البيوت والعملات والقلبان النادرة المكتشفة في «شرق» تؤكد ان نشأة الكويت تعود إلى 300 عام

«بهيته»... بانوراما كويتية تاريخية

تصغير
تكبير
سلطان الدويش:

مسرح روماني ومتحف مكشوف في القرية التراثية في 2018 لم نستعن بأي فريق أو مستشار أجنبي في أعمال التنقيب

خالد الرشيد:

القلبان لشخص يبيع الماء للسكان ومنها أتت أهزوجة «الصومالي باع كوته واشترى كوت ثاني»
باتت الكويت على أعتاب حجز مكان لها على خارطة السياحة الأثرية العربية والعالمية ودخول نادي السياحة العالمي بعد الاكتشافات المهمة الأخيرة لمستوطنات أحياء في منطقة «بهيته» في الكويت العاصمة والتي يبلغ عمرها نحو 3 قرون بعد نجاح فريق عمل مشروع التقنيات الأثرية التابع للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في اكتشاف مجموعة من الأحياء القديمة تحتوي على آثار نادرة منها عملات وخزف ومبان قديمة وجلبان مياه بالإضافة إلى آثار السور الثاني للكويت والتي تدل على انها نشأت منذ أكثر من 300 سنة مضت.

«الراي» استطلعت المكان والتقت المشرف العام ومدير إدارة الآثار بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور سلطان الدويش والذي ذكر ان «التنقيب عن الآثار بدء بموقع (بهيته) في مدينة الكويت العاصمة باعتبارها الدليل الأثري الوحيد والشاهد على نشأة مدينة الكويت القديمة ومن خلالها تمكنا من التعرف على طبيعة المجتمع وأسلوبه العمراني في بناء بيوت هذه المنطقة بالاضافة إلى ما تم العثور عليه من مواد وأدوات استخدمت من قبل ساكني تلك البيوت.


وأشار الدويش إلى ان«أولى عمليات التنقيب الأثري بمدينة الكويت بدأت العام 1987 في موقع (بهيته) وهو واقع تحت مبنى مكتبة البابطين للشعر العربي».

وتابع الدويش«ان في العام 2005 بدأ العمل مجدداً في موقعين آخرين ضمن المنطقة الواقعة في مشروع القرية التراثية بمنطقة شرق»لافتاً إلى ان«الآثار التاريخية التي عثر عليها تدل على ان المنطقة قد استوطنت بحدود القرن السابع عشر الميلادي بالاضافة إلى ان الحفريات في مدينة الكويت تمتاز بأنها تحوي تتابعاً طبقياً يمتد من القرن السابع عشر إلى منتصف القرن العشرين».

وعن الأهمية التاريخية للمنطقة قال الدويش إن«أهميتها تكمن في مرور سور مدينة الكويت الثاني بها ووقوعها ضمن القرية التراثية المقرر ان تكون معلماً سياحياً داخل مدينة الكويت».

وعن الصعوبات والعوائق التي واجهت فريق عمل مشروع التقنيات الأثرية كشف الدويش ان«عملية إزالة أحياء الكويت القديمة في فترة الخمسينات تسببت في تشويه معالم الطبقات الأثرية و وصل الأمر إلى ان بعض أرضيات المباني كانت على مستوى الجرف ولما أزيلت بالكامل لم يتبق حتى أساسها بالإضافة إلى ان إزالة الجدران الطينية ادت إلى انهيار جدران الطوب كما انه مع مرور الوقت والضغط الذي تعرضت له المنطقة بفعل تسوية الأرض تشكل ما يشبه الجدران الجديدة لذلك يصعب التمييز بين الجدران الأصلية والجدران المنهارة».

وأشار إلى ان«شق أسلاك الكهرباء تسبب أيضاً في تدمير بعض الجدران واختراق الآبار بالإضافة إلى ان هناك بعض الحفر القديمة وجدت في الموقع أدت إلى إزالة الجدران».

وبشأن خطة العمل في الموقع نوه الدويش إلى انه«جرى فتح جميع مساحة التل الأثري والكشف عن المعالم الحضارية لنشأة الكويت، كما تم جمع الصور الجوية التي التقطت للموقع في خمسينات القرن الماضي بالإضافة إلى دراسة المعالم التاريخية المحيطة به مثل المساجد القديمة والدواوين مع توثيق مراحل الحفر بأخذ ارتفاعات وأعمال الطبقات الأثرية وتسلسلها ورسم وتصوير جميع مراحل الحفر مع معرفة التنوع الحضاري للقطع الأثرية من خلال دراستها».

وذكر ان«المنطقة التي تم اكتشافها تمثل جزءاً من حي صغير يمر فيه شارع رئيس من جهة الشرق وشارع داخلي من جهة الغرب ويتكون هذا الحي من عدد من البيوت المتلاصقة التي مرت بعدد من الأدوات الحضارية موزعة بين القرن التاسع عشر حتى العام 1920 وما بعده».

وتابع«تم اكتشاف خمسة منازل بنيت من الحجارة البحرية والطوب ومسحت جدرانها بالجص وقد أدخل سكان هذه المنطقة الطابوق والأرضيات الاسمنتية وأرضيات الآجر والذي كان يستورد من العراق سابقاً وهو أشبه بالسيراميك في الوقت الحاضر كما عثر على آبار مياه مبنية بالحجارة البحرية وتنانير فخارية وأواني ورحى حجرية لطحن الحبوب وبورسلان صيني وبعض العملات الكويتية والهندية والعثمانية والفارسية القديمة».

وأشار الدويش إلى ان«موقع القرية التراثية يضم العديد من المباني التي تم ترميمها أخيراً مثل مبنى الارشاد الصحي وديوان ومسجد النصف الذي بني العام 1910 ومركز بيت ديكسون الثقافي ومسجد البحارنة الذي بني العام 1880 ومسجد أحمد عبدالله الذي بنى في 1910».

وأوضح ان«هذه المنطقة ستكون متحفاً مكشوفاً يحيطه مسرح روماني وسينضم للقرية التراثية والمتوقع الانتهاء منها وافتتاحها في العام 2018 وسيتم عرض جميع التحف والفخاريات التي تم اكتشافها بها بطريقة علمية حديثة لامتاع سياح وأهل الكويت».

وكشف ان«هناك مواقع أثرية أخرى في مدينة الكويت يتم التنقيب بها وسيعلن عن أي اكتشافات يتم العثور عليها».

ونفى«وجود أي فريق أو مستشار أجنبي مع الفريق الكويتي»،لافتاً إلى انه«تم توثيق جميع الاكتشافات في المنظمات الدولية واحتفظ بها في متحف الكويت».

بدوره قال الباحث في أصول مفردات اللهجة الكويتية خالد الرشيد ان«هذا الموقع مهم جداً نظراً للاكتشافات التي تم العثور عليها من بيوت وفخاريات وأدوات وقلبان مياه به».

وأوضح ان«الموقع شمل أكوات وهي مجموعة من القلبان تكون في مكان واحد ويشرف عليها شخص يبيع الماء للسكان ومنها أتت الأهزوجة الكويتية القديمة (الصومالي باع كوته واشترى كوت ثاني)».

ولفت الرشيد إلى انه «تم تدوين ما تم اكتشافه وسيصدر ضمن ملحق مع كتاب تاريخ الكويت والذي سيطرح بالمكتبات في أواخر مارس المقبل».

فريق التنقيب

? د. سلطان الدويش

(المشرف العام)

? الدكتور حامد المطيري

(رئيس الحفرية)

? سمية الخارجي

(باحث أول آثار)

? خلود العنزي (اختصاصي أحياء)

? تقوى الشواف

(ممارس أول مختبر طبي)

? دعاء الظاهر (كيميائي)

? أجين محمد

(باحث مبتدئ طبقات الأرض)

? فجر الحداد (مخطط مبتدئ جغرافي)
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي