ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما قال: كَانَ المُسْلِمُونَ حِينَ قَدِمُوا المَدِينَةَ يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَيَّنُونَ الصَّلاَةَ [يقدُرُون حِينَها ليأتوا إليها] لَيْسَ يُنَادَى لَهَا، فَتَكَلَّمُوا يَوْمًا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: اتَّخِذُوا نَاقُوسًا مِثْلَ نَاقُوسِ النَّصَارَى، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ بُوقًا مِثْلَ قَرْنِ اليَهُودِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَوَلاَ تَبْعَثُونَ رَجُلًا يُنَادِي بِالصَّلاَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا بِلاَلُ قُمْ فَنَادِ بِالصَّلاَةِ).
صيغة الأذان
الأذان له صيغة جاءت بها السنَّة النبوية، ومن ذلك ما جاء في حديث عبد الله بن زيد رضي الله تعالى عنه أنه قال: (طاف بي وأنا نائمٌ رجلٌ يحمِل ناقوسًا في يده، فقلت: يا عبد الله أتَبيعُ الناقوسَ؟ قال: وما تصنع به؟ فقلت: ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ فقلت له: بلى، قال: فقال: تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. قال: ثم استأخر عني غيرَ بعيد، ثم قال: وتقول إذا أقمتَ الصلاةَ: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. فلما أصبحتُ أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرتُه بما رأيتُ فقال: (إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فَأَلْقِ عليه ما رأيت، فليؤذن به، فإنه أندى صوتًا منك )، فقمت مع بلال، فجعلت ألقيه عليه، ويؤذن به.قال: فسمع ذلك عمرُ بن الخطاب، وهو في بيته فخرج يَجُرُّ رِداءه، ويقول: والذي بعثك بالحق يا رسول الله، لقد رأيت مثل ما رأى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلله الحمد) رواه أبو داود.
شروط الأذان
يُشترط لصحة الأذان الأمورُ التالية:
1- الإسلام: فلا يصح الأذان من كافرٍ؛ لعدم أهليته للعبادة.
2- التمييز: فلا يصح من صبي غيرِ مميز؛ لعدم أهليته للعبادة، ولعدم ضبطه للوقت.
3- الذكورة: فلا يصح أذان المرأة للرجال؛ للفتنة بصوتها.
4- العدالة والأمانة: فالمؤذن مؤتمَن، يُؤخذ بقوله في الصلاة والصيام، ومن لم يكن عدْلاً أميناً ربما غرَّ المسلمين وخدعهم.
5- العلم بأوقات الصلاة: حتى يتحرَّها فيُؤذِّن في أولها.
6- ترتيب كلمات الأذان كما وردت به السُّنة، ولأن ترك الترتيب يوهم اللعب ويُخل بالإعلام.
7- المتابعة بين كلماته، بحيث لا يقوم فاصل كبير بين الكلمة والتي تليها.
8- أن يكون الأذان في وقت الصلاة، فلا يصح قبل دخول وقتها، ويستثنى من ذلك الأذان الأول للفجر والجمعة فإنه يجوز قبل الوقت.
9- أن يكون الأذان باللغة العربية، وبالألفاظ التي وردت بها السنة.
أذان النساء
لا يُندب للنساء الأذان؛ لخشية الفتنة في رفع أصواتهن. ويندب لهن الإقامة، لأنها لاستنهاض الحاضرين وليس فيها رفع صوت كالأذان.
سنن الأذان
يُسَنُّ للأذان الأمور التالية:
1- أن يؤذن مستقبلاً القبلة ؛ لما رواه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد في رؤيا الأذان قال: (جَاءَ عَبْدُالله بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله ؛ إِنِّي رَأَيْتُ رَجُلاً نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ فَقَامَ عَلَى جِذْمِ حَائِطٍ, فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ...) فذكر الحديث. رواه إسحاق بن راهويه فى مسنده وسنده صحيح.
2- أن يكون المؤذنُ طاهرًا من الحدث الأصغر والأكبر، فيُكره الأذان للمحدث، وأذان الجنب أشد كراهة؛ فعن الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ رضي الله تعالى عنه أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبُولُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَوَضَّأَ، ثُمَّ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: (إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا عَلَى طُهْرٍ) أَوْ قَالَ: (عَلَى طَهَارَةٍ) رواه ابو داود .
3 - أن يؤذن قائمًا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا بلالُ قُم فنادِ بالصلاة) رواه البخاري ومسلم.
4- أن يلتفت بعنقه – لا بصدره – يمينًا في: (حيَّ على الصَّلاة)، ويسارًا في: (حيَّ على الفلاح)، فقد روى البخاري ومسلم في صيحيهما أن أبا جُحيفة رضي الله تعالى عنه قال: (أذَّنَ بلالٌ، قال: فجعلتُ أتتبع فاه ها هنا وها هنا - يقول: يمينًا وشِمالاً - يقول: حي على الصلاة حي على الفلاح).
5- أن يكون المؤذنُ صَيِّتًا قويَ الصوت؛ ليرقَّ قلب السامع ويميل إلى الإجابة، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن زيد رضي الله تعالى عنه، الذي رأى الأذان في النوم: (قُم مع بلال فَأَلْقِ عليه ما رأيت، فليؤذن به، فإنه أندى صوتًا منك) رواه أبو داود. قال في المصباح المنير: فلانٌ أندى صوتًا منه، كناية عن قوته وحسنه.
وروى البخاري في صحيحه أن أبا سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك، فأذَّنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مَدى صوت المؤذن جِنٌ ولا إنس ولا شيء، إلا شهد له يوم القيامة).
6- أن يَتَرَسَّل في الأذان -أي يتمهل- ويَحْدُرُ الإقامة -أي يُسرع فيها-: لقوله صلى الله عليه وسلم لبلال): يَا بِلالُ! إِذَا أَذَّنْتَ فَتَرَسَّل فِي أذَانِكَ, وَإِذَا أَقَمْتَ فَاحْدُر (رواه الترمذي والبيهقي وابن عدي والحاكم وهو ضعيف الإسناد.
7- عدم تمطيط الأذان أو التغني فيه، بل يكره ذلك.
8- أن يؤذن في أول الوقت ؛ لحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (كَانَ بِلالٌ لا يُؤَخِرُ الأَذَانَ عَنِ الوَقْتِ، وَرُبَّمَا أَخَّرَ الإِقَامَةَ شَيْئًا )رواه ابن ماجه بإسناد حسن.
9- أن يكون على عُلُوٍّ ؛ لأنه أبلغ في الإِعلام, ولما ثبت عن بلال رضي الله عنه (أَنَّهُ كَانَ يُؤَذِّنُ عَلَى سَطْحِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ, بَيْتُهَا مِنْ أَطْوَلِ بَيْتٍ حَوْلَ المَسْجِدِ]. (رواه أبو داود بمعناه وإسناده حسن)
10- يجوز الأذان على الراحلة؛ من دابة أو سيارة أو طائرة ؛ لما رواه نافع قال): كَانَ ابْنُ عُمَرَ رُبَّمَا أَذَّنَ عَلَى رَاحِلَتِهِ الصُّبْحَ ثُمَّ يُقِيمُ بِالأَرْضِ] (رواه البيهقي وهو حسن بشاهده)
11- رافعاً وجهه جاعلاً سبابتيه في أذنيه ؛ لما ثبت عن أبي جحيفة رضي الله عنه أنه قال): رَأَيْتُ بِلالًا يُؤَذِّنُ وَيَدُورُ وَأَتَتَبَّعُ فَاهُ هَاهُنَا وهاهنا، وَأُصْبُعَاهُ فِي أُذُنَيْهِ)، قَالَ: (وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي قُبَّةٍ لَهُ حَمْرَاءَ).(رواه أحمد والترمذي بإسناد صحيح)
ما يُسنُّ لسامع الأذان:
1- الإنصاتُ، وأن يقولَ كما يقول المؤذن، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سمعتم النداءَ، فقولوا مثل ما يقول المؤذن) رواه البخاري ومسلم.
2- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء بعد الانتهاء من ترديد الأذان خلف المؤذن، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثلَ ما يقول، ثم صلُّوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله ليَ الوسيلةَ، فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حَلَّت له الشفاعة) رواه مسلم.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن قال حين يسمع النداء: اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حَلَّت له شفاعتي يوم القيامة) رواه البخاري.
والمراد بــ (الدعوة التامة): ألفاظُ الأذان، حيث يدعى بها إلى عبادة الله تعالى، ووُصفت بالتمام لأنها دعوة التوحيد المحْكمة التي لا يدخلها نقص بشِرك أو تغيير أو تبديل.
(الوسيلة) هي: ما يتقرب به إلى غيره، (الفضيلة) هي: المرتبةُ الزائدة على سائر الخلائق، والمراد هنا: منزلة في الجنة لا تكن إلا لعبد واحد من عباد الله عز وجل.
والمقصود بــ (وعدتَّه) قول الله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا} [الإسراء:79].
ويصلي المؤذنُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ويدعو لكن بصوت منخفضٍ عن صوته أثناء الأذان ومنفصلٍ عنه؛ حتى لا يتوهم الناس أن الصلاة على النبي والدعاء من ألفاظ الأذان.
3- يستحب لمن سمع النداء أن يدعو لنفسه؛ لأن الوقت وقتُ فضيلة وبركة وإجابة، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيتُ بالله ربًا وبمحمد رسولاً، وبالإسلام دينًا، غُفر له ذنبه).
4- يستحب الدعاء بين الأذان والإقامة؛ فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء لا يُرَدُّ بين الأذان والإقامة) رواه أبو داود والترمذي.
وأما الإقامة فهي: الإعلام بالقيام إلى الصلاة بذِكرٍ مخصوصٍ ورد به الشرع.
أحكام الإقامة
وأحكام الإقامة هي نفس أحكام الأذان، مع ملاحظة الفوارق التالية:
1- ألفاظ الأذان مثنى، وألفاظ الإقامة فرادى، فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: (أُمر بلالٌ أن يشفع الأذان، وأن يوتر الإقامة، إلا الإقامة)، رواه البخاري ومسلم. ومعنى قوله: (إلا الإقامة) أي: إلا لفظ قد قامت الصلاة فإنه يثنى.
وقد سبقت صيغة الإقامة كاملة في حديث عبد الله بن زيد رضي الله تعالى، عند الكلام على صيغة الأذان.
2- يستحب في الأذان الترسُّل والتمهُّل، ويستحب في الإقامةِ الإسراعُ والحدرُ؛ لأن الأذان للغائبين، فكان الترسُّل فيه أنسب، والإقامةُ للحاضرين، فكان الإسراع فيها أنسب.
3- من كانت عليه فوائت وأراد أن يقضيها أذَّن للصلاة الأولى فقط، ثم أقام لكل صلاة؛ وذلك اقتداء بفِعله صلى الله عليه وسلم، فقد (أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين)، رواه مسلم.
4- يستحب أن يكون الشخصَ الذي يقيم الصلاة هو نفس المؤذَّن.
هل يشرع الأذان لغير الصلوات الخمس؟
الأذان والإقامة يُشرعان للصلوات الخمس المفروضة، أما غيرها مما تسنُّ فيه الجماعة كالعيدين والكسوفين والجنازة، فلا يسن فيها الأذان ولا الإقامة، وإنما يقال فيها: الصلاة جامعة، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، قال: (لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نُودي: إن الصلاة جامعة) رواه البخاري ومسلم.
وقيس على صلاةِ الكسوف ما في معناها من الصلوات المسنونة.
المئذنة
المئذنة أو المنارة أو الصومعة، هي مبنى أو برج مرتفع طويل يكون ملحقا بالمساجد وغرضه ايصال صوت الآذان للناس ودعوتهم للصلاة.
كان كثير من المآذن في الماضي مزودة بالقناديل ما يجعلها منارات تهدي المسافرين للمدينة أو البلدة، لذلك فإن الكثيرين من الباحثين العرب يطلقون عليها اسم المنارات. وقد تستخدم المئذنة أحيانا في إعلان بيانات الدولة. ومع مرور الزمن باتت المئذنة قطاعاً قائما بذاته من فنون العمارة الإسلامية فقد وجهت لها عناية كبيرة في التصميم والتنفيذ وتفاوتت ارتفاعاتها إلى عدة عشرات من الأمتار، وزُخرف بناؤها، وزين بالنقوش الإسلامية البديعة وأعطيت أشكالاً شتى ما بين مدورة ومضلعة ومربعة، وقاعدتها تتناسب طرداً مع ارتفاعها، وبداخلها سلم حلزوني يصعد إلى شرفتها حيث يقف المؤذن وينادي للصلوات.
لقد صنف المتخصصون في العمارة الإسلامية طرازات المآذن وأشكالها في فئات تتصل إما بالحقب التاريخية أو بالبلد الإسلامي الواحد أو بأشخاص بناتها من الخلفاء والسلاطين والملوك والأمراء.
التطور التاريخي
ولم تكن هنالك مآذن في بداية الاسلام، بقدر ما كانت الحاجة إلى مكان مرتفع يرفع فيه المؤذن صوته للإعلام بدخول وقت الصلاة. بل كان بلال بن رباح يصعد لسطح المسجد ويؤذن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن مع اتساع رقعة الدولة الإسلامية، نشأت الحاجة إلى المئذنة.
ويجمع مؤرخو المسلمين على أن المساجد التي بنيت في الجزيرة العربية وسواها من الأمصار التي دخلت في دين الله كانت بلا مآذن، وتميزت وظهرت المأذن بعد ذلك في عصر الدولة الأموية في بلاد الشام في دمشق وغيرها من بلاد المسلمين.
وفي العصرالعباسي أصبحت المآذن مدورة وظهرت أشكال جديدة مثل المئذنة الملوية في سامراء وبنيت بعض المآذن من طبقات عديدة كل طبقة منها تختلف في تصميمها عن الطبقات الأخرى وأشهر أمثلتها مئذنة مسجد ابن طولون في القاهرة التي تتألف من ثلاث طبقات أولاها (وهي القاعدة) مربعة والثانية أسطوانية والثالثة ذات ثمانية أضلاع.
وفي العصر الفاطمي كانت المآذن عالية ورفيعة نوعا ما وتنتهي بقبة بصلية مثل مئذنة الجامع الأزهر بالقاهرة.
وفي العهد المملوكي فقد كانت المآذن عالية ولكن ليست لها قاعدة مميزة وبنيت على شرفات مثل جامع السلطان حسن بالقاهرة.وفي العصر المغولي تميزت المآذن بارتفاعها الشاهق وتكون ذات قطر ضخم يقل تدريجيا.
بينما في العهد المغولي في الهند كانت المآذن تمتاز بالضخامة والارتفاع وتحتوي على أكثر من صحن وزخارف نباتية مثل مسجد قوة الإسلام بدلهي وفي مراحل متقدمة ظهر تاج محل بمآذنه البيضاء العالية المائلة قليلا للخارج.
وفي زمن الدولة العثمانية كانت المآذن رشيقة عالية وذات نهاية قلمية أو رصاصية كما في جامع التكية السليمانية في دمشق.
وفي عهد دولة المرابطين والموحدين بنيت مئذنة واحدة برجية الشكل في المسجد.
وبشكل عام فان المآذن في جميع العصور المختلفة على خلاف ما كان في المغرب العربي كانت مادة تشييدها تعتبر حسب بيئتها وموقعها ففي المغرب العربي والشام ومصر (الحجر) وفي العراق (الطابوق ومشتقات الطين). كما استخدمت المادة الرابطة في المراحل المتأخرة من العمارة الإسلامية.
معلومات عن المآذن
تعتبر مئذنة العروس في الجامع الأموي بدمشق أول مئذنة بنيت في العصر الإسلامي. وأن أول من بنى مئذنة في الإسلام هو معاوية بن أبي سفيان، وذلك في المسجد الجامع الكبير بدمشق في الشام.
المسجد الأكثر مآذن في العالم هو المسجد النبوي الشريف ويصل عددها إلى عشر مآذن ثم المسجد الحرام المبارك والذي يملك تسعا يليه المسجد الأزرق في إسطنبول بست مآذن.
اشتهرت القاهرة بكثرة عدد مآذنها وكانت تعرف بمدينة الألف مئذنة.
أطول المآذن
* مئذنة مسجد الحسن الثاني بالمغرب (210 م).
* مئذنة مسجد الفتح بالقاهرة (130 م).
* مآذن التوسعة الثانية بالمسجد النبوي الشريف (105 م).
* مآذن المسجد الحرام المبارك (92 م).
على الهامش
التثويب في أذان الفجر
يُزادُ في أذان الفجر: «الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم»، بعد قوله: «حيَّ على الفلاح» الأخيرة، فعن أبي محذورة رضي الله تعالى عنه قال: قلتُ: يا رسول الله علِّمني سنةَ الأذان، قال: فمسح مُقَدَّمَ رأسي، وقال: (تقول: الله أكبر الله أكبر ...) وذكرَ ألفاظ الأذان بتمامها، ثم قال: (فإن كان صلاة الصبح قلتَ: الصلاةُ خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله) رواه أبوداود والنسائي.
الجمع بين صلاتين
من أراد أن يجمع بين صلاتين أو يقضي صلوات فائته فإنه يؤذن للصلاة الأولى فقط ويقيم للأخرى أو للباقي ؛لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى الظهر والعصر بعرفة بأذان وإقامتين .كما جاء في حديث جابر رضي الله عنه الطويل الذي رواه الإمام مسلم في وصف حجة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (إِنَّ المُشْرِكِينَ شَغَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ يَوْمَ الخَنْدَقِ ، فَأَمَرَ بِلالاً فَأَذَّنَ ثُمَّ أَقَامَ ، فَصَلَّى الظُّهْرَ ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى العَصْرَ ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى المَغْرِبَ ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى العِشَاءَ] (رواه النسائي وهو صحيح بشاهده
أول من أذّن
على الرغم من أن صاحب رؤيا الأذان هو الصحابي الجليل عبد الله بن زيد رضي الله عنه إلا أن الصحابي الكبير بلال بن رباح هو أول من نادى بالأذان للصلاة، وذلك بسبب نداوة صوته، وظل بلال بن رباح يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم طوال حياته في حله وترحاله،
حيث أنه رضي الله عنه لم يتخلف قط عن غزوة ولا غيرها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن شدة تعلقه برسول الله صلى الله عليه وسلم أبى أن يؤذن لأحد بعده، وأذن أيضًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم ـ
عمرو بن قيس ـ رضي الله عنه، وكان خصيصًا بصلاة الفجر، حيث كان يؤذن الأذان الثاني بعد بلال، كما أذن له أيضًا أبو محدورة ـ أوس بن معبر ـ ولكنه لم يؤذن إلا في مكة، وقصة إسلامه وتأذينه قصة طريفة بها من آثار النبوة وروعة الأسلوب النبوي في الدعوة والإرشاد واستخدام المواهب الشيء الكثير.
وبعد اعتزال بلال للأذان تولى الأذان للراشدين سعد القرظ رضي الله عنه، وظل الأذان في عقبه لفترة طويلة.
ضوابط الأذان
• أن يكون الأذان بصوت جهوري جميل ويترسل فيه فيسكت قليلاً بين كل فقرة.
• لا يجوز (لأي شخص) الأذان قبل دخول الوقت، فأن فعل ذلك عليه الإعادة في الوقت المحدد.
• لا يؤذن ولا يقام لصلاة الجنازة، ولا لصلاة العيد، ولا لوتر، ولا لنافلة.
الأذان هو شعيرة من أعظم شعائر الإسلام، وبه تميزت أمة الإسلام، وهو دليل الظفر والنصر لهذه الأمة، وبه يجمع المسلمون لأداء أعظم المناسك التعبدية، وبه يعلم إسلام القوم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يغير على قوم حتى يسمع بين أظهرهم الأذان وإلا أغار، وعلى قلة ألفاظ الأذان إلا انه مشتمل
على مسائل العقيدة والتوحيد والإيمان والتسليم والطاعة والفلاح
في الدنيا والآخرة، لذلك كان فضله عظيما وثوابه جزيلا، والأذان شأنه كشأن سائر الشعائر مبناة على التوقيف وورود النص.
الأذان إذن هو: الإعلامُ بدخول وقت الصلاة المفروضة بذِكرٍ مخصوص؛ لدعوة المسلمين إلى الاجتماع إليها.
حُكم الأذان
الأذان للصلاة فرضُ كفاية في حق الرجال؛ فإذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين.
والأذان له أهمية كبرى في إظهار شعيرة من شعائر الإسلام، فلا يجوز تعطيله بحال.
دليل مشروعيته
دلَّ على مشروعية الأذان القرآن والسنّة:
فأما القرآن: فقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة:9].
وأما السنة: فما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ مَالِكِ بْنِ الحُوَيْرِثِ رضي الله تعالى عنه قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِي، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ رَحِيمًا رَفِيقًا، فَلَمَّا رَأَى شَوْقَنَا إِلَى أَهَالِينَا قَالَ: (ارْجِعُوا فَكُونُوا فِيهِمْ، وَعَلِّمُوهُمْ، وَصَلُّوا، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ).
بَدء تشريع الأذان
كان تشريع الأذان في السنة الأولى للهجرة النبوية.
وسبب مشروعيته: لما عَسُرَ على المسلمين معرفةُ الأوقات، وتشاوروا في نصب علامة على دخول وقت الصلاة، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابْنَ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما قال: كَانَ المُسْلِمُونَ حِينَ قَدِمُوا المَدِينَةَ يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَيَّنُونَ الصَّلاَةَ [يقدُرُون حِينَها ليأتوا إليها] لَيْسَ يُنَادَى لَهَا، فَتَكَلَّمُوا يَوْمًا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: اتَّخِذُوا نَاقُوسًا مِثْلَ نَاقُوسِ النَّصَارَى، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ بُوقًا مِثْلَ قَرْنِ اليَهُودِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَوَلاَ تَبْعَثُونَ رَجُلًا يُنَادِي بِالصَّلاَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا بِلاَلُ قُمْ فَنَادِ بِالصَّلاَةِ).
صيغة الأذان
الأذان له صيغة جاءت بها السنَّة النبوية، ومن ذلك ما جاء في حديث عبد الله بن زيد رضي الله تعالى عنه أنه قال: (طاف بي وأنا نائمٌ رجلٌ يحمِل ناقوسًا في يده، فقلت: يا عبد الله أتَبيعُ الناقوسَ؟ قال: وما تصنع به؟ فقلت: ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ فقلت له: بلى، قال: فقال: تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. قال: ثم استأخر عني غيرَ بعيد، ثم قال: وتقول إذا أقمتَ الصلاةَ: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. فلما أصبحتُ أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرتُه بما رأيتُ فقال: (إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فَأَلْقِ عليه ما رأيت، فليؤذن به، فإنه أندى صوتًا منك )، فقمت مع بلال، فجعلت ألقيه عليه، ويؤذن به.قال: فسمع ذلك عمرُ بن الخطاب، وهو في بيته فخرج يَجُرُّ رِداءه، ويقول: والذي بعثك بالحق يا رسول الله، لقد رأيت مثل ما رأى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلله الحمد) رواه أبو داود.
شروط الأذان
يُشترط لصحة الأذان الأمورُ التالية:
1- الإسلام: فلا يصح الأذان من كافرٍ؛ لعدم أهليته للعبادة.
2- التمييز: فلا يصح من صبي غيرِ مميز؛ لعدم أهليته للعبادة، ولعدم ضبطه للوقت.
3- الذكورة: فلا يصح أذان المرأة للرجال؛ للفتنة بصوتها.
4- العدالة والأمانة: فالمؤذن مؤتمَن، يُؤخذ بقوله في الصلاة والصيام، ومن لم يكن عدْلاً أميناً ربما غرَّ المسلمين وخدعهم.
5- العلم بأوقات الصلاة: حتى يتحرَّها فيُؤذِّن في أولها.
6- ترتيب كلمات الأذان كما وردت به السُّنة، ولأن ترك الترتيب يوهم اللعب ويُخل بالإعلام.
7- المتابعة بين كلماته، بحيث لا يقوم فاصل كبير بين الكلمة والتي تليها.
8- أن يكون الأذان في وقت الصلاة، فلا يصح قبل دخول وقتها، ويستثنى من ذلك الأذان الأول للفجر والجمعة فإنه يجوز قبل الوقت.
9- أن يكون الأذان باللغة العربية، وبالألفاظ التي وردت بها السنة.
أذان النساء
لا يُندب للنساء الأذان؛ لخشية الفتنة في رفع أصواتهن. ويندب لهن الإقامة، لأنها لاستنهاض الحاضرين وليس فيها رفع صوت كالأذان.
سنن الأذان
يُسَنُّ للأذان الأمور التالية:
1- أن يؤذن مستقبلاً القبلة ؛ لما رواه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد في رؤيا الأذان قال: (جَاءَ عَبْدُالله بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله ؛ إِنِّي رَأَيْتُ رَجُلاً نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ فَقَامَ عَلَى جِذْمِ حَائِطٍ, فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ...) فذكر الحديث. رواه إسحاق بن راهويه فى مسنده وسنده صحيح.
2- أن يكون المؤذنُ طاهرًا من الحدث الأصغر والأكبر، فيُكره الأذان للمحدث، وأذان الجنب أشد كراهة؛ فعن الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ رضي الله تعالى عنه أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبُولُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَوَضَّأَ، ثُمَّ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: (إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا عَلَى طُهْرٍ) أَوْ قَالَ: (عَلَى طَهَارَةٍ) رواه ابو داود .
3 - أن يؤذن قائمًا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا بلالُ قُم فنادِ بالصلاة) رواه البخاري ومسلم.
4- أن يلتفت بعنقه – لا بصدره – يمينًا في: (حيَّ على الصَّلاة)، ويسارًا في: (حيَّ على الفلاح)، فقد روى البخاري ومسلم في صيحيهما أن أبا جُحيفة رضي الله تعالى عنه قال: (أذَّنَ بلالٌ، قال: فجعلتُ أتتبع فاه ها هنا وها هنا - يقول: يمينًا وشِمالاً - يقول: حي على الصلاة حي على الفلاح).
5- أن يكون المؤذنُ صَيِّتًا قويَ الصوت؛ ليرقَّ قلب السامع ويميل إلى الإجابة، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن زيد رضي الله تعالى عنه، الذي رأى الأذان في النوم: (قُم مع بلال فَأَلْقِ عليه ما رأيت، فليؤذن به، فإنه أندى صوتًا منك) رواه أبو داود. قال في المصباح المنير: فلانٌ أندى صوتًا منه، كناية عن قوته وحسنه.
وروى البخاري في صحيحه أن أبا سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك، فأذَّنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مَدى صوت المؤذن جِنٌ ولا إنس ولا شيء، إلا شهد له يوم القيامة).
6- أن يَتَرَسَّل في الأذان -أي يتمهل- ويَحْدُرُ الإقامة -أي يُسرع فيها-: لقوله صلى الله عليه وسلم لبلال): يَا بِلالُ! إِذَا أَذَّنْتَ فَتَرَسَّل فِي أذَانِكَ, وَإِذَا أَقَمْتَ فَاحْدُر (رواه الترمذي والبيهقي وابن عدي والحاكم وهو ضعيف الإسناد.
7- عدم تمطيط الأذان أو التغني فيه، بل يكره ذلك.
8- أن يؤذن في أول الوقت ؛ لحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (كَانَ بِلالٌ لا يُؤَخِرُ الأَذَانَ عَنِ الوَقْتِ، وَرُبَّمَا أَخَّرَ الإِقَامَةَ شَيْئًا )رواه ابن ماجه بإسناد حسن.
9- أن يكون على عُلُوٍّ ؛ لأنه أبلغ في الإِعلام, ولما ثبت عن بلال رضي الله عنه (أَنَّهُ كَانَ يُؤَذِّنُ عَلَى سَطْحِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ, بَيْتُهَا مِنْ أَطْوَلِ بَيْتٍ حَوْلَ المَسْجِدِ]. (رواه أبو داود بمعناه وإسناده حسن)
10- يجوز الأذان على الراحلة؛ من دابة أو سيارة أو طائرة ؛ لما رواه نافع قال): كَانَ ابْنُ عُمَرَ رُبَّمَا أَذَّنَ عَلَى رَاحِلَتِهِ الصُّبْحَ ثُمَّ يُقِيمُ بِالأَرْضِ] (رواه البيهقي وهو حسن بشاهده)
11- رافعاً وجهه جاعلاً سبابتيه في أذنيه ؛ لما ثبت عن أبي جحيفة رضي الله عنه أنه قال): رَأَيْتُ بِلالًا يُؤَذِّنُ وَيَدُورُ وَأَتَتَبَّعُ فَاهُ هَاهُنَا وهاهنا، وَأُصْبُعَاهُ فِي أُذُنَيْهِ)، قَالَ: (وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي قُبَّةٍ لَهُ حَمْرَاءَ).(رواه أحمد والترمذي بإسناد صحيح)
ما يُسنُّ لسامع الأذان:
1- الإنصاتُ، وأن يقولَ كما يقول المؤذن، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سمعتم النداءَ، فقولوا مثل ما يقول المؤذن) رواه البخاري ومسلم.
2- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء بعد الانتهاء من ترديد الأذان خلف المؤذن، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثلَ ما يقول، ثم صلُّوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله ليَ الوسيلةَ، فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حَلَّت له الشفاعة) رواه مسلم.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن قال حين يسمع النداء: اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حَلَّت له شفاعتي يوم القيامة) رواه البخاري.
والمراد بــ (الدعوة التامة): ألفاظُ الأذان، حيث يدعى بها إلى عبادة الله تعالى، ووُصفت بالتمام لأنها دعوة التوحيد المحْكمة التي لا يدخلها نقص بشِرك أو تغيير أو تبديل.
(الوسيلة) هي: ما يتقرب به إلى غيره، (الفضيلة) هي: المرتبةُ الزائدة على سائر الخلائق، والمراد هنا: منزلة في الجنة لا تكن إلا لعبد واحد من عباد الله عز وجل.
والمقصود بــ (وعدتَّه) قول الله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا} [الإسراء:79].
ويصلي المؤذنُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ويدعو لكن بصوت منخفضٍ عن صوته أثناء الأذان ومنفصلٍ عنه؛ حتى لا يتوهم الناس أن الصلاة على النبي والدعاء من ألفاظ الأذان.
3- يستحب لمن سمع النداء أن يدعو لنفسه؛ لأن الوقت وقتُ فضيلة وبركة وإجابة، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيتُ بالله ربًا وبمحمد رسولاً، وبالإسلام دينًا، غُفر له ذنبه).
4- يستحب الدعاء بين الأذان والإقامة؛ فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء لا يُرَدُّ بين الأذان والإقامة) رواه أبو داود والترمذي.
وأما الإقامة فهي: الإعلام بالقيام إلى الصلاة بذِكرٍ مخصوصٍ ورد به الشرع.
أحكام الإقامة
وأحكام الإقامة هي نفس أحكام الأذان، مع ملاحظة الفوارق التالية:
1- ألفاظ الأذان مثنى، وألفاظ الإقامة فرادى، فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: (أُمر بلالٌ أن يشفع الأذان، وأن يوتر الإقامة، إلا الإقامة)، رواه البخاري ومسلم. ومعنى قوله: (إلا الإقامة) أي: إلا لفظ قد قامت الصلاة فإنه يثنى.
وقد سبقت صيغة الإقامة كاملة في حديث عبد الله بن زيد رضي الله تعالى، عند الكلام على صيغة الأذان.
2- يستحب في الأذان الترسُّل والتمهُّل، ويستحب في الإقامةِ الإسراعُ والحدرُ؛ لأن الأذان للغائبين، فكان الترسُّل فيه أنسب، والإقامةُ للحاضرين، فكان الإسراع فيها أنسب.
3- من كانت عليه فوائت وأراد أن يقضيها أذَّن للصلاة الأولى فقط، ثم أقام لكل صلاة؛ وذلك اقتداء بفِعله صلى الله عليه وسلم، فقد (أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين)، رواه مسلم.
4- يستحب أن يكون الشخصَ الذي يقيم الصلاة هو نفس المؤذَّن.
هل يشرع الأذان لغير الصلوات الخمس؟
الأذان والإقامة يُشرعان للصلوات الخمس المفروضة، أما غيرها مما تسنُّ فيه الجماعة كالعيدين والكسوفين والجنازة، فلا يسن فيها الأذان ولا الإقامة، وإنما يقال فيها: الصلاة جامعة، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، قال: (لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نُودي: إن الصلاة جامعة) رواه البخاري ومسلم.
وقيس على صلاةِ الكسوف ما في معناها من الصلوات المسنونة.
المئذنة
المئذنة أو المنارة أو الصومعة، هي مبنى أو برج مرتفع طويل يكون ملحقا بالمساجد وغرضه ايصال صوت الآذان للناس ودعوتهم للصلاة.
كان كثير من المآذن في الماضي مزودة بالقناديل ما يجعلها منارات تهدي المسافرين للمدينة أو البلدة، لذلك فإن الكثيرين من الباحثين العرب يطلقون عليها اسم المنارات. وقد تستخدم المئذنة أحيانا في إعلان بيانات الدولة. ومع مرور الزمن باتت المئذنة قطاعاً قائما بذاته من فنون العمارة الإسلامية فقد وجهت لها عناية كبيرة في التصميم والتنفيذ وتفاوتت ارتفاعاتها إلى عدة عشرات من الأمتار، وزُخرف بناؤها، وزين بالنقوش الإسلامية البديعة وأعطيت أشكالاً شتى ما بين مدورة ومضلعة ومربعة، وقاعدتها تتناسب طرداً مع ارتفاعها، وبداخلها سلم حلزوني يصعد إلى شرفتها حيث يقف المؤذن وينادي للصلوات.
لقد صنف المتخصصون في العمارة الإسلامية طرازات المآذن وأشكالها في فئات تتصل إما بالحقب التاريخية أو بالبلد الإسلامي الواحد أو بأشخاص بناتها من الخلفاء والسلاطين والملوك والأمراء.
التطور التاريخي
ولم تكن هنالك مآذن في بداية الاسلام، بقدر ما كانت الحاجة إلى مكان مرتفع يرفع فيه المؤذن صوته للإعلام بدخول وقت الصلاة. بل كان بلال بن رباح يصعد لسطح المسجد ويؤذن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن مع اتساع رقعة الدولة الإسلامية، نشأت الحاجة إلى المئذنة.
ويجمع مؤرخو المسلمين على أن المساجد التي بنيت في الجزيرة العربية وسواها من الأمصار التي دخلت في دين الله كانت بلا مآذن، وتميزت وظهرت المأذن بعد ذلك في عصر الدولة الأموية في بلاد الشام في دمشق وغيرها من بلاد المسلمين.
وفي العصرالعباسي أصبحت المآذن مدورة وظهرت أشكال جديدة مثل المئذنة الملوية في سامراء وبنيت بعض المآذن من طبقات عديدة كل طبقة منها تختلف في تصميمها عن الطبقات الأخرى وأشهر أمثلتها مئذنة مسجد ابن طولون في القاهرة التي تتألف من ثلاث طبقات أولاها (وهي القاعدة) مربعة والثانية أسطوانية والثالثة ذات ثمانية أضلاع.
وفي العصر الفاطمي كانت المآذن عالية ورفيعة نوعا ما وتنتهي بقبة بصلية مثل مئذنة الجامع الأزهر بالقاهرة.
وفي العهد المملوكي فقد كانت المآذن عالية ولكن ليست لها قاعدة مميزة وبنيت على شرفات مثل جامع السلطان حسن بالقاهرة.وفي العصر المغولي تميزت المآذن بارتفاعها الشاهق وتكون ذات قطر ضخم يقل تدريجيا.
بينما في العهد المغولي في الهند كانت المآذن تمتاز بالضخامة والارتفاع وتحتوي على أكثر من صحن وزخارف نباتية مثل مسجد قوة الإسلام بدلهي وفي مراحل متقدمة ظهر تاج محل بمآذنه البيضاء العالية المائلة قليلا للخارج.
وفي زمن الدولة العثمانية كانت المآذن رشيقة عالية وذات نهاية قلمية أو رصاصية كما في جامع التكية السليمانية في دمشق.
وفي عهد دولة المرابطين والموحدين بنيت مئذنة واحدة برجية الشكل في المسجد.
وبشكل عام فان المآذن في جميع العصور المختلفة على خلاف ما كان في المغرب العربي كانت مادة تشييدها تعتبر حسب بيئتها وموقعها ففي المغرب العربي والشام ومصر (الحجر) وفي العراق (الطابوق ومشتقات الطين). كما استخدمت المادة الرابطة في المراحل المتأخرة من العمارة الإسلامية.
معلومات عن المآذن
تعتبر مئذنة العروس في الجامع الأموي بدمشق أول مئذنة بنيت في العصر الإسلامي. وأن أول من بنى مئذنة في الإسلام هو معاوية بن أبي سفيان، وذلك في المسجد الجامع الكبير بدمشق في الشام.
المسجد الأكثر مآذن في العالم هو المسجد النبوي الشريف ويصل عددها إلى عشر مآذن ثم المسجد الحرام المبارك والذي يملك تسعا يليه المسجد الأزرق في إسطنبول بست مآذن.
اشتهرت القاهرة بكثرة عدد مآذنها وكانت تعرف بمدينة الألف مئذنة.
أطول المآذن
* مئذنة مسجد الحسن الثاني بالمغرب (210 م).
* مئذنة مسجد الفتح بالقاهرة (130 م).
* مآذن التوسعة الثانية بالمسجد النبوي الشريف (105 م).
* مآذن المسجد الحرام المبارك (92 م).
على الهامش
التثويب في أذان الفجر
يُزادُ في أذان الفجر: «الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم»، بعد قوله: «حيَّ على الفلاح» الأخيرة، فعن أبي محذورة رضي الله تعالى عنه قال: قلتُ: يا رسول الله علِّمني سنةَ الأذان، قال: فمسح مُقَدَّمَ رأسي، وقال: (تقول: الله أكبر الله أكبر ...) وذكرَ ألفاظ الأذان بتمامها، ثم قال: (فإن كان صلاة الصبح قلتَ: الصلاةُ خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله) رواه أبوداود والنسائي.
الجمع بين صلاتين
من أراد أن يجمع بين صلاتين أو يقضي صلوات فائته فإنه يؤذن للصلاة الأولى فقط ويقيم للأخرى أو للباقي ؛لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى الظهر والعصر بعرفة بأذان وإقامتين .كما جاء في حديث جابر رضي الله عنه الطويل الذي رواه الإمام مسلم في وصف حجة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (إِنَّ المُشْرِكِينَ شَغَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ يَوْمَ الخَنْدَقِ ، فَأَمَرَ بِلالاً فَأَذَّنَ ثُمَّ أَقَامَ ، فَصَلَّى الظُّهْرَ ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى العَصْرَ ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى المَغْرِبَ ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى العِشَاءَ] (رواه النسائي وهو صحيح بشاهده
أول من أذّن
على الرغم من أن صاحب رؤيا الأذان هو الصحابي الجليل عبد الله بن زيد رضي الله عنه إلا أن الصحابي الكبير بلال بن رباح هو أول من نادى بالأذان للصلاة، وذلك بسبب نداوة صوته، وظل بلال بن رباح يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم طوال حياته في حله وترحاله،
حيث أنه رضي الله عنه لم يتخلف قط عن غزوة ولا غيرها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن شدة تعلقه برسول الله صلى الله عليه وسلم أبى أن يؤذن لأحد بعده، وأذن أيضًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم ـ
عمرو بن قيس ـ رضي الله عنه، وكان خصيصًا بصلاة الفجر، حيث كان يؤذن الأذان الثاني بعد بلال، كما أذن له أيضًا أبو محدورة ـ أوس بن معبر ـ ولكنه لم يؤذن إلا في مكة، وقصة إسلامه وتأذينه قصة طريفة بها من آثار النبوة وروعة الأسلوب النبوي في الدعوة والإرشاد واستخدام المواهب الشيء الكثير.
وبعد اعتزال بلال للأذان تولى الأذان للراشدين سعد القرظ رضي الله عنه، وظل الأذان في عقبه لفترة طويلة.
ضوابط الأذان
• أن يكون الأذان بصوت جهوري جميل ويترسل فيه فيسكت قليلاً بين كل فقرة.
• لا يجوز (لأي شخص) الأذان قبل دخول الوقت، فأن فعل ذلك عليه الإعادة في الوقت المحدد.
• لا يؤذن ولا يقام لصلاة الجنازة، ولا لصلاة العيد، ولا لوتر، ولا لنافلة.