هند رستم ... مارلين مونرو الشرق

الشقراء الشرقية... عاشقة السينما الغربية / 15

تصغير
تكبير
| القاهرة - من أغاريد مصطفى |
جميلة الأداء... وناعمة الطلة على الشاشة... استحقت عن جدارة لقب «مارلين مونرو الشرق»، أحبها الجميع لجمالها ورقتها وأدائها الذي يتميز بالبساطة والرقة... بقيت دون غيرها ملكة الإغراء التي أدت الأدوار المثيرة... إلا أن أحدا لم يعترض على أفلامها أو على مشاهد ساخنة كانت طرفا فيها، حيث كانت متميزة في أداء هذه الأدوار، إلى جانب أداء أدوار بنت البلد... حتى الحسناوات في أوج مجدها... كان يقلدنها في حركاتها وملابسها، حتى في لفة «الملاية اللف».
عندما ترى أعمالها على الشاشة ترى أجمل النساء، كانت تمثل وملامحها، فملامحها تتكلم وتتحدث وتعبر عن دورها... ومن هنا أحبها الجمهور وحرصوا على رؤية أفلامها، وعلى الرغم من اعتزالها في السبعينات إلا أنها لاتزال «ملكة الإغراء» ومونرو الشرق وهي الألقاب التي لم ينافسها أحد عليها حتى الآن، فهند رستم... هذه الرقيقة التي أدت أدوار الإغراء ماتزال متربعة على عرشها حتى بعد اعتزالها، وستبقى هكذا سنوات.
قدمت أدوارا متنوعة أكدت فيها قدرتها كممثلة... أثبتت وجودها في عالم الفن ولم تكن تعلم أنها ستتربع على العرش السينمائي بهذه السرعة.
قابلت العقبات في حياتها، إلا أنها جعلتها أقوى من السابق وتفوقت على نفسها واستطاعت أن تؤكد أن الفن الحقيقي لا يعتمد على الإغراء وإنما يعتمد على الموهبة ودراسة الشخصية وإبراز ملامحها حتى ولو بالصمت.
جوانب كثيرة سنتعرف عليها... من حياة هند رستم في هذه الحلقات عبر سطور «الراي»... نقترب كثيرا من سطور، وأسرار وحكايات لنعرف من هي هند رستم عن قرب ونعرف ما بداخلها وكيف استطاعت الوصول لهذه المكانة والحفاظ على لقبها حتى بعد اعتزالها... فابقوا معنا... حلقة بعد أخرى... فلديها الكثير... وهي ليست في اتجاه سيرة ذاتية كاملة، ولكنها محطات وذكريات ووقفات لها معنى.
أول شقراء عرفتها السينما العربية فيما كان نموذج الجمال السائد قبل ظهور هند رستم... الوجه الشرقي الملامح والشعر الأسود الطويل.
وجاءت هند في بداية الخمسينات بالخصلات الذهبية والبشرة البيضاء والملابس الضيقة، وقيل يومئذ انها الطبعة المصرية عن فاتنة السينما الأميركية مارلين مونرو... وقيل انها ترمز الى التيار الوافد الى السينما بعد سنوات الحرب العالمية الثانية وقيل غير ذلك لكن كل ما قيل لم يمنع استمرار الحقيقة التي تعيد عنها هند رستم بأنها ظلت ممثلة الاغراء الأولى بلا منازع، حتى اختارت عش الزوجية الهادئ وفضلت أن تعيش لزوجها وابنتها وبيتها.
جاءت هند رستم تملأ الفراغ الكبير في أداء أدوار الاغراء... فعندما ظهرت على الشاشة كانت تشكو من نقص هذه الأدوار... فقد كانت فاتن حمامة وماجدة تؤديان الأدوار الطيبة الرقيقة ولا يمكن أن يتقبل الجمهور الاغراء من أي واحدة منهما.
عاصفة... على فاتن
تقول هند رستم: «كلنا نتذكر العاصفة التي هبت على الفنانة فاتن حمامة لأنها سمحت لعمر الشريف أن يقبلها في فيلمهما «صراع في الوادي»، وكانت شادية التي لعبت أدوار الفتاة المراهقة اللعوب. لكنها وأغانيها المرحة التي بدأت حياتها بها كانت تحدد لشادية طريقا غير طريق الاغراء الناضج وهو الاغراء الذي تخصصت في أدواره منذ اللحظات الأولى التي وضعت فيها قدمي داخل استوديوهات التصوير ومنذ هذا الوقت أخذ الناس عني انطباعا أني ممثلة اغراء، وهو الانطباع الذي التصق بالأذهان عن الفنانة، وهو الانطباع الذي ظل ملازما لها طيلة حياتها الفنية.
تقول: سوف يندهش الناس عندما يعرفون أن كل أفلامي ليست أدوار اغراء بل جزء منها وجزء قليل لا يتعدى العشرين فيلما، ولكن الناس معذورون لأن هذا الانطباع أصبح راسخا في أذهانهم وأنا لست آسفة أو نادمة على ذلك... لأنني بالفعل قدمت أفلاما عدة متنوعة الأدوار تثبت أنني لست ممثلة اغراء فقط.
فقد كان فيلمي الأول تلعب بطولته السيدة فاتن حمامة «قلوب الناس»، وكنت فتاة في سن الثامنة عشرة وأحب الحفلات والرقص الأجنبي الى درجة أنني شاركت في جميع مسابقات الرقص التي كانت تقام في ذلك الحين، وكانت قدماي لا تستقران على الأرض وأذناي لا تلتقطان الا موسيقى الجاز.
ولذلك نجحت في أداء دوري في الفيلم الأول ونجحت في أداء استعراض جعل الموزع الذي كان يريد أن يشتري الفيلم ليعرض عليه المشهد الاستعراضي طبعا كان هناك اسم فاتن حمامة... ولكن الموزعون كانوا يقيسون نجاح الفيلم أيضا بكمية البهارات التي تجتذب المشاهدين، وكان دوري الأول مليئا بالحساسية والموسيقى والاثارة ما جعل المنتجين يتهافتون على التعاقد معي لمزيد من الأدوار وتولت الأفلام التي اكتسحت فيها... وهو ما جعلني أصبح مارلين مونرو الشرق خاصة بعدما كانت في حياتي عدة صور تشبه صور مارلين مونرو، ولذلك قال الكثيرون انني أشبهها».
ريتا هيوارث
وأضافت: «أنا أعرف أن مارلين مونرو كانت صادقة... لكنني لم أكن شديدة الاعجاب بها فقد كنت مفتونة فعلا بالفنانة والممثلة ريتا هيوارث الزوجة السابقة للأمير علي خان وأم ابنته ياسمين، ولقد شاهدتها في فيلمها المشهور «غليدا» 21 مرة، وكنت أدخل دار السينما التي يعرض فيها الفيلم مرتين في اليوم الواحد أحيانا وهكذا يمكن القول انني كنت متشابهة مع مارلين مونرو، ولكنني كنت في الحقيقة مفتونة بريتا هيوارث كما أنني كنت شديدة الاعجاب بأداء الممثلة العالمية أنغريد برغمان أما مأساة مارلين مونرو فهي مأساة كل المشاهير«.
تقول هند رستم: «ان الابتسامة لابد أن تكون مرسومة على شفتيّ حتى لو كنت في أشد حالات الضيق والغضب والقلق... فالممثل دائما يطلب منه ألا يكف عن التمثيل طوال الأربع والعشرين ساعة... وهذا شيء مدمر، وبالنسبة لمارلين مونرو كانت الشهرة طوقا من الماس يحيط بعنقها، وعندما حاولت أن تبتعد أكثر مما يجب وأن تكون أكثر حرية مما يجب... خنقها طوق الماس فاختارت الانتحار، لقد سدت فوهة البركان بالأقراص المهدئة والمنومة... لكن البركان لا يعرف الصيدليات... لذلك عندما انفجر جرف كل شيء... جرف حياتها نفسها معه... غير أنني أختلف عن مارلين مونرو، وكثيرا في كوني مؤمنة بالله، كما أن حياتي ليست على هذه الدرجة من الجفاف والوحشة».فأنا لي زوجي الذي أحبه وبيتي الذي أستريح فيه وابنتي التي أحبها... كما أنني أحس بيني وبين ضميري بالراحة الكاملة... فأنا عشت حياتي من دون أن أؤذي أحداً أو أشعر بالقلق أو بتأنيب الضمير لأنني فعلت شيئا لم أكن أريده».
ابنتها الوحيدة
وأشارت هند رستم الى ابنتها الوحيدة بسنت التي وصفتها بأنها بالنسبة لها صديقة وحبيبة فتقول: لقد حاولت منذ أن كانت صغيرة أن أجنبها كل الآلام التي يمكن أن تؤثر على نفسيتها... واستطاعت هي أن تستوعب حياتها بسرعة وذكاء، لقد أعطيتها كل ما كنت أريد أن أعطيها اياه من حب الناس... أي أن تحب هي الناس، وهذا من أصعب الأشياء لأننا نعيش الآن في زمن صعب لا يحب فيه الناس بعضهم البعض، واذا أظهروا المودة والتقرب «فالغرض في نفس يعقوب» كذلك علمتها احترام العمل وهذا أمر جوهري لأن العمل كيان الانسان الحقيقي، كما أنني عودتها على الصدق في الكلام والبساطة وأهم من كل ذلك أنشأتها على الايمان بالله والرضا بمقاديره.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي