يسعدني جداً ما يثيره أعضاء مجلس الأمة حول الفساد في الصحة، والداخلية، والتربية تحديداً، وسآخذ نفساً عميقاً لو تمت محاسبة المفسدين في أرض الكويت التي عانت من نفوذ من لا يحترم القانون ويخدم مصالحه الشخصية فقط ضارباً بعرض الحائط أي مفهوم للوطنية والإصلاح!
إن إثارة القضايا المشبوهة المتجاوزة للقانون حق كفله الدستور وواجب على كل نائب شريف وكل مواطن، مسؤولا كان أو موظفاً بسيطاً فالحقوق تحتاج إلى رجال لا تطأطئ رؤوسها ولا تصمت حينما ينتهك القانون!
ولأننا لا نرى خدمات صحية جيدة، ولا تعليما سليما، بما فيه التعليم العالي، ولا نشعر بالأمان في ظل الزحمة المرورية، واستمرار حالات الانفلات الخلقي، والاعتداءات التي تحصل بين الفينة والأخرى.
إذا كان المتنفذون أحرارا في سلوك الطريق الذي يشبع نزواتهم، فهذا لا يعني انهم حائط يحجب تطبيق القانون ويحلل ما هو حرام، ناهيك عن الظلم الإداري الواقع على البعض وسيأتي اليوم الذي نشاهد فيه ثورة الشرفاء قد قطفت ثمارها إن شاء الله.
التاريخ سجل رجاله مواقف طيبة، والحاضر فقط خلط الحق بالباطل، حيث البعض يثير اتهاماته دون دليل ويحلل الأمور حسب تصوراته، وان لم يجدوا الرادع من الشرفاء فلا حول ولا قوة إلا بالله. إنهم ينتقدون وهذا حق والواقع يؤكد وجود حالة من التراضي في معالجة قضايا تمت إثارتها في الآونة الأخيرة.
نتمنى على الإخوة النواب الاستمرار في كشف التجاوزات ونرجــــو من كل مواطــــن شـــريــــف إبــــلاغ النواب بأي حادثة تجاوز يكون شاهداً عليها.
إن التاريخ الحاضر هو الطريق إلى المستقبل فإن رسخنا المبادئ الدستورية ووضعنا القانون نصب أعيننا فلن يبقى الأشباح في مناصبهم وسيسحب البساط من تحت أقدامهم ويحالوا إلى القضاء ليلقوا العقاب الدنيوي، وحسابهم عند المولى عز وجل حينما يلاقونه بعد الممات.
لقد حان وقت المحاسبة والوقوف على أرضية صلبة في وجه المفسدين، ولا يجوز أن نفرق بين كبير وصغير، فحينما يضرب الكبير يعتبر الصغير، والقانون العادل لا يفرق بين المخالفين للقانون كبر شأنهم أم صغر، والحالة التي تعيشها البلاد حالياً إن لم تستقم من خلال الشرفاء وتفرز لنا ثورتهم جيلاً نزيهاً وإلا فعلى البلد السلام!
فمتى تستقيم الأمور؟ سؤال نوجهه إلى الرجال المخلصين لعلهم يساندون ثورة الشرفاء التي نحن أحوج إليها في وقتنا الحاضر أكثر من أي وقت مضى بعد تفشي ظاهرة الفساد في معظم منشآت الدولة وتراجع الخدمات. والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]