مصدر روسي معني بالحرب السورية تحدث لـ «الراي» عن احتمالاتها

هل تنشب الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» قريباً؟

تصغير
تكبير
تل أبيب ستسعى لدخول سورية لإغلاق حدودها مع لبنان... لكن هل تسمح لها موسكو؟
تصاعدتْ «الحرب الكلامية» من تل أبيب عن ان الجيش الإسرائيلي يستعدّ للحرب على «حزب الله» وان إسرائيل تريد هذه الحرب لا سيما في ظل الأجواء المعادية للحزب في محيطه العربي. ولكن هل تنشب هذه الحرب قريباً؟

يقول مصدر روسي رفيع معني بالحرب الدائرة في سورية لـ «الراي» ان «إسرائيل تعدّ للحرب على حزب الله وكأنها واقعة غداً، فهذا هو العمل الطبيعي لأي دولة تشعر بالخطر من دولة أو منظمة أو أي جهة تعتبرها تهديداً لأمنها القومي، وهي تجري مناورات عسكرية متواصلة، إفرادية ومشتركة مع حلفائها لتحاكي الحرب وسيناريوات متعددة، لتُبقي على جهوزية عالية لقواتها، كما انها تتدرب على كيفية التصدي لتهديد قدرات«حزب الله»، كلما أفادت المعلومات الاستخباراتية عن نوعيات أسلحة فتاكة جديدة حصل عليها الحزب، ولا شيء جديداً من هذه الزاوية. أما من ناحية عدم إعطاء العذر لإسرائيل لتشن حرباً على«حزب الله»، فإن قادة تل أبيب لا يتخذون القرارات بناء على حركات استفزازية أو أعذار تكتيكية، بل وفق القدرة على تحقيق الأهداف الموضوعة قبل المعركة ووزن الخسائر الفعلية للجيش الإسرائيلي وللجبهة الداخلية والترددات الداخلية والدولية التي ستنتج ما بعد الحرب».

وشرح المصدر ان «اسرائيل أعربت في مناسبات عدّة عن تخوّفها من تَعاظُم القدرات والإمكانات العسكرية للحزب، وهي تعتبر انه لا يوجد خيار الا مواجهة الحزب وضرْبه البارحة قبل اليوم والشهر الجاري قبل الشهر المقبل، لأن الوقت يغيّر كثيراً في المعادلة ولا سيما ان تل أبيب تعتبر ان الدفاعات السورية منهارة وان ريف دمشق هشّ وان مسلحي جبهة النصرة والجيش السوري الحر في المناطق التي يمكن ان يندفع من خلالها الجيش الإسرائيلي لن يمثّلوا اي عائق أمام تقدم هذه القوات وخصوصاً إذا كان الهدف كسر قدرات حزب الله في سورية، وبالتالي من الممكن قطع الحدود اللبنانية - السورية والتمدد بحدود 70 الى 80 كيلومتراً حتى مدينة القصير».

ويضيف المصدر: «إسرائيل أدخلت منظومة العصا السحرية كحماية إضافية للقبة الفولاذية لتواجه الصواريخ الدقيقة التي يملكها حزب الله، ولعاب القادة السياسيين في تل أبيب يسيل أكثر بعدما وُضع حزب الله على لائحة الإرهاب من الدول العربية مما يوجّه رسالة واضحة لهذا الحزب بان العرب لن يعيدوا بناء ما سيتهدّم في مناطق تواجد الحزب ومناصريه في الجنوب اللبناني وضاحية بيروت والبقاع. والطرفان يعلمان ان الحرب المقبلة ستكون مدمّرة أكثر بكثير مما كانت عليه حرب الـ 2006، وان إسرائيل ستحظى بدعم معنوي من دول المنطقة ولا سيما بعد القمة العربية المنتظرة ما سيجعل من احتمال توقيت المعركة مناسباً، وخصوصاً ان إسرائيل تهاجم دائماً بعد انتهاء فصل الشتاء ومع حلول فصل الصيف، وكذلك من الممكن وضع هدف ينص على إزالة تهديد حزب الله وليس إزالة حزب الله، وهو هدف مرن يمكن تحقيقه ويقضي بضرب منظومة الصواريخ مثل الفاتح 110 والـ M600 واختبار قدرات وإمكانات حزب الله الصاروخية المتطورة للاستطلاع بالقوة ودفع الحزب لإظهار قوته لقطع الشك باليقين، وبهذا تستطيع إسرائيل تسويق حربها تحت عنوان«إزالة الإمكانات الصاروخية التي تهدد الجبهة الداخلية».

وهنا يطرح المصدر الاسئلة التي لا تملك إسرائيل أجوبة عنها وهي:

1- هل ستسمح روسيا بدخول إسرائيل الى ملعبها في سورية من خلال الاندفاع داخل البر السوري لإجراء عملية التفافية وضرب قوة تعمل على الأرض للقضاء على تهديد«القاعدة»وتنظيم«الدولة الإسلامية»(داعش) تحت غطاء جوي روسي؟

2- هل ستتحمل إسرائيل ضرب منشآتها الحيوية ومطاراتها العسكرية والمدنية ومناطق حساسة أخرى تستطيع صواريخ«حزب الله»البعيدة المدى الوصول إليها؟

3- هل تريد فعلاً مواجهة«حزب الله»بنسخته الجديدة الكلاسيكية المركبة وهي هجين يزاوج بين العمليات العصاباتية والكلاسيكية مع قدرته النارية التي يستطيع استخدامها ضد الحافة الأمامية التي يتواجد فيها عناصر المشاة؟

4- لقد رأينا من خلال تجربتنا في سورية ان قوات المناورة للمشاة التابعة لـ«حزب الله»تناور في عمق الجبهة وعلى الحدود، وهذه القوات تناور تحت مظلة الدفاع الجوي الذي من الممكن ان يكون أصبح لدى الحزب ما سيشكل عائقاً امام أهمّ سلاح يعتمد عليه الجيش الإسرائيلي وهو سلاح الجو، وهذا تحدٍّ جديد وجدي على قادة تل أبيب أخذه في الاعتبار في أي سيناريو حرب جديد.

5- لقد اختبرنا انتشار وعمل«حزب الله»على مساحة تفوق الـ 50 ألف كيلومتر مربع في سورية ورأينا التخطيط والهجوم والانتقال السريع وضخّ قوى جديدة كلما تحصل خسائر بشرية واستبدال القوى المحارِبة بأخرى تتأقْلم مع الأرض والعمل على مسرح عمليات واسع وجبهات متعددة، فيما تبلغ مساحة إسرائيل نحو 21 ألف كيلومتر مربع ومساحة لبنان 10 الاف كيلومتر مربع، فهل يأخذ القادة في تل أبيب هذا العنصر بالحسبان؟

6- إسرائيل تملك جيشاً قوياً مؤلفاً خصوصاً من الاحتياط، الا ان تجمعات هذا الاحتياط معروفة وفي أماكن محددة، فهل تبدأ إسرائيل المعركة بالتمهيد الناري الجوي والمدفعي وتأخذ بالحسبان احتمال ضرب هذا التجمع الاحتياطي في الأيام الأولى بصواريخ دقيقة تستطيع إصابة هدفها ضمن 250 - 300 كيلومتر داخل إسرائيل؟.

ويستطرد المصدر لـ «الراي»: «في العام 2006 فتحت دمشق مخازنها لحزب الله، الا انه في حرب 2016 أو 2017 أو أي سنة قريبة فإن النظام السوري لن يقف موقف الداعم المتفرج لأنه لم يعد لديه اي شيء ليخسره، فمن المستحيل الا يكون جزءاً من المعركة إذا رأى حليفه الذي خسر الآلاف بين قتلى وجرحى في سورية يتعرّض للهجوم ما سيوسع رقعة المعركة وبالتالي يضرب مصالح روسيا التي تسعى الى وقف الحرب والقضاء على القاعدة وداعش، ولهذا فإن ضرب حزب الله ليس كضرب حماس ولهذه الحرب حسابات كثيرة لا يريد أحد مجابهتها في هذا التوقيت، ومن هنا فإن على إسرائيل التعايش مع حزب الله كما تتعايش الكوريتان مع بعضهما البعض».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي