ربيع الكلمات

المغربية خديجة ...من لاجئة إلى «رئيسة»

تصغير
تكبير
في حادثة هي الأولى من نوعها تم انتخاب المغربية خديجة عريب المزدوجة الجنسية بين المغرب وهولندا من قبل مجلس النواب الهولندي رئيسة له، وهذه الحادثة هي أحد الأمثلة على تسامح المجتمعات الغربية مع بقية الأعراق والجاليات خاصة أبناء المهاجرين.

وقد ولدت المغربية «خديجة عريب» في إحدى ضواحي مدينة سطات، القريبة من العاصمة الاقتصادية للمغرب، وهاجرت إلى هولندا وكان عمرها 15 عاماً كي تلتحق بأسرتها، وهي من مواليد 1960، ودخلت عالم السياسة مبكرا إلى أن التحقت بالبرلمان سنة 1998 ضمن لائحة ممثلي حزب العمل الهولندي، من أبرز اهتماماتها القضايا التي تخص المرأة، ودرست علم الاجتماع، وعملت وتدرجت في مجموعة من المناصب ذات الصبغة الاجتماعية.


وشن الحزب المعارض لها من حزب الحرية، كونها المرأة المهاجرة الأولى تتولى هذا المنصب غداة انتخابها وبسبب جنسيتها المغربية، ويقول المعارضون بأن توافر المسؤول السياسي على جنسيتين قد يشكك في ولائه لهولندا وفي تأثره ببلده الأصل، ولكن مع ذلك أنه ليست خديجة عريب وحدها في البرلمان من تعود أصولها إلى دول أخرى، هناك 11 نائبا في البرلمان من أصول أجنبية، حتى داخل الأحزاب اليمينية. مع العلم أن الرباط لا تسمح لمواطنيها بالتخلي عن جنسيتهم في حال حصولهم على أخرى. ولكنها استطاعت على التأقلم والاندماج في المجتمع الهولندي وردت على منتقديها وقالت لهم: «أنا أقوم بعملي بكل بساطة». وتعد خديجة، ثاني شخصية من أصل مغربي، تصل إلى منصب مرموق في هولندا، بعد أحمد بوطالب عمدة مدينة روتردام.

ووفرت بلدية هولندا لها دروسا باللغة، وبعد ذلك قامت بمساعدة اللاجئين المغاربة الباحثين عن مكان وحياة كريمة، وتتركز اهتمامات خديجة على محاربة العنصرية والتمييز، وقطاع الصحة لاسيما الرعاية الصحية للنساء المغربيات والتركيات. وانجازاتها كبيرة في مجال خدمة النساء المهاجرين والمضطهدين والاستماع لشكواهم وتخصصي موظفين في سفارة هولندا بالمغرب وتركيا للاستماع لهم وإيجاد حلول لهم.

وتقول عريب لقد «اكتشفنا أن القوانين الهولندية كانت غير عادلة في ما يتعلق بالنساء المهاجرات ولا تكرس المساواة إلا بالنسبة إلى الهولنديين». فبدأت مع أخريات العمل لإقناع رجال السياسة الهولنديين أن المساواة بين الرجال والنساء مسألة إنسانية ومن حقوق المواطنة ولا علاقة لها بالأصول. وحين صارت نائبة، قامت على عمل تشريعات ساعدت في تحسين أوضاع المهاجرات، وعملت لمكافحة العنصرية والتمييز والتصدي للعنف الأسري.

المجتمعات الغربية استطاعت أن تواجه مشاكلها الداخلية عن طريق التسامح والبناء الديموقراطي الكثير من المطبات والمنعطفات، وهذا يعتبر من أفضل الخيارت المتاحة، حيث ان التبادل بالكلمات والاختلاف خير من أي وسيلة أخرى، كيف لمجتمعات كانت تتقاتل قبل 50 عاماً وجاءت اليوم وعملت اتحاداً مشتركاً تحت اسم «الاتحاد الأوربي»، إنها حقا تستحق التأمل...

نحن كمجتمعات عربية اليوم في أمس الحاجة للوحدة ونشر بذور التسامح والتعايش وتقبل الآخر، مهما كانت انتماءاتهم أو أعراقهم، وهذا الأمر يتطلب شجاعة وسموا على النفس، ويجب أن نفكر كيف نعيش مع بعض فلدينا الكثير من القواسم المشتركة وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا.

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي