في ليلة 26، مساء الخميس 25 فبراير 2016، فقدت الكويت الشهيد تركي العنزي اثر حادث دهس متعمد فيما أصيب 6 من زملائه.
في ليلة يفرح اهل الكويت بأن منّ الله عليهم بنعمة الأمن والأمان في أجمل ذكرى، ويأتيك خبر مثل هذا ليوقع المأساة وتتحول ملامح الابتسامة الى تعبير مؤلم صعب وصفه.
الشهيد تركي العنزي، ابن خال احد الزملاء، وقد تلقيت خبر الحادث المأسوي الذي تعرض له هو وزملاؤه، وأنا أدفع بابني على الكرسي إثر إصابته في قدمه بين دكتور يقول «فيه كسر» وآخر يقول «ما فيش كسر»!
محزن جدا الخبر وتوقيته مؤلم، لكنها الأقدار التي تحيط بنا، ونحن مؤمنون بقضاء الله وقدره ولا نستطيع سوى ترديد الدعاء «اللهم ارحم شهيد الواجب تركي العنزي وتغمده بواسع رحمتك واشف زملاءه المصابين وارحمنا جميعا احياء وأمواتاً يا حي يا قيوم».
الحادثة هذه تستدعي الوقوف على جانب قد لا نشعر بأهميته لسبب أو لآخر.
اننا بحاجة لفهم المطلوب في يومي 25 و26 فبراير من كل عام، بجانب نمط الاحتفالات بعيدي الاستقلال والتحرير من مسيرات و«رش الماء» على المركبات، الى فهم اكبر مع الإبقاء على المسيرات إن أرادوا مع احترام العادات والتقاليد والسلوك السوي.
نريد أن نخرج الى جزئية مهمة، وهي «حقوق الوطن علينا كمواطنين»، بعد أن أنعم الله علينا بنعمة الأمن والامان في بقعة تحيط بها المآسي من كل صوب وحدب.
كم أتمنى ان يستعجل أصحاب القرار في صياغة برنامج تنويري يرفع من مستوى ثقافة الفرد الكويتي، بحيث تتم إقامة يوم في كل مدرسة ومؤسسة، حكومية كانت أم خاصة، يتحدث فيه المختصون عن أهمية الولاء للوطن وأهمية الطاعة لولي الأمر، التي تعتبر من ضمنها احترام القوانين وتطبيقها والحرص على اللحمة الوطنية.
نريد أن يعرف الطفل الصغير والشيخ الكبير، ماذا تعني الكويت، وكيف نحمي النسيج الاجتماعي، وأهمية احترام بعضنا البعض وان اختلفت آراؤنا.
يوم وطني يعزز مفهوم الوطنية ويغرس لدى الجميع مفهوم المواطنة كواجب شرعي وقانوني، فنحن في آخر المطاف نترك هذه الأرض الطيبة ويبقى أثرنا، وعليه ينبغي أن نترك الأثر الطيب.
فالنصيحة والتوجيه لهما وسائل محمودة، والخروج على النظم وتوجيهات ولي الأمر، تعتبر مفسدة، ولنا في حادثة الدهس عبرة لمن يعتبر.
الشباب الصغار بحاجة لمن يحتضنهم ويوجههم التوجيه الصحيح ليكونوا معول بناء للوطن وسلاحه في وجه التحديات، وإن كانت هناك ثمة أخطاء وإن كبرت، سواء تلك التي لها آثار سلبية على الوطن والمواطنين أو الفئة الضالة التي تحاول أن تشوه علاقاتنا في ما بيننا أو بين دول تربطنا بها اواصر محبة وأخوة وتحديدا المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، فالعلاج الفوري لها مطلوب وحاسم.
نريد أن نعقلها ونتوكل على الله في رسم استراتيجية جديدة نتعامل معها في تغيير ثقافة الفرد الكويتي تجاه الولاء ومفهومه الحقيقي كي لا نصبح على حادثة دهس جديد، يروح ضحيتها أبناؤنا الأبرياء، من أمثال تركي العنزي وزملائه المصابين.
مختصر القول... اللهم ارحم شهيد الواجب تركي العنزي وتغمده بواسع رحمتك واشف زملاءه المصابين وادم علينا نعمة الأمن والامان وهب ولاة الامر البطانة الصالحة... والله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi