خمسة أعوام من «الجحيم» السوري... نظام يتهاوى وثورة تترنح / 3 - 4

ماذا بقي من «الجيش السوري الحر»؟

تصغير
تكبير
العميد الرحال لـ «الراي»: لسنا جيشا للسنّة بل بنية وطنية لمستقبل سورية

«حزب الله» تدخل منذ اليوم الأول لاندلاع التظاهرات ونشر قنّاصته في المدن

شباب الحراك السلمي اجبروا على حمل السلاح... والانشقاقات حصلت لحماية الأهالي

انقطعت مواردنا المالية والعسكرية والإغاثية بينما تم دعم المجموعات المتطرفة

قاسم سليماني قتل حسين همداني لأنه عارض دخول روسيا الى سورية

سليم إدريس كان الأداة التي دمرت «الجيش الحر» لمصلحة المجموعات المتطرفة
خمسة أعوام مرّت على الصراع في سورية، الذي بدأ بهتاف من اجل الكرامة والحرية وانتهى الى حرب عالمية في البلاد التي يتهاوى فيها النظام من دون ان يسقط، وتترنّح في أصقاعها ثورةٌ سرقها التطرف.

خمسة أعوام بدأتْ بـ «ربيع» وسرعان ما تحولت خريفاً بعدما قمع النظام التحركات الشعبية السلمية و«عسْكرها» بعنفه المفرط فانزلقت سورية إلى حروب مدمرة غيّرت وجهها.

مئات الآلاف من القتلى وأكثر بكثير من الجرحى والمعوقين، وملايين النازحين في صراعٍ صار اقليمياً ودولياً في سورية وعليها وسط كرّ وفرّ في الميدان والديبلوماسية.

ولم تعد سورية اللاهبة مشكلة سورية بعدما هدد حريقها دول المنطقة ووصل وهجه الى دول العالم قاطبة مع قوافل اللاجئين الذين «يغزون» سواحل اوروبا ويهددون استقرارها.

في الذكرى الخامسة لحرب سورية تمخّض المجتمع الدولي فوُلدت «هدنة عسكرية» أتاحت العودة الى طاولة التفاوض بين النظام والمعارضة بإشراف الامم المتحدة وسط توقعات بأن الأمر لا يعدو جولة من جولات القتال على الأرض وعلى... الطاولة.

«الراي» تقارب الاوضاع في سورية بعد خمسة اعوام على «حروبها» بسلسلة من التحقيقات تُنشر على حلقات...

«الجيش السوري الحر» أحد ابرز علامات الثورة السورية، وقد وُلد من رحم انشقاقات متتالية حصلت من مجندين وضباط برتب متفاوتة رفضوا تنفيذ اوامر النظام بقمع التظاهرات السلمية وأعلنوا انضمامهم الى ثورة الشعب.

في ابريل العام 2011 أُعلن عن حالة الانشقاق الاولى في ريف دمشق، وتم تأسيس لواء الضباط الأحرار من المقدم حسين هرموش الذي سُلّم لاحقاً لمخابرات النظام السوري في عملية مخابراتية تمت في الاراضي التركية (ليُعدم في يناير 2012)، ليُعلن في أواخر يوليو من عام انطلاق الثورة، تأسيس «الجيش السوري الحر».

كثيرة الأحداث التي مرّت بعد الانشقاقات العسكرية، حيث فُتح الباب على مصرعيه لحربٍ أهلية اتخذت بُعداً طائفياً ومذهبياً نتيجة التدخلات الخارجية التي قضت على آمال الثوار بتغيير النظام وإسقاط حكم الرئيس بشار الاسد كما أتت على قدرات «الجيش الحر» الرافض لسياسات النظام، وذلك بعد ما طاوله من تهجيرٍ لقياداته واغتيالات واعتقالات وإبعاد عن الساحة العسكرية.

مسيرة «الجيش السوري الحر» وآفاق دوره المستقبلي وامكانات استعادة عافيته تستعرضها «الراي» مع العميد احمد الرحال، الذي كان اول عميد في البحرية يعلن انشقاقه وانضمامه للثورة ليترأس المجلس العسكري لـ «ألجيش الحر» في منطقة الساحل، وهو تعرض لثلاث محاولات اغتيال من المجموعات المتطرفة الارهابية اضطر بعدها الى مغادرة سورية، وهو حالياً من ابرز المحللين العسكريين والخبراء الاستراتيجيين بالوضع السوري.

يذكر الرحال انه «عندما خرج الشعب السوري بثورته في العام 2011 لم يكن يضع نصب عينيْه الخيار العسكري واللجوء الى السلاح، بل خرج بثورة مدنية تطالب بالحرية المدنية وبإصلاحات. حتى انه لم يطرح شعار إسقاط النظام في البداية، ولكن الأسلوب الإجرامي الذي مارسه نظام الأسد ضد المتظاهرين، دفع ببعض العسكريين والضباط في الجيش السوري الى الانشقاق كتعبير عن رفض هذه الجرائم».

ويكشف عن ان «حزب الله تدخل في سورية منذ اندلاع التظاهرات، اذ أدخل قنّاصته الذين استهدفوا الناشطين في تظاهرات المدن السورية منذ اليوم الاول لاندلاع الثورة، ولذلك اضطر الشباب بعدها الى حمل السلاح دفاعاً عن النفس»، معتبراً ان «الحالة العسكرية كانت طارئة على الثورة وليست هدفاً من اهدافها، لكن النظام لجأ الى الخيار الأمني في مواجهة المتظاهرين، اذ قال بشار الاسد بعد شهر واحد من عمر الثورة علناً، كل مَن ليس معي فهو ضدي حتماً، ورفض الاعتذار وأنكر ما حصل في درعا، وهذا ما دفع للجوء الى الخيار المسلّح».

كانت بدايات الانشقاق داخل «الجيش الحر» تجري بطريقة عفوية ولم تكن هدفاً في ذاتها، اذ كان من الصعب على الكثير من الضباط تنفيذ أوامر النظام بإطلاق الرصاص على المدنيين وقمع المتظاهرين بقوة السلاح او السكوت عن الاعتقالات والتعذيب. وبدايةً اعلن عن تشكيل «لواء الضباط الاحرار» ومن ثم «الجيش الحر» لحماية الاهالي وهو أثبت وجوده في المناطق المحررة التي التحقت بالثورة وانفكت عن النظام خلال عامي 2011 و2012، الى ان كان مؤتمر انطاليا العلامة الفارقة في الثورة السورية، لماذا؟

يشرح الرحال قائلاً: «نحن كضباط، قلنا للقيادات السياسية أبعِدوا التيارات الارهابية الاسلامية، أبعِدوا كل منهجية دينية عن الحراك المسلح، واتركوا الجيش الحر يدافع عن السوريين ويشكل بديلاً لجيش الأسد القاتل، وقلنا لهم أبعِدوا الاجندات السياسية عنه، لكن البعض وعلى رأسهم الاخوان المسلمين، تغلغلوا في الصورة. وما زاد في الخيار العنفي استقدام الأسد لميليشيات حزب الله اللبناني والميليشيات الإيرانية والعراقية الذين حضروا مع شعارات دينية متطرفة بحجة حماية المراقد الشيعية المقدسة، كوسيلة لاحتلال سورية، مع ان المراقد الشيعية كانت موجودة في سورية تاريخياً ولم يتعرّض لها أحد. ويخطئ مَن يظن ان الامام علي غالٍ عند الشيعة أكثر من السنّة، فهؤلاء أبناء واحفاد الرسول (صلعم)، وهم مقدّسون عند السنّة أكثر مما هم مقدّسون عند الشيعة والعلويين».

ويضيف: «هذا المنطق كان لتبرير استخدام العنف ما سمح بدخول بعض الأجندات البعيدة عن الشعب السوري الذي لم يكن متشدداً دينياً، ولكن نظام الأسد عمل على استثارة الموضوع، ولذلك مثلاً رأينا بثينة شعبان تخرج لتقول عن الثوار، هؤلاء يريدون إقامة إمارات اسلامية وخلافة، في وقت لم يكن اي وجود مسلّح لأبناء الثورة وكانت كل التحرّكات سلمية. لكن تحت شعار دعم الثورة السورية، تم تقديم الدعم لأشخاص ولتنظيمات متشددة تغلغلت في صفوف الثورة ودفعتها نحو الخيار المسلح الى ان وصلنا الى بداية 2013 حيث دخلت مجموعات من القاعدة وداعش الى سورية تحت شعار حماية المسلمين السنّة من البطش الارهابي لنظام الأسد وميليشيات ايران والعراق وحزب الله، وهذه الفصائل اتبعت سياسة التمسكن حتى التمكن، وكانت مدعومة من الخارج، ووجدنا أنفسنا كعناصر وقيادات في الجيش الحر في منتصف العام 2013 ملاحَقين، اذ تم إخراج الضباط الى وراء الحدود بشبه موافقة اقليمية، وقامت فصائل اسلامية متشدّدة مثل النصرة وداعش بتكفير عناصر الجيش الحر وجرى وصْفهم بالمرتدّين من قبل أمراء الحرب الذين أنشأتهم غرف الموت الدولية، فأسمونا، بعثيين أسديين، وبالتالي كنا أمام خياريْن: إما ان نربي ذقوننا ونلبس الشروال ونمشي تحت راية الشيخ، او نطلع خارج الحدود كي لا يكون مصيرنا القتل، ومنذ ذلك الوقت بدأ الجيش الحر، بالانهيار».

ويشير الى «ان المال أُغدق على الفصائل الاسلامية لا سيما من بعض رجال الدين في الخارج اي من مصادر خاصة وليس حكومات وفي شكل شخصي وبقرارات ذاتية، وتمّت تقوية هذه المجموعات على حساب الجيش الحر»، موضحاً ان «المناطق التي بقي الجيش الحر موجوداً فيها هي الجبهة الجنوبية حيث كان هناك التزام بقراراته ولم ترفع الراية لجبهة النصرة»، مضيفاً: «الجيش الحر اليوم شتات موزّع في سورية، كثر من عناصره انضموا الى النصرة او جيش الاسلام أو انصار الشام، ولو كان هناك مورد حقيقي له لما حصل ذلك، لان الشعب السوري لا يقبل العقيدة المتطرفة هو شعب اسلامي وسطي يؤمن بالتعايش بين كل أطياف المجتمع السوري ولا يؤمن بالقتل لمجرد القتل دفاعاً عن أهله».

ويلفت الى «ان غالبية قيادات الجيش الحر تعرضت لمحاولات اغتيال، من رياض الاسعد وانا وغيرنا، حتى انه تم إبعادنا خارج الحدود من اجل إبعادنا عن الحراك المسلح لانه كان هناك قرار دولي بعدم إسقاط نظام الاسد، والجيش الحر بخطواته المتسارعة التي ادت في اواخر 2012 الى تحرير 60 في المئة من الاراضي السورية أخاف البعض من ان يتخذ الصراع في سورية مساراً مختلفاً عن المسار الدولي الذي كان يخطط لحرب في سورية تستمر سنوات وتنتهي كما انتهت الحرب العراقية - الايرانية. ولحرف الثورة عن مسارها، أوجدوا ما يسمى الارهاب، كونهم لا يستطيعون اطلاق هذه الصفة على الجيش الحر».

ويتّهم الرحال، سليم ادريس، «بانه كان الاداة الدولية والاقليمية التي دمّرت الجيش الحر وقوّت الجماعات الاسلامية بدليل ان أكثر من نصف الامدادات التي كانت تأتي للجيش الحر كانت تعطى لهذه الجماعات ولداعش والنصرة ولانصار الشام ولبعض القوى الداعمة للنظام وبطريقة ملتوية، اذ كلما كنا نسأل عن كميات من الذخيرة كان يجب ان تصلنا، يكون الجواب انه تمّ إلقاء القبض عليها ومصادرتها من نظام الأسد بينما في الواقع كانت تذهب الى النصرة وداعش».

وفي اشارة الى مشاركة بعض الفصائل الاسلامية في مؤتمر الرياض، يشرح ان هناك تواصلاً مع «جيش الاسلام» و«أحرار الشام» وبعض الفصائل التي وقّعت مقررات مؤتمر الرياض والتزمت ان لا امارة ولا مشروع خلافة ولا دولة دينية في سورية، وهي موافِقة على ما تفرزه صناديق الانتخاب والتزام خيارات الشعب السوري، ومن الواضح ان داعش والنصرة موضوعتان على لائحة الارهاب ولا يتم التعاطي معهما، واليوم الاردن مطلوب منه تقديم لوائح الى الولايات المتحدة، ولكن حتى لو خرجت هذه القوائم فهل ستتغير الصورة»؟

واذ يرفض مقولة ان «الجيش الحر» جيش للسنّة، يوضح ان «العلويين والشيعة والمسيحيين في بداية الثورة كانوا جزءاً من الجيش الحر، وأتذكّر ان رقيباً من بلدة كفريا انشقّ وأتى الى مخيم الضباط المنشقّين، وبعد اسبوع قال، انا لم آتِ للجلوس في المخيم، فذهب وقاتل واستشهد في معركة حائل، ولاحقاً قمت انا والعقيد رياض الاسعد ومالك بري بزيارة لأهله في كفريا وقدمنا لعائلته مكافأة مادية. اذاً لا يمكن القول ان السنّة موجودون فقط في الجيش الحر، ولا يمكن القول ان الشيعي لا يقبل بالانخراط بالثورة، علماً ان الدروز موجودون في القسم الجنوبي وفصائل كثيرة منهم تقاتل مع الجيش الحر، والمسيحيون موجودون ايضاً، وهناك أفراد من العلويين والمسيحيين أتوا الى الجيش الحر. لكن لنكن واقعيين، المتعارَف عليه ان الاقليات لا تتحزب، ومعروف ان بينهم مَن يقف الى جانب السلطة، ولكن عندما نشكل الجيش الوطني الذي نطمح اليه كمؤسسة لكل السوريين من كل الطوائف سيحمي هذا الجيش نتائج الانتخابات النيابية التي ستفرز القيادة السورية الجديدة ويغلق الحدود ويحمي الدستور ولا يتدخل بالحياة السياسية، وبعد ذلك وسيكون للجميع».

مع التدخل العسكري الروسي تم تشكيل كتيبة مؤلفة من 5000 عنصر سميت بـ «جيش سورية الديموقراطية الحرة»، مما اثار التباساً عما اذا كان هذا مقدمة لتأسيس الجيش الوطني، الا ان الرحال يوضح ان «قوات سورية الديموقراطية الحرة هي حزب PYD الكردي وهو حزب مصنَّف في لائحة الارهاب، ولكن حتى يكون مقبولاً تم انشاء كتيبة عربية وأخرى سريانية وكتيبة من العشائر، والمجموع بلغ نحو خمسة آلاف عنصر، وهؤلاء يعملون وفق اجندة خارجية، وطبعاً هي مدعومة من النظام وأنشئت حتى تتعامل معها روسيا، وهي تتواجد في الحسكة والقامشلي وتتقاسم المدينة مع النظام، ولديهم عمل مشترك عسكري من دوريات وما شابه، وتسليحهم هو من بشار الاسد. وفي مؤتمر موسكو للمعارضة سئل صالح مسلم عن ذلك، وقيل له من مندوبي النظام، لدينا اثباتات اننا ندعمك عسكرياً ونسلحك ونموّلك. كما ان بشار الاسد قال لصحيفة بريطانية قبل شهرين، نحن مَن نمول ونذخر ونسلح اكراد سورية. حالياً قوات سورية الديموقراطية التي تتواجد في شرق الفرات تُموّل من النظام ومن اميركا وفي غرب الفرات تُموَّل من النظام وموسكو».

وعما اذا كان جسم «الجيش الحر» الضعيف قادر على أن يشكل شيئاً في سورية، يقول الرحال: «أولاً نحن موجودون على طاولة المفاوضات. أخونا العميد سعد الزعبي والمقدّم ياسر العبود والعقيد عبد الباسط الطويل، هؤلاء من ضباط الجيش الحر. وفي صفوفنا بين 5500 الى 6000 آلاف ضابط منشقّ عن نظام الاسد، ولدينا 98 عميداً وسبع الوية منشقّين عن الاسد، اضافة الى أكثر من مئة الف عسكري و100 الف من الشباب الرافضين التجنيد والذين تخلّفوا عن الحضور، وهؤلاء لوحدهم قادرين على ان يشكلوا جيشاً، ولكن متى يحصل ذلك؟ عندما يكون هناك قرار دولي، ويعود الضباط الى عملهم، بدل إحضار سمّان ولحام وبائع خضار او شوفير تاكسي ليسلّموه قائد لواء او موقع آخر، اي عندما يتم اتخاذ قرار دولي بإعادة الضباط والعسكريين الى الداخل ويؤمَّن لهم الدعم، فهم قادرون على ان يكونوا البديل وإعادة بناء سورية المستقبل وإنشاء جيش وطني بديل لجيش الاسد».

ويشير الى انه «لم يعد هناك جيش للاسد، ولم يبق سوى ألوية الحرس الجمهوري في دمشق، وهي تقوم بحماية بشار»، مضيفاً: «مَن يقاتل على الأرض هم ميليشيات إيران، ففي جبهة الساحل يقاتل العراقيون وبعض شبيحة النظام من قوات الدفاع الوطني، وهناك 200 الف مقاتل يتبعون لايران وهي تدعمهم وتدفع لهم الرواتب، واليوم يقاتلون تحت قيادة قاسم سليماني وسابقاً كانوا يتبعون اللواء حسين همداني الذي قتله قاسم سليماني لانه عارض دخول روسيا الى سورية. وفي حلب تقاتل حركة النجباء من ايران، وفي الجبهة الجنوبية يقاتل سليماني وقوات احمد جبريل من الجبهة الشعبية - القيادة العامة وقليل من عناصر حزب الله، وبالتالي لم يعد هناك جيش للاسد بل هناك مرتزقة تقاتل في سورية. وآخر المعلومات يشير الى ان ايران أفرغت سجونها من المجرمين وأخضعتهم لدورات عسكرية قصيرة لمدة ثلاثة أشهر وأرسلتهم الى سورية. وهذا الكلام باح به معتقلون اسرى من الايرانيين لدى الجيش الحر، وأخيراً تمّ إدخال 6000 نيجيري الى سورية كمرتزقة عبر مطار بيروت، اضافة للافغان والباكستانيين والشيشان الذين يقاتلون مقابل 500 دولار في الشهر. وبالتالي جيش الاسد انتهى عُدة وعدداً، ولو استطاع الاستمرار لما كان أرسل العراقيين والايرانيين، ولو بقي لديه طيران لما أحضر الروس ولما كان 15 الف جندي روسي موجودين في الساحة السورية».

ونسأله عن المطلوب من اجل دعم «الجيش الحر» ليقوم بدوره، فيشدد على ان «المطلوب قرار عربي دولي بالدعم وإعادة الضباط الذين أُبعدوا بالقوة خارج سورية الى الداخل ووقف التهديدات لهم من الجماعات الاسلامية، لان الارهاب يعبث بالساحة وهذا الدعم يقضي بتذخير وتمويل جيش وطني سوري بقيادة عسكرية وتنظيم عسكري ورسالة ودراسات عسكرية عليا، فلماذا أُحضر عاطلون عن العمل وعُيّنوا قادة عسكريين؟ من هو زهران علوش ليقود جيشاً؟ هو شاب عمره 35 سنة يحمل بكالوريوس من كلية الشريعة (جامعة دمشق)، فما الذي يفهمه في التكتيك العسكري والصواريخ والدبابات؟ ومَن هو قائد انصار الشام وجيش اليرموك؟ هؤلاء مدنيون وليسوا عسكريين. وعندما يعود الضباط المنشقون الى الداخل فان ستين او سبعين في المئة من العناصر المنضوية في صفوف مكوّنات الفصائل الاسلامية او المصنّفة ارهابية سيعودون الى الجيش الحر. وحالياً نحن قادرون على توحيد شعبنا ولكن الدعم يأتي الى فصائل إسلامية، والجيش الحر مرمي على العتبات، وفي جبهة الساحل ليس لديه سلاح بينما ما تملكه النصرة يساوي 3 او 4 أضعاف، ولذلك نخسر. النصرة لا تقدّم مساعدة وكذلك احرار الشام، والجيش الحر من أبناء جبل التركمان هم مَن يقاتل حالياً بالمئات ويصدّون في ادلب وريف حماه هجوم اكثر من 15 الف عراقي وايراني ومن شبيحة الاسد والفصائل التي معها مئات ملايين الدولارات».

ويؤكد «ان الجيش الحر لا يتلقى دعماً من روسيا ولا يريد، فهي تدّعي انها تدعمه وفي الحقيقة تدعم الـ PYD». وقال: «الكل يعرف انه مع بداية العام 2014 خاض الجيش الحر في جبهة الساحل معارك لمدة شهرين تماماً سقط له خلالها اكثر من 150 شهيداً، ومن عائلتي فقط سقط 7 شهداء وأخي قُطعت رجله وذلك في قتال تنظيم داعش الذي تم طرده. روسيا موجودة منذ اربعة أشهر، فماذا فعلت في قتال داعش؟ الاميركيون لا يدعمون، انما هناك فصائل الجيش الحر التي ترتبط بغرفة «الموك»، وهي غرفة عمليات مشتركة تضم المخابرات الأميركية واستخبارات عربية ومن بعض الدول الاوروبية من أصدقاء سورية وانقرة التي يقال انها تدعم، الا ان ما يحدث على الارض انه عندما دخلنا الى كسب وسيطرنا على المدينة ووصلنا الى شاطئ المتوسط، أُغلقت علينا طوابير الإمداد وجاءنا تهديد بأنه اذا لم تنسحبوا، لا إمدادات جديدة. وفي درعا تم وقف الامدادات عن الجبهة الجنوبية، وقيل لنا اوقفوا المعركة، لنعطيكم الامدادات، وكذلك الامر عندما خضنا معركة مطار الشعلة بعد تحرير بصرى الشام اذ قُطعت كل الإمدادات حتى توقفت المعركة، اذن هي امدادات مشروطة».

ويشدد الرحال على «اننا نؤمن بالحل السياسي فهو الأفضل والأجدى، لانه عندما نوقف القتل اليوم نوفّر مئة شهيد غداً والف شهيد في اسبوع، ولكن في ظل معرفتنا بنظام الاسد على مدار 40 عاماً فهو نظام إجرامي، سياسته وملعبه الكذب والخداع. هو يتظاهر بقبول حل سياسي ولكنه يعمل على حل عسكري. والنظام يدرك ان اي حل سياسي سيطيح برأسه ولن يقبل به، وأيّ حل سياسي يُبقي الأسد غير مقبول، هناك نصف مليون شهيد سوري وما يفوق مليون جريح ومعوق و14 مليون نازح ومهجر، وسنصرّ على الحل السياسي لاننا حريصون على عدم سقوط نقطة دم في سورية، واذا وفّرناها نكون ساهمنا في وقف نهر الدم في سورية». وختم: «نحن أمام مشروع ايراني واضح، فأول بند من بنود الثورة الايرانية كان تصديرها للخارج، والنظام الذي نقاتله في سورية يتبع ايران، وبشار الاسد هو احد الايادي التي تعمل بها ايران، وهو لم يعد يملك القرار العسكري الذي بات بيد قاسم سليماني فيما القرار السياسي بيد موسكو، وهؤلاء لا يؤمنون بحل سياسي، ولذلك فان الشعب السوري سيبقى على ثورته ولم يعد لديه ما يخسره، وأنصاف الثورات مقتلة ولذلك سنستمر، وحتى لو استطاعت روسيا وايران استعادة بعض المناطق المحررة سننقلب الى حرب شعبية ولن نقبل بوقف المعارك حتى يسقط النظام».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي