حروف باسمة

ذهول...

تصغير
تكبير
حياة تتعدد فيها المشاهد والمناظر والصور وكل يوم يمر على الإنسان فهو ينظر إلى صور تُفضي إلى الفرح وأخرى تجعل القلب ينضح دماً، وتذهل العقل وتجعل الإنسان في حيرة إذا جلس يفكر بينهُ وبين نفسه.

تطرف يضرب الدنيا بأسرها يدّعون الإسلام ويأتون بضد مبادئه، يدعو الإسلام إلى الوحدة وهم يدعون إلى الفرقة. الدين الحنيف يجعل حرمة النفس عظيمة، وأن من يقتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً ومن يساهم في إحياء نفس فكأنما أحيا الناس جميعاً، وهم يتمادون في قتل الأبرياء وتشريد عباد الله وإخراجهم من ديارهم وأهليهم.


فمنهم من قتله الصقيع وهو عالق بين الحدود ومنهم من يبيت في خيام بالية، ينام على الأرض أطفاله، وقوتهم الفاقة البالية، وقد حُرموا من شرب اللبن فماتوا ولم يزل مسلسل التفجير قائماً في أنحاء الدنيا بأسرها في الطرقات والأسواق والمجمعات والسكك.

أتوا وفي قلوبهم حقد وحسد على الإنسانية بأسرها ولم يزل مسلسل تفجير المساجد في الجُمعات بين جموع المصلين الآمنين فيفجرونهم وهم راكعون وساجدون ومبتهلون إلى بارئهم.

وأن التفجير الأخير وهو الثالث الذي هز مساجد في محافظة الأحساء بالمملكة العربية السعودية أدمى قلوب المسلمين جميعاً.

حيث امتدت أيادي الحقد والعدوان إلى المصلين في مسجد الإمام الرضا - عليه السلام - وهم في خشوعهم ودعائهم، فجروا ذلك المسجد وزهقوا أرواح أبرياء فالصبر والابتهال إلى المولى العلي القدير للشهداء بالمغفرة والرضوان ولأهليهم وذويهم بالصبر والسلوان ولجميع الحاقدين الذين لا يتمنون للإسلام الخير ويريدون أن يدفعوا بالأمم من أوج تقدم وازدهار وكرامة إلى أتون الذل والتأخر والتقهقر والويل والدمار الويل والثبور.

فلابد أن تدور الدوائر على جميع الحاقدين والذين يريدون بالإنسانية الدمار والتشتت والتأخر حتى تحل الفوضى بدل الاستقرار والخوف والفزع بعد الاطمئنان.

نسأل الله ألا يحقق أهدافهم وأن تتوحد القلوب الرحيمة والأنفس الهادئة والعقول الراجحة كي تقي الإنسانية من شرورهم.

وصدق الله العظيم إذ يقول في محكم كتابهِ الكريم:

«ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي