39 قطعة عُرضت في بيروت وبعضها يعود إلى 2500 سنة قبل الميلاد
«آثار فلسطينية» سرقها دايان... و«حُرّرت» بـ «عملية تمويهية» في مزاد أميركي
من الأواني الأثرية المستردّة
آثار... توثق التاريخ الفلسطيني
حق العودة للآثار الفلسطينية
متابعة القطع من قبل المهتمين في المعرض
مؤسسة «سعادة للثقافة» وجمعية «إنماء» كانتا بالمرصاد فاستردّتا ما أُطلق عليه اسم «مجموعة موشيه دايان»
سليمان بختي: اشترينا المجموعة بطريقة غير مباشرة ولو عرف الباعة هوية الشاري لمنعوا أو عرقلوا العملية
سليمان بختي: اشترينا المجموعة بطريقة غير مباشرة ولو عرف الباعة هوية الشاري لمنعوا أو عرقلوا العملية
تقول الحكمة العربية «مَن يسرق بيضة يسرق جملاً». بناءً عليه فإن مَن يستولي على أرض الآخرين، ستسوّل له نفسه لا محالة نهب كل ما فيها.
إسرائيل لم تكتفِ على مدى عقود بادعاء حقها غير المشروع في احتلال أراضٍ فلسطينية، فهي لم تكفّ أيضاً عن قضم الأراضي لتأوي مزيداً من المستوطنين. وعلاوةً على ذلك، تواظب على ادعاء ثقافة لم تكن لها يوماً، لا سيما لجهة لائحة مأكولات (من ضمنها الفلافل والحمص) زعمت أنها من أطباق المطبخ الإسرائيلي.
وإذا كان جشع المحتلّ لم يتوقف عن الرغبة بوضع اليد على المزيد من الإرث والتراث العربي الفلسطيني، فلا رادع أيضاً يحول من دون سعيه لادّعاء الحق في ما تختزنه الأرض الفلسطينية من ثروات.
وكما مزاعمه لتهويد القدس، فإن الإسرائيلي يزعم تهويد ما تذخر به فلسطين من آثارات، تركها الأقدمون من بني الحضارات التي سكنت هذه الأرض أو سيطرت عليها وأخضعتها لحكمها، ومن هؤلاء الكنعانيون، الآشوريون، الكلدانيون، الرومان وغيرهم آخرون.
الجنرال والسياسي الإسرائيلي موشيه دايان، أو «الأعور» كما يطلق عليه العرب، كان واحداً من الصهاينة الذين فاض لعابهم كلّما عثر المنقّبون على «تحفة» أثرية طاعنة في القدم، فطلبوا المزيد. وهو في عملية السرقة الممنهجة باع ما عَثر عليه تارةً، وقدّمه على شكل هدايا للأصدقاء والمعارف.بعد عقود من رحيل دايان العام 1981، اتجه ورثة زوكرمان وبرنشتاين إلى بيع ما جُمع بالنهب والسرقة من أرض فلسطين، لعدم حاجتهم لهذه الأواني والبرونزيات أو لعدم تقديرهم لقيمتها التاريخية والفنية، حيث أدخلوا مجموعة التحف الأثرية في مزادين عامين أُقيمتا في الولايات المتحدة.
مؤسسة «سعادة للثقافة» وجمعية «إنماء»، كانتا في المرصاد فاستردّتا ما أُطلق عليه اسم «مجموعة موشيه دايان» المؤلفة من تسع وثلاثين قطعة خلال المزادين، عبر شرائها من قبل أشخاص لم يُكشف في ذلك الحين عن هويتهم أو نياتهم من استعادة ما كان قد سُلب «وإلا لما تمكّنا من استرداد القطع» كما يقول عضو الهيئة الإدارية في مؤسسة «سعادة للثقافة» سليمان بختي لـ «الراي»، موضحاً «اشترينا هذه المجموعة بطريقة غير مباشرة، بعدما تأكدنا أنها مجموعة موشيه دايان كونه موقّع على بعض قطعها، فلو عرف الباعة هوية الشاري لمنعوا أو عرقلوا عملية البيع والشراء».
بختي الذي يلفت إلى أن «هذه القطع يعود عهدها إلى العهد البرونزي والعهد الحديدي والحقبات الفارسية والبيزنطية والرومانية»، يوضح أن «عالم الآثار الفلسطيني الدكتور حمدان طه يُرجِّح أن هذه المجموعة كانت موجودة في الضفة الغربية، وتم التنقيب عنها عبر تجنيد بعض السكان المحليين من قبل موشيه دايان، الذي كان مهووساً بموضوع الآثار»، مؤكداً أن«لا نية بإزالة توقيع الجنرال الإسرائيلي عن هذه الآثارات، لأنها بمثابة إدانة لدايان وإظهار لعدوانيته».
هذه الآثارات عُرضت أمام الجمهور اللبناني والعربي في معرض استضافه قصر الأونيسكو في بيروت أخيراً، إذ توخى القيمون على مؤسسة«سعادة للثقافة» وجمعية «إنماء»أن يُعاينها الناس عن قرب. ويكشف بختي أن«هذا المعرض سيتكرر مرة أخرى في العاصمة اللبنانية في وقت سيحدد قريباً، كما ستجول هذه القطع في معرض جوال على بعض الدول العربية».
وكما حق كل فلسطيني في العودة إلى بلاده، فإن عودة هذه القطع الأثرية القيمة إلى فلسطين هي حق وواجب، لكن بختي يشير إلى أنه«عند التنسيق مع السلطات الفلسطينية، طلبت منا هذه السلطات التريث في إعادتها إلى فلسطين، لأنهم غير مستعدين بعد لحمايتها هناك».
يذكر أن المجموعة المستردّة يعود بعضها إلى 2500 سنة قبل الميلاد، وتتكون من 39 قطعة أثرية وتراثية متنوعة (جرار لنقل الماء، أباريق، أوعية كأسية، أكواب، تماثيل، قناديل زيت، كأس مذبح)، بعضها مصنوع من الخزف والصلصال، بينما صنع بعضها الآخر من البرونز والمعدن (كالخناجر والرماح والسيوف ومقابض الأبواب).
إسرائيل لم تكتفِ على مدى عقود بادعاء حقها غير المشروع في احتلال أراضٍ فلسطينية، فهي لم تكفّ أيضاً عن قضم الأراضي لتأوي مزيداً من المستوطنين. وعلاوةً على ذلك، تواظب على ادعاء ثقافة لم تكن لها يوماً، لا سيما لجهة لائحة مأكولات (من ضمنها الفلافل والحمص) زعمت أنها من أطباق المطبخ الإسرائيلي.
وإذا كان جشع المحتلّ لم يتوقف عن الرغبة بوضع اليد على المزيد من الإرث والتراث العربي الفلسطيني، فلا رادع أيضاً يحول من دون سعيه لادّعاء الحق في ما تختزنه الأرض الفلسطينية من ثروات.
وكما مزاعمه لتهويد القدس، فإن الإسرائيلي يزعم تهويد ما تذخر به فلسطين من آثارات، تركها الأقدمون من بني الحضارات التي سكنت هذه الأرض أو سيطرت عليها وأخضعتها لحكمها، ومن هؤلاء الكنعانيون، الآشوريون، الكلدانيون، الرومان وغيرهم آخرون.
الجنرال والسياسي الإسرائيلي موشيه دايان، أو «الأعور» كما يطلق عليه العرب، كان واحداً من الصهاينة الذين فاض لعابهم كلّما عثر المنقّبون على «تحفة» أثرية طاعنة في القدم، فطلبوا المزيد. وهو في عملية السرقة الممنهجة باع ما عَثر عليه تارةً، وقدّمه على شكل هدايا للأصدقاء والمعارف.بعد عقود من رحيل دايان العام 1981، اتجه ورثة زوكرمان وبرنشتاين إلى بيع ما جُمع بالنهب والسرقة من أرض فلسطين، لعدم حاجتهم لهذه الأواني والبرونزيات أو لعدم تقديرهم لقيمتها التاريخية والفنية، حيث أدخلوا مجموعة التحف الأثرية في مزادين عامين أُقيمتا في الولايات المتحدة.
مؤسسة «سعادة للثقافة» وجمعية «إنماء»، كانتا في المرصاد فاستردّتا ما أُطلق عليه اسم «مجموعة موشيه دايان» المؤلفة من تسع وثلاثين قطعة خلال المزادين، عبر شرائها من قبل أشخاص لم يُكشف في ذلك الحين عن هويتهم أو نياتهم من استعادة ما كان قد سُلب «وإلا لما تمكّنا من استرداد القطع» كما يقول عضو الهيئة الإدارية في مؤسسة «سعادة للثقافة» سليمان بختي لـ «الراي»، موضحاً «اشترينا هذه المجموعة بطريقة غير مباشرة، بعدما تأكدنا أنها مجموعة موشيه دايان كونه موقّع على بعض قطعها، فلو عرف الباعة هوية الشاري لمنعوا أو عرقلوا عملية البيع والشراء».
بختي الذي يلفت إلى أن «هذه القطع يعود عهدها إلى العهد البرونزي والعهد الحديدي والحقبات الفارسية والبيزنطية والرومانية»، يوضح أن «عالم الآثار الفلسطيني الدكتور حمدان طه يُرجِّح أن هذه المجموعة كانت موجودة في الضفة الغربية، وتم التنقيب عنها عبر تجنيد بعض السكان المحليين من قبل موشيه دايان، الذي كان مهووساً بموضوع الآثار»، مؤكداً أن«لا نية بإزالة توقيع الجنرال الإسرائيلي عن هذه الآثارات، لأنها بمثابة إدانة لدايان وإظهار لعدوانيته».
هذه الآثارات عُرضت أمام الجمهور اللبناني والعربي في معرض استضافه قصر الأونيسكو في بيروت أخيراً، إذ توخى القيمون على مؤسسة«سعادة للثقافة» وجمعية «إنماء»أن يُعاينها الناس عن قرب. ويكشف بختي أن«هذا المعرض سيتكرر مرة أخرى في العاصمة اللبنانية في وقت سيحدد قريباً، كما ستجول هذه القطع في معرض جوال على بعض الدول العربية».
وكما حق كل فلسطيني في العودة إلى بلاده، فإن عودة هذه القطع الأثرية القيمة إلى فلسطين هي حق وواجب، لكن بختي يشير إلى أنه«عند التنسيق مع السلطات الفلسطينية، طلبت منا هذه السلطات التريث في إعادتها إلى فلسطين، لأنهم غير مستعدين بعد لحمايتها هناك».
يذكر أن المجموعة المستردّة يعود بعضها إلى 2500 سنة قبل الميلاد، وتتكون من 39 قطعة أثرية وتراثية متنوعة (جرار لنقل الماء، أباريق، أوعية كأسية، أكواب، تماثيل، قناديل زيت، كأس مذبح)، بعضها مصنوع من الخزف والصلصال، بينما صنع بعضها الآخر من البرونز والمعدن (كالخناجر والرماح والسيوف ومقابض الأبواب).