بلسم روح الحياة / «سيلفي»...

u062au0647u0627u0646u064a u0627u0644u0645u0637u064au0631u064a
تهاني المطيري
تصغير
تكبير
لوحظ في الآونة الأخيرة، تزايد كبير في أعداد الناس الذين يسعون إلى تحسين مظهرهم الخارجي من خلال عمليات التجميل، وخاصة عمليات تجميل الأنف وزراعة الشعر وإزالة تجاعيد الجفون، حيث يقول أحد الأطباء المختصين في جراحات التجميل، أن نسبة الزيادة في عمليات التجميل خلال العامين الماضيين بلغت 25 في المئة، وأن معظم الراغبين في عمليات التجميل يحضرون لعيادة الطبيب ومعهم أجهزة الهواتف الذكية كي يعرضوا صورهم على الطبيب، ويزيد الطبيب قائلاً «ليس كل من يطلب الجراحة التجميلية هو في حاجة إليها»

لقد جن جنون الناس والمجتمع بظاهرة «السيلفي»، حيث قدر محرك البحث «ياهو» أنه في عام 2014م التقط نحو 880 مليار صورة سيلفي، أي ما يعادل 123 صورة لكل فرد من سكان الأرض، وهذا يدلنا على أن هذه الظاهرة قد تجاوزت المعقول، وتحولت إلى هوس عند عامة الناس والمشاهير، وأصبحت عند البعض نوعا من أنواع الفنون خصوصا من خلال التفنن في التقاط هذه الصور وبزوايا وأوضاع مختلفة للحصول على أفضل شكل واختيار الزاوية الأفضل والمناسبة لالتقاط السيلفي.

فهل «السيلفي» ظاهرة مستجدة أم لها جذورها القديمة؟

من المعلوم أن كثيراً من الفنانين الرسامين رسموا أنفسهم بلوحات فنية، وبعد اختراع الكاميرا مارس كثير من الناس تصوير أنفسهم مع عائلتهم وأصدقائهم، مثل وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول الذي صور نفسه قبل نحو 60 عاماً، وقد ظهرت عام 1926 صورة لعائلة انكليزية وكذلك صورة الدوقة الروسية أناستازيا التي صورت نفسها عام 1914، ولكن هذه الظاهرة انتشرت بعد أن قامت إحدى الممثلات بالتقاط صورة لنفسها أثناء تكريمها في أحد المهرجانات السينمائية.

ليترسخ بعدها السيلفي كظاهرة اجتماعية تكنولوجية ولتغزو العالم بأسره ويأخذ انتشارها طابعاً جماهيرياً.

فما المقصود بالسيلفي... حالياً؟!

عُرف السيلفي بأنه: صورة ملتقطة ذاتياً بواسطة الهواتف الذكية وتنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وباختصار تعني «أُصورني أنا»

وعلى العكس من الاعتقاد السائد فإن نسبة مدمني السيلفي من الرجال أكبر من النساء، حيث وجد أنها تعادل 17 في المئة عند الرجال ولا تتجاوز الـ 10 في المئة عند النساء.

ورغم شبه الاجماع على أضرار وسلبيات السيلفي إلا أن هناك نواحي إيجابية لابد من الإشارة إليها، ومنها أنها هواية سهلة الاستخدام ويمكن التقاطها في أي وقت وأي مكان وبعيداً عن التكلف، وتوفر الجهد والمال ولا تحتاج إلى مساعدة الآخرين في التصوير، وبذات الوقت توثق الأحداث المهمة في حياتنا.

أما عن السلبيات التي قد تنتج عنها، فلا بد أن نعترف أن هذه السلبيات غالباً ما ترافق الإدمان في استخدام هذه الظاهرة... نذكر منها:

- الاكتئاب وعدم الرضا عن المظهر الخارجي والسعي وراء عمليات التجميل.

- تحولها إلى هوس واضطراب عقلي ونرجسية مرضية.

- تزيد من الانفرادية والوحدة والأنا وتقلل الحاجة والتعاون مع الآخرين.

- كثيراً ما تتسبب في ارتكاب الحماقات والمخاطر وتعرض الحياة للخطر سعياً لجذب الأنظار ولفت الانتباه.

وعليه وجب علينا التزام الحرص فيما ننشره على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا صورنا الخاصة، حتى لا نقع فريسة الحسرة والندم لاحقاً.

لقد اختلف في تصنيف السيلفي، هل هو حاجة وضرورة، أم هو هوس واضطراب عقلي، أم صرعة مؤقته تزول بعد مدة، أم رغبة جامحة ناتجة عن العوز والنقص في إعجاب الآخرين. وبغض النظر عما يقال فلابد أن نعرف أن خير الأمور هي في الوسطية، لا إفراط ولا تفريط والاعتدال والأخذ بالإيجابية وتلافي السلبيات، والأهم من ذلك كله أنك حر فيما تفعله وتعشقه، لكن الحرية ليست في أن تفعل ما تشاء، إن للحرية حدا وتنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين.

* مدربة الحياة والتفكير الإيجابي

Twitter: t_almutairi

Instagram: t_almutairii

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي