الابن سر أبيه
عبدو ياغي يستكمل مسيرته من خلال ابنته بريجيت / 7
حنان الأب
بريجيت ياغي
الأسرة
| بيروت - من هلا داغر |
يحمل الابن - في بعض الاحوال - الكثير من سمات الاب، وبخاصة في المجالات الابداعية، سواء في الادب او الفن او حتى الرياضة، كما ان الابن من الممكن ان يكتسب بعض صفات الاب، من خلال حب وظيفة محددة، او الاندماج في هواية بعينها، وبهذه الطريقة ينطبق على المثل الذي يقول «ابن الوز عواد».
وقد يستمر الابن في تتبع خطوات والده في الحياة، من خلال المضي قدما في طريقه الذي قضى فيه الوالد سنوات، والالتقاء معه في سرية ذاتية ربما تتوافق في الكثير من اشكالها.
وفي حلقات «الابن سر ابيه» سنتوقف عند سير ابناء تتبعوا خطوات الآباء، فأبدعوا سواء في الفن او الأدب او الرياضة او الصحافة، من اجل الوقوف عند جوانب الابداع عند الاب والابن معاً.
عبدو ياغي اسم لمع في الغناء في لبنان وصدح في أعمال من توقيع الرحابنة وروميو لحود ورفيق حبيقة وغيرهم كثر. له إلى جانب الغناء مساهمات في أعمال مسرحية عدة. كان من الطبيعي أن تتأثر ابنته بريجيت بصوته وفنه فنقل إليها العدوى وغنت منذ صغرها إلى أن اشتركت في برنامج «سوبر ستار» ووصلت إلى النهائيات. ثم غنت وأطربت ورسخ صوتها في ذهن الجمهور.
عبدو ياغي حقق نجاحاً في مسيرته التي تعثرت بعد سنوات لظروف عدة. أما بريجيت فما زالت في بداية طريق فني تتلمسه بدعم وتشجيع من والدها الذي يرى فيها مسيرة تستكمل.
عن تجربة بريجيت يتحدث والدها المواكب لها بحماسة فيقول: «كوني فناناً، أديت دوراً في توجه ابنتي بريجيت إلى الغناء. فالفن في دمي وأعتبره رسالة مثالية وحضارية وثقافية جميلة. لذلك كنت دائماً أتمنى أن يتحلى أحد أولادي بالموهبة الفنية لأني أشجع عليها. لم أتردد قطّ حين اكتشفت أن بريجيت موهوبة. منذ صغرها لاحظت لديها موهبة الاستماع وطرح الأسئلة وحب الاستطلاع والمعرفة في الفن. لم يكن صوتها جميلاً في صغرها. كان خشناً إلى أن سمعتها في حفلة في المدرسة تغني أغنية للفنانة المعروفة سيلين ديون وأغنية لي تحت عنوان (ليلى يا بنت الناس)، وكانت يومها في الثانية عشرة من عمرها. تأثرت جداً بها. وسبق أن كانت هناك إشارات عدة تنبئ بأنها ستكون مغنية. كانت تصحح لي بعض الألحان وبعض كلام الأغنيات. في الثالثة عشرة من عمرها فاجأتني في إحدى المرات تغني لي أغنية (أرى سلمى بلا ذنب) وهو موال صعب. غنتها بأداء عالٍ جداً. اللفظ ومخارج الحروف والقفلة كانت ممتازة. بعدها صارت تغني للسيدة فيروز في المدرسة، إلى أن ظهر برنامج (سوبر ستار) على شاشة محطة (المستقبل). كانت بريجيت في السادسة عشرة من عمرها فاشتركت فيه بعد أن تم قبولها من بين آلاف المشتركين».
كانت هذه بداية الطريق وكانت في ظل منافسة شديدة بين المشتركين الذين تمت تصفيتهم في المراحل الأخيرة. وتقول بريجيت نفسها «هذه الفرصة أتاحت لي أن أبرز، وقطعت علي الكثير من الأشواط التي لولاها لما وصلت إلى ما أنا عليه الآن. «سوبر ستار» كان المحطة الأولى والبداية. قبله كان والدي يقول لي كلما كسبت حلقة واحدة من حلقات هذا البرنامج، كلما ربحت عشر سنوات في الفن. وضعت هذه النصيحة في رأسي وصممت على الأخذ بها. وهذه التجربة أكسبتني جرأة على المسرح وثقة عالية بالنفس وشخصية قوية. ومما جعلني أثق بنفسي أكثر هو كون والدي عبدو ياغي صاحب المسيرة الفنية المعروفة. صحيح لدي موهبة، ولكن حين يكون والدي صاحب خبرة طويلة في الفن تبلغ 30 سنة إلى جانبي، فهذا بالتأكيد أفادني جداً خصوصاً أنه في الفن لا يتعامل معي أني ابنته بل كأي شخص آخر. حين أرتكب خطأ يلفت نظري ولا يسايرني لأنه حريص على مسيرتي الفنية».
ويضيف الوالد أنها في برنامج «سوبر ستار» كانت الأصغر سناً بين المشتركين وكانت جريئة ومقدامة ولا تخشى الكاميرا. وتقول هنا بريجيت «حين كنت أظهر في البرنامج في تصوير مباشر، كنت، كي لا أشعر بالخوف، أقول دائماً في نفسي يجب أن أثبت أن والدي هو عبدو ياغي وأن صوتي جميل وأني سأصل إلى النهائيات. كنت الصغرى بين المشتركين وكنت في شخصيتي أجمع خصالا عدة. بعد ذلك الناس أحبوني في الأغاني التي غنيتها في (المستقبل) تحت عنوان (لعيونك). جعلت صورتي وصوتي يترسخان في ذهن الجمهور. من هنا لا أنكر فضل برنامج (سوبر ستار) ومحطة (المستقبل) في مسيرتي. لولا هذا البرنامج ربما كنت ما زلت في بداية الطريق. قطعت مسافة لا بأس بها، والناس ينتظرونني الآن في عمل خاص وقوي. الآن فرغت من تحضيره وتبقى بعض التفاصيل قبل ان أطرحه في السوق».
ويبدو أن بريجيت أخذت عن والدها أيضاً موهبة التمثيل. فإذا كان هو قد شارك سابقاً في مسرحيات عدة لكبار المخرجين المسرحيين اللبنانيين، فإنها للمرة الاولى مثلت دور البطولة في الفيلم السينمائي «بحر النجوم» مع الفنانين لطفي لبيب وسعيد صالح وكريم عبد العزيز إضافة إلى ضيوف الشرف في الفيلم وائل كفوري وهيفاء وهبي وكارول سماحة وأحمد الشريف ورويدا المحروقي.
دخلت بريجيت إلى المعهد العالي للموسيقى منذ ثلاث سنوات لدراسة الغناء الشرقي. إلا أن دراستها الجامعية حالت دون متابعتها. ولم تخرج عن إطار الفن في تخصصها الجامعي إذ تخرجت لتوها حاملة شهادة في التمثيل والإخراج.
عن والدها أخذت ميزة احترام الوقت والثقة في النفس والعزيمة الصلبة للاستمرار في الفن. «والدي صادف صعوبات جمة في مسيرته وظروفاً صعبة لم تتح له الاستمرار في الفن. لم يتول أحد إدارة أعماله. أنا تأثرت بهذه القوة والعزيمة اللتين يتصف بهما والدي، واكتسبتهما. إلا أن ما كان لصالحي هو وجود مدير أعمال لي. أمتلك طيبة قلب والدي ولكنني أعرف تماماً متى أستغل هذه الطيبة ومتى لا يمكن استغلالها. من هنا لا أريد أن أصل إلى المصير الذي وصل إليه أبي في الفن. تجربته كانت درساً لي. الحمد لله سمعته عالية وأفتخر بها. لكن الصداقة شيء، والعمل شيء آخر».
ويشير هنا عبدو ياغي إلى أن «ثمة فريق عمل يواكب بريجيت ويسهّل عملها، إضافة إلى المحطات الفضائية التي باتت اليوم في خدمة الفن، وهذه الأمور لم تكن متوافرة في أيامنا».
ويوضح أنه لا يختار لبريجيت الأغاني التي ستغنيها «ولكنني أقدم لها النصح. تمتلك حاسة سمع دقيقة جداً وتتابع كل ما يطرح من أغان على الساحة. في إحدى المرات قصدت مع مطربين كبيرين ملحناً لاختيار ألحان لها. أسمعنا 20 لحناً أعجبني منها اثنان. وقلت لبريجيت أن نقصد هذا الملحن لاختيار أغان، ولم أكشف لها عن اللحنين اللذين أعجباني. وللتأكيد على أننا نسير على الموجة نفسها، انتقت اللحنين اللذين اخترتهما أنا. وهذا دليل على أن توارد الأفكار لدينا هو نفسه. لا ننسى أنها نشأت على أغنيات الكبار أمثال سيد درويش وزكريا أحمد وأم كلثوم وفيروز ووديع الصافي والموشحات والقدود الحلبية. تغني بمهارة المواويل، الشروقي والبغدادي».
وتضيف بريجيت هنا أن «أدائي مثل أداء والدي. أتمثل به في الغناء على طريقته حين يغني لكبار الفنانين. أحب هذه الطريقة وأسعى دائماً الى أن أزيد عليها».
الا يخشى عبدو على ابنته في ميدان فني لم يعد نظيفاً كما كان في السابق؟ يجيب «لي ملء الثقة بها، وأنا بالتأكيد سأبقى إلى جانبها وأرافقها في كل حفلاتها وأسفارها. كما أن مدير أعمالها جان ماري رياشي حريص جداً عليها ويصر دائماً على مرافقتي أو مرافقة والدتها لها».
وتقول بريجيت هنا: «هذا الأمر يريحني جداً لا بل أشعر بالأمان مع والديّ، وخصوصاً حين أقدم حفلة غنائية. أكون متوترة بطبيعة الحال، وأحتاج إلى مساعدتهما في بعض الأمور. أحب أن يكون والدي إلى جانبي لمساعدتي في المسائل الفنية، أما والدتي فهي سندي في بقية الأمور».
وتقول بريجيت أن فيلم «بحر النجوم» فتح لها مجالات عدة أكان في السينما أم في التعامل مع ملحنين وشعراء في مصر والدول الخليجية. «هذا الفيلم زاد من ثقتي بنفسي، لأن الشركة المنتجة (بيبسي) شركة كبيرة، والنجوم ضيوف الشرف كبار في عالمنا العربي. الشركة أبلغتني أنها مؤمنة بموهبتي وتريدني أن أكون نجمة كبيرة. وهذا يحمّلني مسؤولية أكبر ويجعلني أثق بفني أكثر كي أستمر. لن أتوقف عند حدود فيلم (بحر النجوم) الذي كان حلماً بالنسبة لي وتحقق. حلمي تحقيق كل ما لم يتمكن والدي من تحقيقه. والدي يرى فيّ مسيرته التي لم يستطع إكمالها، وهو يستكملها من خلالي، ولا أريد أن أخيب أمله وأخذله.. حلمي أن أرفع اسم بلدي عالياً وأحقق اسماً وسمعة جيدة في الفن».
يحمل الابن - في بعض الاحوال - الكثير من سمات الاب، وبخاصة في المجالات الابداعية، سواء في الادب او الفن او حتى الرياضة، كما ان الابن من الممكن ان يكتسب بعض صفات الاب، من خلال حب وظيفة محددة، او الاندماج في هواية بعينها، وبهذه الطريقة ينطبق على المثل الذي يقول «ابن الوز عواد».
وقد يستمر الابن في تتبع خطوات والده في الحياة، من خلال المضي قدما في طريقه الذي قضى فيه الوالد سنوات، والالتقاء معه في سرية ذاتية ربما تتوافق في الكثير من اشكالها.
وفي حلقات «الابن سر ابيه» سنتوقف عند سير ابناء تتبعوا خطوات الآباء، فأبدعوا سواء في الفن او الأدب او الرياضة او الصحافة، من اجل الوقوف عند جوانب الابداع عند الاب والابن معاً.
عبدو ياغي اسم لمع في الغناء في لبنان وصدح في أعمال من توقيع الرحابنة وروميو لحود ورفيق حبيقة وغيرهم كثر. له إلى جانب الغناء مساهمات في أعمال مسرحية عدة. كان من الطبيعي أن تتأثر ابنته بريجيت بصوته وفنه فنقل إليها العدوى وغنت منذ صغرها إلى أن اشتركت في برنامج «سوبر ستار» ووصلت إلى النهائيات. ثم غنت وأطربت ورسخ صوتها في ذهن الجمهور.
عبدو ياغي حقق نجاحاً في مسيرته التي تعثرت بعد سنوات لظروف عدة. أما بريجيت فما زالت في بداية طريق فني تتلمسه بدعم وتشجيع من والدها الذي يرى فيها مسيرة تستكمل.
عن تجربة بريجيت يتحدث والدها المواكب لها بحماسة فيقول: «كوني فناناً، أديت دوراً في توجه ابنتي بريجيت إلى الغناء. فالفن في دمي وأعتبره رسالة مثالية وحضارية وثقافية جميلة. لذلك كنت دائماً أتمنى أن يتحلى أحد أولادي بالموهبة الفنية لأني أشجع عليها. لم أتردد قطّ حين اكتشفت أن بريجيت موهوبة. منذ صغرها لاحظت لديها موهبة الاستماع وطرح الأسئلة وحب الاستطلاع والمعرفة في الفن. لم يكن صوتها جميلاً في صغرها. كان خشناً إلى أن سمعتها في حفلة في المدرسة تغني أغنية للفنانة المعروفة سيلين ديون وأغنية لي تحت عنوان (ليلى يا بنت الناس)، وكانت يومها في الثانية عشرة من عمرها. تأثرت جداً بها. وسبق أن كانت هناك إشارات عدة تنبئ بأنها ستكون مغنية. كانت تصحح لي بعض الألحان وبعض كلام الأغنيات. في الثالثة عشرة من عمرها فاجأتني في إحدى المرات تغني لي أغنية (أرى سلمى بلا ذنب) وهو موال صعب. غنتها بأداء عالٍ جداً. اللفظ ومخارج الحروف والقفلة كانت ممتازة. بعدها صارت تغني للسيدة فيروز في المدرسة، إلى أن ظهر برنامج (سوبر ستار) على شاشة محطة (المستقبل). كانت بريجيت في السادسة عشرة من عمرها فاشتركت فيه بعد أن تم قبولها من بين آلاف المشتركين».
كانت هذه بداية الطريق وكانت في ظل منافسة شديدة بين المشتركين الذين تمت تصفيتهم في المراحل الأخيرة. وتقول بريجيت نفسها «هذه الفرصة أتاحت لي أن أبرز، وقطعت علي الكثير من الأشواط التي لولاها لما وصلت إلى ما أنا عليه الآن. «سوبر ستار» كان المحطة الأولى والبداية. قبله كان والدي يقول لي كلما كسبت حلقة واحدة من حلقات هذا البرنامج، كلما ربحت عشر سنوات في الفن. وضعت هذه النصيحة في رأسي وصممت على الأخذ بها. وهذه التجربة أكسبتني جرأة على المسرح وثقة عالية بالنفس وشخصية قوية. ومما جعلني أثق بنفسي أكثر هو كون والدي عبدو ياغي صاحب المسيرة الفنية المعروفة. صحيح لدي موهبة، ولكن حين يكون والدي صاحب خبرة طويلة في الفن تبلغ 30 سنة إلى جانبي، فهذا بالتأكيد أفادني جداً خصوصاً أنه في الفن لا يتعامل معي أني ابنته بل كأي شخص آخر. حين أرتكب خطأ يلفت نظري ولا يسايرني لأنه حريص على مسيرتي الفنية».
ويضيف الوالد أنها في برنامج «سوبر ستار» كانت الأصغر سناً بين المشتركين وكانت جريئة ومقدامة ولا تخشى الكاميرا. وتقول هنا بريجيت «حين كنت أظهر في البرنامج في تصوير مباشر، كنت، كي لا أشعر بالخوف، أقول دائماً في نفسي يجب أن أثبت أن والدي هو عبدو ياغي وأن صوتي جميل وأني سأصل إلى النهائيات. كنت الصغرى بين المشتركين وكنت في شخصيتي أجمع خصالا عدة. بعد ذلك الناس أحبوني في الأغاني التي غنيتها في (المستقبل) تحت عنوان (لعيونك). جعلت صورتي وصوتي يترسخان في ذهن الجمهور. من هنا لا أنكر فضل برنامج (سوبر ستار) ومحطة (المستقبل) في مسيرتي. لولا هذا البرنامج ربما كنت ما زلت في بداية الطريق. قطعت مسافة لا بأس بها، والناس ينتظرونني الآن في عمل خاص وقوي. الآن فرغت من تحضيره وتبقى بعض التفاصيل قبل ان أطرحه في السوق».
ويبدو أن بريجيت أخذت عن والدها أيضاً موهبة التمثيل. فإذا كان هو قد شارك سابقاً في مسرحيات عدة لكبار المخرجين المسرحيين اللبنانيين، فإنها للمرة الاولى مثلت دور البطولة في الفيلم السينمائي «بحر النجوم» مع الفنانين لطفي لبيب وسعيد صالح وكريم عبد العزيز إضافة إلى ضيوف الشرف في الفيلم وائل كفوري وهيفاء وهبي وكارول سماحة وأحمد الشريف ورويدا المحروقي.
دخلت بريجيت إلى المعهد العالي للموسيقى منذ ثلاث سنوات لدراسة الغناء الشرقي. إلا أن دراستها الجامعية حالت دون متابعتها. ولم تخرج عن إطار الفن في تخصصها الجامعي إذ تخرجت لتوها حاملة شهادة في التمثيل والإخراج.
عن والدها أخذت ميزة احترام الوقت والثقة في النفس والعزيمة الصلبة للاستمرار في الفن. «والدي صادف صعوبات جمة في مسيرته وظروفاً صعبة لم تتح له الاستمرار في الفن. لم يتول أحد إدارة أعماله. أنا تأثرت بهذه القوة والعزيمة اللتين يتصف بهما والدي، واكتسبتهما. إلا أن ما كان لصالحي هو وجود مدير أعمال لي. أمتلك طيبة قلب والدي ولكنني أعرف تماماً متى أستغل هذه الطيبة ومتى لا يمكن استغلالها. من هنا لا أريد أن أصل إلى المصير الذي وصل إليه أبي في الفن. تجربته كانت درساً لي. الحمد لله سمعته عالية وأفتخر بها. لكن الصداقة شيء، والعمل شيء آخر».
ويشير هنا عبدو ياغي إلى أن «ثمة فريق عمل يواكب بريجيت ويسهّل عملها، إضافة إلى المحطات الفضائية التي باتت اليوم في خدمة الفن، وهذه الأمور لم تكن متوافرة في أيامنا».
ويوضح أنه لا يختار لبريجيت الأغاني التي ستغنيها «ولكنني أقدم لها النصح. تمتلك حاسة سمع دقيقة جداً وتتابع كل ما يطرح من أغان على الساحة. في إحدى المرات قصدت مع مطربين كبيرين ملحناً لاختيار ألحان لها. أسمعنا 20 لحناً أعجبني منها اثنان. وقلت لبريجيت أن نقصد هذا الملحن لاختيار أغان، ولم أكشف لها عن اللحنين اللذين أعجباني. وللتأكيد على أننا نسير على الموجة نفسها، انتقت اللحنين اللذين اخترتهما أنا. وهذا دليل على أن توارد الأفكار لدينا هو نفسه. لا ننسى أنها نشأت على أغنيات الكبار أمثال سيد درويش وزكريا أحمد وأم كلثوم وفيروز ووديع الصافي والموشحات والقدود الحلبية. تغني بمهارة المواويل، الشروقي والبغدادي».
وتضيف بريجيت هنا أن «أدائي مثل أداء والدي. أتمثل به في الغناء على طريقته حين يغني لكبار الفنانين. أحب هذه الطريقة وأسعى دائماً الى أن أزيد عليها».
الا يخشى عبدو على ابنته في ميدان فني لم يعد نظيفاً كما كان في السابق؟ يجيب «لي ملء الثقة بها، وأنا بالتأكيد سأبقى إلى جانبها وأرافقها في كل حفلاتها وأسفارها. كما أن مدير أعمالها جان ماري رياشي حريص جداً عليها ويصر دائماً على مرافقتي أو مرافقة والدتها لها».
وتقول بريجيت هنا: «هذا الأمر يريحني جداً لا بل أشعر بالأمان مع والديّ، وخصوصاً حين أقدم حفلة غنائية. أكون متوترة بطبيعة الحال، وأحتاج إلى مساعدتهما في بعض الأمور. أحب أن يكون والدي إلى جانبي لمساعدتي في المسائل الفنية، أما والدتي فهي سندي في بقية الأمور».
وتقول بريجيت أن فيلم «بحر النجوم» فتح لها مجالات عدة أكان في السينما أم في التعامل مع ملحنين وشعراء في مصر والدول الخليجية. «هذا الفيلم زاد من ثقتي بنفسي، لأن الشركة المنتجة (بيبسي) شركة كبيرة، والنجوم ضيوف الشرف كبار في عالمنا العربي. الشركة أبلغتني أنها مؤمنة بموهبتي وتريدني أن أكون نجمة كبيرة. وهذا يحمّلني مسؤولية أكبر ويجعلني أثق بفني أكثر كي أستمر. لن أتوقف عند حدود فيلم (بحر النجوم) الذي كان حلماً بالنسبة لي وتحقق. حلمي تحقيق كل ما لم يتمكن والدي من تحقيقه. والدي يرى فيّ مسيرته التي لم يستطع إكمالها، وهو يستكملها من خلالي، ولا أريد أن أخيب أمله وأخذله.. حلمي أن أرفع اسم بلدي عالياً وأحقق اسماً وسمعة جيدة في الفن».