محمد الوشيحي / آمال / فوق حدر

تصغير
تكبير
كل شيء في الكويت ارتفع. سعر برميل النفط، مؤشر البورصة، الاحباط، عدم الثقة في أداء الحكومة، أسعار السلع، إلخ، إلخ... حتى جمال صبايا الكويت حلّق على ارتفاع خمسة وثلاثين ألف قدم، والشكوى لله.

كنت أزعم بأن صبايا الكويت لا علاقة لهن بالجمال، وإن كانت هناك مذكرة تفاهم بينهن وبينه. لكنها لم تُفعّل كغيرها من المذكرات. مجرد حبر على ورق! كان هذا اعتقادي، إلى أن دعاني أحد الأصدقاء قبل يومين لمناقشة فكرة له في أحد المقاهي، فذهبْت، وليتني لم أفعل، ولم أرَ الموت بتفتيحته الجديدة... عليّ النعمة كارثة يا عيال.


كان الصديق يتحدث فتمر بجانبنا صبيّة تتجلى عنفوانا وغطرسة. عليها من الله ما تستحق. فأفقد التركيز وأسرح في الخيال معها. تخيلتها تركض على رمال الشاطئ حافية القدمين. تترنح وهي تركض. وهذا المنظر من أجمل المناظر الطبيعية برأيي. تخيلتها بوشاح لا يظهر سوى عينيها. أوف. رحمتك يا رب. تخيّلت وتخيّلت وتخيّلت، وصاحبي يتحدث، وحديثه مهم، وهو لبق وغير ممل، لكن اللباقة في الليلة تلك «راحت مَراح مقيط» (مقيط هذا سقط مع رشاه أو دلوه في غياهب الجب). الليلة ما هي لحية لباقة. السالفة قمبعت. تغيب الصبيّة عن ناظري فأستعيذ بالله، وأعود لأركز على الحديث واللباقة، فتنطلق غارة جوية اخرى، صبية مجرمة أخرى تمر بجانبي، لا حول ولا قوة إلا بالله، وتمر الثالثة والرابعة، وتتوالى الغارات الجوية، من دون مقاومة مني... كانت أقصى ردة فعل أقوم بها، هي «الكحّ»،  والتمتمة بصمت في وجه صاحبي: يا النذل. «رحنا ملح مغشوش»... يبدو أن هذه حوبة الأخت الموظفة «جينيفر لوبيز» التي «شمتّ» بها في مقال سابق، ووصفتها بـ«وعثاء السفر»، وانتقدت جمال الكويتيات يومها. وهأنذا أعلن سحب انتقادي المذكور، واتخاذ «فوق حدر»... ومن لا يهزه جمال الصبايا، باعتقادي «ما في رأسه نعرة».

حاولت التظاهر بعدم الاكتراث، لكن «النعرة» تحركت، و«كثر الطق يفك اللحام»، والمواطن ابو سلمان جاءه من الطق ليلتها ما لا يطيقه، فتفكك لحامه، لا فك الله لكم لحاما، ولا أجلسكم في المقهى ذاك!  ومَن قال أصلا أن المكان ذاك اسمه مقهى؟ هذا تزوير في اوراق رسمية. المكان ذاك اسمه الحقيقي «ينبوع». لأنه مكان تتدفق منه صبايا هوايتهن القتل والتنكيل. صبايا يجعلن الشباب يتبادلون الاتهامات بالنذالة! ليس مقهى إطلاقا. المقاهي في خيطان. هناك حيث لك حرية الاختيار في الجلوس في المقهى الذي يعرض المصارعة الحرة على الشاشة، أو المقهى الذي يعرض أفلام الفنانة «هياتم» و«ليلى علوي» (هاتان الفنانتان تحديدا، لهما علاقة بـ«الجيري»! كل من يشتغل في الجيري يعشق هياتم وليلى علوي. أما سميرة توفيق فعلاقتها بسائقي شاحنات النقل. التريلات). إذن فلنسمّي الأشياء بأسمائها الصحيحة. تلك مقاهي، وهذه ينابيع! وتوبة من الينابيع... مواعيدي المقبلة ستكون في الجواخير، ويا روح ما بعدك روح!

وكل من يحتمل الغارات الجوية فليذهب هنالك، للينابيع، وليترك «بنات المعهد التجاري» اللاتي لم تنقطع رسائلهن لي أو شكاواهن من تصرفات بعض الشباب أثناء خروجهن من المعهد. هذا يتحدث عن جسم الطالبة وهي في طريقها إلى سيارتها، وذاك يوقف سيارته أمام سيارتها، وأولئك يغلقون الطريق ليرقصوا أمام البنات، وغيرها من التصرفات التي لا تعالجها النصيحة... ما يعالجها هو «القانون». أو قل «سيف القانون»! لكن المهمة، مع الأسف الحارق، موكلة للواء يوسف السعودي، الوكيل المساعد للأمن العام، رحم الله موتانا وموتاكم... وبشّر «الصيّع» بالعافية! وقد قال الشاعر جرير: «زعم السعودي أن سيقتل صائعا / فابشر بطول سلامة يا صائعُ». أو كما قال. واخفضوا أصواتكم كي لا تزعجوا... «النائمين».

***

نحترم ونجل قرار والدنا صاحب السمو أمير البلاد القاضي بإلغاء جميع الكوادر السابقة واللاحقة، وتقديم بدلا منها دراسة شاملة لزيادة الرواتب في شهر فبراير المقبل. ولنا حديث مفصل في المقبل من الأيام عن الموضوع هذا... إن شاء الله.

محمد الوشيحي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي