تركي العازمي / «حامي الديار»

تصغير
تكبير
هذا العنوان كان اسماً لمسرحية عرضت قبل عقدين من الزمان وفيها من «القفشات» والمواقف التي كانت شبه حبكة « فكاهية» في ظاهرها آنذاك، بينما واقع حال المؤلف يشير إلى عرض تنبؤي مقارب لما نعيشه الآن... العجيب فيها الاسم والمضمون!
كل يجري وراء مصلحته ولم نعد نجد للبرامج الإصلاحية مخرجاً ينتشل البلد من التدهور الذي بلغ حد توجيه اللوم والعتب والتصريحات من النارية، ومع كل يوم جديد تظهر لنا ظاهرة جديدة تضاف إلى قاموس المنهجية الديموقراطية المتبقية.
حامي الديار قد أضاع خريطة الإصلاح ولم تتوافر لديه البوصلة الواقعية التي ترسم ملامح الإصلاح كي يتبعها الإخوان في الجهتين التنفيذية والتشريعية.
قد يخرج لنا نائب حديث عهد بالسياسة أو مخضرم بتصريح وتزيد التصريحات دون وجود مرجعية ثابتة تحاسب من يحيد عن منطق العقل والاحتكام إلى الموروث التراثي الذي جبل عليه أهل الكويت.
صحيح أن البعض يحترق حينما يرى الأمور في شكلها الضبابي وانعدام الرؤية قد يتسبب بالحوادث سواء على هيئة تصريحات أو اختلاف بين النواب والكتل نفسها. وكثيرون من الذين يعولون على غياب التنسيق بين النواب هم في المقام الأول شركاء في رسم الخطة المفقودة.
من يعتب ومن يصرح ومن يستهجن لا يقبل على هذا السلوك إلا من واقع دوافع، والدوافع إما أن تكون سليمة أو غير صحيحة نابعة من منظور شخصي ... وما كل التصورات الشخصية صحيحة.
هذه ثقافتنا الحالية... هي من ناتج صراعات بين أنفس بشرية، وأصعب ما في علم الاجتماع والإدارة والثقافة لأي منشأة أو مجتمع أو حتى كتلة يكمن في تغير الثقافة. نود من الحكماء التدخل لفرض الوسائل الصحيحة المراد اتباعها وبسط قيم واقعية تعالج ما هو خارج عن المألوف. أصبحنا كلنا خارج نطاق المألوف، وهذه الثقافة بحد ذاتها دمرت أوضاع البلد والعباد وهي وراء تراجع الدولة وانعدام المشاريع الحيوية.
إذن، المشكلة في كيفية التعامل وانعدام القيادة السليمة التي يجب أن يتوقف الحكماء في البلد أمام مسبباتها وعرض الحلول بالتوافق على القيم والمتطلبات لتوفير أرضية عمل سليمة. والحكماء هم حماة الديار والوطن الذي نعيش أوضاعه ونلاحظ الهفوات فيه، والمطالب بالإصلاح كمن يسير عكس التيار. والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي