بإصرار وعزيمة تعزّان على كثير من الناس سجل عبدالرحمن العازمي، من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، نجاحا في تحدي الاعاقة، ليؤكد ان الاعاقة ليست عثرة في ان يحقق الانسان كل ما يتمناه... وبابتسامة مليئة بمواهب وقدرات بشرية تغلبت على الصعاب، حقق عبدالرحمن ما عجز عن تحقيقه الاصحاء، ليتوج سجله بقصة نجاح وكفاح، بإرادة وعزيمة.المواطن عبدالرحمن العازمي حضر الى ديوانية «الراي» ليؤكد ان الاعاقة ليست نهاية كل شيء، وانما الارادة وحدها قادرة على صنع المستحيلات. ليؤكد أنه حقق على الصعيد الشخصي انجازات كبيرة على المستوى الرياضي والتعليمي، مشيرا الى انه استطاع تحقيق ما كان يحلم به بأن يرفع اسم الكويت عاليا في المحافل الدولية، عندما حاز على المركز الاول في تحدي كرة تنس الطاولة، وغيرها من البطولات التي رفع فيها اسم الكويت عاليا. وقال انه ولد بلا اطراف، لكن ولد بإردة وعزيمة حقق بهما كل ما يصبو اليه، اذ اكمل دراسته بشكل طبيعي الى ان وصل الى الجامعة. في السطور التالية يعرض لنا قصته مع الإعاقة وتحديها.• بداية حدثنا عن حياتك اليومية؟ أعيش حياتي كسائر الناس طبيعياً رغم الاعاقة، فلم أشعر يوماً بأنني مختلف عن أحد، ومندمج مع عادات مجتمعي اليومية ومنظم لجدولي كأي شخص مهتم بالوقت ومدرك لأهميته. روتيني اليومي بين البيت والنادي والجامعة وكثيرا ما أحب الذهاب للبر مع أصدقائي.• أين وصلت في الدراسة؟ وما المعوقات التي تواجهها؟ أنا الآن في السنة الثانية من دراستي الجامعية، واجتزت موادي السابقة بامتياز. أما بالنسبة للمعوقات فتنقسم الى قسمين منها ما واجهته بالجامعة ومنها ما كان خارجها، في الجامعة أواجه مشكلة الكتابة وراء الدكتور، وكذلك هناك مشكلة أخرى يعاني منها الجميع وهي الزحمة المرورية الخانقة التي تجعل البعض يقوم باستخدام مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة وهذا ما تسبب بأزمة لنا فلا نستطيع أن نذهب الى مسافات بعيدة عن تلك المواقف. وهناك موقف حدث لي عند قدومي الى الجامعة مع السائق وفي حين وجدت موقفا لأقف به أخذه أحد الطلبة ليس لدية إعاقة، ونظر إلي قائلاً «اسمح لي المحاضرة بدأت وتأخرت عليها» فاندهشت من ذلك الموقف. أما في الجانب الاجتماعي، فهناك مشكلة «الصحة» التي لم توفر العلاج لنا في مستشفياتها ومثال على ذلك الاطراف الصناعية التي لها دور كبير في قضاء جزء من حوائجنا. وأما غير ذلك فالدولة مشكورة وفرت لنا أماكن خاصة للمواقف وغيرها من الخدمات.• هل تمارس أي نوع من الرياضة؟ نعم، أمارس عدة رياضات، وأهمها وأحبها الى قلبي تنس الطاولة التي ميزني بها الله سبحانه، حيث حصلت على العديد من الجوائز والكؤوس والميداليات ولا أنسى تشجيع والدي قائد الانسانية سمو الشيخ صباح الاحمد الصباح حين زارنا كعادته في نادي المعاقين ورآني وأنا أتمرن على طاولة التنس فشجعني معنويا وكرمني، كما أن هناك أشخاصا اهتموا بي وأظهروا موهبتي بتنس الطاولة، منهم مدربي الذي أصر أن يخرجني بطلاً وهذا حلمي.• حدثنا عن هواياتك وطموحاتك. طموحي أن أنتهي من الدراسة بتقدير التفوق ومن ثم أتوظف في النيابة «وكيل نيابة» وبعدها أن أخدم وطني وأقدم له كل طاقتي لكي أرفع علمه في المجال الرياضي وأن أصبح بطل العالم بالتنس. فبعض الاصحاء قد لا يجيد لعب التنس وهي تحتاج لتركيز ومهارة عالية ومواظبة على التمرين.• كيف تنظم وقتك بين الدراسة ولعبة تنس الطاولة؟ أنظم جدولي بشكل يومي حيث اكتشف فيه وقت فراغ أستغله بممارسة هوايتي تنس الطاولة. أما بما يخص دراستي فأنا مواظب على الدراسة اليومية بوقتها الصحيح لكي احصل على درجة التفوق.• هل هناك أحد يشجعك على ممارسة الرياضة والحفاظ على استكمال دراستك؟ نعم، للاهل والاقارب دور كبير في اجتياز هذه الاعاقة والنظر الى النجاح والتفوق بالحياة. فشكراً لهم حيث كانوا يقفون معي ويدعمونني معنويا موضحين لي أنني أستطيع أن أفعل ما أريد.• ما احتياجات ذوي الاعاقة ؟ لا شك أن هناك احتياجات كثيرة لنا، منها وأهمها الدعم المعنوي لتخطي اليأس حيث إن المعاق من يتمكن منه اليأس، أما الاحتياجات الاخرى فهي عدم التعدي على حقوقنا كمعاقين وأخذ مواقفنا التي خصصتها لنا الدولة وغيرها.• كلمة توجهها الى زملائك ؟ أقول لزملائي إن الانسان يستطيع أن يكون ناجحاً بحياته ولا يعيقه أي شيء إلا «اليأس» فذلك هو الحاجز بين الشخص والنجاح، كما أحثهم على المثابرة ببناء وطن عامر بالانجازات.من هو عبدالرحمن؟عبدالرحمن العازمي طالب جامعي في السنة الثالثة عضو في فريق مبتوري الاطراف، ولعب تنس طاولة وكرة قدم وسلة.رئيس لجنة ذوي احتياجات خاصة في كلية الشريعة 2014/ 2015 ويلقي ندوات تشجيعية للطلبة وكاتب وصحافي اكاديمي وطالب متفوق.محاضر عن الإعاقةاشتهر عبدالرحمن بأنه يلقي المحاضرات التشجيعية لزملائه الطلبة، وعن التجربة يقول: منذ أشهر ألقيت محاضرة في الجامعة العربية المفتوحة عن تجاوز العقبات، كما أنا معتاد على أن أحاضر لاصدقائي دائما عن أهمية النجاح، فحين بدأت المحاضرة تحدثت عن العزيمة وإذا غابت تعتبر اعاقة للانسان العاجز.المعاق من لا يملك العزيمةيرى عبدالرحمن أنه لا يعتبر نفسه معاقاً، ويقول: أنا خلقت هكذا أما المعاق من لا يملك العزيمة والارادة. لدي صديق تعرض لحادث وبترت رجله، فبدأت نفسيته تسوء الى أن حدثته أن «نعمة من الله يأخذ منه شيئاً وسيعوضه بشيء آخر» وبدأ يتأقلم وأصبح سباحاً ماهراً كل ذلك بالارادة والعزيمة.