من غير المنطقي أن تكتب وأنت غير مقتنع بما سيقرأ لك... الكتابة تعكس صورتك أمام الآخرين فهي كالمرآة... عارف كيف؟
لا تقتصر الكتابة في مقال، ولا تقتصر على أحرف تخطها يداك، فبعض ما تتفوه به ينقله البعض عنك كتابيا، فحاول أن تسيطر على إفرازات هوى الأنفس، التي كم من شخص هبطت قيمته وقل احترامه لدى الآخرين، والسبب يعود الى عبارة، قد لا يقصد فيها المعنى الذي فسره الآخرون.
أقول هذا بعد أن دخلت الساحة في معترك ثقافي دخيل، حيث صور البعض قيم ومعتقدات (الثقافة) مفاهيم وسلوكيات، لم تخطر في بال أحد من أحبتنا العقلاء الحكماء كبار السن.
أقصد الكبار من عاصروا جيل الزمن الجميل... كانت «الكرامة والشيمة» لها وزنها في التعامل، فلا يقبل أن يضرب اخوانه أو يتقبل «دزه» من طرف آخر ليصبح أداة للطعن بالآخرين.
هذه القيم والمعتقدات الدخيلة نتابع نماذجها في مواقع التواصل ولم يتدخل الكبار العقلاء الحكماء لوقف ضررها على النسيج الاجتماعي حتى باتت الأفراد مصنفة أشبه بمكتبة تحوي كتبا لا نقرأ مضمونها ونكتفي بقراءة اسم كاتبها... فعبر القيم والمعتقدات الدخيلة يتم تصنيفك: من أي المجاميع أنت؟
تدرون متى نشعر بتحرك الكبار العقلاء الحكماء؟ إذا رأينا عزلا لأي فاسد حتى لو كان قيادياً وإحلال الكفاءات محله. إذا رأينا المشاريع تنفذ في شكل صحيح وبسعر معقول وبمدد زمنية مقبولة. إذا تم سحب كل من تسول اليه نفسه إلى العدالة ليحاكم وفي شكل عادل من دون تفريق في صفته أو شخصه. إذا وجدت ابن المرحلة الابتدائية يستطيع «فك الخط». إذا حصلت على موعد أشعة وتشخيص طبي سليم وموعد أسنان... إلكترونيا. إذا راجعت قائمة بأسماء القياديين، وهي خليط من كل المشارب حيث المعيار الكفاءة هو المعمول به. إذا خلت ساحة المواقع الالكترونية من «الضرب تحت الحزام». إذا توقفنا عن الخوض في النوايا والبينة على من ادعى. إذا اختفت الزحمة وتحسن مستوى الشوارع في المناطق الداخلية والخارجية. إذا بدأ المواطن والمقيم في إنهاء كل تعاملاته إلكترونيا.
من غير هذا وذاك، يعذرني أحبتنا الكرام إن قلت إن «القرعة» ستظل ترعى في حقل لا يعرف عن التنمية البشرية والحاجة إلى تغيير في المفاهيم الثقافية، الأبجديات المطلوبة.
قد يتصور البعض ان الشق عود وإن المسألة مسألة موقف و«ألا نستطيع عمل شيء... ما نقدر» وهذه حال معنوية خطيرة تستدعي الضرورة معالجتها على الفور قبل أن تنهار بقية القيم الصالحة.
استعينوا بالله، وتوكلوا عليه، وتوجهوا بالدعاء لله عز شأنه بأن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة. وحاولوا أن تقفوا في وجه نماذج الفساد المفسدة، لعلنا إن شاء الله نستطيع أن نوقف تغلغل تلك المعتقدات والقيم الدخيلة التي «طشرتنا» إلى مجاميع «تتهاوش» على لا شيء، والأخطر تلك المتعلقة بالهجوم بالوكالة... والله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi