حوار / «برامجي الحالية لا ترضي طموحي... لكنها جيدة وتبشّر بالخير»

الجازي الجاسر لـ «الراي»: مذيعة بلا مضمون وثقافة... فقاعة

تصغير
تكبير
بذلت جهداً كبيراً... «ما نمتْ وقمتْ صرتْ مذيعة»!

بدأت في تلفزيون «الفجيرة»... لكن شوق والدي أعادني للكويت

لم أخضع لعمليات تجميل... وأتوق إلى خفض وزني

أحببت الكاميرا فقررت أن أصبح مذيعة... ولن أسعى إلى التمثيل أبداً!

لا أتمنى الخروج من «تلفزيون الكويت»

أنا مذيعة بسيطة... أظهر أمام الكاميرا بهيئتي نفسها وأنا بعيدة عنها
مسيرتها الإعلامية لم تتجاوز العامين، بالرغم من أنها حسناء في الخامسة والثلاثين!

إنها المذيعة على شاشة تلفزيون الكويت الجازي الجاسر، التي تخرّجت في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولكنها أحبت الكاميرا فقررت العمل في الإعلام، ولم تفكر قط، ولن تسعى يوماً إلى العمل في التمثيل!


«الراي» اقتربت من الجاسر، وفتحت معها باباً للحوار، لتأتي إجاباتها مباشرةً، صريحةً، وجريئةً أحياناً... ومع أنها تعتز بما حباها الله إياه من «جمال معقول ومقنع»، تنفي بشدةٍ أن تكون اعتمدت على وجهها في العمل مذيعةً، مؤكدةً: «وصلتُ إلى شاشة التلفزيون باجتهادي وليس بجمالي»، لافتة في الوقت نفسه إلى أن المذيعة ستكون بمثابة فقاعة إلى المشاهد إن لم تكن تحمل مضموناً وثقافة.

الجازي الجاسر الكويتية أطلّت على الشاشة للمرة الأولى عبر تلفزيون «الفجيرة» في الإمارات، لكنها عادت إلى الكويت بعد خمسة أشهر فقط، للبقاء بجانب أبيها، أول من يدعمونها، لتعمل في تلفزيون الكويت، وتقدم برنامجين تقول إنهما «لا يرضيان طموحي حالياً، لكنهما جيدان ومبشران في الوقت ذاته»!

الجازي، في حوارها مع «الراي»، تحدثت عن مسيرتها القصيرة، وطموحاتها الإعلامية في المستقبل، ورؤيتها لنفسها وما يميزها عن زميلاتها على شاشة الكويت، وعمليات التجميل... إلى جانب قضايا أخرى تأتي في هذه السطور:

• في البدء، ما جديدك في الفترة المقبلة؟

- أحضّر لبرنامج رمضاني لمصلحة القناة الثالثة في تلفزيون الكويت بعنوان «هيلثي ترويز»، وفكرته بشكل عام تعتمد في كل حلقة على وجود «شيف» إلى جانب ضيف يكون نجماً في مجاله.

• أنتِ كويتية، لكنك بدأت مشوارك الإعلامي على شاشة قناة «الفجيرة» في دولة الإمارات العربية المتحدة... ما السبب وراء ذلك؟

- أولاً أود توضيح نقطة مهمة جداً، وهي أنني خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم النقد والأدب المسرحي في العام 2005، بعدها تعلّمت التقديم التلفزيوني من خلال التحاقي بعدد من الدورات التدريبية في مجال الأخبار، إلى جانب تقديم البرامج الحوارية التلفزيونية، منها كانت في قناة «الجزيرة»، والعديد منها مع مركز «ريبورتز»، وبحمد الله صُقلتُ جيداً وتعلمتُ الأمور الأساسية، حتى سنحت لي الفرصة عن طريق بعض المعارف في العام 2014 بالتقديم في قناة «الفجيرة»، وفعلاً قدّمتُُ معهم ومارست العمل الإعلامي بمعناه الحقيقي لمدّة خمسة أشهر، بعدها رجعتُ إلى الكويت.

• لكن خمسة أشهر فترة غير كافية، لتخرجي بعدها من القناة !

- للأمانة، السبب الرئيسي وراء توقفي عن التقديم في قناة «الفجيرة» كان اشتياق والدي إليّ، ففي كلّ مكالمة بيننا كان يشعرني بمدى شوقه إلى رؤيتي، من دون أن ينطقها بشكل مباشر، خشية أن يُعيق مسيرتي، خصوصاً أنه من أوائل الداعمين لي، لكنني عندما شعرتُ برغبته تركتُ القناة من دون تردد.

• ما الذي تعلمتِه في تلفزيون «الفجيرة»؟

- نقطة إيجابية تحسب لي وتجربة مميزة، لأنني تعلمتُ الكثير على صعيد العمل والحياة الشخصية خلال وجودي هناك طوال الأشهر الخمسة التي كنتُ أتمنى أن تكون أطول من هذا، إذ إن «الفجيرة» قناة إمكاناتها بسيطة جداً، ولهذا يجب على المذيع أن يعدّ مواده بنفسه، وأن يكتبها، وكذلك يجهز التقارير اللازمة، ويشرف على المونتاج الخاص بها، ومن ثم يذيع كل ذلك على الهواء، وطبعاً هي أمور يمتاز بها الصحافي وليس المذيع، وهو ما جعلني أحتك فعلياً بعالم الإعلام بالشكل الذي أريده.

• وماذا حصل بعدما رجعتِ إلى الكويت؟

- بعد اجتهاد كبير تقدمتُ للعمل في تلفزيون دولة الكويت، وتحديداً في قطاع الأخبار، لكنني لم أحصل على فرصة لأكون معهم، فلم أشعر باليأس وتوجّهت إلى قطاع المنوعات، حيث وجدتُ فرصتي، وكان أول برنامج أقدمه على القناة الأولى كل يوم جمعة بعنوان «شباب توب»، الذي لا يزال مستمراً في العرض بموسمه الثاني، والبرنامج كنتُ أقدمه في موسمه الأول مع زميلي مشعل معرفي الذي اعتذر عن عدم الاستمرار في تقديمه، بسبب بعض الضغوط. وبعدها حصلت على فرصة جيدة لتقديم برنامج يومي على القناة الثالثة بعنوان «سوالف سبورت» مع زميلي محمد أكبر، وفكرته تعتمد على مخاطبة فئة الشباب، من خلال ضيوفنا من أصحاب التجارب الملهمة، مهما كانت أعمارهم.

• هل وجدتِ فرصتك الحقيقية في تلفزيون الكويت؟

- لا أقول إن البرامج التي أقدمها حالياً على تلفزيون الكويت ترضي طموحي الإعلامي، لكن كبداية أعتبرها جميلة ولطيفة وتبشّر بالخير بالنسبة إليّ، كما أنني أؤمن تماماً بأنه بمقدار ما سأعطي تلفزيون الكويت هو بالمقابل سيعطيني.

• ذكرتِ أنك خريجة قسم نقد وأدب مسرحي... لماذا لم تمارسي العمل المسرحي؟

- المسرح بالنسبة إليّ هو هواية أمارسها وقت الفراغ، وشخصياً أحبّ المسرح كقراءة وثقافة وتوسيع للمدارك، إذ من خلال دراسة المسرح فتحت عقلي على أمور كثيرة على صعيد الفلسفة وثقافات البلدان الأخرى، لذلك ليس من الضرورة أن تمارس العمل المسرحي عندما تتخرج في قسم النقد والأدب المسرحي، خصوصاً عندما تنصدم بواقع لم تكن تتخيله، وهو أننا في الكويت فعلياً لم يعد لدينا ذلك المسرح الهادف الذي كان في الماضي، وكي لا أظلم أحداً في الفترة الحالية - على عكس وقت تخرجي - بدأ المسرح في الكويت بالنهوض مجدداً، وأتمنى أن يستمر كذلك.

• ولماذا لم تتوجهي نحو التمثيل؟

- التمثيل لم يكن ضمن دراستي التي كانت معتمدة على نقد الممثلين والعمل الفني بشكل عام، وأيضاً لم يكن قط من طموحاتي منذ الطفولة أن أكون ممثلة يوماً ما، لذلك لم ولن أسعى إلى أن أصبح ممثلة أبداً!

• هل كان لعائلتك دور أساسي في عدم توجهك إلى التمثيل منذ الصغر؟

- كلا بتاتاً، فأهلي ليسوا من هؤلاء الذين يضغطون على أولادهم كي يسيروا في درب ما، أو يبعدوهم عمّا يحبّون، بل على العكس هم منفتحون كثيراً على الحياة، ولا أتذكر يوماً أنهم منعوني عن ممارسة شيء كنت أحبّه او أرغب فيه.

• متى بات هاجس أن تكوني مذيعة يتولّد في ذهنك؟

- بدأتُ أفكر في الأمر فعلياً منذ عامين ماضيين، عندما أجريتُ أكثر من لقاء تلفزيوني بحكم أنني ناشطة سياسية - بشكل أو بآخر- ومتفاعلة مع مجتمعي بكل ما يحصل فيه بعيداً عن التخصص، وفي كل محطة تلفزيونية كان يُطلب مني أن أنضمّ إليهم كمذيعة، وفعلاً بدأت الفكرة تكبر في عقلي حتى استحوذت على إعجابي، فأحببت الكاميرا وبدأت أشعر بأن لها سحراً خاصاً، وقررتُ أن أصبح مذيعة فوجدتُ الدعم الكامل من أهلي، وبحمد الله بعد اجتهاد كبير حققت ما أريد.

• هل ينطبق عليك القول إنك دخلت المجال الإعلامي بمحض المصادفة؟

- كلا، «أنا ما نمتْ وقُمت صرتْ مذيعة»، بل بذلتُ جهوداً كثيرة حتى صرتُ ما أنا عليه اليوم، ولذلك أرفض وصفي بأنني من المذيعات اللاتي دخلن المجال عن طريق المصادفة، بل كان الأمر مخططاً له، ووضعتُ هدفاً أمامي، أن أضع بصمتي في مجال التلفزيون وأضيف إلى الإعلام الكويتي، ولم أسمح لنفسي بالدخول إلا عندما أصبحت جاهزة وملمّة بكل أمور الإعلام، فصقلت إمكاناتي لأكون متميزة مع أول ظهور تلفزيوني، والحمد لله أعتقد أنني أسير في الطريق الصحيح.

• من وجهة نظرك... ما الذي يميزك عن غيرك من مذيعات تلفزيون الكويت؟

- كل مذيعات تلفزيون دولة الكويت «ما عليهن قصور»، وكل منهن لها ميزتها الخاصة، وجاذبية تختلف عن الأخرى، أما في ما يتعلق بشخصيتي أنا فأرى أنني بسيطة، وهذا ما يميزني، بمعنى أنني ليس عندي تكلّف في التقديم، ومثلما أعيش طبيعتي بعيداً عن الكاميرا أعيشها أمام الكاميرا.

• ألستِ من المذيعات اللاتي يعتمدن على جمالهن الخارجي؟

- الحمد لله، أنا لا أنكر أن الله حباني قدراً جيداً ومقنعاً من الجمال، وشخصياً أرى أن الجمال قد يكون بوابة، أو مجرد مفتاح يلفت النظر، لكن يبقى المضمون هو الأساس. فالجمهور قد يشاهد ذلك الجمال للمرة الأولى على الشاشة، لكن في المرة الثانية إذا لم يلمس مضموناً وثقافةً وإلماماً وبساطة، فستغدو المذيعة بالنسبة إليه بمنزلة فقاعة. لهذا أرفض تماماً أن يقال من قريب أو بعيد إن الجازي دخلتْ المجال الإعلامي بجمالها، فأنا دخلتُه باجتهادي، وليس بوجهي وجمالي!

• هل خضعتِ لأي عمليات تجميل؟

- لم ولن أخضع لأي عملية تجميل في حياتي بتاتاً، لأنني، بحمد الله، راضية تماماً عن مظهري، والشيء الوحيد الذي قمتُ به هو مظهر أسناني، وأيضاً أريد أن أخفض وزني شيئاً ما، عن طريق ممارسة الرياضة. لكنني من حيث المبدأ لستُ ضد عمليات التجميل في حال الحاجة الملحة إليها، لأنني أرى أن كل فتاة لديها كامل الحق في الشعور بالرضا التام عن نفسها.

• لو حصلتِ على فرصة مميزة للخروج من تلفزيون الكويت... هل توافقين؟

- بكل أمانة، لا أتمنى الخروج من تلفزيون الكويت، فيكفي أنه الجهة والواجهة الرسمية لبلدي الحبيب الكويت، وسأعمل بجهد أكبر حتى أنال ثقة كل المسؤولين فيه الذين لم يتوانوا في دعمي، وعلى رأسهم وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود ووكيل التلفزيون يوسف مصطفى ومدير القناة الثالثة عادل عطا الله، وأتمنى الحصول على ما أطمح إليه إعلامياً من دون اضطراري إلى الخروج منه إلى قناة أخرى.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي