أضحكني تصريح الملياردير الأميركي جورج سوروس بأن النظام الروسي سيواجه الإفلاس في العام 2017 عندما تتفاقم المشاكل الاقتصادية وتؤدي الى تلاشي الدعم المحلي، فقد سمعنا ذلك الكلام كثيراً، لكن ما رأيناه هو أن دولنا هي التي انهارت بينما روسيا تتمادى في شراستها وعدوانها.
وبالمثل قالوا عن ايران وانهيار عملتها واحتمال سقوطها اقتصاديا، فوجدنا بأنها تزداد شراسة وتصعّد من عدوانها على جيرانها، بل ويتنقل رئيسها روحاني بين الدول الغربية ليوقع الاتفاقات الاقتصادية ويشتري الطائرات والمنتجات الغربية، ويتسابق الغرب على التعاون معه!!
ولنا ان نسأل عن السر في انخفاض اسعار النفط الرهيب، وهل هو نتيجة الفائض في العرض، كما اقنعونا سابقا، والذي لم يزد عن مليون برميل يوميا؟! أم أنها خطة محكمة لتركيع روسيا وإيران كما كنا نعتقد ؟!وقد كانت نتيجتها تركيعنا نحن وبقاء روسيا وإيران.
دعونا ننحو بعيداً عن السياسة ونناقش الأمور اقتصاديا: ماذا اعددنا لمرحلة انخفاض اسعار النفط واين هي الدراسات الجدية التي جهزناها لمعالجة ازمة الاختلال في الميزانية؟ حتى الآن نرى جعجعة ولا نرى طحنا، فالمسؤولون في الكويت ليس لديهم تصريحات الا عن تقليص الدعم والخدمات العامة، وقد كان ذلك الكلام محمودا قبل اعوام وقبل ان يقع الفأس بالرأس، لكن اليوم نحن بحاجة إلى انتفاضة عارمة لوضع الامور في نصابها، فقد تكشف بان الهدر في الميزانية هو السبب الاول في فقدان البوصلة وعدم تمكننا من ضبط الانفاق، فعندما نقرأ عن عدم النجاح حتى الآن باسترداد اموالنا من مدير التأمينات السابق، وعن تقرير مجلس الامة للتحقيق مع مدير الهيئة العامة للاستثمار ونائبه ، فإننا نتساءل عن السر في تعيين امثال هؤلاء في تلك المناصب الحساسة التي تدير اموالنا في العالم؟!
بل وقرأنا قبل أيام عن الحكم بالسجن 7 سنوات على ابن مسؤول سابق لاستيلائه على ارض للحكومة من دون وجه حق، ونحن نعلم بان الأحق بالسجن هو والده المسؤول ، ولكن قوانيننا - وللأسف - تحمي الكبار، وفي اليوم نفسه قرأنا عن مسؤول سابق اتهم باختلاس ملايين الدنانير من شركة ، وبددها في دولة عربية، ولكن المحكمة لم تحكم بسجنه، والأمثلة كثيرة، ويكفي ان يضغط بعض الكبار اليوم لتمرير صفقة المطار الجديد، بمبالغ تكفي لبناء مدن كاملة - لا صالة للركاب فقط ـ بالرغم من رفض ديوان المحاسبة!!
إذاً فمن الغباء ان نصدق بان حلول مشكلة العجز تكمن في ترشيد الدعم والرسوم، ان ذلك اشبه بالذي يلقى اليه طوق النجاة ولكنه مربوط بصخرة كبيرة تسحبه الى القاع!!