طاقمها يحتفل بالذكرى الـ 25 لـ «عاصفة الصحراء»

المدمرة «يو إس إس سبرووانس» شنّت أول ضربة بصواريخ «توماهوك» ضد صدام حسين

u0623u0641u0631u0627u062f u0645u0646 u0637u0627u0642u0645 u00abu0633u0628u0631u0648u0648u0627u0646u0633u00bb u062eu0644u0627u0644 u0627u0644u062au0626u0627u0645 u0634u0645u0644u0647u0645 u0627u062du062au0641u0627u0644u0627 u0628u0627u0644u0630u0643u0631u0649 u0627u0644u0633u0646u0648u064au0629 u0627u0644u0640 25 u0644u0640 u00abu0639u0627u0635u0641u0629 u0627u0644u0635u062du0631u0627u0621u00bb
أفراد من طاقم «سبرووانس» خلال التئام شملهم احتفالا بالذكرى السنوية الـ 25 لـ «عاصفة الصحراء»
تصغير
تكبير
«الضربة العسكرية الجراحية» أسهمت منفردة في تحويل دفة حرب تحرير الكويت ذات السيادة
في أغسطس 1990، أبحرت المدمرة «يو اس اس سبرووانس» من ميناء مدينة مايبورت الساحلية التابعة لولاية فلوريدا، وعلى متنها مجموعة «يو اس اس ساراتوغا» القتالية متوجهة في مهمة عسكرية نظامية، وكان ذلك بعد مرور أيام قلائل على اجتياح صدام حسين لأرض دولة الكويت.

ولأن المدمرة كان لديها إذن بتسريع رحلتها، فإنها لم تتوقف إلا عند مضيق جبل طارق، ثم انطلقت سريعا حتى اقتربت من قناة السويس.


ولدى اقترابها فعلياً من مدخل قناة السويس المؤدية جنوباً، تلقت «سبرووانس» أوامر بأن ترسو وأن تبقى في عرض مياه البحر الأبيض المتوسط. فلقد طرأ آنذاك هاجس لدى مخططي الدفاع في البنتاغون، مفاده أن «سبرووانس» كانت منصة إطلاق صواريخ «توماهوك» الوحيدة المتبقية في البحر المتوسط، وأن الجيش الأميركي قد يحتاجها في حال قرر الزعيم الليبي معمر القذافي أي تحرك من جانبه.

وعندما انتهت المهلة (التي مُنحت آنذاك لصدام حسين كي ينسحب من الكويت) بتاريخ 15 يناير 1990 وتحولت عملية «درع الصحراء» إلى «عاصفة الصحراء»، كانت المدمرة سبرووانس وأفراد طاقمها المدربون جيداً متلهفين ومتحمسين للقيام بدورهم. لكن سرعان ما سيطرت مشاعر الرهبة على أفراد الطاقم عندما تواردت اليهم أنباء عن أن المدمرة الأميركية الزميلة «يو اس اس فيليباين سي» قد شرعت فعلياً في الاستعداد لإطلاق صواريخ «توماهوك» من على متنها في عرض البحر الأحمر.

بدا آنذاك أن المفاوضات الديبلوماسية الرامية إلى الحصول على حق تحليق الصواريخ الأميركية عبر الأجواء السورية كانت تسير ببطء، وهو الأمر الذي كان يعني تقليص إمكانية توجيه ضربة بصواريخ توماهوك انطلاقاً من البحر المتوسط. لكن أخيراً، وبعد مرور أسبوع تقريباً، جاءت الموافقة السورية، وعند ذلك أصدر قائد المدمرة بيل غيركن، أوامره بالبدء في التحضير لتوجيه ضربة في منتصف نهار 22 يناير 1991.

وبعد إطلاق سلسلة من صواريخ توماهوك العملاقة، التي يطلق عليها الجنود لقب «سجق سلاح البحرية الحار»، ارتدى طاقم المدمرة ملابسهم القتالية كاملة إيذاناً ببدء حرب تحرير الكويت أو عملية «عاصفة الصحراء».

في ذلك اليوم المصيري، كانت المدمرة «سبرووانس» مبحرة برفقة قطع بحرية أخرى من بينها الطراد «يو اس اس فيرجينيا» الذي يعمل بالطاقة النووية وكان يحمل على متنه صواريخ موجهة، والغواصة «يو اس اس بيتسبيرغ. وعندما أطلقت «فيرجينيا» صاروخين دفعة واحدة، فإن «سبرووانس» أتبعت ذلك بصاروخين آخرين، ثم أطلقت الغواصة «بيتسبيرغ» صاروخين من تحت الماء.

وفي كتابه الجديد الذي صدر أخيراً تحت عنوان «عاصفة الصحراء في عرض البحر: ما قامت به البحرية الأميركية حقاً»، يشير مؤلفه مارفن بوكرانت إلى أن «صاروخاً واحداً من بين تلك الصواريخ الستة وصل إلى هدفه الذي كان مصفاة نفط عراقية. ورأى المؤلف أنه بالنظر إلى مستوى كفاءة أفراد طاقم المدمرة»سبرووانس«، فإن من المرجح جداً أنها كانت مصدر ذلك الصاروخ الذي أصاب هدفه بدقة ودشن ضربة مهمة على طريق الحرية، إذ ان صدام حسين أعلن في اليوم التالي مباشرة عن بدء تقنين توزيع الوقود على العراقيين، وهو الأمر الذي جعل أفراد طاقم المدمرة الرهيبة يشعرون بالفخر عن استحقاق، إزاء الإسهام الذي قدموه إلى المجهود الحربي الأميركي».

وبعد مرور أسابيع قليلة، اجتازت المدمرة «سبرووانس» قناة السويس، ثم رست في شمال البحر الأحمر، حيث عكف فريق عمليات خاصة على تقديم الدعم والمساندة لـ «عمليات الاعتراض البحري»، إلى أن تم إعلان وقف إطلاق النار.

وبعد مرور 25 عاما على ذكرى انطلاق عملية «عاصفة الصحراء» التي حررت الكويت من الاحتلال العراقي، التأم ثانية شمل عدد من أفراد طاقم المدمرة «سبرووانس» على متنها، خلال رسوها قبل يومين على سواحل موطنها الأصلي في مدينة «مايبورت» بولاية فلوريدا، حيث احتفلوا تخليدا لذكرى «الضربة العسكرية الجراحية» التي أجمعوا خلال احتفالهم، على أنها «أسهمت منفردة في تحويل دفة الحرب التي انطلقت لتحرير دولة الكويت ذات السيادة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي