حوار / «نحن متأخرون مليون سنة ضوئية عن (هوليوود)»

دانة آل سالم لـ«الراي»: أنا أول خليجية تؤدي مشهد الاغتصاب!

تصغير
تكبير
الفن رسالة... و«ما عندي مشكلة» في تقديم الأدوارالجريئة

لا أنافس إلا نفسي... ونادمة على مشاركتي في «للحياة ثمن» و«الذاهبة»

«أغراب» يناقش قضية مهمة في الخليج والعالم أجمع

«شوية أمل» شهد ولادتي الفنية... و«طريق المعلمات» أصابني بـ«وسواس»

الكتاب يسيرون في سكك الحب والرومانسية ويغيبون قضايا شديدة الأهمية

الساحة الفنية تعاني من فقر النصوص وشح المخرجين المحترفين
الفن رسالة... و«ما عندي مشكلة» في تقديم الأدوارالجريئة!

هكذا بررت المخرجة السينمائية والفنانة البحرينية دانة آل سالم أداءها مشهد اغتصاب أدته في المسلسل الاجتماعي «شوية أمل» قبل بضع سنوات، كأول فنانة خليجية تقوم بذلك، مشيرة إلى أنها لا تمانع من تقديم أدوار مماثلة في المستقبل، ما لم تكن مبتذلة وتخض لقانون العادات والتقاليد.


وفي حوارها مع «الراي»، كشفت آل سالم عن مشاركتها في المسلسل الدرامي الجديد «أغراب» من تأليف ضيف الله زيد وإخراج حسين أبل. وتطرقت إلى مشاركتها في المسلسل الاجتماعي «طريق المعلمات» الذي يتناول قضية المعلمة السعودية المغتربة في بلادها، مبدية تفاؤلها بنجاح العمل.

وأماطت آل سالم اللثام عن سر زيارتها إلى البلاد أخيراً، بعد إقامتها في عاصمة السينما العالمية «هوليوود»، التي اعتبرت أنها تتفوق سينمائياً على دول الخليج بمليون سنة ضوئية (وفقاً لكلامها).

? في البداية نود التعرف على ما في جعبتك من أعمال فنية جديدة؟

- أعكف حالياً على تصوير مشاهدي في المسلسل الدرامي الجديد «أغراب»، من تأليف ضيف الله زيد وإخراج حسين أبل، ويتقاسم بطولته جاسم النبهان وأسمهان توفيق وعلي جمعة وملاك وأمل عباس، إلى جانب عدد من الفنانين الشباب، وسيتم عرض العمل على القنوات الخليجية خلال شهر رمضان المقبل.

? وما هي طبيعة دورك في العمل؟

- أؤدي دوراً أساسياً، وهو لفتاة تدعى «ليلى»، حيث أشارك في جميع حلقات العمل الذي يتألف من 30 حلقة، كلها غزيرة بالأحداث الدرامية التي تتناول قضايا شديدة الواقعية في المجتمع الخليجي والعالم بأسره، لكننّي أعتذر عن عدم كشف المزيد من التفاصيل، ريثما تتضح ملامح المسلسل بشكله النهائي.

? يعرض لكِ حالياً مسلسل «طريق المعلمات» على فضائية «OSN»، فكيف وجدت ردود الفعل من جانب المشاهدين حول دورك في العمل؟

- أعتقد أن الوقت لا يزال مبكراً جداً للحديث عن الأصداء حول الدور الذي أديته في المسلسل، خصوصاً أنه لم ينته ولا يزال عرض الحلقات جارياً، كما لا نغفل عن أن عرض المسلسل على قناة مشفرة يعني أن نسبة المشاهدة لن تكون مرتفعة على غرار القنوات المفتوحة. وبالرغم من ذلك، فإنني متفائلة بأن شخصية «أبلة مشاعل» التي جسدتها، وهي معلمة تعاني من «وسواس قهري»، ستحظى بقبول المشاهدين، لا سيما أنها تلامس هموم الكثير من المعلمات المغتربات في السعودية، ممن يتعرضنّ لضغوط نفسية بسبب انخراطهن في هذه المهنة الشاقة.

? هل كانت المنافسة صعبة بينك وبين بقية الفنانات في العمل، أمثال هيفاء حسين وزهرة عرفات ومروة محمد وشيماء سبت وغيرهن؟

- نحن عملنا بروح الفريق الواحد، وإن كانت هناك منافسة بيننا، فإنها حتماً سوف تصب في مصلحة العمل، وهو ما حدث بالفعل، لكننّي أؤكد للجميع أنني لا أنافس إلا نفسي في كل عمل أقدمه سواء كان مسرحياً أم تلفزيونياً أم سينمائياً، وذلك لتحفيز الذات على تقديم الأفضل باستمرار.

? حسناً، متى كانت بدايتك الفعلية؟

- أعتبر أن مسلسل «شوية أمل» هو من شهد ولادتي الفنية، حيث أبدع المخرج علي العلي في رؤيته الإخراجية الثاقبة، واستطاع بكل اقتدار أن يخرج ما فيّ من طاقة فنية كانت مندثرة لأعوام مضت، إضافة إلى الحبكة الدرامية المتقنة للكاتب حسين المهدي، والذي أسهم هو الآخر في اكتشاف موهبتي عبر شخصيتي التي نسج خيوطها بحرفية عالية.

? وكيف واتتك الجرأة على أداء مشهد الاغتصاب في المسلسل؟

- أعتبر أن الفن رسالة، ومن واجبي كفنانة أن أجسد جميع الأدوار حتى وإن كانت تحمل جرأة كبيرة، بشرط ألا تصل هذه الجرأة إلى حد الابتذال، علماً بأنني أول فنانة خليجية تؤدي مشهد الاغتصاب في عمل درامي من خلال مسلسل «شوية أمل»، و«ما عندي مشكلة» أن أقدم أدوارا مشابهة أخرى، حال عرُض عليّ ذلك في أعمالي المقبلة.

? لكن ألا تخشين اتهامات من قبيل إفساد الذوق العام عبر أدائك لأدوار جريئة، يلفظها المجتمع ويقشعر منها المشاهد؟

- أنا واثقة أن المشاهد واعٍ ومثقف، ويدرك جيداً أن ما نقدمه هو عبارة عن تمثيل لحالات مستوحاة من الواقع المجتمعي، ولا يمكن إنكارها على الإطلاق، ونحن كفنانين نقوم بوضع أيدينا على الجرح لمعالجته درامياً، حتى وإن كانت بعض الجروح مؤلمة، لكن علاجها أفضل من تركها هكذا من دون علاج، فلا يمكن أن نختبئ وندس رؤوسنا في الرمال ونترك مشاكلنا لتستفحل، فالحري بنا أن نواجه المشكلة ونعترف بوجودها، للقضاء عليها ولدرء تكرارها وانتشارها في المستقبل.

? وجهتِ قبل فترة انتقاداً لبعض الكتّاب بسبب هشاشة النصوص، لكن كيف نفسر هجومك على بعض المخرجين في الآونة الأخيرة؟

- بالنسبة إلى الشق الأول من السؤال، فأنا أكرر أن الساحة الفنية الخليجية تعاني من فقر مدقع للنصوص الجيدة، فغالبية الكتاّب يسيرون في سكة واحدة نحو قصص الحب والرومانسية، فيما يغيّبون بطريقة أو بأخرى قضايا ذات أهمية قصوى باتت كالنصل في خاصرة المجتمع. أما في ما يتعلق ببعض المخرجين، فلا يخفى على المتابعين أن السواد الأعظم من المخرجين - غير الأكاديميين - أسهموا في تدني مستوى الإخراج الدرامي، كونهم لا يمتلكون الخبرة أو الشهادة وليست لديهم فكرة شاملة عن مهمة الإخراج، حتى أصبحنا نعاني من شح المخرجين المحترفين.

? وهل أنتِ فنانة أكاديمية؟

- بالطبع، فأنا أستكمل حالياً دراستي في صناعة الأفلام السينمائية (الماستر) في هوليوود.

• ما عدد الأعمال السينمائية في رصيدك الفني؟

- توليت مهمة الإخراج لأربعة أفلام قصيرة، كما شاركت كممثلة في أفلام قصيرة أخرى كثيرة. أما في ما يتعلق بالأفلام الروائية الطويلة، فقد كان فيلم «حنين» للمخرج حسين الحليبي والمؤلف خالد الرويعي هو أول عمل سينمائي بالنسبة إليّ، وأعقب ذلك فيلم روائي بحريني بعنوان «ترويدة» للكاتب فريد رمضان والمخرج محمد عتيق، وقد حظيت بجائزة أفضل ممثلة عن دوري عن هذا الفيلم، وكان ذلك في المسابقة الدولية للأفلام الروائية للسينما والفنون «تهاراقا».

? في رأيك، ما الذي ينقص السينما الخليجية حتى تتمكن من صناعة أعمال توازي بجودتها نظيرتها العربية، أو الإيرانية والتركية على أقل تقدير؟

- ينقصها الفنانين والمؤلفين والمخرجين السينمائيين، فالغالبية ليست لديهم الخبرة الكافية لصناعة عمل سينمائي ذي جودة عالية، كما أن المحاولات المستمرة من جانب صنّاع الأفلام في الخليج لا تزال خجولة ومحدودة الامكانات.

? وماذا عن الإمكانات الإنتاجية ألا توجد مشاكل في هذا الإطار؟

- لا على الإطلاق، بل الأمر على العكس تماماً، فالإنتاج السينمائي الخليجي يضاهي إلى حد ما الإنتاج في بعض الأفلام في هوليوود، غير أن الأخيرة تسبقنا بـ«مليون سنة ضوئية»، كونها تزخر بالنجوم والمؤلفين والمخرجين الحقيقيين، فهم لا يتفوقون علينا إنتاجاً أو تقنياً، وإنما يكمن التفوق من الناحية الفنية والأكاديمية، وهو ما لا نجده في السينما الخليجية التي تطغى عليها العلاقات والواسطة.

? كونك تقيمين في «هوليوود» لاستكمال دراسة «الماستر» هناك، فلماذا لا نراك في أعمال سينمائية أميركية؟

- لأنني لا أريد أن أقدم تنازلات أخلاقية لمجرد الحصول على دور مهم في فيلم سينمائي أميركي، لذا أنا أتجنب الدخول في هذا المجال حفاظاً على سمعتي واحتراماً للعادات والتقاليد التي تربيت عليها منذ طفولتي، لكن هذا لا يمنع أنني لو وجدت الدور الذي يليق بي ويقدمني بصورة مشرفة فلن أرفضه.

? وما الذي يدفعك إلى العودة من هوليوود إلى الكويت للمشاركة في مسلسل «أغراب»؟

- الكويت هي بلدي الثاني، ودول الخليج بشكل عام هي أصلي وجذوري «ومن فات قديمه تاه»، كما أن مشاركتي في مسلسل «أغراب» جاءت بعد قراءة عميقة للنص الدرامي الذي ألفه الكاتب ضيف الله زيد، مع العلم أنه لولا قناعتي بالعمل لرفضت العرض على الفور.

? أخيراً هل هناك عمل ندمتِ على المشاركة فيه؟

- بل هناك عملان وليس واحداً، أولهما مسلسل «للحياة ثمن» الذي أعتبر أنه كان تجربة درامية سيئة بالنسبة إليّ. أما العمل الثاني، فهو مسلسل «الذاهبة» الذي عُرِض في رمضان الماضي على «روتانا خليجية»، لأنه كان فقيراً من جهة الإنتاج.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي