حروف باسمة

حزاوي

تصغير
تكبير
الدنيا تعج بالقصص، بعضها يبشر بالأمل ويحكي سيراً طيبة تدعو الى الاستبصار والتمعن في احداثها ليستلهم من خلالها الخير وتمحيص الفكر الى جذوات لاستقرار ومحبة وود واخلاص، وقصص اخرى يستشعر المرء من قراءتها كثيراً من خيبة الأمل وتبعث على الكآبة.

قصص كثيرة حدثت في الحادي والعشرين من مارس الجاري، يوم عيد الأم، بعضها تبعث على الأمل وتدعو الى التفاؤل وتبشر بالخير، منها الذين قدموا لإمهاتهم عبارات طيبة وأساليب حسنة وهم يعترفون بفضل الأم وعطاءاتها التي تدعو الى الحق وترشد الى الفضيلة، وآخرون استذكروا أمهاتهم اللاتي غادرن الى الله وأطلقوا لهن الدعاء بالرحمة والمغفرة والرضوان.


وحزاوية أليمة حدثت في ذلك اليوم، حيث حدثني ولدي الذي زار دار رعاية المسنين مع مجموعة من زملائه الذين ذهبوا ليقدموا التحية للأمهات والآباء الذين يمكثون في هذه الدار.

يقولون "إننا وجدنا وجوها شاحبة تحس بمرارة فقدان الأبناء وأعين مذهولة كأنها تقول: أين فلذة الأكباد الذين ترعرعوا من دم القلوب فتركوها حرى عليهم".

أبناء تركوا أباءهم وأمهاتهم في دور الرعاية، كافأوا الاحسان بالجفاء والرحمة بالغلظة والخير بالشر... تباً لهذه القلوب القاسية التي لا تميل الى هداية ولا تصغى الى موعظة انما اتخذت العمى سبيلاً لها والظلال طريقاً تسلكه، فالتفت لولدي حسين قائلاً:

هذي سعادة دنيانا فكن رجلاً

إن شئتها أبدا الأباء يبتسمُ

ومهما تضع الدول والمنظمات القوانين لتردع القاسية قلوبهم كي تلين تجاه ذويهم فيحتضنونهم في كنفهم فلن يحدث ذلك إلا لمن منَ الله عليه بالهداية.

فسلامٌ على جميع الأمهمات اللاتي يتألمن من مرارة هجران أبنائهن، ونسأل الله لهن الاستقرار وأن يعود الرشد الى اذهان الأبناء والرحمة في قلوبهم حتى تعيش جميع الأمهات في حالة من السعادة والاطمئنان

أماه ها أنذار رجعتُ فنامِ

موفورة الآمال والأحلامِ

مازالتِ يقظة لاينم بخاطرٍ

منكِ النعاس وانتِ بين نيامِ

تتسمعين الوهم من خطوري إذا

حمل الهواء صدى من الأقدامِ

وترينني الطفل الذي ترعينهُ

بالعطف رغم شهادة الأعوامِ
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي