أبو جاسم لديه من الأبناء عماد وسلطان، وبالطبع جاسم...
عُرف عن «أبو جاسم» حبه لوطنه الجميل...
اعتاد أبو جاسم على الوقوف أمام النافدة الموجودة في غرفة الطعام.
يقف هناك لمدة ليست بالقصيرة.
النافذة تطل على بيت جاره «أبو فهد»...
وجاره «أبو عباس».
كل يوم بعد الغداء، يقف أبو جاسم أمام النافذة ويتمتم ببعض الكلمات غير المسموعة وينظر بعدها إلى أبنائه وينصرف إلى غرفته...
حتى جاء اليوم الذي تطفل فيه ابنه الصغير عماد وسأله ماذا تشاهد يا أبي؟! لماذا تقف كل يوم أمام النافذة؟! وبماذا تتمتم قبل أن تنصرف؟!
انتبه جاسم وسلطان لسؤال أخيهما، وخيّم الهدوء في انتظار الرد...
قال أبو جاسم: إنني أنظر إلى بيتي جارَي «أبو فهد» و«أبو عباس»...
إن مدخنة البيت هي الجهاز المسؤول عن إخراج الأدخنة غير المرغوب فيها من البيت...
أنظر إلى مدخنتي المطبخ في البيتين وأحدّث نفسي لماذا هما متسختان إلى هذه الدرجة، ولماذا لا يقوم «أبو فهد» و«أبو عباس» بتنظيف المدخنتين؟!
إنهما متسختان لحد القذارة!
إن اتساخ مدخنتيهما يدل على سوء إدارة بيتيهما وإن التسيب عندهما لا وصف له...
إن مسؤول الصيانة عندهما متسيّب وأعتقد، ولست جازماً، أن هذا يدل على تقاعس «أبو فهد» و«أبو عباس» عن أداء واجباتهما تجاه بيتيهما...
رد سلطان...
لكنك تشاهد مدخنتيهما ولا تشاهد مدخنتنا...
يا أبي إن مدخنتنا متسخة مثل مدخنتيهما تماماً...
هل هناك أحد فاهم؟!