واهمُ من يظن ان الحماس الزائد في المباريات الرياضية بين الفرق الكويتية والسعودية، هو عن خصومة أو غيرة بين الشعبين، بل هو سعي لرفع المستوى الرياضي للوصول الى العالمية، والأمر كذلك في المسابقات والمباريات الشعبية والأدبية كافة. فالبلدان - حكاما وشعبا- من نسيج انساني واحد، وحاقد من يدعي ان توحد الآراء في المواقف السياسية والعسكرية هو تبعية من دولة لدولة، بل هو لقناعة الطرفين بأن العدو واحد، ولا خلاص منه والانتصار على مكائده إلا بتوحيد الجهود ضده، لأن ما يهدد الكويت والسعودية ودول الخليج والدول العربية، هو عدو واحد، كشّر عن أنيابه، وأخذ يثير الفتنة بين الشعوب ويحرضها على أنظمتها الشرعية ونشر الفتنة الطائفية بين الناس، سعياً لقيام دولة الولي الفقيه التي يحلم بها بعض الجهال.
وقاعدة هذا العدو، في لبنان الحبيب، ذي الشعب الطيب، الذي بغفلة منه سيطر ذاك الحزب (حزب الله) الحاقد على قراره السياسي، وبنى قاعدة تنشر الفساد والخراب يميناً ويساراً.
المطلوب من كل الدول التي تتعرض لهذا الخطر أن توحد جهودها وتقيم حصاراً شديداً خانقاً حول هذه القاعدة، والتدقيق في كل عمليات نقل الأموال والمعادن الثمينة وحتى المجوهرات الى لبنان، سواء اكان ذلك عبر المؤسسات الرسمية، أو في حقائب بعض المريدين لذاك السيد، وان يسري عليه ما يسري على المنظمات الإرهابية الشبيهة له، مثل «داعش» والنصرة، وان تُراقب المؤسسات المتعاطفة معه، كما تُراقب الجمعيات والمبرات الخيرية الإسلامية.
إن ذلك العدو الماكر متربصٌ بنا، وعلى الكويتيين حالهم حال الشعوب الخليجية، إطاعة الأوامر الحكومية بعدم الذهاب إلى لبنان، وخروج كل من فيه فوراً، فقد كنا دائماً أهدافاً سهلة للخطف، ومؤسساتنا كثيرة التعرض للتخريب، بل حتى فرقنا الرياضية لم تسلم من الاعتداءات، وأن يُجرّم كل من يصرُّ على التعامل مع ذاك الحزب، أو يرفع علمه، أو يعلق صورة سيده، كمن يتعامل مع المنظمات الإرهابية الأخرى، وان تكون مسطرة القانون واحدة، واول شروط الوحدة الوطنية، إطاعة ولي الأمر بكل ما يوحد الصف، ويحمي البلاد من الفتنة.