سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / اليوم قريش وباجر نطوي الكريش

تصغير
تكبير
شهر كريم يدعو إلى الجد والعمل ونبذ الخمول، انفاس الصائمين فيه تسبيح ونومهم فيه عبادة ودعاؤهم باذن الله الكريم فيه مقبول. فلننتهز هذه الفرصة، لكي نجعل من شهر رمضان ميدانا رحبا للعبادة والعمل والجد وعدم الركون إلى الخمول والكسل.
عزيزي القارئ دعنا نتذكر عادتنا الطيبة، ونحن في هذا الشهر الفضيل. لشهر رمضان مقدمات اعتاد ابناء هذا المجتمع الطيب على ان يؤدوها، منها عادة القريش إذ يأتي هذا اليوم في الثلاثين من شهر شعبان ولا يتحقق القريش الا إذا كان شهر شعبان كاملا، ففي هذا العام ادرك المحتفلون بالقريش المناسبة، لان شهر شعبان كان ثلاثين يوما.
وفي يوم القريش تقوم الاسر قديما باعداد وجبات شعبية مختلفة تفوح منها اعباق من انفاس ربات البيوت، فيجلسون ويأكلون غذاء طيبا في آخر يوم من شهر شعبان استعدادا لاستقبال رمضان.
انها سفر مختلفة الالوان وبديعة الاشكال يغلب عليها وعلى ما تحتويه البساطة، ولكننا في هذه الايام نرى احتفالات غريبة في يوم القريش يحتفى به على مدى اسبوع وتوضع الولائم، وترى بعضهم يصرف اوقاتا في مأدبة القريش غير وقت الغداء قد يكون صباحا او مساء في العمل وفي اماكن اخرى تجد بعضهم كقول الاديب:
«اخي اقبل القوم في رقصةٍ
إذ اكتشفوا في الجفان الجدى
جلسنا عليها بلا رحمةٍ
فصارت هباء وصارت سدى»
وبعد ذلك يكون وضع هذا القوم كوصف الشاعر عبدالله سنان رحمه الله:
«اخي قم إلى طاسة الزبدتين
لنروي القليل ونجلي الصدى
ففتش على قهوةٍ طعمةٍ مهيلةٍ
تنعش الاكبدي»
قد ادرك الناس القريش في هذا العام هنيئا مريئا وصوما مقبولا ونشاطا متألقا في جميع انحاء هذه الديرة الحبيبة خلال شهر الخير ويرحم الله عمتي ام صالح السماك التي كانت تردد في غداء القريش بعد ان تعد وجبة ممتلئة بعبق الامومة كلوا بالعافية اليوم القريش وباجر نطوي الكريش. وعساكم من عواده.
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي