أساتذة ومسؤولون إداريون في جامعتها يقرون بوجود تمييز ضد طلاب خليجيين

طلاب كويتيون يواجهون اتهامات بالإرهاب في «أيداهو» الأميركية

تصغير
تكبير
جامعة الولاية الأميركية خسرت مليوني دولار رسوم دراسة بسبب انسحاب 100 طالب كويتي وسعودي في الصيف الماضي

علي الهيد: بعض الأساتذة يمنعوننا من الذهاب إلى دورة المياه ويفتشون أماكن حساسة في أجسامنا بحثاً عن هواتف نقالة مخبأة خلال الامتحانات

ذات ليلة حاولت ان «أركن» سيارتي في إحدى ساحات الانتظار ففوجئت بسيارة أخرى تعترضني وأخرج سائقها مسدساً وأشهره في وجهي
نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أخيراً تقريراً مطولاً سلطت فيه الضوء على المشاكل المتفاقمة التي يواجهها الطلاب الخليجيون عموماً والكويتيون والسعوديون خصوصاً الدارسون في جامعة ولاية «أيداهو» الأميركية وانعكاسات ذلك اقتصادياً وثقافياً على الجامعة والولاية.

ونقلت «نيويورك تايمز» في سياق تقريرها شكاوى بعض الطلاب الخليجيين من تعرضهم لمضايقات وسوء معاملة ومن بينهم طالب هندسة ميكانيكية كويتي اشتكى من تصرفات تمييزية تمارس ضده هو ونظرائه، بما في ذلك وصمهم بـ«الإرهابيين».


وروت الصحيفة في مستهل تقريرها قصة راعي كنيسة بليزينغ غريس في مدينة بوكاتيلو ولاية «ايداهو» القس جيم جونز الذي توجه إلى منصة الادعاء في قاعة المجلس البلدي، وكان يحمل في يده نسخة من القرآن الكريم.

وخلال شهادته أمام هيئة تحكيمية زعم القس جونز أن «القرآن الكريم يأمر أتباعه المسلمين باعتناق التعصب والكراهية والعنف، شارحاً أسباب شعوره بعدم الارتياح إزاء خطة طلاب شرق أوسطيين في جامعة ولاية ايداهو لبناء مسجد على مسافة قريبة جداً من الحرم الجامعي».

وتابعت الصحيفة «صحيح أن هيئة التحكيم أقرت بناء المسجد، لكن الملاحظات التي أدلى بها القس جونز ومعترضون آخرون خلال جلسة التحكيم كانت بمثابة مؤشرات كشفت عن الشروخ التي باتت تتزايد في مدن ولاية أيداهو منذ أن أصبحت أكثر اعتماداً على الطلاب الجامعيين الشرق أوسطيين، وبالأخص الكويتيين والسعوديين، من أجل التعويض عن الدخل الذي فقدته بسبب تناقص التمويل من جانب حكومة الولاية إلى جانب التراجعات الحادة في أعداد الطلاب الأميركيين الذين يسجلون في تلك الجامعة».

وأشارت الصحيفة إلى ان «أعداد الدارسين الجامعيين الخليجيين التي ارتفعت إلى 1200 طالب تقريباً، بنسبة 10 في المئة من إجمالي عدد طلاب الجامعة، يساهمون بما يقدر بنحو 40 مليون دولار في اقتصاد الولاية سنوياً

لكن من الواضح أن ولاية أيداهو لم تضع في حسبانها ما سيحصل من تصادم ثقافي في مجتمعاتها المحافظة المنعزلة نسبياً فحتى إذا كان أولئك هم مجرد طلاب جامعيون مشاكسون طبيعيون، فإن سلوكيات معظمهم باتت موضع نفور في مجتمعات مدن الولاية المورمونية».

ونقلت الصحيفة عن أساتذة يدرسون في كليات الجامعة قولهم إن«كثيرين من أولئك الطلاب ليس لديهم إلمام كافٍ باللغة الانكليزية علاوة على أنهم غير مؤهلين بشكل جيد ويلجأون باستمرار إلى الغش في امتحاناتهم فيما شعر أولئك الطلاب باستياء شديد إزاء تلك الاتهامات واشتكوا من تعرضهم إلى حالات تمييز في داخل الحرم الجامعي وفي خارجه ووصل الحال ببعضهم إلى درجة أنهم بدأوا في ترك الدراسة في الجامعة والذهاب إلى جامعات أخرى».

وتابعت الصحيفة «بالنسبة إلى جامعة ولاية أيداهو فإنها باتت الآن أمام لحظة حقيقة قاسية، إذ انها خسرت فعلياً ما يربو على مليوني دولار كرسوم دراسة فقط بسبب انسحاب نحو 100 طالب كويتي وسعودي على الأقل خلال الصيف الماضي مع توقعات بمزيد من الانسحابات».

وتعليقا على ذلك، قال سكون شولز الذي يشغل منصب نائب رئيس مكتب إدارة التسجيل في الجامعة: «إننا نستعد للأسوأ».

وعبّر طالب هندسة ميكانيكية كويتي الجنسية يدعى علي الهيد (22 عاماً) عن رفضه لتهمة الغش التي وجهها بعض أساتذة الجامعة إلى الطلاب الخليجيين والشرق أوسطيين، قائلاً إنه «من الظلم تعميمها على الجميع رغم إقراره بأن بعض أولئك الطلاب يغشون فعلاً». وأضاف الهيد قائلاً للصحيفة «لقد ضبطوا 20 أو 30 طالباً متلبسين بالغش وبسبب ذلك يعاملوننا جميعاً باعتبارنا غشاشين».

وشكا من أن «أساتذة لجأوا في بعض الأحيان إلى منع بعض الطلاب من الذهاب إلى دورة المياه خلال الامتحانات كما قاموا بتفتيش أماكن حساس في أجسام الطلاب بحثاً عن هواتف نقالة مخبأة».

وأشار الهيد إلى أنه «خلال تجمع طلابي كويتي أقيم الشهر الماضي احتفالاً بالعيد الوطني لدولتهم قام ما يربو على 100 طالب بالتوقيع على التماس اشتكوا فيه إلى إدارة الجامعة من أشكال التمييز التي يواجهونها سواء في داخل الحرم الجامعي أو حتى خارجه في المجتمع».

واستشهد الهيد «بعدد من حالات التمييز ضد الطلاب الخليجيين إلى درجة وصفهم أحيانا بالإرهابيين، ماجعله يخطط حالياً للانتقال إلى جامعة ولاية أريزونا».

وعن المواقف التي تعرض لها الهيد شخصياً قال إنه «كان يقود سيارته (الموستانغ) ذات ليلة في طريقه إلى صالة رياضية و عندما حاول أن يركنها في احدى ساحات الانتظار لكنه فوجئ بسيارة أخرى اعترضت طريقه وانفتح بابها ومنعته من أن يركن».

وقال الهيد إنه «حاول التعبير عن استيائه فأخرج سائق السيارة الأخرى مسدساً وأشهره في وجهه»،مضيفاً«أن شخصاً آخر أومأ اليه بحركة بذيئة بأصبعه الأوسط في أثناء اقترابه ذات يوم من مدخل المسجد الجديد الذي بناه هو ونظراؤه الكويتيؤن والسعوديؤن على مقربة من الحرم الجامعي».

وعلى الجانب المقابل، قال أساتذة ومسؤولون إداريون في الجامعة إنهم«يقرون بحدوث بعض حالات التمييز ضد طلاب خليجيين، لكنهم(أي الأساتذة والمسؤولين) يرون في الوقت ذاته أن أولئك الطلاب لا يفعلون ما ينبغي كي يتكيفوا مع ثقافة الجامعة والمجتمع».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي