موجة الصقيع تسبّبت في تلف محاصيل العبدلي وتسجيل حالة غريبة للحلال

برد الكويت قتل الزرع وأرعف الإبل

تصغير
تكبير
المزارعون:

الصقيع قضى على محاصيلنا وسنطالب بتعويضات مادية

«الزراعة»:

لم نتلق شكاوى خسائر وأصحاب الحلال مسؤولون عن التدفئة

أهل الحلال:

للمرة الأولى نشهد نزيف الدم من أنوف الإبل بسبب البرد

متخصصون:

النباتات البرية لم تتأثر ودرجة الحرارة المعلنة تختلف عن المحسوسة
لم تشأ موجة البرد التي ضربت الكويت خلال الايام السابقة أن تغادر دون أن تترك آثارها التي ستبقى ماثلة لوقت، وإذا كانت أميركا قد لملمت جراحها جراء عاصفة ثلجية ضربت ولاياتها الشرقية مخلفة خسائر بشرية ومادية فادحة، فإن الكويت جردت خسائرها التي اقتصرت على محاصيل زراعية تضررت جراء الصقيع، وأمراض للإبل التي تعرضت لنزيف من أنوفها نتيجة البرد الشديد.

موجة البرد «الازيرق» أحضرت معها بعض الثلوج التي تمثل حالة نادرة في الكويت حيث غطت بر السالمي، وانتشرت معها مقاطع فيديو مضحكة أظهرت خفة دم الكويتيين الذين حولوا موجة البرد لعاصفة من النكات والضحك.


البرد تسبب في إلحاق أضرار في بعض المحاصيل الزراعية، بينما نجت النباتات البرية من الضرر. وكانت مزارع العبدلي أكثر ما تضرر نتيجة الصقيع وأصيبت المحميات والمحاصيل الزراعية بالتلف وموت المحاصيل التي تحولت إلى اللون الأسود كما لو أنها محروقة.

بالمقابل نفت الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية على لسان مديرها فيصل الحساوي ان تكون المحاصيل الزراعية تأثرت بانخفاض درجة الحرارة وأجواء الطقس الباردة التى تمر بها البلاد هذه الايام، مشيرا في تصريح لـ«الراي» إلى ان الهيئة لم تتلق اي شكوى رسمية من المزارعين بهذا الخصوص.

ومن جانبها قالت نائب المدير العام لقطاع الثروة الحيوانية بالهيئة العامة للزراعة هنادي بستكي ان «الثروة الحيوانية لم تتأثر بالبرد ولم نتلق شكاوى عن اي اصابات بهذا الخصوص» لافتة الى ان المحافظة على صحة الحلال تقع تحت مسؤولية صاحبها من خلال تأمين المكان الملائم لها وتوفير العمالة والطبيب والادوية لها.

واضافت ان «الهيئة مسؤولة عن الجواخير الرسمية ومن يملك صاحبها ملفا في هيئة الزراعة من خلال توفير احتياجاته ومراقبة عمله ومخالفته اذا لم يلتزم بالشروط، اما ما يخص اصحاب الحلال في البر وليس لديهم جواخير رسمية فان الهيئة توافر لهم الخدمات الطبية من خلال تلقي شكاواهم على الخط الساخن 1800018 او مراجعة قسم التقصي الوبائي والامراض المشتركة في فرع هيئة الزراعة في الفروانية في حال وجود اي مرض او وباء حيث يقوم فريق مختص بالكشف عن الحلال وعزله اذا ثبت وجود المرض كما حصل مع كرونا منذ سنتين بالاضافة الى تقديم الخدمات الطبية للحلال».

لكن رئيس جمعية المزارعين هادي الوطري أكد لـ«الراي» أن «موجة البرد تسببت في موت عدد من المحاصيل الزراعية وتسببت في موت الطماطم والبطاط والباذنجان وتسببت في خسائر كبيرة للمزارعين» لافتا إلى أن المتضررين سيلجأون إلى هيئة الزراعة للمطالبة بتعويض مادي نتيجة الخسائر التي تكبدوها. وأفاد الوطري بأن وفدا من المزارعين سيقوم خلال أيام بزيارة المسؤولين في هيئة الزراعة للمطالبة بتعويضات. من جانبه قال المزارع سالم مبارك العنزي أن مزرعته تعرضت لموجة قوية من الصقيع تسببت بموت المحاصيل التي احترقت نتيجة البرد الشديد.

في السياق نفسه قالت الباحثة في جمعية حماية البيئة موضي الدوسري لـ«الراي» إنها زارت أمس محمية اللياح لرصد وتوثيق النباتات البرية ووجدت النباتات البرية في أحسن حال ولم تتاثر بموجة البرد. وأشارت الدوسري إلى أن الربيع في هذا العام «ما يتطوف» وأظهر الكثير من النباتات البرية النادرة التي سيتم توثيقها ودراسة حالتها ورصدها بالصورة.

من جانبه قال صاحب حلال في بر السالمي يوسف الشويعر أن «موجة البرد القوية تسببت في نزيف الدم من أنوف الإبل، وهذا الامر يحصل للمرة الأولى، كما تسببت في موت النباتات البرية وأضرت كثيرا بالمراعي والمساحات الخضراء التي استبشرنا بها خيرا».

من جانبه قال خبير الارصاد الجوية محمد الانصاري ان «موجة البرد القادمة من المرتفع السيبري تراجعت وبدأت بالانحسار وستعود درجات الحرارة لطبيعتها حيث ستصل درجات الحرارة إلى 19 درجة مئوية في أوقات الظهيرة أما فترة الصبح فستصل إلى 4 درجات في المناطق المكشوفة وهذا يسمى برد الازيرق

وحول الفرق بين درجة الحرارة المعلنة والمحسوسة قال الانصاري ان «درجة الحرارة المعلنة تعكس درجة حرارة الهواء الساكن على ارتفاع نحو مترين عن سطح الأرض، ويكون جهاز الترمومتر في صندوق خشبي ينفذ من خلاله الهواء، ولا يتأثر بالرياح، ولا تصله أشعة الشمس، ولا يتأثر بحرارة سطح الأرض، فيقيس درجة حرارة الهواء المعلنة، ولا يقيس درجة الحرارة التي يحس بها جلد الإنسان، بينما المقاييس المتنقلة المحمولة والمكشوفة للهواء تُسجل درجة حرارة الهواء في حيز هوائي مكشوف للرياح».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي