يومان من الأيام عشناها كسائر الأيام... نتعلم منها ونستفيد من إيجابياتها ونعمل على تقويتها سلوكياً.
كان ذلك بين يومي 15 و 16 يناير 2016 في القاهرة حيث وقفت متحدثا في ورشة عمل نقلت ما أعانني الله عليه حول موضوع «أهمية دور القيادة الأخلاقية في تحسين أداء المؤسسات» وكان الحضور من كبار القياديين.
لم أركز على القيادة بل وضعت جل اهتمامي على أهمية تغيير النمط الثقافي للمجتمعات كمدخل لتغيير السلوك المعمول به من خلال غرس مفاهيم وثقافة ومعتقدات جديدة منبثقة من أساس مجتمعاتنا المسلمة بالفطرة.
الله عز شأنه يقول في محكم تنزيله «وما أنزلت عليك القرآن لتشقى» وهذا القول من رب عظيم فيه دلالة واضحة على أن القيم الإسلامية ( عدل? مساواة? حسن الظن? التغيير الإيجابي? الأمانة? الصدق? والاحترام... إلخ ) صالحة لكل زمان ومكان ليس كما يدعي البعض من التيارات الأخرى.
ونحن عندما نكتب هنا فمهمتنا ينصب تركيزها على تنوير جموع القراء من الكويت وخارجها حيث إن الثقافة مفاهيمها مشتركة وأغلب السلوكيات متقاربة في المنهجية وإن اختلفت الحدود الجغرافية.
كانت هناك الكثير من الرسائل التي تصلنا بعضها عبر الإيميل والبعض الآخر إما في رسالة نصية أو اتصال صوتي... بعضها سلبي ينم عن حالة التشاؤم التي تولدت لدى المعلق وبعضها إيجابي.
سأكتفي بالتعليق الإيجابي بتوجيه الشكر لكل من أخذ من التفاؤل منهجا له... والسلبي نحاول توضيح الحاجة في تحويله إلى إيجابي قدر المستطاع و «ما على الرسول إلا البلاغ»!
وأذكر هنا حديث الدكتور هاني باحويرث من السعودية وهو متخصص في «الكوتشنج» الإداري والقيادي خلال دورة ألقاها للزملاء في إحدى المؤسسات الكويتية عن مقال لنا بعنوان «الغباء العاطفي» والذي ختم بعبارة «إنفخ يا شريم.. قال ما من برطم» وكان التركيز حول النضوج الانفعالي لإدارة الأزمات... فكل الشكر له وعلى تعليقه.
وصاحب التعليق الإيجابي الثاني فهو من الزميل عبد الحميد منصور المزيدي صاحب ابتكار ومبادرة تأسيس سوق الكويت للأوراق المالية عام 1959... والذي مع بالغ الأسف لم يجد التقدير الرسمي والمؤسسي وهذا من وجهة نظري فيه من القصور في بعد النظر الشيء الكثير فشخص بمقام المزيدي يستحق التكريم.
القصد من هذا المقال? إننا نتلقى السلبي والإيجابي من أحبتنا وكلّه خير.. ومتى ما شاءت الفرصة لتوضيح السلبي الممكن تداركه وتحويله إلى إيجابي فيجب علينا من باب أخلاقيات العمل في صحافة الرأي الكويتية أن نذكره وأتمنى من المعنيين هنا العودة إلى الحقّ وبسط مساحة من التقدير للزميل عبدالحميد المزيدي ولو أنها متأخرة لكن العودة للحق وإن تأخرت خير من ألا تأتي أبدا.. وقس على هذا كثيرا من الموهوبين والمبدعين ممن تجاهلتهم مؤسساتنا الرسمية والاجتماعية.
زبدة الكلام? يجب أن نتحلى بالنفس الإيجابي وألا نبني انطباعاتنا على ما ينقل من وكالة «يقولون» والعودة إلى الحق والسلوك القويم أفضل بكثير من المضي في تيه التصورات السلبية.. والله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi