بلسم روح الحياة / مجرد فضفضة
تهاني المطيري
مع ازياد وتفاقم المشاكل والهموم والضغوط النفسية في المجتمعات. يحتاج الانسان والذي هو كائن اجتماعي بطبعه أن يتحدث عما يجول في خاطره ويشغل تفكيره ويسبب له ضيقاً. وقد كان شائعاً ومازال في بعض المجتمعات أن تجتمع بعض مكونات المجتمع وبشكل دوري كربات البيوت (مثلاً)، يجتمعن ويتحدثن عن همومهن والمشاكل التي تواجههن، من باب الفضفضة وتنفيس الكرب وليس من أجل إيجاد الحلول المناسبة، ليخرجن بعد ذلك وقد هدأت نفوسهن، وكأن هذه المشاكل قد انزاحت عن صدورهن.
وبهذا المعنى يؤكد المختصون في علم النفس أن الفضفضة تعني البوح بما يعتمل في النفس من أمور تشغل بالنا أو هموم تؤرقنا والتي هي أقرب لطاقة البخار المكتوم الذي يجب أن يخرج من الوعاء حتى لا يصبح خطرا شديدا يهدد حياة الإنسان. فإن لم يتمكن الإنسان من الفضفضة فسوف يقع في شرك الانفعالات السريعة والعصبية الزائدة والغضب غير المبرر وغير المفهوم سببه لدى الآخرين، والتي قد تتحول باستمرارها إلى أمراض نفسية تبدأ بالقلق وتنتهي بالاكتئاب.
ولكي نتمكن من الفضفضة من دون أن يكون لذلك آثار سلبية علينا، فإنه يجب ألا نفضفض إلا للأشخاص الذين نحبهم ونثق بهم ويحبوننا، لأن في الفضفضة جزءاً من تعرية الذات أمام الآخر، وأن تكون مع الناضجين عقلاً وفكراً، بالإضافة إلى أن هناك أمورا محظور تماماً البوح بها، حتى لا تصبح سلاحاً للطرف الآخر ضدنا، وفي هذه الحالة يفضل اللجوء إلى أهل الاختصاص في هذا المجال لحل هذه الموضوعات. فالفضفضة شيء محمود ولكن بحدود.
أما مقولة أن مَنْ يضيق صدره بأسراره يضيق صدره بأسرار غيره، ولا يستطيع تحملها وكتمانها فليست واقعية، لأن ما يؤلم المرء ويود أن يفضفض عنه هي أسراره فقط، فإذا ما أسر لك أحد يثق بك بما يجول في خاطره ويشغل باله، فكن منصتاً وتعامل مع الأمر برحابة صدر فأنت لا تعلم كم سيكون في ذلك راحة وطمأنينة له.
وكثيراً ما يفضل أن تكون الفضفضة مع الذات، فأنت أكثر مَنْ يفهم نفسك، وفي ذلك أيضاً علاج للتوتر بشرط أن تكون صادقاً مع نفسك ودون محاباة.
وإليك بعض النصائح لتخفيف التوتر والغضب الذي قد يعتريك:
أولاً: اكتب ما تحس وتشعر به وليس ما قمت به.
ثانياً: لتكن كتاباتك لنفسك فقط ولا تدع غيرك يقرأها.
ثالثاً: أكتب ما يخيفك ويقلقك.
رابعاً: تأمل ملياً بما سطرته على الورق، وامنح نفسك فسحة لمزيد من التفكير، إن الكتابة على الورق هي الطريقة المثلى للتعبير عن المشاعر وتنظيم الأفكار وتنشيط الذاكرة، والوصول إلى سبب الضغط النفسي الذي تعاني منه. وكما أشرنا سابقاً, فقد أكدت كثير من الدراسات العلمية أن الأمراض النفسية تبدأ بالقلق وتنتهي بالاكتئاب، ومعروف أيضاً أن الصحة النفسية تعطينا المناعة وتساعدنا على شفاء كثير من الأمراض.
إن في الفضفضة راحة للقلب وانعتاقا من الضيق والقلق، فلا تبخل على نفسك بالفضفضة بما يجول في خاطرك للأشخاص المقربين وأهل الاختصاص ممن تثق بهم أو لنفسك، ولا تكبت مشاعرك بالصمت فتتحول هذه المشاعر إلى قنابل موقوتة في داخلك، بل اجعل من الفضفضة وسيلة تستعين بها على مواجهة ضغوطات الحياة وتشعرك بالراحة وتمنع عنك تأنيب الضمير بما ليس لك خيار فيه، لتستطيع إكمال حياتك كما تحب وترضى.
وهنا تصبح الفضفضة علاجا وليست مجرد ثرثرة.
وتذكروا أن الفضفضة شيء محمود ولكن بحدود.
* مدرب الحياة والتفكير الإيجابي
t_almutairi
t_almutairii
[email protected]
وبهذا المعنى يؤكد المختصون في علم النفس أن الفضفضة تعني البوح بما يعتمل في النفس من أمور تشغل بالنا أو هموم تؤرقنا والتي هي أقرب لطاقة البخار المكتوم الذي يجب أن يخرج من الوعاء حتى لا يصبح خطرا شديدا يهدد حياة الإنسان. فإن لم يتمكن الإنسان من الفضفضة فسوف يقع في شرك الانفعالات السريعة والعصبية الزائدة والغضب غير المبرر وغير المفهوم سببه لدى الآخرين، والتي قد تتحول باستمرارها إلى أمراض نفسية تبدأ بالقلق وتنتهي بالاكتئاب.
ولكي نتمكن من الفضفضة من دون أن يكون لذلك آثار سلبية علينا، فإنه يجب ألا نفضفض إلا للأشخاص الذين نحبهم ونثق بهم ويحبوننا، لأن في الفضفضة جزءاً من تعرية الذات أمام الآخر، وأن تكون مع الناضجين عقلاً وفكراً، بالإضافة إلى أن هناك أمورا محظور تماماً البوح بها، حتى لا تصبح سلاحاً للطرف الآخر ضدنا، وفي هذه الحالة يفضل اللجوء إلى أهل الاختصاص في هذا المجال لحل هذه الموضوعات. فالفضفضة شيء محمود ولكن بحدود.
أما مقولة أن مَنْ يضيق صدره بأسراره يضيق صدره بأسرار غيره، ولا يستطيع تحملها وكتمانها فليست واقعية، لأن ما يؤلم المرء ويود أن يفضفض عنه هي أسراره فقط، فإذا ما أسر لك أحد يثق بك بما يجول في خاطره ويشغل باله، فكن منصتاً وتعامل مع الأمر برحابة صدر فأنت لا تعلم كم سيكون في ذلك راحة وطمأنينة له.
وكثيراً ما يفضل أن تكون الفضفضة مع الذات، فأنت أكثر مَنْ يفهم نفسك، وفي ذلك أيضاً علاج للتوتر بشرط أن تكون صادقاً مع نفسك ودون محاباة.
وإليك بعض النصائح لتخفيف التوتر والغضب الذي قد يعتريك:
أولاً: اكتب ما تحس وتشعر به وليس ما قمت به.
ثانياً: لتكن كتاباتك لنفسك فقط ولا تدع غيرك يقرأها.
ثالثاً: أكتب ما يخيفك ويقلقك.
رابعاً: تأمل ملياً بما سطرته على الورق، وامنح نفسك فسحة لمزيد من التفكير، إن الكتابة على الورق هي الطريقة المثلى للتعبير عن المشاعر وتنظيم الأفكار وتنشيط الذاكرة، والوصول إلى سبب الضغط النفسي الذي تعاني منه. وكما أشرنا سابقاً, فقد أكدت كثير من الدراسات العلمية أن الأمراض النفسية تبدأ بالقلق وتنتهي بالاكتئاب، ومعروف أيضاً أن الصحة النفسية تعطينا المناعة وتساعدنا على شفاء كثير من الأمراض.
إن في الفضفضة راحة للقلب وانعتاقا من الضيق والقلق، فلا تبخل على نفسك بالفضفضة بما يجول في خاطرك للأشخاص المقربين وأهل الاختصاص ممن تثق بهم أو لنفسك، ولا تكبت مشاعرك بالصمت فتتحول هذه المشاعر إلى قنابل موقوتة في داخلك، بل اجعل من الفضفضة وسيلة تستعين بها على مواجهة ضغوطات الحياة وتشعرك بالراحة وتمنع عنك تأنيب الضمير بما ليس لك خيار فيه، لتستطيع إكمال حياتك كما تحب وترضى.
وهنا تصبح الفضفضة علاجا وليست مجرد ثرثرة.
وتذكروا أن الفضفضة شيء محمود ولكن بحدود.
* مدرب الحياة والتفكير الإيجابي
t_almutairi
t_almutairii
[email protected]
