«بعض القيادات تسمع الأخبار والقرارات من الراديو أو من التلفاز فقط... وهذا معيب»

قريع: القدس تذبح وتهوّد

u0642u0631u064au0639 u064au0639u0631u0636 u0635u0648u0631u0627 u0644u062du0641u0631u064au0627u062a u0627u0633u0641u0644 u0627u0644u0645u0633u062cu062f u0627u0644u0627u0642u0635u0649       (u062eu0627u0635 - u00abu0627u0644u0631u0627u064au00bb)
قريع يعرض صورا لحفريات اسفل المسجد الاقصى (خاص - «الراي»)
تصغير
تكبير
بفتح ملف خلافة «أبو مازن» يصبح هناك صراع... وبعدم فتحه لا يوجد صراع

«فتح» أصبحت بحاجة إلى عملية تجديد ومراجعة لتواكب المرحلة الجديدة والمتغيرات والتطورات

وضع منظمة التحرير «شبه مغيب»... تدعى في المناسبات السعيدة ولا تعقد اجتماعات دورية

عقد اجتماع في إندونيسيا لبحث وضع القدس... استبعد عنه مسؤول ملف المدينة في منظمة التحرير
صرح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومسؤول ملف القدس احمد قريع (ابو العلاء)، بان «الاولوية لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني»، مشدداً «على اهمية تعميق لغة التفاهم والحوار بين كل القوى والفصائل».

وفي حوار شامل مع «الراي»، قال قريع ان «القدس تذبح وتهوّد، وهي بحاجة الى مرجعية واحدة، ويجب الا تترك للصراع او الاختلاف في وجهات النظر بين مرجعيات متعددة وهي بحاجة الى موازنة معتمدة لتعزيز صمود المدينة وأهلها ومؤسساتها».

ووصف «ابو العلاء» من ناحية ثانية، وضع حركة «فتح» بالقول: «من دون شك، ان فتح هي حركة الشعب الفلسطيني وهي التي قادت العمل الوطني خلال العقود الاربعة الماضية وهي التي رفعت القضية الفلسطينية الى المنتديات والمؤسسات الدولية، وللمرة الاولى، فان حركة فتح فقدت غالبية ومعظم زعاماتها التاريخية المناضلة التى عايشت الحركة وانطلاقتها وعايشت الاحداث وانخرطت فيها وساهمت وابدعت في قيادة السفينة الوطنية».

واكد قريع: «بفقدان هذه القيادات تأثرت الحركة واصبحت بحاجة الى عملية تجديد، من خلال مرجعياتها لتواكب المرحلة الجديدة وتواكب التطورات وتستطيع فعلًا ان تقود الشعب الفلسطيني في المرحلة الصعبة للغاية الى الوضع السليم، ومن دون ذلك سينعكس هذا الوضع على وضع مستقبل حركة فتح وعلى العمل الوطني في شكل عام».

وعن اجتماع المجلس الاستشاري الاخير، قال: «هذا اجتماع دوري منذ تأسيس المؤتمر العام السادس للحركة، يجتمع اعضاء المجلس الاستشاري من كوادر فتح المتقدمة وذات التجربة والتي احتلت مواقع مهمة سواء في المركزية او المجلس الثوري، والاجتماع يأتي في اطار اهتمامهم بوضع الحركة وحماية الحركة وتفعيل وضعها وهو اجتماع تقريبا شبه اسبوعي ووضع الدراسات والمقترحات».

وبالنسبة الى اجتماعات المجلس الثوري الاسبوع الماضي والحوار مع حركة «حماس»، اوضح رئيس المجلس التشريعي ورئيس الوزراء السابق: «لو اردنا ان نعمل في شكل صحيح لكانت اجتماعاتنا يومية في المجالس كافة.لكن في الحقيقة هذا لا يحصل. هناك اجتماعات لاعداد محدودة، وهذا لا يكفي، الاجتماعات المطلوبة يجب ان تشمل كل المؤسسات وجميع القيادات الوطنية الفلسطينية حتى نستطيع الخروج من هذا النفق المظلم، كما قال المرحوم ابو عمار (ياسر عرفات). كيف نريد ان نخرج من هذا النفق المعتم في ظل هذه الاوضاع ونحن لا نتبادل الاراء»؟

وقال قريع: «هناك بعض القيادات تسمع الاخبار والقرارات من الراديو او من التلفاز، وهذا معيب، هذه المؤسسات يجب ان تكون في حالة اجتماع دائم مع رأس العمل الوطني وتتبادل الرأي ونسمع لها وتسمع لنا حتى نستطيع ان نتجاوز المرحلة والوضع الصعب».

قيادة حقيقية شاملة

وتساءل قريع بمرارة: «ماذا تريد اسرائيل؟ هل تعطيك اسرائيل شيئا؟ هل تقف أميركا موقفا جديا لحل عادل للقضية الفلسطينية في هذه المرحلة؟ اذاً ماذا نفعل؟ هل تقف اوروبا وقفة جدية ويعول عليها؟ هل العرب مشغولون بمشاكلهم الداخلية وتراجع اهتمامهم بالقضية الفلسطينية»؟ مضيفاً: «كل يوم هناك مستجدات وموقف جديد، ولا بد ان تكون هناك مؤسسات قيادية قادرة على التعامل مع هذه المستجدات الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية، للوصول بالسفينة الفلسطينية التي تضربها الامواج الى شاطئ الامان وتحقيق طموحات شعبنا بالحرية وانهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس».

ويرى قريع انه لتحقيق المشروع الوطني وطموحات شعبنا «لا بد من قيادة حقيقية شاملة من القيادات الفلسطينية الموجودة، سواء مركزية او مجلس ثوري او مجلس استشاري او لجنة تنفيذية او مجلس مركزي، يجب جميعهم ان يشاركوا في صنع القرار ويتحملوا المسؤولية. الظرف دقيق والوضع صعب، التداول والتشاور مهمان جدا واذا لم يتمان، يصبح هناك خلل في العمل الوطني الفلسطيني».

ورداً على سؤال حول اللجنة التنفيذية التي هي مرجعية السلطة الوطنية، وكيف اصبحت تابعة للسلطة، اجاب قريع: «هذا خطأ، فمثلا هناك اجتماع عقد في اندونيسيا لبحث وضع القدس ولشؤون القدس، في حين ان مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية غير مشارك فيه... لماذا يستبعد؟ اقول ذلك فقط للاستفسار».

واضاف «هذا يدل على كيفية ادارة الوضع،انا اقول ذلك في الاعلام لان لا بد من قول كلمة الحق، ونحن لسنا من الحاقدين، لسنا من الشامتين، لسنا من المتفرجين، فبالتالي هذا الوضع، وهذا الاسلوب في إدارة الامور لا يعطي نتيجة، وكيف تستطيع ان تضع كل القيادات بجانبك؟ وكيف تشرك الناس في الرأي والمناقشة وفي القرار وما لم يتم يحدث الخلل هذا الوضع في شكل عام».

واكد قريع ان وضع منظمة التحرير «شبه مغيب... تدعى في المناسبات السعيدة وليس لديها اجتماعات دورية. لا يجوز ان يبقى وضع المنظمة هكذا، هذه المؤسسات خصوصا مؤسسات المنظمة يجب ان تعمل، ويجب ان تاخذ دورها، وهي التي يجب ان تقرر، وليس مجموعة صغيرة تأخذ على عاتقها اتخاذ القرارات وتحمل مسؤولية القضية الفلسطينية ومصير الشعب الفلسطيني وحقوقه».

مرجعيات القدسوعن واقع مدينة القدس وما تعانيه من استيطان وتهويد وغياب الدور الفلسطيني الرسمي، قال قريع: «القدس لها اربع مرجعيات، لكن بلا صلاحية... دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير والتي يفترض انها هي صاحبة الصلاحية، ليس لديها صلاحية. وهناك المؤتمر الشعبي بقيادة الاخ عثمان ابو غربية، لكنه ايضا لا يملك صلاحية، ومكتب الرئيس ومحافظ القدس لا يملكان صلاحيات، وتنظيمات وفتح وغيرها، لا تملك صلاحيات... الجميع يعمل للقدس ولا يعمل».

وشدد على ان «القدس بحاجة الى مرجعية واحدة»، مؤكدا «ان ما وصلت اليه الامور في القدس لا يجوز ان تستمر، القدس تذبح وتهود. مصالح الناس مهددة وتهديد مصالح الناس اي تهجيرهم يعني اقتلاعهم، واستبدال مواطن فلسطيني بمستوطن يهودي هذه الامور كيف ستعالجها»؟

علاج سريع!

واوضح قريع ان القدس «بحاجة الى علاج سريع جداً، اولا يجب ان ترصد لها الموازنات الكافية. ثانيا، يجب ان توضح ماذا تريد وخطتك وبرنامجك. ثالثا، حشد الجميع حول القدس، وهذا بحاجة الى عمل مختلف وتحديد مرجعية واحدة تعطى الصلاحية وتخضع للمساءلة، وعلى الجميع ان يعمل تحت مظلتها، وان تحدد المسؤوليات وان يحاسب من يقصر».

وشدد على ان «القدس مختلفة... ليست مثل مدن رام الله وطولكرم وجنين، القدس تحت يد الجلاد، السيف على العنق كمدينة وكبشر وكاعلام وكثقافة وحضارة وكمراكز دينية، كلها تحت السيف كيف نحميها؟ نجتمع ونعطي صلاحية ونحاسب».

ولفت قريع الى الاستيطان والمستوطنين وعملية التهويد المحمومة والاقتلاع والإحلال الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية. وقال ان «هناك نسبة كبيرة من المقدسيين اصبحوا خلف الجدار العنصري، فلا بد من ايجاد خطة للنهوض بوضع الاسكان في القدس رغم كل المعوقات الإسرائيلية». وتابع: «ترى اسرائيل في الجدار حدودا، لكن الحدود السياسية هي ما حددته الشرعية الدولية وليس ما حدده المستوطن النازي، ولا احد يعترف بشرعية الاستيطان في اراضينا، حتى أميركا واوروبا تقول انه غير شرعي، وبالتالي فان القدس وما اقيم فيها، سواء مستوطنات او ما يسمى الحوض المقدس سلوان والشيخ جراح والبلدة القديمة وغيرها او الجدار، هذا كله باطل غير شرعي وغير مقبول ولا نتعامل على اساسه على الاطلاق... اسرائيل تحاول ان تفرضه كأمر واقع لكن في الحقيقة ليس هناك من فلسطيني لا مسؤول ولا مواطن يقر بشرعية هذا». وعن الموازنة المخصصة للقدس، قال قريع: «توجد قضيتان موضوعيتان، اولا ان السلطة لا تمتلك الامكانات المالية اللازمة لحماية القدس، بينما تمتلك اسرائيل الامكانات الكبيرة جدا وغير المحدودة والتي رصدت لتهويد القدس وترسيخ ضمها. المطلوب دعم الصمود وحماية المؤسسات ودعمها وحماية الناس وبقائهم وبقاء الحركة التجارية والاقتصادية والتعليمية والثقافية، هذه متطلباتها واضحة وليست قليلة، السلطة غير قادرة على ان تلبي الاحتياجات». لكنه استدرك قائلا: «لكن هي قادرة على ان تلبي جزءاً منها وقادرة على ان تطرح متطلبات الصمود والمحافظة على المؤسسات على الدول العربية حينما تتوحد المرجعية ولا تصبح متناقضة... مرجعية واحدة تحدد وتسعى الى تأمين الموارد وتحاسب».

واكد ان «للقدس احتياجات اكثر من احتياجات اي محافظة اخرى، لان القدس تحت التهديد وتحت التهويد، والقدس تحت الاستيطان، والقدس تحت اقتلاع سكانها منها، لذلك يجب اخذ كل الامور لتأمين هذه المتطلبات».

القلاع تحمى من محيطها

وشدد قريع على «اهمية حماية محيط القدس». وقال ان«القلاع، تحمى من محيطها وليس من داخلها، اما داخلها فهو رمز الصمود، والذي يدافع عنها هو المحيط، اذا ابقيت المحيط بهذا الوضع تكون اضعفت المركز. نلاحظ ان محيط القدس لا يحظى بالاهتمام، الدوائر الحكومية والمؤسسات نقلت ورحلت من المدينة ومحيطها، ضواحي القدس يجب ان تحظى باهتمام خاص كما هي القدس ويجب ان تعطى لمن يستطيع العمل ويجب ان يتم تأمين متطلبات العمل فيها ويحاسب كل من يقصر».

وعن اعادة تقييم العلاقة مع اسرائيل واعادة الاعتراف، اوضح قريع «ان اسرائيل وضعت نفسها في هذه المنطقة وتسعى للهيمنة وهي تسيطر وتحتل الارض الفلسطينية، انت في المقابل ماذا تفعل في ظل هذا الوضع؟ انا لا اهدد بالغاء الاتفاقات، هذه انجاز، لكن تبدو اليوم غير مناسبة بعد هذا الزمن من عدم الالتزام الاسرائيلي... لم يعطونك الصلاحية، ليست المرحلة هي الالغاء او التراجع، وانما ما هو البديل»؟

وتابع قريع: «اذا نجحنا في استعادة وحدتنا الوطنية وفي العمل معاً، نستطيع ان ننطلق في اللحظة الملائمة، سواء على المستوى الدولي او على المستوى الاقليمي او على مستوى العلاقة مع اسرائيل... واسرائيل عندما تراك متماسكاً قوياً والناس متلاحمة مع بعضها البعض ومتفقة، ستحسب حساباً مختلفاً، واذا لم تر هذا ستواصل تقتيل الاطفال وتهدم البيوت وتبعد المواطنين الى الخارج».

وشدد قريع على ان «ترتيب البيت الداخلي القضية الاساسية وله الاولوية». وقال: «ذهبت الى الصين للاطلاع على تجربتهم، وقالوا لنا انه عندما خرج (الزعيم) ماو تسي تونغ في المسيرة الكبرى وحصل الهجوم المعاكس من معارضيه، قال لهم، احفروا الانفاق عميقة، وخزنوا الحبوب وعززوا وحدتكم الوطنية واستعدوا للحرب، اي لا تحاربوا الان، فهذه تجارب الشعوب، تبدأ في الذات... ماذا استفيد ان اكسب العالم كله واخسر نفسي؟ لا يفيد. وهذه نظرية، كل حركات التحرر في العالم سارت عليها».

واكد قريع انه يسعى الى بناء الذات الوطنية الفلسطينية، بصلابة ووحدة اكثر واعمق.

وكرئيس حكومة سابق، قال قريع عن اداء الحكومة الحالية: «الظرف مختلف، الظرف السابق كان افضل من الظرف الحالي بلا شك، طبعا العلاقات مع العرب كانت افضل والامكانات كانت افضل، وكان الظرف الدولي والاقليمي اكثر راحة من الظرف الحالي».

وعن موعد دعوة المجلس الوطني للاجتماع، ردقريع: «حتى يكون هناك مجلس وطني ناجح، يجب ان يحضر له في شكل ناجح اولا. ثانيا، يجب ان يكون الجو المحيط جيداًَ... لا يجوز ان نذهب الى مجلس وطني يخرج بنتائج لا سمح الله دون سقف توقعات شعبنا او ان تكون ذات نتائج سلبية. انا اقول انه يجب ان يعقد المجلس الوطني في ظل اجواء صحية وسلمية واجواء تعطي نتيجة جيدة حتى لا تخيب ظن المواطن... اريد مؤتمراً عاماً يعالج وضع الحركة ويعالج الوضع الوطني، يضع استرتيجية جديدة ويضع خطة جديدة وبرنامج عمل جديد، وكيف يتفاعل مع الناس ويلبي احتياجاتهم».

وحول تقليص عدد اعضاء المجلس من 800 عضو الى 300، اوضح: «حتى الان توجد لجنة تبحث في عملية الاعداد للمجلس الوطني وايضا لمؤتمر فتح وايضا للمؤسسات... عندما تريد ان تعقد مجلساً وطنياً لا تعقده بين الضفة الغربية وقطاع غزة، بل لكل الفلسطينيين في كل العالم، اذن يجب ان توازن كيف تأتي بمجلس وطني ناجح في ظل الظروف المحيطة». وبخصوص اختيار نائب رئيس وخلفاً للرئيس محمود عباس (ابو مازن)، ختم ابو العلاء بالقول: «لماذا عندما استشهد ابو عمار، لم تكن هناك مشكلة، اتفقنا على ابو مازن، وانا كنت رئيس حكومة... لم نختلف اطلاقا، هذا اولا، وثانيا، ليست القضية التي نريد اشغال انفسنا فيها، لانك عندما تفتح الموضوع يصبح هناك صراع وبعدم فتحه لا يوجد صراع... هي القضية المركزية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي