«التربية» تدرس إنشاء مدرسة على غرار تجربة «ريجيو ايميليا» الإيطالية

رياض الأطفال إلى... التعليم الإلزامي

تصغير
تكبير
سعود الحربي: «ريجيو ايميليا» تجربة رائدة في رياض الأطفال على مستوى العالم

عدنان شهاب الدين: نسعى لتعزيز ريادة العلم والابتكار ونشر الثقافة العلمية

علي عاشور: المردود الاقتصادي للاستثمار في مرحلة التعليم ما قبل المدرسي 3 أضعاف ما ينفق عليه
قال الوكيل المساعد للبحوث التربوية والمناهج في وزارة التربية سعود الحربي إن «الكويت لديها توجه قوي لتحويل رياض الأطفال إلى تعليم الزامي بسبب ارتفاع نسبة الالتحاق به حيث تصل إلى 85 في المئة من نسبة الأطفال فيما تتجه نسبة 15 في المئة إلى التعليم الخاص لافتاً إلى ان وزارة التربية تقدمت بمقترح لانشاء مدرسة في الكويت على غرار مناهج وتجربة مدارس ريجيو ايميليا الإيطالية.

وقال الحربي خلال افتتاح المؤتمر الدولي الثاني الخاص بتجربة (منهج ريجيو ايميليا في التعليم)


الذي نظمته الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية الثاني في فندق المارينا، أمس، نائباً عن وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى إنه «يوجد في الكويت توجه قوي لجعل مرحلة رياض الأطفال في التعليم الإلزامي»، مضيفاً انه «يوجد لدينا مشروع متكامل عن تعليم رياض الأطفال باسم التعليم المبكر ويشمل الحضانة والأطفال والسنة الأولى من التعليم الابتدائي».

ولفت الحربي إلى ان «الكويت استفادت من تجربة ريجيو ايميليا لأطفال الحضانة كونها تجربة ثرية ورائدة في تجارب مراحل رياض الأطفال على مستوى العالم»، مبيناً ان «التجربة تستند إلى على توجه فلسفي وفكري متين بالدرجة الأولى».

ولفت إلى انه «بعد الحرب العالمية الثانية سعت قرية ريجيو ايميليا في ايطاليا لمحو آثار الحرب الأليمة من ذهن الأطفال فانطلقت التجربة بين الأطفال بهدف ترسيخ قيم التسامح ومفهوم التعددية وقبول الآخر والآن أصبحت التجربة منهجا تربويا متكاملا» مضيفاً «قبل أسبوعين التقينا وزير التربية الدكتور بدر العيسى لمناقشة قضية رياض الأطفال وهناك توجه لاعادة النظر في هذه المنظومة والتحول لالزاميتها».

من جهته، قال المدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور عدنان شهاب الدين إن «الأهداف التي ينشدها القائمون على هذا المؤتمر تتلاقى مع الأهداف التي تنشدها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي من حيث العمل على تعزيز ريادة العلم والابتكار ونشر الثقافة العلمية، وتشجيع البحث العلمي الموجه إلى جميع شرائح المجتمع».

وذكر ان «المؤتمر يسلط الضوء على تجربة تربوية علمية متمثلة في المنهج الذي تطبقه مدارس ريجيو ايميليا الايطالية في التعليم حيث يعتبر هذا المنهج المدرسة مكاناً للإلهام والابتكار والتعاون ماجعله أحد أفضل أشكال التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في العالم».

وتمنى شهاب الدين للمؤتمر تحقيق الأهداف المرجوة وان «يخرج بتوصيات تصب في خدمة البحث العلمي الموجه إلى الشريحة المهمة من المجتمع في شتى الدول العربية».

من جهته، قال رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الخاص لتجربة ريجيو ايميليا الايطالية علي عاشور ان «المعنيين بالتجربة الايطالية عندما يودون الاطلاع على تجربة ريجيو ايميليا التعليمية يسافرون إلى ايطاليا، ولكن نحن في الكويت أتينا بالمختصين الايطاليين إلى الكويت ليستفيد من التجربة أكبر عدد ممكن من المجتمع التربوي ليلتقط الأساليب الجديدة الخاصة برياض الأطفال».

وذكر عاشور ان «هناك علاقات وطيدة تربط بين الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية ومؤسسة ريجيو للاطفال وبلدية ريجيو ايميليا حيث تمتد لأكثر من 7 سنوات وقمنا بترجمة كتاب (الأطفال ولغاتهم المئة) والذي يعد من أهم مؤلفاتهم في العام 2010».

وتابع «عقدنا ندوة للتعريف بهذه التجربة الإيطالية الهمة، وبعدها بفترة قليلة ترجمنا كل كتب مؤسسة ريجيو اميليا للغة العربية وذلك كان حصرياً للجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية، كما تمت تسمية قاعة باسم الكويت في مركز لوغز مارغوزي العالمي».

وزاد عاشور ان «التجربة الايطالية تطبق الآن في عدة مدارس ونسعى لنشرها في جميع المدارس لأهميتها ودورها في نشر التسامح ونشر مفهوم التعدد وقبول الاخر ومفهوم الاختلاف والكويت في حاجة لنشر تلك المفاهيم والقيم».

وبين ان «المؤتمر سيعرض خلال أيامه الثلاثة تجارب حية لأطفال من عمر 3 شهور إلى عمر 6 سنوات عن التعايش السلمي وقبول الآخر والحوار الايجابي».

وأضاف ان «العناية والاهتمام بالتعليم قبل المدرسي له مردود على مستقبل الطفل وعلى المجتمع ككل، فقد أثبت دراسات اقتصادية متعددة صدرت في الولايات المتحدة الأميركية ان الاستثمار في مرحلة التعليم قبل المدرسي يعطي مردوداً اقتصادياً يقابل 3 اضعاف ما ينفق عليه». ونوه إلى ان «من بين التوجهات التربوية التي استطاعت ان تحقق هذه المعادلة الصعبة ما بين التوفيق بالمناهج التربوية المعاصرة وما بين المردود الاقتصادي تلك المعروفة بأسلوب ريجيو ايميليا التربوية حيث يعتبر المدخل الخاص بهذا الأسلوب لمراحل ما قبل المدرسة الابتدائية أحد أهم الاتجاهات التعليمية الحديثة الخاصة برياض الأطفال».

ولفت عاشور إلى ان «تجربة ريجيو ايميليا صنفت على انها المدرسة الأولي لتعليم الأطفال في مرحلة ما قبل التعليم الأساسي وزراها كبار القامات العلمية من مختلف الجامعات في العالم كجامعة هارفرد ممثلة في جيروم برونر، وهوارد جاردنر صاحب نظرية الذكاءات المتعددة حتى أصبحت هذه المدينة الصغيرة الواقعة في شمال ايطاليا منارة للباحثين والمعلمين الدارسين في مختلف دول العالم للحصول على دورات تدريبية باشراف أخصائي التربية والمعلمات في هذه المدارس وذلك للتدريب على هذا الأسلوب المعاصر».

ونوه عاشور إلى ان «الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية مدت جسور التواصل طوال السنوات الماضية مع مؤسسة اطفال ريجيو والتي تشرف على المدارس التابعة لبلدية ريجيو إيميليا لمرحلة ما قبل التعليم الأساسي»، مشيراً إلى «الزيارة التي قام بها الدكتور بدر العمر والدكتور علي عاشور إلى قرية ريجيو ايميليا الإيطالية وما أفضت اليه تلك الزيارة من عقد اتفاقيات تعاون مشترك ».

وأشار إلى انه «أصبح للكويت اسم ثابت في تلك المدينة الرائعة وذلك بعد اطلاق اسم الكويت على إحدى القاعات في مركز لوريس ملاجوزي الدولي الذي يحتضن الحلقات الدراسية من مختلف انحاء العالم بفضل دعم وقفية المرحوم عبد الباقي النوري».

وأوضح ان «الجمعية تفتخر انها بعد ان فتحت كل هذه النوافذ أمام المعنيين بالتربية وتعليم الطفولة المبكرة فانها وجدت على عاتقها مهمة أكثر أهمية للمرحلة المقبلة وهو انشاء ورعاية مدرسة متكاملة للطفلولة المبكرة من عمر 3 شهور إلى 6 سنوات تطبق من خلالها الفلسفة الريجيوية للتعليم مع عدم إغفال الخصوصية الكويتية».

ولفت إلى ان «هناك العديد من الأسباب التي جعلت الجمعية تفكر بمثل هذا المشروع وأهمها ان اصلاح التعليم بالكويت يتطلب جهوداً خارقة ان لم تكن مستحيلة ولعل وجود مساحات من التميز مثل هذا المشروع هي الخطوة العملية لهذا الاصلاح التي تكون مدعاة للمدارس الاخرى للسير على خطاها».

ولفت إلى ان «أسلوب تجربة ريجيو إيميليا تنطلق في نظرتها للطفل على ان لديه الاستعداد للتعلم وذلك لما يتميز به من قدرات عقلية وحسية وجسمية وان هذا التنوع من المدارس يركز على هذه القدرات ودور الأطفال في المشاركة وتصميم الأنشطة بما يتناسب ونموهم العقلي والمعرفي».

وبين ان «تعبير المئة لغة يشير في أدبيات ريجيو ايميليا إلى الإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها الأطفال وطرق اكتسابهم للغة وعمليات ابتكارهم»، مشيراً الى ان «المئة لغة لها دلالة ثقافية واجتماعية في سياقها الكويتي كاحترام التعددية الثقافية بأشكالها كافة وتعميق مهارات التواصل الاجتماعي والعمل الجماعي والمحبة والسلام بين مجموعة الأطفال».

وأوضح ان «الجمعية تمتلك العديد من الخبرات والاتفاقيات مع مؤسسة أطفال ريجيو تجعل التعاون في انشاء هذا الصرح التربوي أمرا يسيراً لاسيما في الجانب الخاص بالمادة العلمية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي