لقاء / «جلوسي في البيت أفضل من تقديم أعمال سطحية»

نوال العامر لـ «الراي»: المسلسلات العربية والتركية... لعبت في عقول أولادنا!

تصغير
تكبير
أزمة شح النصوص الجيدة وندرة الكتّاب مجرد شمّاعة يعلق عليها البعض غيابه

لدينا كتّاب متميزون... والدليل نجاح الأعمال الكويتية والخليجية

واثقة من نجاح مسلسل «لقيت روحي»... والدراما المحلية تشهد طفرة كبيرة

لا أمانع التغيير في نصوصي طالما أنه يخدم العمل الفني

الرقباء لدينا متعاونون ومتفهمون ولم أصطدم معهم أبداً لأنني أعرف الخطوط الحمر ولا أتجاوزها

نعم مجتمعاتنا الخليجية محافظة... لكنها ليست ملائكية

المسرح هو «غرامي»... ولو تلقيت عرضاً جيداً فلن أتردد في العودة للإخراج
«بعض المسلسلات العربية والتركية... لعبت في عقول أولادنا»!

هكذا انتقدت الكاتبة والمخرجة المسرحية نوال العامر بعض الأعمال التلفزيونية العربية والتركية المدبلجة، مشيرة إلى أن نظيرتها الخليجية لا تزال محافظة ومتشبثة بالعادات والتقاليد، بالرغم من أن المجتمعات الخليجية ليست ملائكية.


ولفتت العامر في حوارها مع «الراي» إلى أنها تفضل الجلوس في البيت، على أن تقدم عملاً سطحياً أو متواضعاً، مبدية ثقتها الكبيرة في نجاح مسلسل «لقيت روحي» الذي يجري تصويره حالياً، تمهيداً لعرضه في شهر رمضان المبارك على الفضائيات الخليجية. وقالت: «المسلسل يحمل حزمة من القضايا الشائكة في المجتمع الخليجي، ومنها مسألة الشك والغيرة بين الأشقاء في البيت الواحد، عطفاً على غدر الأصدقاء وانعدام الثقة بين بعض البشر».

العامر عبّرت في سياق حديثها، عن توقها إلى العودة للمسرح الأكاديمي الذي يقدم الفن الحقيقي الذي يخاطب العقول المثقفة، «وهو أفضل من المسرح التجاري الذي دأب أصحابه على شفط الدنانير من جيوب الجماهير»، (وفقاً لكلامها)، والتفاصيل في هذه السطور:

? في البداية، نود التعرف على ما في جعبتك من أعمال جديدة؟

-لا جديد لديّ حالياً سوى مسلسل «لقيت روحي»، الذي يجري تصويره على قدم وساق، تمهيداً لعرضه خلال شهر رمضان المقبل على عدد من القنوات الخليجية، والعمل من إنتاج شركة النايف وإخراج خالد جمال، كما يتشارك بطولته نخبة من النجوم وفي مقدمهم سعد الفرج، عبدالإمام عبدالله، نايف الراشد، زهرة الخرجي، سلمى سالم، إلى جانب باقة كبيرة من الفنانين الشباب.

? ما هي القضايا التي تستند عليها القصة الدرامية؟

- هناك حزمة من القضايا الاجتماعية الشائكة، سيتم طرحها من خلال «لقيت روحي» للمرة الأولى، ومنها مسألة الشك والغيرة بين الأشقاء في البيت الواحد، عطفاً على غدر الأصدقاء وانعدام الثقة بين بعض البشر، كما يسلط العمل الضوء على جانب من تجارة المخدرات والسموم الأخرى، مع إبراز الدور الكبير لرجال الأمن في مكافحة هذه الآفة الخطيرة، إضافة إلى موضوعات أخرى أتحفظ على ذكرها في الوقت الراهن، حفاظاً على سرية العمل.

? لكن لماذا تغيّر اسم العمل أكثر من مرة، حيث كان بعنوان «التوأم» ثم أصبح «يا عزوتي» قبل أن يتحول عنوانه أخيراً إلى «لقيت روحي»؟

- المسميات كثيرة، والعناوين تتغير من حين إلى آخر في أغلب الأعمال، وهذا الأمر لا يؤثر بالسلب على قيمة العمل الفني على الإطلاق، بل قد يضيف إليه الشيء الكثير من الإيجابية والمصداقية، خصوصاً إن كان العنوان يتماشى مع سير الأحداث الدرامية للعمل، وحينما تناقشت مع المنتج والمخرج حول هذا الموضوع، ارتأينا أن نطلق على العمل عنواناً جديداً وغير مألوف، ليعبّر بكل صدق عن المضامين التي يحملها بين ثناياه، لذا وقع اختيارنا على عنوان جديد وهو «لقيت روحي» بدلاً من العناوين الأخرى، لا سيما «التوأم» الذي استهلك كثيراً في أعمال درامية وسينمائية عربية.

? وهل تقبلين التغيير أيضاً في النص الدرامي، إن كان في التغيير خدمة للعمل الفني؟

- طالما أن التغيير يخدم العمل الفني، فأنا لا أجد بداً من حذف بعض المشاهد أو الحوارات التي أكتبها، فقد تكون للمخرج أو لأحد الفنانين رؤية أخرى، تصب في مصلحة النص وتضفي عليه المزيد من البعد الدرامي.

? سمعنا أنك طلبتِ من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات توفير عدد من الملفات الخاصة لأصحاب السوابق، فما مدى صحة هذا الكلام؟

- هذا الكلام عارٍ عن الصحة تماماً، ولكن كل ما في الأمر أنني جلستُ مع بعض الضباط والأفراد في وزارة الداخلية بعد موافقة رسمية من الإدارة، وذلك بغية الحصول على معلومات حقيقية عن نسبة تجارة المخدرات في البلاد، إضافة إلى الأساليب التي يتم من خلالها الترويج لهذه السموم البيضاء، والغرض من وراء ذلك هو لاستناد العمل على أحداث واقعية، وحتى لا يكون الطرح سطحياً في مناقشته لهذه النوعية من القضايا الحساسة.

? في رأيك، لماذا يشكو الكثير من الفنانين من أزمة شح النصوص الجيدة وندرة الكتّاب الحقيقيين؟

- بل العكس هو الصحيح، فنحن لدينا كتّاب متميزين، بدليل نجاح الأعمال الكويتية والخليجية وتميّزها في كل عام، كما أن الدراما المحلية تشهد طفرة كبيرة منذ عشرات السنين ولا تزال، ولكن البعض من الفنانين ممن لا يتلقى دعوة للمشاركة في الأعمال الدرامية يحاول تبرير غيابه عن الساحة الفنية بالعزف على نغمة شح الكتّاب وندرة النصوص وما إلى ذلك من الكلام الذي لا يمت للواقع بصلة.

? ولماذا أنتِ مقلة في أعمالك، لا سيما أنك من الكتّاب القدامى في الوسط الفني؟

- منذ عشرين عاماً وأنا أكتب في الدراما والمسرح، حيث قدمت أعمالاً كثيرة حظي أغلبها بالنجاح، كما تعاملت مع العديد من الفنانين الكبار والشباب، وتربطني بهم علاقات ممتازة، لكننّي لا أحبذ أن أقدم عملاً ما لم أكن مقتنعة به مئة في المئة، وإلا فإن جلوسي في البيت أفضل بكثير من تقديم عمل سطحي أو متواضع.

? كيف هي علاقتك بالرقابة الفنية، وهل تشعرين بأن مقص الرقيب يجتز النصوص أو يجيزها بحسب المزاجية «وفقاً لكلام البعض من الكتّاب»؟

- علاقتي جيدة مع الجميع والحمد لله، وأنا أكنّ كل المحبة والتقدير إلى الأساتذة في الرقابة الفنية، حيث إنهم أشخاص متعاونون ومتفهمون جداً، وأنا لم أصطدم معهم في يوم ما، لأني أعرف الخطوط الحمر في الكتابة ولا أتجاوزها أبداً.

? ولكن سمعنا أن الرقابة الفنية كانت قد رفضت عملك الذي يُصور حالياً «لقيت روحي»؟

- هذا صحيح، ففي البداية قوبل النص الدرامي لمسلسل «لقيت روحي» بالرفض من جانب الرقابة الفنية، لأسباب كنتُ أجهلها في بادئ الأمر، ولكن بعدما طلبت منهم توضيحاً لذلك، حددوا لي عدداً من النقاط التي تستوجب تصحيحها، وعلى الفور أجريت بعض التعديلات على الحوار، فأجيز النص من دون تعقيدات.

? وهل كانت وجهة نظر الرقابة صحيحة لرفضها النص؟

- هم لديهم وجهات نظر أخرى ومختلفة، قد لا تتوافق مع وجهة نظري حتى وإن كنت أراها بمنظور سليم، كما أن للرقابة خطوطاً معينة يجب على الكاتب ألا يتجاوزها. وعلى أي حال فأنا أعتقد أنه لو لم تكن الرقابة الفنية تعمل بشكل صحيح، لرأينا الكثير من الأعمال الفنية الهابطة تغزو الفضائيات المحلية.

? ما رأيك في ظاهرة «تكويت» النصوص العربية والأجنبية التي شرع في اقتباسها وترجمتها بعض الكتّاب؟

- ليس لديّ علم بذلك، ولكننّي أعلم أن بعض شركات الإنتاج تقوم بـ«تكويت» النصوص العربية.

? ما السبب؟

- أولاً لأنها غير مكلفة، كما أنها تكون جاهزة للتنفيذ.

? وهل عرضت عليك إحدى شركات الإنتاج أحد هذه النصوص «المعلبة»؟

- بالفعل، لقد تلقيت الكثير من العروض، لكننّي رفضتها جميعها ولأسباب عديدة، لعل أهمها أنه ليس كل القضايا تتشابه في المجتمعات العربية، فما يحدث من مشكلات اجتماعية في مصر مثلاً، قد لا تحدث مثلها في الكويت، فلكل مجتمع أفراحه وأحزانه الخاصة به، كما أن المجتمعات الخليجية تختلف في العادات والتقاليد، وتختلف باللهجة أيضاً، فنحن نعمل على تصدير الفكر الخليجي إلى المجتمعات الأخرى، أسوة بما تقدمه لنا تلك المجتمعات من أفكار.

? ولكن أغلب الأعمال التي يتم تصديرها إلى الخارج تُتهم بأنها تحمل أفكاراً مغلوطة عن المجتمع الخليجي، (من وجهة نظر المشاهدين)؟

- صحيح أن المجتمعات الخليجية هي مجتمعات محافظة، وفيها من القيم والإيجابيات الشيء الكثير، إلا أنها ليست ملائكية، بل إن هناك سلبيات عديدة في المجتمع الخليجي نسعى إلى معالجتها درامياً، وبالرغم من كل السلبيات إلا أن الدراما الخليجية تبقى أفضل من نظيراتها العربية والتركية «التي لعبت في عقول أولادنا».

? ما هي القضية التي تودين طرحها في الفترة المقبلة؟

- مجتمعنا مليء بالقضايا، ولو كان الأمر بيدي لتناولت مشكلات إنسانية عديدة، فأنا إلى جانب عملي في التأليف الدرامي والإخراج المسرحي، أعمل أيضاً كناشطة في حقوق الإنسان والحيوان.

? ما هي مشاريعك الفنية المقبلة؟

- تلقيت بعض العروض من شركات الإنتاج لكتابة أعمال جديدة، ولكنني لا أريد الشروع في كتابة أي عمل فني ما لم يُعرض أولاً مسلسل «لقيت روحي» على الفضائيات الخليجية.

? لماذا، هل تخشين الفشل؟

- لا، وإنما لا أحبذ كتابة عمل درامي يتكون من 30 حلقة ثم يتم تأجيله لسنوات، فلربما تتغير الأحداث من عام إلى آخر، فأضطر وقتذاك إلى تمزيق النص القديم وكتابة مسلسل آخر.

? كونك مخرجة مسرحية، فلماذا لا نرى لك أعمالاً مسرحية؟

- المسرح هو «غرامي»، ولو تلقيت عرضاً جيداً فلن أتردد هنيهة في العودة إلى الإخراج المسرحي في المهرجانات المحلية، ولكن نحن «الجيل المسرحي القديم» نفكر في المسرح الأكاديمي الذي يخاطب العقول المثقفة والباحثة عن الفن الحقيقي، ولسنا ممن يبيعون الفن بـ«فلوس»، بمعنى أننا لا نقدم المسرح التجاري الذي يشفط الدنانير من جيوب الجماهير.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي