خطوة من «المؤسسة»... وأخرى من «النقابات»

بوادر حلحلة لأزمة «البديل الاستراتيجي» في القطاع النفطي

تصغير
تكبير
بورسلي دعا العاملين الى تقديم مقترحاتهم بخصوص التقنين والترشيد
ككرة الثلج، يتدحرج «البديل الاستراتيجي»، ليكبر ويكبر، دون أن يعرف أحدٌ على وجه الدقة (حتى اللحظة على الأقل)، ما إذا كانت هذه الكرة ستتوقف بسلام وهدوء في حال انحسار عاصفة التباينات بين معسكري «النقابات» والقيادات، أم إنها ستستمر بالتدحرج حتى تصطدم، أو ربما تصدم القطاع النفطي برمته.

فبعد أيام قليلة على تحرك «النقابات» وحشد آلاف العمال في تجمع «اللاءات الثلاث»، بدا وكأن مؤسسة البترول تسعى لامتصاص الغضب العمالي من خلال تجديدها التأكيد على عدم المسّ بالرواتب ومكافأة نهاية الخدمة والمنحة الإضافية. غير أن هذا التأكيد ليس الإشارة الوحيدة على محاولة المؤسسة «تهدئة اللعب»، حيث بادر رئيسها التنفيذي بالإنابة نبيل بورسلي إلى إصدار مذكرة داخلية (حصلت «الراي» على نسخة منها)، تدعو العاملين إلى تقديم مقترحاتهم وأفكارهم القابلة للتطبيق، في شأن مبادرات التقنين وترشيد المصروفات وتعظيم الإيرادات، تمهيداً لدراستها.

مصادر متابعة ترى أن رسالة حشد «اتحاد البترول» ونقاباته، وصلت لقيادات القطاع النفطي، وبناء عليها هناك محاولات لنزع فتيل الأزمة، متوقعة طرح مبادرات جديدة، استجابة لمطالبات العاملين كحل وسط، على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.

واعتبرت المصادر أن تعميم المؤسسة خطوة إيجابية تتطلب خطوة مقابلة من جانب النقابات واتحاد العمال، قائلة «إن هؤلاء لديهم رؤية جيدة وليسوا دعاة تأزيم، والمؤكد أن لديهم خطوات مقابلة لنزع فتيل الأزمة، بالتوازي مع العمل على حفظ حقوق العاملين في إطار قانوني بعيداً عن المزايدات».

وكان رئيس اتحاد عمال البترول والبتروكيماويات، سيف القحطاني، قال في كلمته خلال التجمع «إن تجمعكم هذا لهو خير رسالة لكل معني بالأمر، بأننا لم نكن يوماً من الأيام دعاة تأزيم، وأعلنا منذ اليوم الأول مد يد التعاون، ولكننا للأسف اصطدمنا بقرارات ديكتاتورية ضربت جميع القوانين».

ورأت المصادر أن «استجابة (مؤسسة البترول) للتقارب مع العاملين، ليست جديدة، فهم في نهاية المطاف يكملون بعضهم البعض، واتحاد البترول ونقابته تمثلهم (أي القيادات النفطية)، ولكن تنفيذ التوجهات الحكومية شيء، والتفاوض مع اتحاد العمال والنقابات التابعة شيء آخر».

وذكّرت المصادر بموقف القيادات النفطية نفسها من «البديل الاستراتيجي»، و«رفضها له»، وهو ما يعني أن الجميع على اتفاق بعدم ملاءمته للقطاع النفطي، بيد أن هناك ضرورة لإيجاد بديل لهذا الخيار، غير الواضح، سواء للقيادات أو العاملين.

بدورها، تؤكد مصادر عمالية أن البدائل موجودة، وبعيداً عن التعرّض لحقوق ومكتسبات العاملين القانونية، خصوصاً أنهم أكثر عرضة للمخاطر والمسؤوليات والضغوط، متسائلة «لمصلحة من دفع العاملين الذين صرفت عليهم الدولة ملايين الدنانير لتأهيلهم، لهروب من القطاع؟، وهل قارنت الدراسات مستوى رواتب العاملين في القطاع المحلي بنظرائهم في دول الخليج؟ وهل تكفي المبادرات البديلة لـ (البديل الاستراتيجي)، أم إن ما خفي كان أعظم؟، مختتمة تعليقها بالقول«يبقى التفاوض سيد الموقف».

المرزوق: «العمال» بصدد إعداد مبادرة

علمت «الراي» أن رئيس مجلس إدارة نقابة العاملين بشركة نفط الكويت، صلاح المرزوق، توجه لاتحاد عمال البترول والبتروكيماويات، بضرورة مخاطبة وزير النفط بالوكالة، والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول، لعدم إصدار أي قرار، ووقف جميع القرارات التي من شأنها انتقاص حقوق ومكتسبات وامتيازات العاملين، بذريعة المبادرة المطروحة.

وأكد المرزوق في خطاب (حصلت«الراي»على نسخة) منه ضرورة وقف هذه الإجراءات، خصوصاً العلاوة السنوية لعام 2015 /2016، لتقييم أداء العامل لحين وضع الحلول التي تحافظ على حقوق ومكتسبات ومميزات العمال بالاتفاق مع اتحاد عمال البترول وصناعة البتروكيماويات.

وقال المرزوق«نحن بصدد إعداد مبادرة ترشيد مقدمة من عمال القطاع النفطي من أجل مشاركة الدولة بالترشيد والتقشف».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي