نافذة... الأمل / فرسان اليرموك... يخطفون النصر!

u0623u0645u0644 u0627u0644u0631u0646u062fu064a
أمل الرندي
تصغير
تكبير
«المركز الأول»... من أجمل الكلمات التي تبهج القلب وتروي عطش السنين للنجاح والتميز، وتنفض غبار المجهود الذي علق بالجسد وأنهكه، لتغرس مكانه عنواناً للفرح.

«المركز الأول لدوري كرة اليد تحت 19 سنة»، جملة قرأتها على الميدالية الذهبية التي حملها فارس، فلذة كبدي، لتزين صدره، ويزين هو بها عمري.. إنها من اللحظات المميزة في حياتي!

لم يكن فوز فريق كرة اليد لنادي اليرموك تحت 19 سنة بالمركز الأول، محض صدفة، أو ضربة حظ، بل ثماراً طيبة لجهود بذلت، لعطاء من القلب، فكان النجاح رفيق فريق أخلص للعبته فتذوق لذة النصر، بعد عروض قوية لبطولة دوري كرة اليد الـ49، وتحقيق الفوز على فرق لها باع كبير في حصد بطولات الدوري، كـ«العربي» الحاصل على الدوري 10 مرات، و«السالمية» 11 مرة، و«الكاظمة» 6 مرات.

كنت معه في كل انتصار، أخشى عليه من الهزيمة مع أنها سُنّة الملعب، فمسؤوليته كبيرة، حراسة عرين الشبكة، التي تفتحت عيونه عليها منذ نعومة أظافرة، واختار أن يكون أميناً وحامياً لها، فأعطاها بإخلاص، حتى ملأت خزانته بميداليات التكريم.

هذا يؤكد تطور مستوى اللاعبين بشكل خطير، وتفرُّد الفريق بنخبة من المتميزين، الذين عشقوا النجاح وغردوا في سمائه بقيادة مدير اللعبة يوسف الفيلكاوي، وعزف المدرب رمزي التونسي، الذي بث الحماس في نفوسهم قبل أجسادهم، لينشد الجميع نشيد الولاء والانتماء إلى النادي، الذي صمم على النجاح فوضع لاعبيه بثبات في المقدمة، فسحروا العيون وأمتعوا الحضور.

لكن هذا التحدي والانتصار ليس بغريب على نادٍ يحمل اسمه منذ تأسيسه عام 1965 عنواناً للنصر والجسارة، تيمنا بمعركة اليرموك الإسلامية الشهيرة، ويحمل شعاره رمزاً من التاريخ، أحد الأعمدة الأثرية التي عثر عليها في القلعة اليونانية في جزيرة «فيلكا» التي تضم أهم الآثار الكويتية التاريخية.

إن طاقات جيل الشباب أغلى ما تمتلك الأوطان، فالعناية بهذا الجيل ورعايته من أهم عناصر التخطيط للمستقبل، والانفتاح على العقول المستنيرة التي لا بد من احتضانها، والاهتمام بتأثيرها كونها تمثل الثقل السكاني في وطننا. وكلما اجتهدنا في إطلاق إمكانيات شبابنا ورعايتها وتوجيهها، سواء من قبل أولياء الأمور أو مؤسسات المجتمع المدني بجميع مستوياتها الرياضية والثقافية والفنية، نساهم في بناء جيل محصن ضد الأفكار الهدامة والمتطرفة. فقد أثبت العلم الحديث أن لممارسة الرياضة دوراً هاماً في تحسين مزاج الإنسان ونفسيته بشكل كبير، حيث يقوم الجسم بإفراز هرمونات معينة تبعث في النفس الشعور بالسعادة والرضا، والتخلص من التوتر، لذا تحمل النوادي الرياضية على عاتقها مسؤولية كبيرة لتنقذ الشباب من جرثومة الأفكار السلبية والتراخي والتطرف والعدوان، وتضعه في الطريق السليم المناسب لقدراته وامكانياته، ليكون عنصراً فعّالاً في المجتمع يحييه بدلاً من أن يميته، فتحية إجلال وفخر إلى فرسان اليرموك، ومن احتضنهم وقادهم إلى اختطاف النصر على جواد المثابرة.

«عندما أقوم ببناء فريق فإني أبحث دائماً عن أناس يحبون الفوز، وإذا لم أعثر على أي منهم فإنني أبحث عن أناس يكرهون الهزيمة»... (روس بروت).

* كاتبة كويتية

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي