حوار / تعيد تقديم «لماذا» على خشبة «المدينة»

لينا خوري: حزب أعداء النجاح لا خُبز له... والإبداع أقوى

تصغير
تكبير
السياسة ليست تهمة... الناس عندنا يحبونها ولا يحبون السياسيين

أصور أول فيلم هذا الصيف بميزانية مليون دولار

أمثل فقط حين يقدم لي دور «بيجنني» العمل الذي لا يحكمه الحب... لا ينجح
تُعيد المخرجة والكاتبة والممثلة وأستاذة الجامعة والمنتجة اللبنانية لينا خوري تقديم آخر مسرحياتها «لماذا رفض سرحان سرحان ما قاله الزعيم عن فرج الله الحلو في ستيديو 71»، والمأخوذة عن نص كتبه عصام محفوظ في السبعينات، ونبشته لينا أخيراً وقدمته في نوفمبرمن العام الفائت على خشبة مسرح غولبنكيان. وما إن انتهت العروض المحددة على مدى أسبوع، حتى ظهر من يشير إلى أن هناك مشهداً يسيء إلى الطائفة المسيحية وحصل بعض اللغط، الذي ما لبث أن خبا واندثر لأنه مصطنع أصلاً، فكيف وطوال 45 عاماً من كتابة النص لم يشر أحد إلى هذا المناخ أبداً؟

خوري قررت بعد هذه الأشهر أن تعيد عرض المسرحية، وباشرت ذلك على خشبة المدينة، وسط حضور كثيف وتجاوب عال تفاعل بقوة مع المسرحية المعدّلة، التي فاجأت حتى من شاهدوا العرض السابق قبل أشهر. وعن الإساءة التي طاولت العمل قالت لـ «الراي»: «حزب أعداء النجاح لا خبز له، والإبداع أقوى من العابثين. لن أناقش نوايا النفوس المريضة»، لافتة إلى أنها أجرت تعديلات بسيطة على عناصر العرض، واستقبلت بعض الوجوه لارتباط أصحابها بمشاريع أخرى.


• في البداية، كيف تقيّمين استقبال الجمهور لعرضك الجديد؟

- أنا في غاية السعادة للاستقبال الرائع الذي حصل للعرض. أنا باقية حتى الثالث من أبريل وإذا شعرنا بالحاجة إلى التمديد فلن أتأخر.

• واضح أن التعديل أثمر عملاً مشدوداً أكثر مع تفعيل المشاهد كلها؟

- في الغالب عندما يعيد أي مخرج عرض مسرحية له، يجري عليها بعض التعديلات، قد تكون بسيطة أو ربما جوهرية. أنا أجريت تعديلات بسيطة واستقبلت بعض الوجوه لأن أخرى كانت معنا وأصحابها مرتبطون بمشاريع أخرى.

• ماذا عن مشهد الترتيلة التي لحنها ووزعها الفنان زياد الرحباني؟

- هذه فقط أوضحناها، بسّطناها، حتى يفهمها جيداً من تجنّوا على المسرحية سابقاً من خلالها لإثبات حسن النية فقط.

• معك فريق ممثلين أشبه بمغاوير الجيش، أقوياء ومندفعون؟

- العمل الذي لا يحكمه الحب لن ينجح... أنا تعاملت مع مجموعة ممثلين عرفت من البداية إنهم شغوفون مثلي بالمسرحية ومناخها، وتعاهدنا على إيصالها إلى الناس بأعلى وتيرة.

• مسرحية سياسية؟

- نعم. وعلينا ألا نعتبر أن السياسة تهمة.

• وتعتقدين أن الجمهور في وارد التفاعل؟

- الناس في بلادنا لا يحبون السياسيين، لكنهم يحبون السياسة. فعندما نقدمها في إطار واع محترم ومتميز نحقق إنجازاً طيباً نحتاجه جميعاً في مجتمع لم ير من السياسة إلا الوجوه السيئة وهم السياسيون.

• سرحان سرحان قاتل السيناتور روبرت كينيدي، الزعيم أنطون سعادة مؤسس الحزب السوري القومي الإجتماعي، فرج الله الحلو من قادة الحزب الشيوعي في السبعينات، تناول سيرتهم الكاتب الكبير عصام محفوظ في السبعينات، ما الذي جذبك إلى النص؟

- من زمان قرأت وأحببت فكر عصام محفوظ وظل نص «لماذا» في ذاكرتي إلى أن أخرجته.

• هل تعرفين أنك الوحيدة التي أعادت قراءة النص مشهدياً؟

- طبعاً أعرف. لأنه صعب، وله مفاتيح إخراجية عدة، لذا اشتغلت على عنصر التحدّي.

• لماذا ظهر من يريد الإساءة إلى المسرحية وتبين أنه لم يكن شاهدها؟

- حزب أعداء النجاح لا خبز له، والإبداع أقوى من العابثين. لن أناقش نوايا النفوس المريضة، القافلة تسير (...)، مع الاعتذار على التعبير.

• من «حكي نسوان» وحتى الآن يبدو المسرح قضية شخصية. لكنك بصدد تجربة السينما، هل تغيّر شيء في خياراتك؟

- لا. خياراتي نهائية عموماً. لكن ما من شيء يمنع من التجريب. هناك موضوع شعرت وأنا أكتبه بأنه أكثر ميلاً إلى السينما. وفي النهاية الفنان يبحث دائماً عن وسيلة التعبير النموذجية الأنسب لتقديم ما عنده.

• يعني؟

- عندي فيلم سأصوره هذا الصيف.

• ملامحه؟

- ولا كلمة. تعلمت خلال سنوات الدراسة في أميركا والعمل في لبنان أن أتكتّم على ما أقوم به حتى لا يخرج البعض بتفسيرات لا علاقة لها بالموضوع إطلاقاً. وهذه مشكلة حقيقية لا أريد أن أدخل فيها.

• هل تأمّن الإنتاج؟

- نعم.

* وهل من رقم؟

- في حدود المليون دولار.

• وماذا تخبريننا عن «الكاستنغ»؟

- أعمل عليه، لكنني لم أحسم الأسماء بعد.

* وماذا عن لينا الممثلة؟

- إذا لم يكن هناك دور «بيجنني» لا أوافق. المسألة انتخابية عندي.

• عندما تمثلين هل تشعرين بقسوة المخرج على الممثل؟

- (ضاحكة) طبعاً. مع أنني متجاوبة جداً مع فريقي في التمارين، وأقسو لمصلحة النص فقط.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي