الريّان ... عندما تتحوّل المنافسة إلى «استمتاع»

u062eu0648u0631u062eu064a u0641u0648u0633u0627u062au064a
خورخي فوساتي
تصغير
تكبير
عندما يتأهل فريق كرة قدم من دوري الدرجة الأدنى إلى دوري الأضواء في بلاده، غالباً ما يكون الهدف الاستراتيجي له في الموسم التالي البقاء ضمن اندية النخبة وتلافي الهبوط مجدداً.

في قطر، تم كسر هذه القاعدة مرتين بعد ان شهدت كرتها «طفرتين» على مستوى تطور النتائج وبصورة سريعة يصعب تكرارها في بطولات محلية أخرى.

في الموسم 2010-2011 حقق لخويا حديث النشأة لقب دوري نجوم قطر في الموسم نفسه الذي تأهل فيه من دوري الدرجة الثانية. ويومها عزا المراقبون الإنجاز إلى الاهتمام الكبير الذي حظي به الفريق من قبل الجهة التي يمثلها وهي وزارة الداخلية.

في الموسم الراهن، أعاد الريان كتابة التاريخ بتحقيقه درع دوري النجوم بعد ان كان يلعب في الموسم السابق ضمن اندية الدرجة الثانية لكن مع جرعة إبهار أقوى.

كان الأمر أشبه بالخيال، فريق صاعد من الدرجة الثانية يستهل مشواره في دوري النجوم بـ11 انتصاراً متتالياً.

كان الريان أشبه بـ«بلدوزر» يمضي في طريقه ولا يلوي ساحقاً كل مَنْ يقف في وجهه من كبار الدوري.

ولم تكن الهزيمة الوحيدة التي تلقاها أمام السد ضمن الجولة 12 إلا بمثابة استراحة محارب عاد بعدها ليستأنف انطلاقته فيحقق حتى الاول من أمس 9 انتصارات أخرى ضمنت له التتويج باللقب الثمين قبل 5 جولات من النهاية.

تحولت نظرة القائمين على النادي من منافسة إلى «استمتاع» بتحقيق المزيد من الأرقام القياسية، وهذا ما يقوله رئيس النادي الشيخ سعود بن خالد آل ثاني الفخور بفريقه.

حقق الريان 20 انتصاراً من أصل 21 مباراة مسجلاً نسبة نجاح تجاوزت الـ95 في المئة وهي نسبة يصعب على أي فريق بلوغها حتى لو كانت المسابقة المحلية التي يشارك فيها سهلة.

تعرض الريان لسنوات عجاف عانت فيها جماهيره الأمرين. لم تقتصر المعاناة على عدم احراز لقب الدوري منذ الموسم 1994-1995، بل تجاوزت ذلك بالهبوط إلى الدرجة الثانية في لحظات يتمنى كل «رياني» أن تمسح من ذاكرته.

في ثمانينات القرن الماضي، اعتبر الريان واجهة الكرة القطرية بنجومه الدوليين الهداف منصور مفتاح والحارس يونس أحمد. كان الفريق بزيه المكون من اللونين الأحمر والأسود ضيفاً شبه دائم على مسابقات أندية مجلس التعاون، ورغم أنه لم يحقق اللقب في تلك الفترة بسبب وجود اندية قوية مثل العربي وكاظمة الكويتيين والاتفاق والأهلي والهلال السعوديين، إلا أنه لم يكن صيداً سهلاً لها خاصة في المباريات التي تقام في الدوحة.

واللافت أن «الإنجاز الرياني الخارق» هذا الموسم لم يتزامن مع تعاقدات مع أسماء ثقيلة من نجوم الكرة العالمية كما اعتادت الأندية القطرية في العقد الأخير، وكانت التعاقدات التي قام بها النادي في حدود احتياجاته وليس بغرض التسويق كما حدث في سنوات خلت تعاقد فيها الريان مع أسماء كبيرة مثل الألماني ماريو بازلر والتوأم الهولندي فرانك ورونالد دي بوير والاسباني فرناندو هييرو والبرازيلي سوني أندرسون والبلجيكي ايميل مبينزا.

تعاقد النادي مع المدرب الأوروغوياني الخبير خورخي فوساتي الذي وضع خطة الإعداد للموسم الجديد متضمنة التعاقدات، فتم ضم هداف اسبانيول الاسباني سيرجيو غارسيا إلى جانب البرازيلي المخضرم رودريغو تاباتا (35 عاماً) بالاضافة إلى الكوري الجنوبي كو ميونغ جين والاوروغوياني فيكتور كاسيريس.

ولا ادل على نجاح هذه الصفقات من أن غارسيا وتاباتا مع القادم من لخويا سيباستيان سوريا نجحوا في تسجيل ما مجموعه 41 هدفاً.

في عالم كرة القدم «ظاهرة الريان» نادرة الحدوث ولو جُلنا في الدوريات العالمية، لما وجدنا إلا القليل من الأندية التي حذا حذوها الريان، لعل الأبرز منها نادي كايزرسلاوترن الذي حقق لقب الدوري الالماني في الموسم 1996-1997 مباشرة بعد صعوده من دوري الدرجة الثانية. يومها قاد الظهير الدولي المخضرم أندرياس بريمه والنجم الشاب - آنذاك - ميكايل بالاك الفريق إلى تحقيق هذا الإنجاز الذي يصعب تكراره.

في الكويت، قد لا يلتفت كثيرون إلى أن الجهراء بطل الدوري المحلي 1989-1990، كان في الموسم 1987-1988 يلعب ضمن أندية الدرجة الثانية، قبل أن يتفادى الهبوط بفارق ضئيل من النقاط في الموسم التالي، وينفجر في وجه الجميع في الموسم الثالث محققاً إنجازاً تاريخياً يصعب تكراره.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي