رواده رفضوا مقترح إلغائه واستثمار موقعه في عرض الإبداعات الشبابية

سوق الجمعة... هل يمكن الاستغناء عنه ؟!

تصغير
تكبير
الفيلكاوي: نحن متقاعدون ... ويريدون إلقاءنا في الشارع !

الشواف: ما المشاريع الشبابية التي تستدعي هدم السوق ؟!

مصطفى محمد: نقل السوق لمكان آخر «بهدلة» وخراب بيوت

تقي: السوق قاتل الغلاء

سبتي: تغيير النشاط يعني عمالة سائبة و«فيزا» مضروبة

الدخيل: فلينشئ «إعادة الهيكلة» قرى للشباب

محيي الدين: ساحة مقابلة للسوق تصلح للمقترح

خلف حمود: المقترح دعاية إعلامية

خالد العنزي: السوق جزء لا يتجزأ من تراث الكويت
لأنه سوق ذو طبيعة «تراثية خاصة»، ويستفيد منه أصحاب بسطات وبائعون وعمال وحمالون وسائقو سيارات النقل وزبائن، يشكل سوق الجمعة منظومة «عنقودية» لتيسير الأرزاق، تتنافى - من وجهة نظر المستفيدين منه - مع ما ستكون عليه الحال إذا ما أصبح مكانا لعرض المشروعات الشبابية «الجادة» التي تمثل أفرادا وإن كانت ذات أهمية كبيرة في تحقيق التنمية على المدى الطويل.

من أجل ذلك، أسقط الافراد ذوو الصلة بالسوق ونشاطاته، خلال تصريحاتهم لـ «الراي»، المثل القائل «يعمر ساقية ويخرب طاحونا» على مقترح برنامج إعادة هيكلة القوى العاملة والجهاز التنفيذي للدولة القاضي بتحويل سوق الجمعة مكانا لابداعات الشباب ومشاريعهم الصغيرة، معربين عن صدمتهم من هذا المقترح «الغريب»، والذي تتوافر سبل كثيرة لتحقيقه بغير الإضرار بـ «منظومة الأرزاق»، وفي ما يأتي التفاصيل:


رفض صاحب البسطة حسن الفيلكاوي اقتراح برنامج إعادة هيكلة القوى العاملة جملة وتفصيلا وقال «اننا صدمنا من هذا التصريح الغريب من رئيسه، وسؤالنا له: وين نروح؟ هل تريد قطنا بالشارع؟».

وذكر الفيلكاوي «ان معظم المستثمرين بالسوق متقاعدون ملتزمون بقانون سوق الجمعة ونطلب الرزق دون كسر للقانون وتعتمد غالبيتنا في البضائع الجديدة على الاستوك والانتيكات اما المستعمل فلا يعمل به إلا البعض، ونسدد ثمن ايجار البسطات من جيوبنا الخاصة لا بدعم من احد او مجانا».

وأوضح ان «الاقتراح ازعج جميع الباعة في السوق ونطالب بايصال صوتنا لأصحاب الرأي والحكمة»، مستطردا: «إن كلامنا ليس محاربة للشباب او مشاريعهم الصغيرة وكان الاولى قبل طرح المقترح ان يحضر المسؤولون الى السوق صيفا ليجدونا نعمل في ظروف الحر الشديد والرطوبة العالية».

وذكر ان «سوق الجمعة أصبح معلما من معالم الكويت وشيئا يميزها ولا اتوقع ان احد الزبائن يؤيد هدمه او نقله»، لافتا إلى ان «مشاريع الشباب مكانها ارض المعارض وتجربة القرية الرملية تبين مدى اهمال مشاريع الشباب التي هدمت خلال 4 أشهر من تركها ولا يعلم بها احد الآن اما سوق الجمعة فلو تسأل صغيرا يدلك عليه لأنه اصبح معلما تراثيا، وهدمه خراب لبيوتنا ودمار للسوق».

ويلتقط الدلال ابوعلي الشواف طرف الحديث، فيقول «انني عملت بمهنة الدلالة منذ قديم الازل بهذا السوق وقت ان كان ساحة ترابية قبل ان يتم تنظيمه من قبل شركة سوق الجمعة واصبحت جزءا منه ولا يمكنني اليوم تغيير مهنتي او مكان دوامي بعد كل هذا العمر، ومنذ تنظيم السوق من قبل الشركة لم تعد هناك معاناة لا من البائعين ولا الزوار في ظل بيئة جيدة ومكان مفتوح التهوية للتسوق بعيدا عن صخب الشوارع».

واضاف: «اذا كان هناك مقترح بدعم الشباب فأهلا به لكن سوق الجمعة بكبره لا يمكنه استيعاب الاعداد الكبيرة من الشباب الكويتي اي انه لن يفي بالغرض الذي جاء به المقترح فهو يمكنه استيعاب 100 او 1000 شاب مثلا، فماذا عن الاعداد المتبقية مقارنة بأعداد المتقاعدين المستثمرين في السوق؟ ثم ما تلك المشاريع الشبابية التي تستدعي الضرب بالسوق والمنتفعين منه عرض الحائط ؟».

وبين أن «سوق الجمعة اصبح معلما من معالم الكويت وشيئا يميزها، ولو سألت اي زبون لرفض فكرة هدم السوق او انتقاله او تحويله الى نشاط آخر لأنه مول تجاري كبير في الهواء الطلق بعيدا عن الاجواء المغلقة كما أن أسعاره رخيصة».

اما البائع مصطفى محمد الذي يعمل ببيع استوك الالعاب والاواني المنزلية فاستهل كلامه بالتساؤل: «اذا ارادوا تحويل مسار سوق الجمعة فإلى اين نذهب نحن؟ وما البديل؟ ولماذا لا ينشئون موقعا مشابها للسوق لأصحاب تلك المشاريع؟ هذا السوق اعتدنا عليه ونعمل به منذ ان وطئت اقدامنا هذا البلد لما يزيد على 15 عاما واصحاب البسطات بالاساس مواطنون يعمل لديهم او بمشاركتهم وافدون وفي كلتا الحالين هناك بيوت وأسر ستشرد عند تطبيق هذا المقترح».

وقال مصطفى «حتى لو كان هناك اقتراح بتعويض السوق بمكان آخر بديل عنه على غرار شبرة الشويخ التي نقلت الى سوق الفرضة بالصليبية فهذا سيكون بمنزلة خراب بيوتنا وستخسرنا زبائننا الذين اعتادوا من سنوات قديمة الحضور الى المكان إذ يعرفون أماكننا ويحفظونها عن ظهر قلب».

وأضاف: «ان موقع سوق الجمعة مميز وتقع بالقرب منه اماكن آهلة بالسكان مثل حولي والفروانية وخيطان والخالدية واليرموك والشويخ ما وفر زبائن للسوق اما مسألة اغلاقه او نقله فإنها مرفوضة من قبل مستثمري السوق وحتى من الزبائن انفسهم بعد ان اعتادوا على هذا المكان الذي يتواجد به كل ما يمكن ان تفكر الاسرة في شرائه جديدا كان او مستعملا، ما يتناسب مع الغني والفقير».

أما صاحب بسطة الاغراض المستعملة وسيم عزوني فبادر «الراي» بقوله «تعالوا صوروني للذكرى كي يعلم الاحفاد ان هناك مكانا قديما في الكويت كان اسمه سوق الجمعة»، في اشارة منه الى علمه بالمقترح وتخيله هدم السوق بالفعل.

وقال عزوني «ساءنا ما قرأناه عن مقترح تحويل السوق إلى مكان لابداعات الشباب»، مقترحا «تجربة الأمر في البداية لعرض ابداعات الشباب في الايام التي لا يعمل بها السوق وهي الاحد والاثنين والثلاثاء لأن اكثر من نصف السوق يكون خاليا من الزبائن الذين يأتون غالبا من عطلة نهاية الاسبوع وحتى يوم السبت»، لافتا الى انه «يمكن ان تكون الايام المخصصة للشباب مجانا ولنا برسوم كما هي الحال حاليا».

وشدد صاحب بسطة ادوات توليد الكهرباء والاضاءة حسين تقي الذي كان على عجالة من امره بسبب سفره الى دبي لجلب بضائع استوك على رفض مقترح تحويل السوق الى مكان لابداعات الشباب، مضيفا «ليس اعتراضا عليهم بل اعتراض على محاربتنا في رزقنا»، مؤكدا ان «سوق الجمعة هو قاتل الغلاء لأنه يوفر سلعا جيدة بثمن مناسب».

وقال تقي «ان هذا المقترح سيتسبب بضرر المواطنين المتقاعدين ويخرب بيوتهم وحينها لن يصبح سوق الجمعة المميز بطابعه وشكله ومواعيده ولو ارادت الحكومة تعويضنا بمكان آخر للسوق فلن يزوره اي زبون لأنه شيء مختلف وبالتأكيد سيكون على غرار المجمعات والمولات التجارية».

وعلق محمود سبتي صاحب بسطة بالقول: «اننا لجأنا لسوق الجمعة كي نفتح بيوتنا من ناحية ومن ناحية اخرى نقضي وقت فراغنا بعد ان تقاعدنا وقمنا بدورنا تجاه ابنائنا وليس مفترضا ان تقوم الدولة بمحاربتنا في اكل عيشنا بهذه المقترحات».

واعتبر أن مقترح تحويل المسار الاقتصادي لسوق الجمعة «يعني تشريد آلاف العمال ومئات الاسر الكويتية، هل المطلوب منهم ان يتحولوا إلى لصوص؟»، لافتا إلى أن «تحويل انشطة السوق الى كشك شبابي يعني ان هناك آلاف الفيز المضروبة التي ستأتي بجنسيات من كل مكان وستجد سعوديين وعراقيين ينافسون المواطنين المستثمرين بالسوق، وكان الاولى من برنامج اعادة الهيكلة ان يقوم بدوره بأن تكون الاولوية في الوظائف للمواطنين ونحن مواطنون ولسنا من بلد آخر، والمشهد المتوقع هو أن يتكرر مسلسل شبرة الخضار حينما استولت على كل المواقع شركات واجرتها لعمال على كفالتها»، متحديا امكانية تطبيق المقترح «كون السوق تديره شركة وفق عقد «بي او تي» لمدة 25 عاما ويتعارض مع مقترح اعادة الهيكلة».

واستغرب خليفة الدخيل - صاحب بسطة - دور برنامج اعادة الهيكلة «الذي يركز على المهن الحرفية للشباب وله ان يقرر انشاء مدينة حرفية متكاملة خاصة بهم على غرار قرى الخريجين في مصر لا ان يهدموا سوقا ويأتوا مكانه بمشاريع وسلع جديدة قد لا تناسب إلا فئات معينة غالبا ما ستكون من الطبقة الغنية لا الفقراء بدلا من ان يساهموا في تطويره».

وعلى صعيد الزبائن، رفض محمد محيي الدين فكرة إلغاء سوق الجمعة وقال «الاولى ان يساهموا في توسعته وان ارادوا لمشاريع الشباب مكانا، ففي الناحية الاخرى ساحة تناسب المشروع المقترح وهناك اماكن اخرى غيرها»، مضيفا «اننا اعتدنا على هذا السوق الذي يخدم شريحة هائلة من المواطنين والوافدين وقد تجد اشياء فيه نادرة او مستغربة تناسب الفقراء والاغنياء».

وأيد خلف حمود كلام سابقه، مستغربا طرح هذه الفكرة، مستبعدا تطبيق المقترح الذي يعتبر «على سبيل الدعاية الاعلامية».

وعبر خالد العنزي عن استيائه من فكرة طرح استبدال سوق الجمعة بمشاريع شبابية وقال «ان هذا السوق الوحيد الارخص في الكويت، ونحرص على التسوق منه خاصة في الامور التي تخص البر، فأنا تعودت منذ نعومة اظافري ان ازوره وان كان بشكل غير دائم».

وشدد على ان «السوق اصبح جزءا لا يتجزأ من تراث الكويت سواء في شكله الحالي او السابق او موقعه ويناسب الجميع ويستحق تسميته سوق الفقراء بحسب غالبية الزبائن، حيث يمكن شراء اي شيء منه بأي ثمن».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي